أخبار

دعوات لاستجواب المالكي وقادته العسكريين حول فشلهم الأمني

سقوط مناطق في العراق وتحذير من انتقال القتال لقلب العاصمة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حذر مسؤولون وسياسيون عراقيون من توسع رقعة القتال بين الجيش العراقي والمسلحين وانتقالها من محافظة الأنبار الغربية إلى قلب العاصمة بغداد بعد انتشاره في محافظات عدة وسط دعوات بضرورة استجواب البرلمان للمالكي وقادته العسكريين حول العمليات المسلحة والفشل الأمني.

لندن: حذر باقر جبر الزبيدي رئيس كتلة المواطن النيابية الممثلة للمجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم من توسع رقعة القتال مع المسلحين ووصولها إلى قلب العاصمة بغداد.

وأشار إلى أنّه حذر في وقت سابق من أن "القتال سيكون على أسوار بغداد لكن هذه المرة سيصبح في قلبها" قائلا "فها هي المسيب (قضاء بجنوب بغداد) تسقط بيد المسلحين كما أكد قائم مقامها وستتحول هذه المدينة إلى نموذج سوري واذا استمر الاداء الأمني على هذا المستوى فإن الارهاب سيقضم محيط العاصمة".

وأشار الزبيدي وهو وزير الداخلية الاسبق إلى أن "سقوط اي مدينة عسكريا ليس بالضرورة الامساك بالارض من قبل العدو واحتلال مراكز الشرطة والقائمقامية والشوارع الرئيسة بل إن وقوع المدينة تحت مرمى النيران المتوسطة والثقيلة هو سقوط للمدينة وهو أمر متداول وقاعدة معروفة في العلوم العسكرية وما حصل في المسيب وتصريح القائمقام هو سقوط قذائف هاون في قلب المسيب العزيزة ما ادى إلى استشهاد وجرح العشرات" من ابنائها.

وأوضح ان مهمة القوى الأمنية هي ابعاد مصادر النيران عن المدن واذا لم تستطع ذلك في المدن العراقية عامة "فان الارهاب سيتمكن من تحقيق هدفه الاساسي وهو تهجير اهلنا من مدنهم".

ومن جهته أعلن قائمقام قضاء المسيب في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) عبد الكريم عبد الجبار بأن القضاء ساقط عسكرياً ولايستطيع مواجهة العمليات الارهابية فيما أكد رئيس مجلس القضاء قاسم مطشر المعموري سقوط القضاء بيد الجماعات المسلحة مشيرا إلى أنّه سيتم في اي لحظة الهجوم على القضاء من قبل المسلحين.

وكان مجلس محافظة بابل قد أقرّ الجمعة الماضية خلال جلسته الطارئة المغلقة، عدة بنود كان أهمها مطالبة القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بالمجيء إلى بابل والاطلاع على خطورة الموقف الأمني للمحافظة وتشكيل لجنة عليا لمعالجة نقاط الضعف الأمني واحالة الشرطة الاتحادية للتحقيق على خلفية انطلاق قذائف هاون من قرب مقر للشرطة على حي سكني وسط المسيب شمال الحلة ما اسفر عن مقتل واصابة 83 شخصا من المدنين اغلبهم من الشباب والاطفال.

واليوم أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن ضبط معسكر للمسلحين في مدينة السعدية في محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد). وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن إن شرطة ديإلى ضبطت معسكرا للارهابيين يحتوي على قاذفات وبنادق و12 عبوة ناسفة و32 قنبرة هاون 15 صاروخ قاذفة ودروع وصواعق وبطاريات تفجير وتجهيزات عسكرية ولوحات تسجيل ورايات لتنظيم داعش في منطقة الحصاير بناحية السعدية في المحافظة.

مسلحون سيطروا على ثلاث مدن ويهددون أخرى

ويوم الجمعة الماضي سيطر مسلحون على بلدة الصينية قرب مدينة بيجي (180 كيلومترا شمال بغداد) مستخدمين سيارات دفع رباعي بعد أن قصفوا مقر الشرطة المحلي واشتبكوا مع القوات لعدة ساعات اثناء الليل. وقال مسؤولون ان اربعة من رجال الشرطة واثنين من مقاتلي العشائر السنة المدعومين من الحكومة على الاقل قتلوا في الاشتباكات.

ورفع المسلحون علم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مبان حكومية في البلدة التابعة لمحافظة صلاح الدين وسجلوا سيطرتهم بالفيديو قبل ان ينسحبوا صباح اليوم السبت. وقال أحد السكان إن الهجوم بدأ في السابعة والنصف صباح الجمعة سمع بعدها اطلاق نار كثيف وانفجارات قذائف مورتر متتالية قرب مركز الشرطة حيث استمر هذا الوضع لنحو ثلاث ساعات.

وأضاف ان المسلحين تجولوا في البلدة طوال الليل وأخذوا يبثون اناشيد دينية تمجد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من سياراتهم. ومنذ أيام تجري عمليات كر وفر في ناحية سليمان بيك في قضاء طوز خرماتو في محافظة صلاح الدين بين المسلحين الذين سيطروا عليها والقوات الأمنية التي استعادتها اخيرا من المسلحين الذين سيطروا عليها الاسبوع الماضي.

وقال مدير ناحية سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) الواقعة على الطريق الذي يربط بغداد شمال البلاد سليمان البياتي "ان قوات الجيش تقوم الان بتمشيط الاحياء السكنية بحثا عن أسلحة ومتفجرات واحتمال قيام المسلحين بتلغيم المنازل والطرقات لإيقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر بصفوف الجيش". وقالت مصادر أمنية إن ثلاث قرى في المنطقة المحيطة بسليمان بك مازالت تحت سيطرة المسلحين.

وقد سيطر المسلحون على هذه الناحية لحوالى أسبوع شهد اشتباكات يومية بين المسلحين وقوات الشرطة والجيش. و سيطرة المسلحين على ناحية سليمان بيك هذه المرة هي الثانية منذ نيسان (أبريل) الماضي.

وفي مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (17 كم شمال غرب بغداد) اضطرت السلطات الأمنية لفرض حظر للتجوال ابتداء من صباح اليوم الجمعة وحتى إشعار آخر لدواع أمنية. وجاء القرار على خلفية التدهور الأمني الذي تشهدته مدينة تكريت وارتفاع وتيرة التفجيرات والاغتيالات فيها.

يأتي هذا في وقت لا تزال فيه مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وبعض مناطق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضًا وذلك منذ بداية العام الحالي.

واليوم أعلن مستشفى الفلوجة التعليمي ان حصيلة ضحايا القصف العشوائي على المدينة بلغت مقتل واصابة 804 أشخاص منذ بداية العمليات العسكرية. وقال الدكتور احمد الشامي رئيس الاطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة ان القصف الذي يقوم به الجيش على الاحياء السكنية اسفر عن استشهاد 111شخصا واصابة 693 اخرين بجروح أكثرهم من الاطفال والنساء.

وأضاف ان مستشفى الفلوجة يعاني نقصا حادا في الادوية المتنوعة والاجهزة الطبية كون الطرق الخارجية مغلقة من قبل القوات العسكرية ومن الصعب إيصالها للمدينة ودخولها للمستشفى. وطلب الشامي من المنظمات الخيرية والانسانية والهلال الاحمر ايصال الادوية بانواعها كافة إلى مستشفى الفلوجة من اجل معالجة ضحايا القصف.

ومن جانبه وصف النائب عن الأنبار وليد المحمدي الوعود التي أطلقتها وزارة الدفاع بايقاف القصف على مدينة الفلوجة بأنها مواعيد عرقوب. وقال في بيان صحافي "ان ما وعدت به وزارة الدفاع بايقاف القصف على الفلوجة لم يطبق بل ان القصف لم يتوقف حتى لمدة ثلاث ساعات وليس ثلاثة أيام" مشيرًا إلى أنّ "الاوضاع الحالية في المدينة هي اوضاع مزرية".

وأضاف أن الاهالي استبشروا خيرا بقرار وقف القصف والعشائر كانت مستعدة للتعاون اذا كانت هناك نوايا صادقة من اجل انهاء الأزمة في الأنبار وتوقف القصف. ودعا الجيش إلى فتح الطرق امام المدنيين وفك الحصار عن المدن مؤكدا ان الجيش اغلق جميع الطرق الرئيسة بالحواجز الكونكريتية ما منع دخول وخروج المدنيين وكذلك المواد الغذائية والطبية.

وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت السبت الماضي ايقافها العمليات العسكرية في مدينة الفلوجة لمدة 72 ساعة اعتباراً من مساء الجمعة الماضي لكنها انتهت فجر الأحد حيث استأنفت القوات الأمنية قصفها العشوائي للمدينة.

دعوات لاستجواب المالكي وقادته العسكريين

واليوم طالب ائتلاف "متحدون للاصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بعقد جلسة خاصة للبرلمان لاستجواب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ورئيس اركان الجيش ووزيري الهجرة والمهجرين وحقوق الانسان لمناقشة وضع الأنبار.

وقال النائب عن كتلة متحدون للاصلاح سلمان الجميلي خلال مؤتمر صحافي في بغداد الثلاثاء ان أزمة الأنبار تزداد تعقيدا وخاصة بغياب الكثير من المعطيات التي نراها على الارض من خلال القصف العشوائي وسقوط الشهداء والجرحى من ابناء الأنبار والقوات الأمنية "وفي ظل هذه الوقائع نطالب بعقد جلسة نستضيف فيها القائد العام للقوات المسلحة ورئيس اركان الجيش ووزير الهجرة وحقوق الانسان لنضع الشعب العراقي امام صورة هذه الأزمة".

وحول قانون العفو قال الجميلي ان الحكومة لم ترسل هذا القانون إلى البرلمان حتى الان "وندعوها إلى ارسال هذا القانون المهم الذي هو من اولويات مطالب اهالي الأنبار وان لا تكون كتلة رئيس الوزراء ائتلاف القانون معرقلة لهذا القانون اذا تمت مناقشته" موضحا انه باستطاعة كتلة متحدون مع ائتلاف القانون تشريع القوانين حتى لو اعترضت بقية الكتل الاخرى.

من جانبه دعا النائب حيدر الملا إلى ارسال حزمة القوانين التي تخص المطالب المشروعة للمواطنين وبحسب الاولوية واهمها قانون العفو العام وتعديل قانون المخبر السري والذي بسببه القى الكثير في السجون بالإضافة إلى قانون مكافحة الارهاب. ودعا الحكومة إلى تفعيل المطالب المشروعة للمتظاهرين وارسالها إلى مجلس النواب.

وكان مسلحون اسقطوا السبت الماضي طائرة هليكوبتر قتل افراد طاقمها الاربعة خلال دورية استطلاع فوق بلدة الكرمة في محافظة الأنبار حيث يخوض الجيش مواجهة مع مقاتلين مناهضين للحكومة.

يذكر أن العراق يشهد منذ نيسان (ابريل) من العام الماضي دوامة عنف غير مسبوقة منذ النزاع الطائفي المباشر في البلاد بين عامي 2006 و2008. وقد قتل اكثر 580 شخصا في اعمال العنف اليومية في البلاد منذ بداية الشهر الحالي بحسب حصيلة استنادا إلى مصادر أمنية وطبية فيما قتل اكثر من 1500 شخص في هذه الاعمال منذ بداية العام الحالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف