أخبار

حزب المالكي يمسك بالرئاستين وخصومه يتزاحمون على وراثة طالباني

الرئيس العراقي يواصل رقاده السريَ بمباركة الخصوم

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ أن نُقل الرئيس العراقي جلال طالباني إلى العاصمة الألمانية للعلاج اختلطت حبال السياسة في العراق بسعي الخصوم إما الى تقلّد منصبه لاحقاً أو ممارسة مهامه حالياً أو إضعاف حزبه الذي تعصف به الانشقاقات منذ غيابه.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يتفق أرباب الصراع السياسي في العراق على إطالة ابتعاد الرئيس جلال طالباني عن مشهد الصراع الذي كان يشكل فيه فوهة إطفاء الحرائق التي يشعلونها كسباً للإنتصار في معركتهم الدموية على المناصب.وقد ساعدهم كثيراً تدهور صحة الرئيس، بل قيل إنه داخل في مرحلة موت سريري منذ تضارب الأخبار وتناقضها عن حقيقة موته من بقائه على قيد الحياة.فلكل كتلة سياسية مصلحتها في إطالة رقاد طالباني، فكتلة رئيس الوزراء "دولة القانون" ترى أن أفضل ما فعله طالباني هو مواصلة غيابه عن المنصب الذي يشغله نائبه خضير الخزاعي، المقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي فملكت كتلته الرئاستين الأولى (رئاسة الوزراء) تقترح القوانين والأخرى (رئاسة الجمهورية) تصادق عليها بعد مرورها الشكلي في مجلس النواب شبه المعطل. حسبما صرح به مقرب من رئيس الوزراء العراقي لإيلاف.ورئاسة الاقليم ترى في غياب طالباني خلخلة كبيرة وإضعافًا في جبهة خصمها في الاقليم وباتت هي الآمرة الناهية المتحكمة في مقاليد الامور في الاقليم شبه المستقل عن المركز ويحقّق لها غياب طالباني زيادة مساحة نفوذها في المركز، وتسويق بارزاني بديلا عنه كزعيم لكورد العراق بتسريبات عن ترشيحه رئيسا للبلاد بعد انتهاء رئاسة طالباني، التي يقضي أشهرها الاخيرة مختفياً في منطقة مبهمة بين الحياة والموت، مستفيدة من مواصلة انشقاقات الاتحاد الوطني الكردستاني بعد ابتعاد خليفة طالباني الذي كان متوقعاً ان يشغل منصبه عن الحزب برهم صالح، ليبقى بارزاني الاكثر مقبولية كردياً في زعامة الكرد إن لم يتمكن من نيل منصب رئيس البلاد، ليقترب من جهود كل من رئيس الوزراء المالكي بالسعي لزعامة الشيعة ورئيس مجلس النواب النجيفي لزعامة السنة في العراق.فالقائمة العراقية (متحدون) و(الوطنية) وعمادهما من السنة العرب، يرون في غياب طالباني تصحيحًا للمعادلة في الحكم العراقي، الذي يجب أن يكون منصب الرئاسة فيها للسنة العرب الذين لم يتفقوا إلى الآن على زعيم سياسي لهم يمكن أن يتقدم بقوة ليكون بديلاً عن طالباني، تاركين البت بالأمر نهاية إلى ما بعد الانتخابات التشريعية نهاية نيسان المقبل، مستغلين الوقت قبلها لإقناع الاطراف الخارجية والداخلية بمسعاهم لمنصب الرئيس، حيث لم تغب هذه القضية عن مباحثات رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفيفي إيران والولايات المتحدة ودول الخليج، وفق ما يقول مقربون منه. وقد سبقت الجميع زوجة الرئيس السيدة هيرو إبراهيم، بزيارة إلى طهران لم يفصح عن تفاصيلهاحيث كانت معلومات أشاعت عن دعم طهران تكليفها منصب طالباني حتى انتهاء ولايته، لكن تسريبات بينت أن الإيرانيين طلبوا من زوجة الرئيس ابقاء المنصب باسم طالباني، ودعمهم الابهام في حقيقة تعافيه من عدمه، وهو ما يخدم الايرانيين أكثر حيث يعد نائب الرئيس خضير الخزاعي مقرباً جداً من طهران وهو يمارس اليوم مهام الرئيس، وفق تلك التسريبات. لا معلومات أكيدةالمعلومات من بغداد ومن عاصمة إقليم كردستان أربيل ومن معقل الرئيس طالباني في السليمانية شحيحة شحة بصيص الضوء في العملية السياسية العراقية الآخذة في التدهور كتدهور صحة الرئيس الراقد في مكان سري من العاصمة الالمانية برلين بعد نقله من المستشفى الذي دخله قبل اكثر من عام فلم يعثر عليه من حاول زيارته من بعض قادة حزبه "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يشهد أزمة صحية كبرى تناغمت مع تدهور صحة زعيمه.كل القادة الكرد يتهربون من اللقاءات الصحافية اليوم خشية صفعهم بالسؤال عن صحة الرئيس طالباني الذي كان قد وصل إلى المانيا للعلاج بعد إصابته بجلطة دماغية في شهر كانون الاول من عام 2012.وكان وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أصدر بيانا يفيد أن الطالباني (79 عاما) موجود في المانيا يعالج في مستشفى تشاريت في برلين.وقال فسترفيله "يمكنني أن أؤكد أن الرئيس العراقي الطالباني موجود في ألمانيا للعلاج". وأضاف "اتمنى له شفاء تاماً وعاجلاً".ثم انغلق جناح علاج الرئيس طالباني بوجه الضيوف الا أسرته المكونة من زوجته هيرو إبراهيم وولديه بافيل وقباد ويضيف البعض إليهم ابن أخيه جنكي طالباني، مع المقربين من رجال حمايته كاتمي أسرار البلاط.العبارة التطمينية التي عادة ما يطلقها الساسة الكورد وزوجة الرئيس بوجه الصحافيين اللجوجين "صحة الرئيس مستقرة وتشهد تحسنا كبيراً" باتت محل تندر لدى المواطنين الكورد، التي تأخذهم الاشاعات يمنة ويسرة دون تصريح واضح أو بيانات دورية لأنصاره وللشعب العراقي ككل.كذلك غاب عن الإعلام محافظ كركوك طبيب طالباني الخاص، نجم الدين كريم الذي أوكلت إليه التصريحات بشأن صحة الرئيس.حتى رئيس الاقليم مسعود بارزاني الذي زار ألمانيا مؤخراً أصدر مكتبه بياناً يوحي بزيارته طالباني، لكن دون تفاصيل واضحة سوى تلك العبارات التطمينية التي تؤكد عدم تمكنه من زيارة زميله ورئيسه وغريمه في الوقت ذاته . فقد جاء في بيان رئاسة الاقليم أن "رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني اطلع عن قرب على صحة الرئيس العراقي جلال الطالباني في مدينة برلين في ألمانيا"، مبينة أنه "أعرب عن أمله بتحسن صحته". انتظار وإشاعاتفي فترة الانتظار هذه، تعلو احيانا إشاعات قصيرة العمر عن موت الرئيس طالباني ما تلبث أن تخبو بسبب افتقارها للأدلة مثل أخبار قرب عودته لممارسة مهامه الرئاسية.إحدى هذه الاشاعات دفعت لفيفاً من أتباع السيد مقتدى الصدر إلى الاستفتاء منه، قبل أن يعتزل الحياة السياسية، عن صحة طالباني والأنباء التي تشير إلى وفاته في رسالة حيث اكتفى الصدر بعبارات ساخرة "المهم الرئيس صار من الحزب الحاكم، خلي يفرح الشعب العراقي" مع علامات تعجب كثيرة داعياً الله الى حفظ حياة النجيفي رئيس البرلمان العراقي.ووسط إلالحاح وصيحات التساؤل عن سبب كتمان حقيقة صحة الرئيس العراقي نشرت فضائية كرد سات في (11 كانون الاول 2013) صوراً قالت إنها للرئيس جلال الطالباني مع عقيلته، قالت إنها التقطت له يومي السادس والثامن من كانون الاول 2013 اثناء زيارة عقيلته له في المانيا. لكن تلك الصور أظهرت الرجل خائر القوى نحيلاً أخذ منه المرض مأخذاً كبيراً لن يعيده لمواصلة عمله كرئيس للبلاد.
مخالفة دستوريةيخص الدستور العراقي منصب الرئيس بأكثر من مادة بينها 66 و67 و73 و75 التي تنص على مهامه باعتباره أبرز أعمدة السلطات التنفيذية، ويمثل سيادة البلاد ورمزها ويصادق على القوانين ويصدر عفوا خاصاً ويسهر على تطبيق الدستور الذي خالفه مجلس النواب باختفاء رئيس الجمهورية الطويل، حيث تنص المادة 75 ثانياً منه على: "يحل نائب الرئيس محل رئيس الجمهورية عند غيابه" والفقرة ثالثا من المادة ذاتها نصت على أن نائب الرئيس يحل محل الرئيس عند خلو المنصب لأي سبب كان. وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما من تاريخ الخلو". وقد مر أكثر من عام على خلو المنصب من الرئيس. وبقاء المنصب شاغراًحتى الان هو مخالفة دستورية حسب ما يراه خبراء قانونيون عراقيون يرون أن الخلو قانوناً لا يعني وفاة الرئيس فقط، وانما عجزه عن اداء مهامه بسبب المرض أو الاستقالة من المنصب الذي رفض خلاله شغله من طالباني التوقيع على قرارات الاعدام تاركاً نائبيه الحالي خضير الخزاعي والسابق طارق الهاشمي التوقيع عليها، لتختفي دعوات دولية للعراق بإلغاء عقوبة الاعدام كانوا يعولون في دعواتهم تلك على دعم الرئيس طالباني لهم فيها. موت سريري في مكان سريكلفة كادر علاج الرئيس وإقامة المرافقين له تكلف الدولة العراقية مئات الآلاف من الدولارات شهرياً تدفع من خزينة الدولة برضى من الكتل السياسية الراضية والمطمئنة الى أنه تعادل ما تجنيه من غياب طالباني بصورته الغرائبية وسط تعتيم على حقيقة تعافيه أو موته الذي تشير همسات المقربين منه بينهم قادة في حزبه أنه مات سريرياً وفقد النطق منذ إصابته بالجلطة قبل أكثر من عام، ويؤكدون أنه بحاجة لمعجزة لعودته من رقاده السري، ويرجحون أن يتم الاعلان عن حقيقة الخيط الابيض من الاسود من حياته بعد انتهاء ولايته الرئاسية بانعقاد أول جلسة لمجلس النواب المقبل التي يكلف فيها الرئيس مرشح الكتلة الاكبر برلمانيا بتشكيل الحكومة، حسبما نص بذلك الدستور العراقي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف