إنتخابات لبنان: إتهامات متبادلة وتأكيدات متضاربة بالفوز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نسبة الإقتراع بلغت حتى بعد ظهر اليوم 40%
إنتخابات لبنان: إتهامات متبادلة وتأكيدات متضاربة بالفوز
بيروت الثانية: إقبال "جيد" لمعركة حسمت قبل سنة
الجنوبيون يشاركون بكثافة في الانتخابات اللبنانية إستفتاء على خيار المقاومة
الإقبال الكثيف يؤخر عملية التصويت في لبنان
عون يحدد هدفه 35 نائباً وخصومه يتوقعون له 16 فقط
المتنيون منقسمون بين لائحة عون وقوى 14 آذار
1200 مغترب استقدمهم التيار العوني في البترون
مغتربون لبنانيون يتدفقون على نفقة أحزابهم للإقتراع
بيروت، وكالات: مع مرور ساعات النهار واقتراب موعد إغلاق صناديق الاقتراع في لبنان، بدأت القوى السياسية المتنافسة تعمل على خطين متوازيين، الأول يعتمد على إشاعة أجواء تشير إلى "تأكدها من الفوز"، في حين يرتكز الخط الثاني على توجيه تهم إلى الأطراف الأخرى بممارسة تجاوزات قانونية. ففي حين أعرب النائب مصطفى علوش، الذي ينتمي إلى قوى الغالبية النيابية "14 آذار" عن ثقته بفوز التحالف الذي ينشط من خلاله بأكثر من 55 في المائة من مقاعد البرلمان، اعتبر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أحد قادة قوى المعارضة "8 آذار" أن الانتخابات هي "استفتاء حول خط المقاومة وخط الوحدة الوطنية والتحرير"، وذلك بعد الإدلاء بصوته.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود ان نسبة المقترعين في الانتخابات النيابية التي تجري اليوم الأحد بلغت حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي 40% بينما كانت بلغت طوال يوم الانتخابات النيابية عام 2005 بحدود 45%. وقال بارود في مؤتمر صحافي في بيروت ان نسبة المقترعين تراجعت بعد الظهر. وردا على سؤال عن الشكاوى من الانتظار ساعات للوصول الى الاقتراع، قال ان ذلك كان عائدا الى ارتفاع نسبة الاقتراع صباحا في بعض المناطق والتي وصلت الى 18%.
وتوقع بارود إعلان نتائج الانتخابات رسميا ظهر يوم غد الاثنين، مشيرا الى ان "الماكينات" الانتخابية للمرشحين يمكن ان يكون لديها نتائج غير رسمية لهذه الانتخابات في ساعة متأخرة من مساء اليوم او فجر غد الاثنين. ومن المقرّر ان تغلق أقلام الاقتراع أمام الناخبين عند الساعة السابعة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، على ان يسمح للذين داخل حرم أقلام الاقتراع، بممارسة عملية الانتخاب بعد إغلاق الصناديق. وأبدى بارود ارتياحه لسير العملية الانتخابية، مضيفا ان الاشكالات الامنية التي حصلت لم تكن تدعو الى القلق. والبارز في مراكز الاقتراع السنية في بيروت، تعدد الشكاوى على خلفيات مذهبية في أقلام الاقتراع، وذلك بسبب اتهامات لعدد من رؤساء الأقلام والعناصر الأمنية (الذين ينتمون إلى طوائف أخرى) بعرقلة انسيابية العملية الانتخابية.
غير أن هذه الشكاوى دفعت عدداً من نواب تيار المستقبل، صاحب الحضور القوي في مراكز الاقتراع، إلى زيارة تلك المراكز وعقد لقاءات مع القائمين عليها. بالمقابل، كانت وسائل الإعلام المقربة من القوى المعارضة تشير إلى أمور مماثلة يتعرض لها ناخبون مسيحيون وشيعة في دوائر لا يتمتعون فيها بحضور شعبي كبير. ولوحظ في مراكز الانتخاب انتشار المراقبين اللبنانيين والدوليين الذين تابعوا العملية الانتخابية، وفي حين فضل المراقبون الأجانب عدم التحدث بانتظار انتهاء العملية الانتخابية، قال مراقب لبناني، طلب عدم ذكر اسمه، بانتظار صدور التقرير الرسمي عن الهيئة التي ينتمي إليها إن المخالفات المسجلة حتى الساعة "عادية."
وأوضح أنها تتعلق بفقدان بعض الأسماء أو وجود نشاطات انتخابية حول مراكز الاقتراع، ورفض المراقب تأكيد ما تردد حول وجود رشى على نطاق واسع، مكتفياً بالإشارة إلى تسجيل بعض الحالات التي يتم التحقيق فيها. أمنيا، شهدت بعض المراكز الانتخابية إشكالات محدودة، تراوحت بين التدافع والتضارب، غير أن الحوادث الأبرز في هذا الإطار تمثلت في حصول إشكال بعد إدلاء النائب الشيعي في قوى "14 آذار" باسم السبع، بصوته في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تشكل منطقة نفوذ لحزب الله وقوى "8 آذار."
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فقد تدخلت قوة من الجيش وعملت على حل الإشكال. ونقلت الوكالة أيضاً أن المعابر الحدودية الرسمية بين لبنان وسوريا شهدت، "حركة نشطة على متن باصات باتجاه الأراضي اللبنانية" في إشارة إلى دخول أعداد من المجنسين الذين يعودون لأصول سورية ويحملون جنسية لبنانية مُنحت لهم خلال فترة الوجود السوري في لبنان.
وتقدّر أعداد هؤلاء بعشرات الآلاف، وتتبادل القوى المتنافسة في الانتخابات الاتهامات باستقدامهم للتصويت لهذا الطرف أو ذاك. ويتوافد اللبنانيون بكثافة منذ ساعات الصباح الأولى إلى مراكز الاقتراع في ظاهرة هي الأولى من نوعها منذ عقود، حيث تزدحم أمام المراكز طوابير طويلة من الناخبين في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة في انتخابات تشريعية "مشحونة" بين المعارضة، بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وإيران، والموالاة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والغرب.
وقد دعا الرئيس الأميركي الأسبق والحائز على جائزة نوبل للسلام، جيمي كارتر، الولايات المتحدة الأميركية الأحد إلى العمل والتعاون مع الفائز في الانتخابات اللبنانية العامة، أياً كان، كما حض السعودية وإيران على الاعتراف بالنتائج، في وقت أشارت فيه تقارير إلى حصول عمليات تشويش على شبكة الهاتف الجوال جنوب لبنان مصدرها إسرائيل. وتأتي هذه الدعوة من جانب كارتر إلى الإدارة الأميركية، وسط تحليلات تفيد باحتمال فوز تحالف المعارضة "8 آذار" الذي يقوده حزب الله، الذي تصنفه واشنطن، بوصفه حركة إرهابية، في الانتخابات التي انطلقت صباح الأحد على حساب قوى الغالبية النيابية الحالية "14 آذار" بقيادة تيار المستقبل.
ويصوت في انتخابات لبنان حوالي ثلاثة ملايين و257 ألف ناخب، يتوزعون على 26 دائرة انتخابية. ويتولى 11 ألفا و332 موظفا إدارة 5181 قلما في 1753 مركز اقتراع. وقد وصل إلى لبنان وزير النقل الأميركي، راي لحود، للمشاركة في مراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية وليؤكد دعم الحكومة الأميركية للبنان.، ولحود هو من أصل لبناني، وكان قد زار لبنان مرات عدة كعضو في الكونغرس الأميركي. وقد عينه الرئيس أوباما وزيرا للنقل منذ يناير/كانون الثاني 2009.
وأدلى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، الذي تتهمه المعارضة بالتنسيق مع قوى "14 آذار" في عدد من الدوائر التي يغلب عليها الطابع المسيحي حيث قال إن الديمقراطية "نعمة يجب أن نحافظ عليها، وهذه نعمة يتميز فيها لبنان في الشرق الأوسط." ونفى سليمان دعم أحد من المرشحين، ودعا إلى استمرار الحوار بين القوى اللبنانية بعد الانتخابات، غير أنه لفت إلى أن انعقاد طاولة الحوار "مرهون بنتائج الانتخابات حتى يحضر رئيس الحكومة المقبل" معتبراً أن الوحدة الوطنية ستكون عنوان الحكومة الجديدة التي ستنبثق نتيجة للانتخابات.
وفي دوائر جنوب لبنان، حيث مراكز الثقل الانتخابي لحزب الله، أشارت تقارير إلى حصول عمليات تشويش أثرتفي شبكة الاتصالات الخلوية. وقد أصدر مكتب وزير الاتصالات اللبناني، جبران باسيل، بياناً قال فيه إنه بحث مع وزارة الخارجية إمكانية رفع شكوى ضد إسرائيل "لما في الأمر من اعتداء على السيادة الوطنية، ومن شبهة في توقيته في مرحلة الانتخابات النيابية والتأثيرات الممكنة لذلك."
وتأتي هذه الانتخابات وسط حالة من الترقب و"حبس الأنفاس" استعداداً لما ستسفر عنه "المعركة الانتخابية"، حيث سيتحدد مستقبل الخيارات السياسية لبيروت خلال الأعوام الأربعة المقبلة من القضايا الاقتصادية وصولاً إلى الموقف من المحاور الدولية. فمنذ مساء الجمعة، أقفرت الشوارع في بيروت باستثناء بعض المواكب السيارة لمناصري القوى المختلفة، الذين استفادوا من "الفرصة الأخيرة" قبل وقف الحملات الانتخابية، في حين شهدت ساعات الصباح إقبالاً منقطع النظير على المتاجر لتخزين الأطعمة خوفاً من "الأسوأ" الذي اعتاد مطاردة اللبنانيين لسنوات.
وأعلنت معظم المحلات التجارية أنها ستغلق أبوابها حتى الثلاثاء، بانتظار إعلان النتائج الرسمية، خشية سيناريوهات مقلقة تفترض حصول صدامات بين التيارات المتصارعة، إن أظهرت النتائج توجهات غير محسوبة. كما تغلق المدارس والجامعات الرسمية والخاصة في لبنان، مع تحويل عدد منها لمراكز انتخابية وانصراف موظفيها إلى شغل منصب رؤساء أقلام تلك المراكز. وشهدت محلات بيع الخضار والمواد الغذائية ازدحاماً خانقاً اعتباراً من الجمعة، قبل أن تنفد بضائعها تقريباً بحلول صباح السبت بسبب الإقبال الشديد من السكان على ما يعرف بـ"التموين."