التعطيل مكرمة حكومية في بلد معطل أصلًا
أربعينية الحسين تقفل العراق عشرة أيام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عطلت الحكومة العراقية بلدها عشرة أيام بمناسبة أربعينية الحسين، ما أثار استغراب العراقيين من تعطل الدوائر الحكومية قسريًا، ما يؤثر على معاملات المواطنين، وعلى الحالة الاقتصادية.
بغداد: يعيش العراق عطلة مفتوحة منذ الخميس 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري وحتى الاحد 29 منه، بمناسبة اربعينية الامام الحسين، تعطل فيها الدوائر الحكومية بشكل غير رسمي. واعرب عراقيون عن استغرابهم لهذه العطلة الطويلة، وتساءل البعض إن كانت هذه العطلة لحماية الزوار من التفجيرات الارهابية، أم لافساح المجال لكل الموظفين للمسير إلى كربلاء، مشيرين إلى أن العطل تتسبب في تعطيل الكثير من المجالات الحيوية.
عطلة قسرية
أكد سمير خشان، الموظف في وزارة السياحة، أن الدوام معطل وإن لم يعلن عن عطلة رسمية، وقال: "العطلة بدأت قبل يوم الخميس، حتى بعد أن سارت قوافل الزائرين إلى كربلاء المقدسة، وستستمر إلى ما بعد انتهاء الزيارة بأيام، لأن الذهاب والاياب يتطلبان وقتًا طويلًا وراحة من عناء السفر، أي أنها عطلة قسرية". وأضاف: "لم أجد يوم الخميس إلا قلة من الموظفين، واغلبهم من النساء".
أما عبد الرحمن شكيب، الموظف في وزارة النقل، فيعتقد أن العراقيين طيبون وعاطفيون، "وهذا ما يجعل البعض يستغلونهم فيحيطونهم بالخوف من كل جانب، وثانيًا، السياسيون يريدون أن يؤكدوا مصالحهم من خلال الادعاء أنهم مع الناس في طقوسهم، فيعتقدون أن العطلة مكرمة للموظفين، ولأن الموظفين كسالى ولا يعرفون ما يخسره البلد بسبب العطل، فهم يصفقون للسياسيين".
أما المواطن علي كامل، الموظف في وزارة الثقافة، فأكد عدم رضاه، لكنه قال: "احترام الشعائر الحسينية مقدس وواجب، لكنّ هناك اخفاقاً بخصوص التنظيم من قبل الجهات الحكومية، فهي غير قادرة على تنظيم الزيارة المليونية مع بقاء سريان العمل في الجهات الحكومية، بدءًا بعدم وجود طرق مخصصة وانتهاءً برداءة الاجراءات المتبعة، وبالتالي تؤثر على البلد في اقتصاده، وعلى حركة السيارات وتنقلها بين المدن والمحافظات.
وأضاف: "لم اسمع ببلد في العالم يعطل اعماله هذا الوقت الطويل، فحتى الدول المستقرة والمتطورة جدًا ليست فيها مصيبة مثل مصيبتنا، فهناك من يسرق ويلبس قناع الايمان، وهناك من يصدق ويغض النظر".
عيد وطني للتسكع!!
من جانبه، أشار الفنان محمد الشامي إلى أن هذه العطلة الطويلة عيد وطني للتسكع، وللبحث عن مكان تحت الشمس، "فنحن أمة عبثية وكتلة زائدة في الكون، تريد أن تعطي معنى للشهادة والدم الحسيني الطاهر، وهذا مخالف للمنطق لأن دم الشهادة ليس من اختصاص الاحياء، بل معناه عندما اعطى حياته ثمنًا لنا كي نعيش احرارًا وليس عبيدًا للوهم وسخرية الاخرين وتكفيرهم".
وأضاف: "لا اعتقد أن مثل هذه العطل تؤثر في البلد لأنه معطل اصلًا، فلا صناعة وﻻ زراعة، وهناك فقط موظفون فاسدون يعرقلون حياة الناس".
اما مرتضى اليوسف، الصحافي في وكالة شفق نيوز، فاستغرب طول العطلة قائلًا إن من يقرر منح عطلة لعشرة أيام دافعه قرار عاطفي، ولا يعرف الأذى الذي سيلحق بالذين يراجعون معاملاتهم، وبالطلاب، "فكل يوم عطلة يرجع البلاد إلى الوراء خطوات، وله انعكاسات سلبية على الاقتصاد العراقي، وأتساءل هنا عن فائدة عطلة السبت التي اقرت بعد الغزو الأميركي". وأضاف: "يجب حصر عدد العطل بما يتلاءم والنمو السكاني والتركيبة الطائفية".
تقنين العطل وتعويضها
اما غضنفر العيبي، الاعلامي والمدرس في معهد اعداد المعلمين، فأكد ضرورة تقنين العطل، وقال: "تتوزع العطل بين مناسبات وأعياد وطنية ومناسبات دينية، بالإضافة إلى أخرى استطيع أن اسميها عطل الطوارىء نتيجة التدهور الامني، وأخرى تمنحها الحكومة لسوء الاحوال الجوية، اعتقد أن العطل الرسمية في العراق تبلغ أرقامًا قياسية مقارنة مع بقية دول العالم، فهي 150 يومًا في السنة، وهو رقم كبير يؤثر على جميع مفاصل الدولة وعلى الإيرادات الحكومية خصوصًا".
أضاف: "في الجانب التربوي ، يفرح الطالب والمدرس بالعطل التي تمنحها الحكومة، والمتضرر الوحيد هو الطالب في كل المراحل الدراسية بسبب تأخر انجاز المناهج الدراسية في وقتها المحدد، ما يحول دون تقدم مستوى التحصيل الدراسي، ومع احترامي للأيام الوطنية والشعائر الدينية، اعتقد أنه من المنطقي تقنين تلك العطل، وتعويضها بساعات عمل إضافية".