40 دولة تبحث تجفيف منابع العنف والفكر المتطرف
السعودية وقطر تقاطعان مؤتمر بغداد للإرهاب والهاشمي يهاجمه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت وفود تمثل 40 دولة بالوصول إلى بغداد اليوم للمشاركة في مؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب يبحث سبل تجفيف منابعه ومواجهة الافكار المتطرفة، بمقاطعة السعودية وقطر ومهاجمة نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي، وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة.
لندن: أكد الناطق العسكري باسم مؤتمر مواجهة الإرهاب مدير العمليات في جهاز المخابرات العراقي الفريق قاسم عطا، خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم، اكتمال الاستعدادات الفنية واللوجستية الخاصة بعقد المؤتمر يومي الاربعاء والخميس المقبلين، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة يتقدمهم الاعضاء في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي إضافة إلى رئيس جهاز الانتربول موضحًا أن الوفود المشاركة تضم وكلاء وزراء الخارجية ورؤساء اجهزة مكافحة الإرهاب وممثلين عن منظمات دولية ومراكز للدراسات الاستراتيجية.
وقال عطا إن المؤتمر سينكب على بحث ومناقشة أربعة محاور رئيسية هي: التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.. ومتابعة وسائل الاعلام المحرضة.. والاستفادة من تجارب الدول في مكافحة الإرهاب.. وكيفية معالجة الإرهاب، موضحًا أن 20 دراسةً لباحثين عراقيين و21 لباحثين عرب واجانب ستناقش في المؤتمر من قبل متخصصين من كبرى المراكز المتخصصة بهذا الجانب. وهاجم قناتي العربية والجزيرة لتسميتهما الجيش العراقي بجيش المالكي واطلاق تسمية الثوار على إرهابيي القاعدة بحسب قوله.
ومن جانبه، أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن الى أن اختيار بغداد كمقر لأولى فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب يأتي إيمانًا من المجتمع الدولي بأن الإرهاب بات مؤثرًا على الواقع الدولي ككل وأن العراق باعتباره اليوم نقطة انطلاق لمكافحة الإرهاب في العالم. وقال إن اجراءات أمنية مشددة ستتخذ بالتزامن مع انعقاد المؤتمر لان الضرورة توجب ذلك".
وقد أعلن في بغداد أن يوم غد سيكون عطلة رسمية لأبناء العاصمة من اجل استلام البطاقة الانتخابية الالكترونية، لكنه يعتقد أن هذا الاجراء اتخذ بالترافق مع انعقاد المؤتمر من اجل تأمين حماية للمشاركين فيه.
اما نقيب الصحافيين مؤيد اللامي فقد دعا المؤسسات الاعلامية كافة لتغطية المؤتمر بشكل نوعي واحترافي لانه سيكون رسالة مهمة لجميع دول العالم.
وقال إن عقد مؤتمر بغداد الاول لمكافحة الإرهاب في بغداد يعد في غاية الاهمية للعراق في هذه الظروف. واوضح أنه تم تخصيص مركز اعلامي للصحافيين في المنطقة الخضراء وسيتم نقل المؤتمر مباشرة من قبل الفضائية العراقية واعطاء ترددات إلى القنوات الفضائية الاخرى لتغطية المؤتمر، كما تم تخصيص وسائل نقل للصحافيين.
قطر والسعودية لن تشاركا
ومن جهته، قال الناطق المدني باسم المؤتمر واثق الهاشمي إن السعودية وقطر لن تشاركا في المؤتمر لكنه أوضح أن التمثيل الخليجي والعربي سيكون كبيراً وخاصة من الامارات العربية والكويت والبحرين.
وكانت السعودية وصفت امس الاثنين اتهامات المالكي لها برعاية الإرهاب في بلاده بأنها تصريحات "عدوانية وغير مسؤولة".
وقال مسؤول رسمي إن "السعودية تعبر عن استهجانها واستغرابها للتصريحات العدوانية وغير المسؤولة الصادرة عن رئيس الوزراء العراقي واتهم فيها المملكة جزافاً وافتراءً بدعم الإرهاب في العراق". وكان المالكي شن خلال مقابلة مع فرانس 24 بثت مساء السبت هجوماً هو الاعنف على السعودية، معتبرًا أنّ الرياض تبنت "دعم الإرهاب" في المنطقة والعالم.
ورأى المسؤول السعودي أن "اخفاقات المالكي وضعت العراق تحت خدمة أطراف إقليمية أسهـمت في إذكاء نار الفتنة الطائفية بشكل لم يعهده العراق في تاريخه"، في إشارة إلى ايران. وتابع أن سياسات المالكي "تعرض العراق لمخاطر تهدد وحدته الوطنية والترابية". وأضاف أن "نوري المالكي يعلم جيداً قبل غيره موقف المملكة الواضح والقاطع ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره".
وختم مؤكدًا أنه "كان حرياً" بالمالكي أن يتخذ السياسات "الكفيلة بوضع حد لحالة الفوضى والعنف التي يغرق فيها العراق على صعيد يومي وبمباركة ودعم واضح للنهج الطائفي والإقصائي لحكومته ضد مكونات الشعب".
بحوث ومناقشات المؤتمر
وسيعرض العراق على المؤتمر الذي يشارك فيه رئيس الوزراء نوري المالكي بإلقاء كلمة عن التحديات التي تواجهها بلاده في مواجهة تصاعد العنف فيها، اوراقًا مهمة تتعلق بالجانب الأمني والسياسي والبحثي وتجربته في مكافحة الإرهاب.
وأشار عطا إلى أنّ الهدف من المؤتمر هو التعاون في مكافحة الإرهاب المنتشر في العالم ولتقديم الدعم والاسناد إلى العراق في محاربته للتنظيمات الإرهابية لاسيما مع انعكاس الاوضاع في المنطقة سلبًا على العراق ومنها الازمة السورية.
وعلمت "إيلاف" أن الوفد العراقي سيقدم توصية إلى المؤتمر تتضمن اتخاذ اجراءات ضد الدول والجهات التي تمول الإرهاب وتحرض على الافكار التكفيرية من اجل الخروج بنتائج وتوصيات قانونية تجرم الإرهاب من خلال تحريك قضايا في المحافل الدولية ضد رعاته وضد كل الدول التي تشارك وتحرض عليه.
وسيناقش المؤتمر سبل مكافحة الإرهاب وفتح آفاق للتعاون الدولي وتبادل المعلومات والاستفادة من التجارب بين الدول المشاركة للوصول إلى تنسيق مشترك للقضاء على الإرهاب. كما يبحث مساعدة العراق في الحرب على الإرهاب، "ولفت انظار الدول إلى خطورة الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في العراق وكل دول المنطقة"، كما تقول اللجنة المنظمة التي تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب والأمن الوطني. وأوضحت اللجنة ان الهدف الرئيسي من المؤتمر تشكيل جبهة عالمية لمواجهة التهديدات الإرهابية باعتبار العراق اول دولة تعرضت له بشكل عنيف ودامٍ.
دعوة الهاشمي للمقاطعة
ومن جهته، وجه نائب الرئيس العراقي السابق المحكوم بالاعدام بتهم إرهابية طارق الهاشمي نداء إلى ملوك ورؤساء الدول العربية والاسلامية يناشدهم فيها مقاطعة المؤتمر لما قال في بيان تسلمت "ايلاف" نسخة منه أنه سيكون تغطية على "جرائم" المالكي.
وقال الهاشمي في ندائه إن دعوة حكومة نوري المالكي للمشاركة في المؤتمر "هي مفارقة تدعو للاشمئزاز والقرف، حيث يتقدم الإرهابي الدولي نوري المالكي الصفوف ويدعو بكل جرأة ووقاحة إلى مؤتمر من هذا القبيل، وكان من المفترض أن يكون هو وليس غيره محتجزًا الآن خلف القضبان يواجه العدالة في الجرائم الإرهابية المسجلة عليه".
واتهم الهاشمي المالكي بارتكاب جرائم موثقة "في سجله الاسود ابان الثمانينات من القرن الماضي في بغداد وبيروت والكويت وحادثة اختطاف طائرة تي دبليو أي... وجرائمه الحديثة منذ أن ابتلي العراق به ونخص بالذكر جرائمه المعروفة في مجزرة الزركة عام 2007 ومعسكر اشرف عام 2011 والحويجة عام 2013 وجرائمه التيما زال يرتكبها في عدوانه على الأنبار، وهي جرائم ترقى أن تكون جرائم ابادة ضد الانسانية ناهيك عن جرائم لا حصر لها في تصفية خصومه السياسيين بالكاتم والتعذيب حتى الموت واغتصاب النساء والتهجير المنظم وآخرها استخدام القوات المسلحة في العدوان على المدنيين خلافاً للدستور وكما يحصل اليوم في الانبار وديإلى وبغداد والموصل وصلاح الدين وغيرها".
وأشار إلى أنّ الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي (تضامن) وهي تشارك المجتمع الدولي القلق من تنامي ظاهرة العنف والإرهاب في العراق فإنها تدعو لانعقاد مؤتمر دولي عاجل تحت رعاية الأمم المتحدة في مكان مناسب من أجل أن يطلع العالم على حقيقة الاوضاع في العراق ودور حكومة نوري المالكي في تفاقم الحالة الأمنية.
ودعا القادة العرب والمسلمين إلى مقاطعة هذا المؤتمر وتجاهل الدعوة الموجهة اليهم، وقال إن "هذا هو أقل ما يمكن أن تقدموه وفاء لشعب لم يتردد يوماً في الوقوف مع اشقائه العرب في الظروف الصعبة لكنه بات يعاني الامرين من ظلم وقهر وفساد بل وحتى التطهير الطائفي الذي تمارسه حكومة نوري المالكي على أوسع نطاق"، بحسب قوله.
وقد رد الناطق العسكري باسم المؤتمر الفريق قاسم عطا على نداء الهاشمي هذا قائلاً إنه لا يعني شيئاً ولن يؤثر على سير اعمال المؤتمر... وأشار إلى أنّ "المجرم" الهاشمي محكوم بالاعدام وهو مطلوب للعدالة وللشعب العراقي.
يذكر أن مناطق متفرقة في عموم العراق تشهد منذ مطلع عام 2013 تصاعدًا في اعمال العنف هو الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ موجة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008 التي كانت اوقعت آلاف القتلى.
وقتل اكثر من 130 شخصًا خلال الايام الماضية من الشهر الحالي واكثر من 1850 شخصاً منذ بداية عام 2014 في اعمال العنف اليومية في العراق وفقًا لحصيلة استندت إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.