طريقي
انتخابات لبنان... كي لا تكون المقاطعة الصوت الأصوب!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلال الاجتماع الوزاري العربي في الكويت عام 2009 قال وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل إنَّ "العالم العربي يمر بفترة المراهقة السياسية".
تذكّرت موقف حكيم الدبلوماسية العربية، مع ارتفاع منسوب السجال في لبنان حول الانتخابات النيابية المقبلة، وانجرار البعض بقوة الدفع الطائفي نحو مواقف قديمة جديدة مكشوفة.
اليوم، التراشق السياسي يستعر على محور "الصوت الاغترابي" المنتشر حول العالم. يا لسخرية القدر، تناسى لبنانيو الداخل، كل اللبنانيين، سنوات الذل، ويصدّقون الآن أن الطبقة السياسية الحاكمة تهتم للبنانيي الاغتراب!
هي حالة تتجاوز واقع "المراهقة السياسية"، وتعيدنا إلى مستنقع وهم الإلغاء، وهو التعبير المجرّب مع كل انطلاقة انتخابية.
على المجاميع اللبنانية أن تعي بأنه في اختلاف القوى السياسية على الصوت الاغترابي جامعٌ مشترك، وهو أن تصبّ الأصوات، أينما كانت، في صندوق المنظومة التي أثبتت تلاحمًا وصمودًا بالرغم من هول المتغيرات المحلية والإقليمية.
ثمّة من يرى أنه مع كل استحقاق انتخابي تراهن معظم القوى السياسية على إكسير الحياة الذي يوفّره صندوق الاقتراع. تتفق معظم المجاميع الشعبية على أن قوى الأمر الواقع في لبنان في حالة موت إكلينيكي، لكنها تفتقد البديل. وثمّة من يرى أن جزءًا أساسيًا من تفاهم المنظومة يعتمد على تغييب البديل. أولم نقل سابقًا إن لبنان يفتقد رجالات دولة، لا رجالات طوائف تتحصّن خلف مكاسبها.
صحيح أن في لبنان قوى سياسية، وهي قليلة جدًا، تؤمن بلبنان الجامع الواحد، تتعايش مع الحالة المرضية السياسية المنتشرة في أركان النظام، فالديمقراطية نبتة تريد بيئة وتربة صالحة للحياة، وهذا ما لا يتوفّر حتى الآن. لكن الرهان أيضًا على هذه القوى المؤمنة بلبنان الجامع في أن تستغل الأوضاع الإقليمية والدولية، والمساهمة في وضع إطار دولة مؤسسات. النضال الحقيقي يكون على جبهة تجيير المتغيرات الدولية لبناء نواة وطن كل اللبنانيين.
في تقدير أوساط سياسية فإنه "واهم من يراهن على تغيير ما في الانتخابات النيابية المقبلة، والحالة المرضية في لبنان ربما تحتاج إلى دواء المقاطعة. مقاطعة صناديق إحياء المنظومة شعبيًا، على أمل أن يصل صوتٌ لبناني واحد للعالم يقول: أوقفوا قوافل الهجرة، نريد كرامة العيش في وطننا".
هناك مقولة شهيرة للإمام علي بن أبي طالب: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرًا سيفه". لقد ذاق المواطن اللبناني كل ألوان الذل، وجلّ ما هو مطلوب منه إشهار كلمة "لا".
من هذين الحرفين يبدأ التغيير.