كان التعاون العسكري محدودًا ولم يكن معدومًا
الأمير سلمان يبحث مع وزير الدفاع الصيني أوجه العلاقات الثنائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بحث الأمير سلمان مع وزير الدفاع الصيني أوجه التعاون بين السعودية والصين، وتطرقا إلى تعزيز التعاون العسكري.
يستمر الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، في لقاء المسؤولين الصينيين، خلال زيارته الحالية إلى جمهورية الصين الشعبية. فقد استقبل اليوم السبت في مقر إقامته في العاصمة الصينية بكين الجنرال تشانج وانغ وان، وزير الدفاع الصيني، والوفد المرافق له.
تعاون عسكري
جرى خلال اللقاء بحث أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والصين، خصوصًا التعاون العسكري والتسليحي، إذ سبق للمملكة أن اشترت من الصين صواريخ صينية بعيدة المدى. ويقول مراقبون إن هذا اللقاء اتسم بأهمية خاصة، في وقت تمر فيه العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة، حليف المملكة منذ عقود، بحال من الفتور، قررت القيادة السعودية على أثره تنويع مصاد تسليحها، لتحصل على ما تريده من سلاح، من دون قيود.
كما توقع المراقبون أن ينجلي هذا اللقاء في المستقبل القريب عن تعاون عسكري سعودي صيني، تظهر آثاره في صفقات مقبلة، تمامًا كما حصل في الثمانينيات، أو كما حصل مع روسيا في الماضي القريب.
وقد حضر اللقاء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس ديوان ولي العهد مستشاره الخاص، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، والسفير السعودي لدى بكين يحي بن عبدالكريم الزيد، ومدير عام مكتب وزير الدفاع المكلف فهد بن محمد العيسى، والملحق العسكري السعودي لدى بكين العقيد ركن طلال الروقي، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الصينية.
زيارات متبادلة
بالرغم من أن شيئًا لم يرشح عن مباحثات الأمير سلمان مع وزير الدفاع الصيني، إلا أن الجانب العسكري يستأثر باهتمام خاص في مباحثات ولي العهد السعودي مع المسؤولين الصينيين خلال هذه الزيارة، التي وصفت بالمهمة، علمًا أن العلاقة العسكرية بين البلدين تعود إلى العام 1985، بعد اتفاق حصلت السعودية بموجبه على صواريخ صينية من طراز CSS2.
يذكر أن الملك السعودي عبد الله زار الصين للمرة الأولى في العام 1998، وكان حينها وليًا للعهد. واتسمت تلك الزيارة بأهمية قصوى، إذ شكلت بداية التوجّه السعودي الاستراتيجي نحو الصين. تلتها زيارته الثانية في العام 2006، ثم زيارة الأمير سلمان في العام 1999 حين كان بعد أميرًا للرياض، ثم زيارة الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، حين كان نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع في العام 2000، وأخيرًا زيارة الأمير خالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع السابق، في العام 2013.
من الجانب الصيني، زار تشي هاو تيان، وزير الدفاع الصيني السابق، الرياض في العام 1996، لبحث قضايا عسكرية مشتركة. وجاءت هذه الزيارة بعد زيارات قام بها مسؤولون رفيعو المستوى، توّجت بزيارة جيانغ زيمين، الرئيس الصيني آنذاك، إلى السعودية في العام 1999، وأخيرًا زيارة الرئيس الصيني السابق هو جينتاو في العام 2009.
لم تكن معدومة
تعددت الزيارات، لكن بقي التعاون العسكري محدودًا، وإن لم تكن العلاقة بين السعودية والصين في المجال العسكري والتقني معدومة، كما يقول الدكتور سرحان العتيبي، أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة الملك سعود.
وفي بحث للعتيبي، بعنوان "العلاقات السعودية - الصينية: الواقع والمستقبل"، يرد الكاتب محدودية العلاقة إلى اعتبارات عدة، "منها على سبيل المثال، إحكام الدول الغربية، وخصوصًا أميركا، السيطرة على سوق السلاح في العالم، إضافة إلى التخلف النسبي للسلاح الصيني، إذا ما قورن بالتفوق التقني للأسلحة الغربية والروسية".
يضف: "أخيرًا، فإن تغيير مصادر التسلح لكثير من دول العالم الثالث، وتحديدًا المستوردة منها للسلاح، يشكل صعوبات فنية وتدريبية وتكاليف مادية كبيرة".
يقول العتيبي في بحثه إن بداية ثمانينيات القرن الماضي شهدت تبنّي الصين سياسة الانفتاح وتطوير الفكر الاقتصادي، وواكبتها جهود مكثفة لتحديث الصناعات العسكرية على نمط نظم التسلح الغربية، لكي تحصل الصين على نصيبها من سوق السلاح العالمية، "نتج من ذلك دخول العلاقات الصينية - السعودية العسكرية مرحلة جديدة، حين شهد العام 1988 توقيع أول صفقة عسكرية بينهما، حين اشترت السعودية صواريخ متوسطة المدى من طراز سي إس إس 2، أو ما سمّي (رياح الشرق)، والتي شكلت مفاجأة بالنسبة إلى الكثيرين في المنطقة العربية وفي الدول الغربية".