مسلحون يسيرون دوريات خارج مطار سيمفروبول
وزير الداخلية الأوكراني يتهم روسيا بعملية اجتياح في القرم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اتهم وزير الداخلية في الحكومة الاوكرانية الانتقالية ارسين افاكوف الجمعة القوات الروسية بـ"الاجتياح المسلح والاحتلال" بعدما سيطر مسلحون ليل الخميس الجمعة على مطارين في شبه جزيرة القرم احدهما عسكري. وكتب افاكوف في صفحته على فيسبوك "اعتبر ما جرى بمثابة اجتياح مسلح واحتلال".
كييف: يقوم رجال باللباس العسكري يحملون رشاشات كلاشنيكوف بدوريات خارج مطار سيمفروبول في القرم، عازمين على صد اي قوميين اوكرانيين قد يسعون للدخول الى عاصمة شبه الجزيرة الواقعة جنوب اوكرانيا والتي تشهد توترات انفصالية شديدة.
وفي داخل المطار يتمم الركاب في هدوء كل الاجراءات للصعود على متن اولى رحلات النهار المتوجهة الى موسكو وكييف. غير انه لا يعرف في الوقت الحاضر ان كانت الرحلات المقررة الى سيمفروبول ستتمكن من الهبوط بدون مشكلات في عاصمة منطقة الحكم الذاتي حيث احتلت وحدات كومندوس الخميس مقري البرلمان والحكومة المحليين ورفعت فوقهما العلم الروسي.
يعمل بشكل طبيعي
واكد مسؤول في ادارة المطار ان "المطار يعمل بشكل طبيعي" فيما رفض مسؤول في جهاز الامن الرد على الاسئلة.
ومن المستحيل الاقتراب من الرجال العشرة الذين يقومون بالحراسة عند مشارف المطار، وهم يعتمرون خوذات وبعضهم يضع قناعا يخفي نصف وجهه، وجميعهم يحملون شارة سوداء عند اعلى ذراعهم الايمن، ولا يمكن بالتالي معرفة الجيش او التنظيم المسلح الذي ينتمون اليه.
لا تعليق!
وحين يطرح السؤال على ناشطين موالين لروسيا يقفون الى جانبهم باللباس المدني يعتمرون قلنسوات ولا يحملون اي سلاح ظاهر، يكتفون بالقول "لا تعليق". ويجمع الناشطون على القول لوكالة الصحافة الفرنسية "اننا متطوعون" و"نحن هنا للحفاظ على النظام" و"جئنا خلال الليل" الى المطار.
وقال احدهم يدعى فلاديمير (46 عاما) يرتدي سترة مرقطة وعرف عن نفسه على انه ضابط سابق في الشرطة متحدثا باسم المجموعة "نحن موجودون هنا لمنع هبوط طائرات تقل فاشيين او راديكاليين قادمين من غرب اوكرانيا".
واضاف "سنبقى هنا طالما ان ذلك ضروريا، وسنتناوب مع فرق اخرى". واكد اخر يدعى فاديم وهو مهندس شاب انه ليس "متطرفا" وقال "نحن هنا للحفاظ على النظام العام، اننا لا نعرقل شيئا. لكن ان جاءت العصابات القومية، فسوف نقاتلها. سنجد اسلحة ان احتجنا اليها".
وقال رجل وامرأتان جالسون داخل المطار في انتظار رحلتهم المتوجهة الى موسكو انهم يجدون "من الطبيعي" انتشار هؤلاء "الجنود".
وفي محطة سيمفروبول للسكك الحديد على مسافة 12 كلم تقوم مجموعة من خمسة شبان بذرع احد الارصفة لـ"منع" وصول "متطرفين" من مناطق اوكرانيا غير الناطقة بالروسية، بحسب ما اوضح احدهم قائلا "نقوم بذلك منذ الاحد" غداة اقالة البرلمان الاوكراني الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
ويخيم الهدوء في محطة القطارات حيث يمكن رؤية بعض الاشخاص نائمين في انتظار قطارهم فيما يرتفع العلم الاوكراني فوق الواجهة. غير ان سائق سيارة اجرة يقول ان العلم ما زال مرفوعا "في الوقت الحاضر".
اجتياح روسي
وعلى مقربة في وسط المدينة يضرب الشرطيون وآليات للشرطة طوقا محكما حول حي البرلمان والحكومة غداة تجمع مئات الناشطين امام مقر الجمعية رافعين اعلاما روسية وهاتفين "روسيا روسيا". وسيطرت وحدة كومندوس مؤيدة لروسيا صباح الخميس على المبنيين. وبعد بضع ساعات صوت البرلمان في جلسة مغلقة على تنظيم استفتاء في 25 ايار (مايو) لتوسيع الحكم الذاتي في القرم واقالة الحكومة المحلية.
واتهم وزير الداخلية في الحكومة الاوكرانية الانتقالية ارسين افاكوف الجمعة القوات الروسية بـ"الاجتياح المسلح والاحتلال" اثر سيطرة المسلحين على مطارين في القرم احدهما عسكري. وتابع "انه استفزاز مباشر لحمام دم مسلح على اراضي دولة ذات سيادة. الامر لم يعد من صلاحيات وزارة الداخلية بل من صلاحية المجلس القومي للامن والدفاع".
وقال ان "وحدات مسلحة تابعة للاسطول الروسي تطوق" مطار بلبيك القريب من مدينة سيباستوبول حيث "يوجد عسكريون وحرس حدود اوكرانيون". واضاف انه "في الخارج هناك عسكريون بلباس مرقط ومسلحون بدون شارة خاصة لكنهم لا يخفون انتماءهم. المطار لا يعمل" مشيرا الى انه "ليس هناك في الوقت الحاضر مواجهات مسلحة".
وكانت القرم في البدء جزءا من روسيا في اطار الاتحاد السوفياتي، قبل ان يتم الحاقها باوكرانيا عام 1954. وهي ما تزال تأوي الاسطول الروسي في البحر الاسود في منطقتها التاريخية، في مدينة سيباستوبول المطلة على البحر.