كتَّاب إيلاف

السعودية واستثمارات فرنسا

الرئيس الفرنسي خلال جولته في منطقة «الحِجر» التاريخية في العُلا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من واقع المكانة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية وفرنسا على جميع المستويات في هذا العالم، حظيت زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة بصدى واسع إقليمياً وعالمياً، وهي في الوقت نفسه ليست محل شك أو تجاهل. فالبلدان يسعيان بكل جد لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار الدولي.

فالسعودية وفرنسا تحتفظان بتاريخ عريق من العلاقات السياسية والدبلوماسية، خلق نوعاً من الانسجام والتطور على مرّ السنوات بين البلدين فيما يخص العمل المشترك والتفاهم الدائم حول كثير من القضايا التي تهم البلدين وتهم محيطهما. هذا الدور الكبير جعل السعودية كدولة متقدمة تنشد التطور والازدهار ضمن الدول المهمة، بل هي اليوم العمود الفقري في المنطقة لحجم التأثير السياسي والاقتصادي.

اليوم تدرك فرنسا وغيرها من دول العالم المكانة التي وصلت إليها السعودية، مما جعل الكثير من دول العالم يسعون جاهدين لأن يكون لهم دور مشترك مع السعودية في كثير من المجالات. فالنهضة التي تشهدها المملكة تكشف للعالم حجم التطلعات والطموحات. وكما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منتدى الاستثمار السعودي - الفرنسي، الذي عقد في العاصمة الرياض لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع باريس، بأنَّ السعودية اليوم تشهد مرحلة جديدة ومختلفة من جميع النواحي.

ولعلَّ الجوانب الاستثمارية والاقتصادية ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها السعودية في المستقبل، بدليل عدد رجال الأعمال الفرنسيين الذين حضروا مع الرئيس الفرنسي في زيارته ورافقوه في جولته في السعودية.

اليوم، السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، لديهم خطط واضحة تهدف للارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية على جميع المستويات الدولية.

إن ما يلفت انتباه المراقبين السياسيين هو حجم الثقة المتبادلة بين السعودية وفرنسا، والتي نشأت منذ سنوات طويلة، وخاصة في الجوانب الأمنية وسبل التعاون فيما يخص مقاتلات رافال. ويبقى العنوان الأبرز والأهم هو توقيع مذكرة تفاهم بشأن تشكيل مجلس شراكة استراتيجية بين الحكومة السعودية والفرنسية.

إقرأ أيضاً: نتنياهو… لا يريد السلام!

في هذه الزيارة المهمة بتوقيتها وملفاتها، أمور كثيرة جرى التفاهم عليها، من ضمنها الملف اللبناني الذي خرج لتوه من صراع إقليمي. وكلا البلدين كانا يوليان هذا الملف كل اهتمام، ويسعيان في الاتجاه نفسه لإيقاف إطلاق النار مع التركيز على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يتفق عليه جل اللبنانيين. كما لم يغفل الطرفان السعودي والفرنسي ما يحدث في فلسطين، وتحديداً غزة وحجم المآسي فيها، والذي ينتظر فيه الجانب السعودي من الجانب الفرنسي دعم موقف الرياض الداعي إلى تحالف دولي من أجل حل الدولتين.

إقرأ أيضاً: الطريق إلى أميركا

مثل هذه الزيارات الكبيرة والعميقة يبقى تأثيرها في القضايا السياسية والاقتصادية مهماً وإيجابياً من كل النواحي، متى ما كانت لغة الحوار واضحة ومرتبطة بمصالح البلدين أولاً وبالمصالح العامة ثانياً. والمتابع للعمل السياسي والدبلوماسي السعودي يتضح له دون أدنى شك مدى حرص الحكومة السعودية على كل ما فيه تعزيز لأواصر السلام في العالم، وبأن السعودية دولة سلام منذ لحظات تأسيسها حتى يومنا هذا، وهي دائماً ما تنشد الاستقرار العام لكل دول العالم، وإعطاء البشرية مزيداً من فرص العمل والبناء.

السعودية أكثر دول العالم مشاركة في كل مبادرات السلام، وتساهم بشكل فعال في ترسيخ مبادئ السلام في كل مكان من هذا العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف