أخبار

الأجهزة الأمنية العراقية تنفي اختراقها

عصائب أهل الحق الشيعية تعترف بالقتال مع الجيش في الأنبار

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بالرغم من النفي الرسمي، يؤكد مسؤولون شيعة انخراط عصائب أهل الحق في القتال ضد داعش في الأنبار، إلى جانب الجيش العراقي، وبملابس عسكرية.

رُميت خلال الأشهر الأخيرة عشرات الجثث في قنوات العراق وبساتينه، مذكِّرة السكان المرعوبين في المناطق المنكوبة بالأيام السوداء لأعمال العنف الطائفي، التي اعقبت الاحتلال الاميركي، مؤجّجة مخاوف من أن يكون العراق سائرًا نحو حرب أهلية أخرى.

وأثارت اعمال القتل هذه قلق شرائح واسعة من أن الميليشيات الشيعية، التي كانت تتربص بالمواطنين من العرب السنة بين 2006 و2008، أخذت تعيد تنظيم صفوفها وتعبئة مسلحيها، ردًا على هجمات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وغيرها من الجماعات الاسلامية السنية المتطرفة.

نحو الحرب الأهلية

اعترف مسؤولون في ميليشيا عصائب أهل الحق، المدعومة من إيران، بتصعيد التصفيات الجسدية والاغتيالات التي تستهدف السنة تحديدًا بعد موجة التفجيرات التي استهدفت احياء شيعية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن قائد عسكري في عصائب أهل الحق، يُعرف بالاسم الحركي ابو سجاد، قوله: "علينا أن نكون أنشط بكثير، والذين يحاولون التحريض على الطائفية علينا أن نتعامل معهم"، ممرّرًا يده على رقبته كحد السكين.

وكان اكثر من 1000 شخص قُتلوا في كانون الثاني (يناير)، وهو أعلى رقم لعدد ضحايا العنف منذ نيسان (ابريل) 2008. وفشلت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، التي تسيطر عليها احزاب شيعية، في منع داعش والجماعات المسلحة الأخرى من استهداف المدنيين بتفجيرات لا تميّز بين الأحياء الشيعية والسنية.

كما أن تعاملها مع مطالب المواطنين في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية اسفر عن فقدانها السيطرة على مدن كبيرة في المحافظة بدلا من تهدئة الوضع وتحقيق انفراج في الأزمة. لكن محللين يرون أن غياب جماعة مسلحة كبيرة عن الجانب الشيعي حال دون تصاعد العنف إلى حرب اهلية شاملة، حتى الآن.

بثياب عسكرية

قال البروفيسور توبي دوج، من كلية لندن للاقتصاد: "ان القوة المحركة التي نرقص حولها هي هذه العودة إلى الحرب الأهلية التي اطلقتها داعش، ولبعض الوقت لم تكن هناك يد ثانية تصفق للحرب الأهلية، لكن الآن لدينا هذه اليد الثانية، وهي عصائب أهل الحق".

قال ابو سجاد، مشيرا إلى تصاعد داعش: "انها كالفيروس الذي يصيب الكومبيوتر، وعليك أن تستورد شيئا للتعامل معه، وهذا هو سبب وجودنا". ونفى ابو سجاد أن ميليشيا عصائب اهل الحق تحاول إشعال حرب اهلية جديدة في العراق، قائلًا: "إننا نستهدف اشخاصًا معينين". واتفق معه رفيقه أبو آية، قائلًا: "إن المعركة لن تكون علنية".

وأكد ابو سجاد وابو آية أن ميليشيا عصائب اهل الحق تموه دورها، بالعمل مع القوات الأمنية العراقية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ابو سجاد قوله: "ان الجيش ليس مدربًا على قتال الشوارع، فنذهب نحن ونساعده في عملية التطهير"، مضيفًا أن مقاتليه يرتدون في أحيان كثيرة ملابس عسكرية خلال العمليات التي تُنفذ خارج العاصمة، بما في ذلك العمليات العسكرية في الأنبار.

فبركات؟

نفى علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، ما قاله أبو سجاد مؤكدًا أن لا مكان لعناصر عصائب اهل الحق في قوى الأمن أو القوات المسلحة، وكل ما يُقال عن ارتباط الميليشيات بقوى الأمن هو "فبركات".

لكن مايكل نايتس، المحلل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قال: "من الواضح أن الميليشيات الشيعية تلعب دورًا في الأجهزة الأمنية العراقية". واضاف لصحيفة واشنطن بوست أن هذه المليشيات يمكن أن تضفي بعدًا طائفيًا قويًا على التعامل مع الملف الأمني، لكن تحت غطاء القوات الأمنية، "وهذا أشد مدعاة للقلق من وجود ميليشيات تعمل في العلن وبصورة غير قانونية".

وأضاف: "منظمة بدر التي قامت باسم فيلق بدر إلى جانب القوات الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات نشيطة بصفة خاصة في الأجهزة الأمنية، كما تزداد نشاطًا ميليشيا اخرى ترتبط بإيران هي حزب الله".

وتحاول ميليشيا عصائب اهل الحق الايحاء بانخراطها في العملية السياسية، وفتحت لها مقرات في بغداد وجنوب العراق، لكنها لم تتخل عن سلاحها. ويقدر محللون أن لديها ما بين 1000 و5000 مقاتل. ورفض عناصر الميليشيا الذين تحدثوا لواشنطن بوست أن يكشفوا عن حجم جناحها العسكري ولكنهم قالوا إن عدد اعضائها العاملين، بمن فيهم المنخرطون في النشاط الاجتماعي وكادر الجناح السياسي، يصل إلى 20 ألف عنصر.

شرارة واحدة تكفي

في مدينة الصدر الشيعية الفقيرة شرق بغداد، قال رئيس مجلسها كامل خنجر إن الاحباط المتزايد بين الشباب قد يدفعهم إلى حمل السلاح. وتعتبر مدينة الصدر معقلًا للتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر. وكانت ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري تُعد من اخطر عوامل تأجيج العنف الطائفي بنظر البنتاغون قبل حلها.

وقال عدة اشخاص من سكان مدينة الصدر انهم لن يعودوا إلى رفع السلاح إلا بتوجيه من الصدر نفسه، لكنهم اضافوا أن هناك حديثًا يجرى عن تشكيل مجموعات مسلحة "لحماية الأحياء".

واعرب الميليشياوي السابق حسام السوداني عن أمله بعودة جيش المهدي، ولم يستبعد ذلك، تحت اسم آخر. وقال علي كاظم الأسدي (27 عامًا)، الذي يعمل في مكتب عقاري في مدينة الصدر: "شرارة واحدة وستنهض الميليشيات من جديد بكل تأكيد، فالمواطنون مستعدون، وفي حال الهجوم على مسجد أو ضريح أو وقوع مزيد من التفجيرات بسيارات مفخخة، فإننا بطبيعة الحال سنستخدم اسلحتنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف