دعا شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى بغداد
مجلس ثوار العراق يعلن مطار بغداد هدفًا عسكريًا وينذر الخطوط العالمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلن المجلس العسكري العام لثوار العراق، المناوئ للحكومة، مطار بغداد الدولي هدفًا عسكريًا لعملياته، داعيًا شركات الطيران الدولية كافة إلى إلغاء رحلاتها إلى المطار، الذي قال إنه سيكون هدفًا لقواته الصاروخية، مخليًا مسؤوليته عن أية خسائر قد تصيب طائراتها.. فيما حذر مجلس محافظة الأنبار من مهاجمة مدينة الفلوجة، مؤكدًا أن ذلك سيتحول إلى كارثة، نظرًا إلى وجود المسلحين في كل مكان بداخلها.
أسامة مهدي: قال المجلس، الذي يضم ضباطًا عراقيين سابقين ورجال عشائر معارضين للحكومة، في بيان اليوم، حصلت "إيلاف" على نصه، إنه "بعدما تأكد لنا استخدام المالكي لمطار بغداد الدولي في إدامة الإسناد القتالي واللوجستي لقواته الظالمة والميليشيات المجرمة، فقد تم وضع المطار ومنشآته وساحات وقوف طائراته ضمن الخطة النارية للمجلس العسكري لثوار بغداد، وتم اختيار قائمة الأهداف بدقة".
إلغوا رحلاتكم وإلا...
أضاف إنه "حفاظًا على نهجنا وسلوكياتنا في المواجهة، فإننا نوجّه إنذارًا إلى جميع شركات الطيران العالمية لإلغاء رحلاتها إلى مطار بغداد الدولي، لأنه سيكون ضمن أهداف قواتنا الصاروخية خلال 24 ساعة، اعتبارًا من وقت إعلان هذا البيان الساعة 14 بتوقيت بغداد (11 بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد".
ويعتبر مطار بغداد الدولي أكبر مطارات العراق، ويقع على بعد 16 كم غرب العاصمة العراقية، وهو المقر الرئيس ومركز عمليات الخطوط الجوية العراقية، ويستخدم أيضًا كأحد مقار الجيش العراقي حاليًا، كما استخدم مقرًا لقوات الجيش الأميركي قبل انسحابه من العراق نهاية عام 2011.
أوضح المجلس قائلًا "إننا بتحذيرنا هذا، نخلي مسؤوليتنا عن أية خسائر وأضرار قد تلحق بأي من شركات الطيران، التي لن تلتزم بهذا التحذير، وإن ضرباتنا ستتكرر، باعتبار أن موقع المطار سيصبح منطقة عمليات قتالية، اعتبارًا من وقت انتهاء هذا التحذير.. ونود أن نؤكد لشعبنا الصابر أننا ماضون في نهجنا بعدم استهداف أي منطقة سكنية، بل إن ثورتنا ما اندلعت إلا تلبية لنداء شعبنا، المتطلع إلى الخلاص والحرية، وإن حماية هذا الشعب والذود عن شرفه وكرامته هو أمانة في أعناقنا، عكس مما ينتهجه جيش المالكي، الذي يستهدف المدنيين والعوائل الآمنة المستقرة، ويدمّر ممتلكاتهم". وقال المجلس في الختام "إن تحذيرنا هذا هو للحفاظ على أرواح الأبرياء من المدنيين، وإن النصر بعد الصبر".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال أخيرًا إن ضباطًا في الجيش العراقي السابق هم من يقودون المعارك في محافظة الأنبار الغربية ضد قواته الأمنية.
وفي السادس عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي أعلن في بغداد عن تشكيل "المجلس العام لثوار العراق"، الذي يضم المجالس العسكرية في المحافظات التي امتدت إليها العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي، وذلك في مسعى إلى "تقويض الأجهزة الأمنية، التي تمارس الاعتقال والقتل"، كما قال.
تواصل الثوار
وقال المجلس في بيان إعلان التنظيم الجديد إنه تم التواصل بين الثوار في مختلف المناطق منذ اللحظة الأولى لانطلاق ما وصفه بالثورة بعد أيام من المعارك التي يخوضها أبناء العشائر والثوار، الذين التحقوا بالمجالس العسكرية في الأول من العام الحالي 2014، وبعدما امتدت المعارك من الأنبار إلى المدن والمحافظات الأخرى، وتشكيل الثوار مجالس في تلك المناطق.
وأشار المجلس إلى أنه يضم المجالس العسكرية للثوار في كل من الرمادي وصلاح الدين والضلوعية والتأميم وأبو غريب وبغداد والشرقاط.. ودعا جميع من أسماهم بالثوار في أنحاء العراق كافة إلى الانضمام إليه، والتنسيق معه، في سبيل إفشال "مخطط تدمير" الشعب العراقي "الذي يسعى إليه رئيس الوزراء نوري المالكي ومن تحالف معه"، في إشارة إلى مجاميع الصحوات السنية الذين يساندون الحكومة، بحسب المجلس.
يشار إلى أنه تم تشكيل مجالس عسكرية، بعد فضّ الجيش اعتصام الرمادي في أواخر العام الماضي، واعتقال نائب الأنبار أحمد العلواني، وقتل شقيقه، وما أسفر عنه من فقدان الحكومة المحلية السيطرة على مناطق في المدينة.
وقال المتحدث باسم ثوار بغداد اللواء مزهر القيسي إن التنسيق لتشكيل المجلس العام بدأ منذ بداية "الثورة ضد حكومة المالكي الفاسدة"، وبعد نجاح من أسماهم الضباط الوطنيين في تشكيل المجالس العسكرية المحلية. وأشار إلى اتفاق المجالس العسكرية على خطط في مختلف المناطق، لإضعاف القوات الأمنية الحكومية، وإنهاء أي وجود لتلك الأجهزة، التي تمارس الاعتقال والتعذيب والقمع، على حد قوله.
وعند سؤاله عن أبرز الشخصيات ورتبهم العسكرية في المجلس العام لثوار العراق، قال إنه لم يحن الوقت لكشف ذلك، لكنه أشار إلى أن القادة هم من كبار ضباط الجيش ومن مختلف المناطق، مؤكدًا أن غالبيتهم من غرب ووسط وجنوب العراق. أما مجالس المحافظات، فإن قياداتها من أبناء العشائر في تلك المناطق. واعتذر المتحدث باسم المجلس عن ذكر العدد الحالي للمنضوين تحت رايته، مكتفيًا بالقول إنهم بعشرات الآلاف، وإن غالبيتهم مدرّبة على مختلف الفنون القتالية.
مجلس الأنبار: مهاجمة الفلوجة ستتحول كارثة
واليوم الأحد، اتهم مجلس محافظة الأنبارالجيش العراقي بـ"عدم الجدية" في حل أزمة الفلوجة، رغم إطلاق المبادرات من قبل الحكومة المحلية وشيوخ العشائر والوجهاء. وأكد أن أهالي الفلوجة يرفضون و"بشدة" وجود قوات الجيش أو إقترابهم من مداخل المدينة، محذرًا من أن ذلك سيكون "كارثة"، نظرًا إلى وجود المسلحين في كل مكان داخل الفلوجة. واعتبر أن الحل يكمن في تدخل شيوخ العشائر والتزام الجيش بما يقرّونه.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي إن" قوات الجيش غير جادة في حل أزمة الفلوجة، بسبب استمرارها في القصف العشوائي، وتضييق الخناق على أهلها، عبر قطع الطرق الرئيسة، ومنع رجوع العوائل إلى منازلهم، ومنع وصول المساعدات الغذائية، رغم إطلاق المبادرات من قبل حكومة الأنبار وشيوخ العشائر لحل الأزمة".
أضاف العيساوي في تصريح لوكالة "المدى برس" أن"قوات الجيش لا تستمع إلى حلول مجلس الأنبار في حل أزمة الفلوجة، التي تحتاج وقفة من جميع الأطراف والحكماء، وضمان رجوع العوائل النازحة وعودة المواطنين إليها، لتكون الحياة طبيعية في مناطق الفلوجة كافة، وبشكل تدريجي".
وأشار العيساوي إلى أن "أهالي الفلوجة يرفضون وبشدة وجود قوات الجيش أو إقترابها من مداخل المدينة، وإن حدث هذا فستكون كارثة، بوجود المسلحين، الذين يتمركزون في كل مكان من الفلوجة"، مبينًا "نحن لا نريد خسارة للقوات الأمنية، والحل يكمن في تدخل شيوخ العشائر والتزام الجيش بما ينفذ ويقر".
يذكر أن محافظة الأنبار ومركزها مدينة الرمادي (110 كم غرب العاصمة بغداد) تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ بداية العام الحالي بين القوات الحكومية ومسلحين، ينتمي قسم منهم إلى عشائر المحافظة، والقسم الآخر إلى تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" يسيطرون حاليًا على مدينة الفلوجة.