حظر شامل للتجوال في الرمادي وتصاعد المعارك في المحافظة
انتقادات للمالكي داخل "الشيعي" لاتخاذه قرارات فردية في أزمة الأنبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما بحث التحالف العراقي الشيعي الحاكم اليوم تداعيات أزمة الأنبار فقد وجّهت كتلة المواطن برئاسة الحكيم ضمن تشكيلات التحالف انتقادات للمالكي لما قالت إنها قرارات استراتيجية ومحورية اتخذها بشكل منفرد وخارج إطار مبدأ التشاور مع كتل التحالف السياسية.. فيما أعلن محافظ الأنبار حظرًا شاملًا للتجوال في مدينة الرمادي التي تخوض فيها القوات العراقية وفي الفلوجة قتالًا شرسًا مع عناصر القاعدة ومسلحي العشائر المناهضين للحكومة.
أسامة مهدي: بحثت الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي العراقي في اجتماع لها اليوم برئاسة ابراهيم الجعفري وبمشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي والكيانات المُنضوية فيه آخر التطورات الأمنية والسياسية وكذلك ميثاق الشرف الانتخابي، وأكدت دعمها العمليات "الأمنية الجارية في الأنبار والرامية إلى دحر الإرهاب ومطاردة فلوله".
وقال الائتلاف في بيان صحافي عقب الاجتماع تلقته "إيلاف" ان الهيئة السياسية أشادت بالجهود الكبيرة لعشائر الأنبار الغيورة وهي "تقوم بدورها المنشود في الدفاع عن كرامة العراق ووحدة شعبه وصيانة استقلاله وكذلك تفويت الفرصة على جميع المتصيدين في مستنقع الطائفية البغيض".
تمسك بالتفاهم
وجددت الهيئة السياسية "دعوتها الصادقة إلى إبقاء جسور التفاهم ودعوات الانفتاح والتهدئة قائمة مع القوى السياسية بما يعزز هدف القضاء على الإرهاب وإنقاذ البلاد من براثنه" بحسب البيان.
لكنه عقب الاجتماع قال باقر الزبيدي رئيس كتلة المواطن النيابية القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم ان المجلس يؤكد أهمية احترام مرجعية التحالف واحترام كتله السياسية، وان لا يتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمحورية بشكل منفرد وخارج اطار مبدأ التشاور مع كتل التحالف السياسية في انتقادات لقرارات المالكي من دون تسميته، والتي تعيب عليه هذه الكتل انفراده باتخاذها.
وأضاف ان "اشكالنا ليس على التحالف الوطني كسقف للقرار ومرجعية للتشاور، انما في استخدام التحالف غطاء لتمرير القرارات الفردية غير المدروسة".
وقال الزبيدي في بيان صحافي ان جملة من الاسئلة والاتصالات الهاتفية قد وصلته خلال اليومين الماضيين بعضها يطلب توضيحا لموقفنا مما يجري في صحراء الانبار ومدنها، والبعض الاخر استغاثات من مدن العراق الجنوبية، وتحديدا ميسان والكوت والناصرية، عبر اكثر من شيخ ووجيه، وهم يلحّون في الطلب بتخليص الافواج الثلاثة في هذه المحافظات من مخالب الفتنة.
واضاف انه "لهؤلاء الاعزة ولغيرهم ممن ينتظرون موقفنا الوطني الواضح نقول لهم إننا نتمنى عليهم قراءة البيان الذي أصدرناه في الايام الاولى من الحملة العسكرية التي قام بها الجيش العراقي الباسل وفرسان الشرطة الاتحادية على الارهاب في صحراء الانبار قبل عشرة ايام، حيث أيدنا العمليات العسكرية للجيش والشرطة ضد ارهاب داعش، وحذرنا من استخدام الحل الامني مع اهالي وعشائر الانبار، وقد اتضح لكل ذي عينين وتفحص البيان بشكل دقيق النتائج التي حذرنا منها".
وشدد الزبيدي بالقول "مازلنا نتلقى اسئلة حول مدى صحة قيادتنا وتخطيطنا للعمليات الجارية في المناطق الغربية ومشاركتنا الشخصية في تلك العمليات، كما ورد في مواقع على شبكة الانترنت، وهنا اقول اننا رغم اصدارنا بيانا اكدنا فيه نفينا تلك المشاركة بالمطلق، واكدنا اننا في السلطة التشريعية، ومن غير الجائز دستوريا وقانونيا الانتقال من العمل في السلطة التشريعية الى العمل في السلطة التنفيذية، لهذا فهي تهمة يحاول البعض تمريرها والصاقها بنا واعادة انتاجها من جديد"، مؤكدا انه "لاعلاقة للمجلس الاعلى بهذا الموضوع".
وشدد القيادي في المجلس الاعلى قائلا "نؤكد اهمية وحدة المكونات لمصلحة بناء وحدة الموقف الوطني العام، وان العراق لجميع العراقيين، وليس لمكون دون اخر، او حزب او فئة من الناس".
حظر شامل للتجوال في الرمادي وتصاعد المعارك في المحافظة
الى ذلك اعلن محافظ الانبار احمد خلف الذيابي عن فرض حظر شامل للتجوال في مدينة الرمادي ابتداء من مساء اليوم الخميس حتى صباح يوم غد الجمعة.
وقال ان الحظر المفروض جاء بسبب التدهور الامني في مدينة الرمادي بسبب الاشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش المستمرة هناك منذ فجر اليوم بشكل عنيف، حيث تخوض القوات الامنية العراقية ومسلحون ينتمون الى العشائر اشتباكات مع عناصر من تنظيم القاعدة تمكنوا من السيطرة على مناطق في مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الانبار بعد ايام على إزالة مخيم مناهض للحكومة فيها.
واستغل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" التابع لتنظيم القاعدة اليوم إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفضّ الاعتصام، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين.
وبدأت اشتباكات بين العشائر والشرطة من جهة وتنظيم القاعدة من جهة ثانية في شرق مدينة الرمادي.
وفي الفلوجة دخلت القوات الخاصة الى الفلوجة، وهي تخوض حاليا اشتباكات عنيفة، حيث ان نصف المدينة قد وقع بيد مسلحي داعش، والنصف الاخر في ايدي مسلحي العشائر المناهضين لتنظيم القاعدة، والذين قاتلوا الجيش على مدى الايام الماضية احتجاجا على فض الاعتصام في الانبار يوم الاثنين.
وقال شهود عيان من سكان الفلوجة ان تنظيم القاعدة يقيم نقاط سيطرة في وسط المدينة وفي جنوبها، فيما انتشر مسلحون من التنظيم في احياء عدة في شرق الرمادي.
وفي وقت سابق اليوم وجه رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة احد ابرز قياديي قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة في الانبار والعراق كلمة الى سكان المحافظة اعلن فيها دخول مقاتلي القاعدة الى الفلوجة والرمادي. وقال "قبل يومين استجابت الحكومة المركزية لطلب الشيوخ الذين ارادوا به سحب الجيش من المدن".
واضاف "ما ان قامت الحكومة بالتنفيذ حتى تفاجأنا بالمجرمين والقاعدة يتركون الصحراء، ويدخلون مدينتي الفلوجة والرمادي ويجوبون شوارعها، مستعرضين سيوفهم وقاماتهم وبنادقهم، ليعودوا مرة ثانية ليمارسوا جرائمهم". ودعا ابو ريشة ابناء العشائر إلى العودة الى بيوتهم وترك الشارع للقاعدة التي ستكون المواجهة معهم حاسمة هذه المرة.
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وفي محاولة لنزع فتيل التوتر الامني في الانبار بعيد فض الاعتصام المناهض له، دعا الثلاثاء الجيش الى الانسحاب من المدن، لكنه عاد وتراجع عن قراره امس الاربعاء، معلنا ارسال قوات اضافية الى هذه المحافظة.