قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ارتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا في مصر منذ إسقاط مرسي الى عشرة صحافيين وهو ما يدلّل على حجم المخاطر المحدقة بالإعلاميين في هذه المنطقة.
القاهرة:قتلت أمس صحافية مصرية، ليصل إجمالي الصحافيين الذين لقوا مصرعهم منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي إلى عشرة صحافيين، قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن وجماعة الإخوان المسلمين، باستثناء الصحافي تامر عبد الرؤوف، الذي قتل على أيدي الجيش في كمين عسكري. ويأتي مقتل الصحافية ميادة أشرف، ليزيد من أوجاع الصحافيين المصريين وسخطهم، لا سيما في ظل عدم إجراء تحقيقات في مقتل زملائهم، وإهدار دمائهم في الصراع السياسي الدائر بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين.
تبادل الإتهام بين الداخلية والإخوان
قتلت ميادة أشرف، الصحافية المصرية، أمس في منطقة عين شمس، أثناء تغطيتها أشتباكات بين قوات الشرطة وأنصار الرئيس السابق محمد مرسي. وتبادلت وزارة الداخلية المصرية وجماعة الإخوان الإتهامات بالمسؤولية عن مقتلها. وقالت وزارة الداخلية إن الإخوان هم من قتلوا ميادة بالإضافة إلى أربع ضحايا آخرين. بينما رد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب باتهام قوات الأمن باستهداف ميادة. وقال في بيان له تلقت "إيلاف" نسخة منه: "إرهاب الانقلاب أراق دماء جديدة طاهرة بينهم صحافية استهدفتها رصاصات الانقلابين الغادرة وكرر جريمة استهداف المساجد"، مشيرة إلى أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، بدأ حملته الإنتخابية بالدم، ونعتته بـ"السفاح"، وقال: "يبدأ السفاح حملته الانتخابية المزعومة بدماء جديدة وانتهاكات ضد الدين والإنسانية ستكون بداية لمرحلة جديدة من الاصطفاف الوطني الثوري".
رصاصة في الرأس قتلت ميادة برصاصة في الرأس، بينما كانت تمارس عملها في تغطية الإشتباكات بين أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، وقوات الشرطة في منطقة عين شمس في القاهرة، وهي الطريقة نفسها التي قتل بها غالبية الضحايا من الصحافيين المصريين، ومنهم: الحسيني أبو ضيف، الذي قتل أثناء تغطية الاشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه فيما عرف بأحداث الإتحادية في أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2012، كما قتلت الصحافية حبيبة عبد العزيز، أثناء تغطية أحداث فض اعتصام أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية، في 14 أغسطس/ آب 2013، وقتل أحمد عاصم، أثناء أحداث الحرس الجمهوري، في شهر يوليو/ 2013.
ميادة: نصيبنا هو اللي صابنا وتوقعت ميادة أن تكون نهايتها مؤلمة، وكتبت ميادة في آخر تدوينة لها في صفحتها على موقع فايسبوك: "اللي يصيبنا أهو من نصيبنا". وأضافت: "يا رب طبطب عليا". شاركت ميادة في فعاليات إحتجاجية ضد مقتل زملاء صحافيين، ولا سيما الحسيني أبو ضيف، وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صورة لها، وهي تحمل في يدها كاميرا، ولافتة كتبت عليها :"الكاميرا لا تزال في أيدينا يا حسيني، ومكملين إن شاء الله".
مصر الأخطر على حياة الصحافيين وتصنّف لجنة حماية الصحافيين الدولية، مصر في المرتبة الثالثة بعد سوريا والعراق في الدول الأخطر على حياة الصحافيين، وقالت اللجنة في تقريرها السنوي للعام 2013: "منذ تولى الجيش زمامَ الأمور، قُتل على أقل تقدير خمسة صحافيين، وتعرض 30 للاعتداء، وتعرضت مكاتب 11 وسيلة إعلامية إخبارية للاقتحام. ووثّقت لجنة حماية الصحافيين اعتقالَ ما لا يقل عن 44 صحافياً. وبحلول نهاية عام 2013، كان خمسة صحافيين على الأقل لا يزالون وراء القضبان". وأضاف التقرير: "أحكمت الحكومة قبضتها على وسائل الإعلام كافة بعد فرض حال الطوارئ على المستوى الوطني"، مشيراً إلى أن "الصحافيين الذين يحيدون عن الرواية الرسمية يواجهون خطر الرقابة أو الاعتقال أو المقاضاة أو الاعتداء"، ولفت إلى أن "ثمة شعورًا في أوساط الصحافيين بأن الرقابة العسكرية بدأت تترسخ رغم أن جهود مرسي لتخويف الصحافة قد باءت بالفشل إلى حدٍ كبير".
فقر حرية الصحافة وطالبت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون وزارة الداخلية بتوضيح ملابسات مقتل ميادة، وقالت: "نطالب الداخلية بتوضيح ملابسات استشهاد الصحافية ميادة أشرف. فإن الوضع المأسوي الذي تمر به مصر من فقر في حرية الصحافة والاعلام والاوضاع غير الآدمية للصحافيين لن تؤدي الى مصر التي نحلم بها". وأضافت في بيان لها تلقت "إيلاف" نسخة منه: "الصحافيون يدفعون الدم ثمن عملهم ولا يقل شهداء الصحافة عن شهداء الاجهزة الامنية فكلاهم يدفع دمه ثمناً لهذا الوطن"، وتابعت: "نطالب بسرعة باصدار قانون لحماية الصحافيين في مصر وتقنين اوضاعهم داخل المؤسسات فلا يصح أن تنادي الصحافة بحقوق المصريين في جميع القطاعات وهم أول من تنتهك حقوقهم وأمنهم".
غضب الصحافيين الصحافيون المصريون غاضبون من أداء النقابة، ويتهمون النقيب ضياء رشوان ومجلس الإدارة بالتخاذل في حماية الصحافيين أو الدفاع عن حقوقهم أو الضغط لتقديم الجناة الذين قتلوا أعدادا منهم للعدالة، وتقدمت عبير سعدي عضو مجلس النقابة باستقالتها إحتجاجاً على الدور المتخاذل للنقابة. وطردت مجموعة منهم رشوان من المستشفى التي كانت ترقد فيها ميادة أمس، وهتفوا ضده. وقال خالد البلشي، عضو مجلس إدارة نقابة الصحافيين، لـ"إيلاف" إن عددًا من أعضاء مجلس إدارة النقابة وصلوا إلى المستشفى الذي كانت ميادة ترقد فيه، ولم ينصرفوا إلا بعد إعداد تقرير الطب الشرعي حول الحادث وحضور النيابة للمعاينة، مشيراً إلى أن النقابة دعت الزملاء الذين حضروا الواقعة إلى توثيق شهاداتهم، لتسليمها إلى النيابة العامة. وأفاد بأن النقابة تجهّز لمؤتمر لبحث كيفية حماية الصحافيين، وإدخال الصحافيين غير النقابيين إلى مظلة النقابة من خلال جدول المنتسبين.
إهدار دماء الصحافيين وأضاف البلشي إن النقابة خاطبت وزير العدل لانتداب قاضي تحقيق في قضايا قتل الصحافيين خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن عدد الضحايا عشرة صحافيين. وقال البلشي إن التحقيقات في قضايا قتل الصحافيين معطلة، منوهاً بأن حقوق الضحايا منذ ثورة 25 يناير، وحتى الآن أهدرت، ولم يتم تقديم الجناة للمحاكمة، بمن فيهم الصحافيون. وذكر انحقوق "الشهداء" أهدرت لأن الجريمة غالباً ما تكون على المشاع والجناة غير معلومين، أو نتيجة تباطؤ السلطة في التحقيق فيها، مشيراً إلى أن قضية فض اعتصام رابعة العدوية لم تُحَل للتحقيق إلا مؤخراً عبر قرار من رئيس الجمهورية المؤقت، وبين الضحايا صحافيون.
تعطيل قضايا قتل الصحافيين ونبّه إلى أن قضية مقتل الصحافي الحسيني أبو ضيف الذي قتل في عهد مرسي، لم تتحرك إلا بعد عزل مرسي، مشيراً الى انقضية مقتل الصحافي أحمد محمود، الذي قتل أثناء ثورة 25 يناير، معطلة أيضاً، رغم تقديم النقابة عشرات البلاغات للنائب العام. ولفت إلى أن قضية مقتل الصحافي تامر عبد الروؤف الذي قتل في كمين للجيش، تحظى بمتابعة النقابة، لكنها قضية منظورة أمام القضاء العسكري. وأختتم البلشي تصريحاته بالقول إن دماء "الشهداء" منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن بمن فيهم الصحافيون أهدرت، مشيراً إلى أن هذه القضايا مرتبطة بطبيعة النظام السياسي وشكله، ومدى قدرته على السيطرة على الشرطة وغيرها من مؤسسات الدولة.