أخبار

الفشل ينطوي على تهديدات كبرى لمستقبله السياسي

اسطنبول الرهان الأكبر لأردوغان في الانتخابات البلدية المقبلة

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعطي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أولوية للانتخابات البلدية في اسطنبول، ولا يدع أحدًا غيره يقوم بالحملة الانتخابية لأن الهزيمة فيها ستعتبر فشلاً شخصيًا ينطوي على تهديدات كبرى لمستقبله السياسي.

اسطنبول: تبدو معركة اسطنبول البلدية حامية جدًا، ويسعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للقيام بالحملة الانتخابية بنفسه خوفًا من الفشل. وبالتأكيد لا يفتح المجال امام رئيس البلدية المنتهية ولايته، المرشح لولاية ثالثة، قادر توباش، المهندس البالغ من العمر 69 عاماً الذي لا يظهر كثيرًا في شوارع اكبر مدينة تركية ولا في وسائل الاعلام.

لكن هذا الامر لا يهم كثيرًا لأنه بالنسبة لمناصري حزب العدالة والتنمية الحاكم، فإن المسؤول الفعلي لهذه المدينة التي تعد 15 مليون نسمة، هو "طيب" اردوغان.

وقال مصطفى حسن الاحد وسط الحشود التي حضرت دعماً لحزب العدالة والتنمية إنه سينتخب "قادر توباش، لأنه يعمل جيدًا ويتعامل بشكل جيد مع الشعب". واضاف: "لكن الامر الاهم هو ألا يرحل طيب اردوغان العزيز على قلوبنا، فليحمِه الله ولا يحصل له مكروه".

وفي اسطنبول كما في اماكن اخرى اتخذت انتخابات 30 اذار/مارس طابع استفتاء حول رئيس الحكومة الاسلامي المحافظ، الذي يواجه حكمه للبلاد منذ 2002 تهديدًا جراء فضيحة فساد غير مسبوقة. وادراكاً منه لهذه التحديات، كثف اردوغان الزيارات الى "مدينته" التي اطلق منها مسيرته السياسية حين انتخب فيها رئيسًا للبلدية في 1994. وفي كل مناسبة، يكرر مهاجمة "الخونة" الذين يريدون سقوطه.

لكن المنافس الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في اسطنبول مصطفى ساريغول رئيس بلدية منطقة سيسلي يريد الاستفادة من جو الفضائح هذا لكي ينهي حكم الحزب في المدينة المستمر منذ 20 عامًا. وقال ساريغول (58 عاماً): "كل الناس يعرفون هذا الامر: إن رئيس بلدية اسطنبول الفعلي هو اردوغان".

ومنذ اسابيع يجوب مرشح حزب الشعب الجمهوري، ابرز قوة معارضة في البلاد، شوارع المدينة على متن حافلة حمراء وشعاره "التغيير، الآن". وفي مواجهة مشاريع رئيس الوزراء الذي يعتبرها "متهورة" مثل مشروع شق قناة موازية للبوسفور، يعرض ساريغول رؤية "عقلانية" للمدينة. ولا يتردد في الاستناد الى مثال ذكرى حركة الاحتجاج الكبرى التي انطلقت من حديقة جيزي وأدت الى زعزعة السلطة في حزيران/يونيو 2013.

ويقول المرشح الاشتراكي-الديموقراطي: "كل هذا حصل لأن القادة الحاليين اتخذوا القرارات الخاطئة"، مشيرًا الى أنها "قرارات لا تسير في اتجاه التقدم والحريات والديموقراطية". وساريغول ليس الوحيد الذي يسعى لاستغلال انتفاضة الربيع الماضي، فقد قام منافسه في الحزب الديموقراطي والشعبي سيري اوندر بالمثل.

وقال: "نحن من يحمل روح جيزي"، مضيفاً "الاحزاب التقليدية متشابهة كلها. لا تحترم البيئة ولا تمثل النساء ويخدعون الجميع في الفساد". لكن مرشح حزب الشعب الجمهوري ليس بمنأى عن اتهامات الفساد وتطاله قضية قرض رغم نفيه المتكرر لها.

وفي هذه الاجواء المتوترة تبدو معركة اسطنبول حامية جداً. ويؤكد اردوغان في كل تجمع له "سننتصر". ويرد ساريغول: "لقد فهم أن ايامه معدودة ولذلك هو متوتر". وبالاضافة الى ذلك، فإن النتيجة في اسطنبول ستكون مؤشراً الى فوز أو هزيمة رئيس الوزراء على الصعيد الوطني.

وقال الخبير السياسي جنكيز اكتار من جامعة سابانجي الخاصة في اسطنبول إن "اسطنبول اكثر من رمز، إنها عصب نظام اردوغان" مضيفاً "اذا خسر المدينة فسيشكل الامر كارثة بالنسبة له لان كل الرهانات موجودة هنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف