أخبار

مسؤولون أميركيون وعراقيون يبحثونها ولقاءات مع العشائر

خطة لاختراق "زواج المصلحة" بين داعش والسنة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يبحث مسؤولون أميركيون وعراقيون في سبل وضع خطط عملية لخلق تصدعات بين التنظيمات والقبائل السنية العراقية الغاضبة من حكومة المالكي وتنظيم (داعش).

نصر المجالي: حسب صحيفة (نيويورك تايمز) فإن وزارة الدفاع الأميركية تستعد هذا الاسبوع لإصدار تقرير سريّ يكشف فيه إذا كان هناك قدرة حقيقية للقوات المسلحة العراقية على مواجهة الخطر المحدق بها من جانب التحالف القائم حاليًا بين الفصائل السنية و(داعش).

ورأت الصحيفة أن هذا التحالف، الذي وصفته بأنه "زواج منفعة"، بين داعش وتنظيمات حزب البعث، والقوميين السنة، ومجموعات العشائر السنية، والجهاديين السنة، ممن يحاربون عدوا مشتركا، متمثلا بحكومة نوري المالكي، يخضع لضغوط.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته يوم 13 تموز (يوليو) بأن الانشقاقات المحتملة ستكون موضع مراقبة دقيقة من وحدات الاستخبارات في القوات المسلحة الأميركية.

وتعلق الولايات المتحدة آمالا كبيرة على فرصة حدوث تصدعات في العلاقة بين الفصائل السنية المتحالفة، وكشفت الصحيفة بأنه في إطار مسعى الولايات المتحدة& لشق الصف السني، فإنها تدرس إرسال مسؤولين أميركيين سابقين لعقد لقاءات مع شيوخ العشائر السنية.

وتأمل الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لقوات الصحوة شبيه بذلك التحالف الذي كانت قد شكلته عام 2007 والذي ضم في حينه نحو مائة ألف مقاتل سني لمحاربة داعش.

السعودية والقبائل السنية

وأوضح مسؤول أميركي لصحيفة (نيويورك تايمز) في تعليق على تلك الجهود بالقول إن هذه المساعي ما زالت في مراحلها الأولى، لكنّ الصحيفة تحدّثت بالمقابل عن أن المملكة العربية السعودية حثت القبائل السنية على أن تنقلب على تنظيم (داعش).

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين تحذيرهم من أن فصل المجاميع السنية عن داعش هذه المرة سيكون أصعب بكثير من الماضي عندما كانت القوات الأميركية متواجدة في العراق بقوة.

وأضافت الصحيفة أن مجاميع المتمردين السنة منتشرة اليوم في جميع المناطق العراقية ولكن بأحجام صغيرة فيما تنتشر العشائر بشكل واسع في كل مكان وأن أفضل الفرص لمواجهة داعش هي صنع انتفاضة عشائرية ضدهم نظرا للغلبة العددية التي تمتلكها العشائر وانتشارها الواسع في محافظات العراق.

غير أن الصحيفة أوضحت أن هناك شعورا طاغيا بين زعماء العشائر بأنه في حال قرروا شنّ الحرب على داعش قبل أن تتعهد الحكومة الالتزام بتغيير نوري المالكي وتقديم عروض أخرى للطائفة السنية، فإنهم سيخسرون وسينتهي بهم الأمر إلى مجرد دعم الحكومة وفقدان أي أمل في الحصول على مكاسب سياسية.

كما رأت (نيويورك تايمز) في تقريرها بأنه وخلافا لما كان عليه الحال سنة 2007 و 2008، فإنه لم يعد هناك أي قواعد عسكرية أميركية أو قواعد أمامية لكي تلجأ اليها العشائر للحصول على الدعم والحماية كما كان عليه الأمر في السابق، وأن تقديم الحماية سيكون مناطا هذه المرة بالقوات الشيعية وهو الأمر الذي لن تطمئن إليه العشائر السنية.

قدرة داعش

وإلى ذلك، قدرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين، عدد المقاتلين التابعين لتنظيمات داعش بنحو عشرة آلاف مقاتل، يتواجد 7 آلاف منهم في سوريا و3 آلاف آخرين في العراق، وأن قوات داعش كانت بمثابة رأس الحربة في اجتياح مدينة الموصل، فيما التحق الآلاف من المقاتلين السنة بعد ذلك حيث سيطروا على المناطق المحررة.

وذكرت المصادر الاستخبارية الأميركية للصحيفة بأن الجماعة المتمردة الأكبر التي تلي تنظيم داعش هي جماعة الطريقة النقشبندية التي تضم في صفوفها أنصار النظام البعثي السابق، بما في ذلك ضباط المخابرات السابقين والحرس الجمهوري.

وتأتي بعد ذلك، حسب الصحيفة فصائل أخرى مثل كتائب ثورة العشرين، وجيش المجاهدين، وأنصار السنة، وجماعات مرتبطة بالقاعدة ترجع جذورها إلى منطقة كردستان العراقية.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة قوله في مؤتمر صحافي يوم الثالث من يوليو (تموز) أنه بعد التقدم السريع الذي حققته قوات داعش فإنهم "ينتشرون حاليا في المناطق التي سيطروا عليها من أجل إحكام سيطرتهم عليها وعلى طرق الاتصالات والإمدادات اللوجستية".

وأوضحت الصحيفة انه في ضوء التشتت الذي تواجهه القوات الحكومية العراقية بسبب الانتفاضة التي تواجهها، يطالب بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من الرئيس اوباما بأن يوجه بشن غارات جوية على مواقع داعش.

غير أن المنتقدين لهذه الاستراتيجية يحذرون أنه من دون قوات أميركية أمامية منتشرة على الأرض، فإن الهجمات قد تصيب قادة العشائر العراقية وتقتلهم خطأً والذين قد تبرز الحاجة إليهم مستقبلا إن كان هناك أمل في الحفاظ على عراق موحد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف