حيث محاولات لبناء تحالف دولي وإقليمي
حتى في مواجهة "داعش" لا مكان لبشّار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غداة تأكيد صدر من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، في كلمته أمام قمة الناتو في ويلز، قال تقرير صحافي نشر في لندن إن "الأسد لن يكون حليفًا للغرب على الأرجح".
نصر المجالي: أكد كاميرون خلال قمة الناتو إمكانية توجيه ضربات إلى أهداف للتنظيم في سوريا من دون التعاون مع الأسد، وهو الأمر الذي يكشف عن اتجاهات التفكير في لندن وواشنطن، كما يقول تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية، الجمعة. ويرى رئيس الحكومة البريطانية أن الرئيس السوري جزء من المشكلة، وليس جزءًا من الحل.
ويقول تقرير الغارديان إنه خلال العام الرابع من الصراع في سوريا لن يجد الرئيس بشار الأسد شيئًا أفضل من أن ينظر له الغرب كشريك لاغنى عنه في الحرب الجديدة على الإرهاب، التي تتمحور حولها النقاشات العالمية، بعد التقدم الذي يحرزه تنظيم الدولة الإسلامية ونحر صحافيين أميركيين. غير أنه بحسب الكاتب إبان بلاك، لا يبدو أن هذا سيحدث. ويلفت الكاتب هنا إلى إشارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
جرائم
كما إن سجل الأسد في جرائم الحرب، بحسب الكاتب، يحول دون أي حاجة إلى التشاور معه، وخاصة أن الولايات المتحدة وبريطانيا طالبتا مرارًا بإبعاده عن السلطة، حسب ما جاء في التقرير. وتقول الصحيفة إن الأسد منذ بدء الصراع يؤكد على أنه حصن الاستقرار والعائق الوحيد دون سيطرة تنظيم القاعدة على زمام الأمور. بينما أفرجت السلطات في الوقت نفسه عن المعتقلين الإسلاميين لتعزيز الرواية الرسمية.
وأحجمت القوات الحكومية السورية عن مهاجمة عناصر الدولة الإسلامية، خاصة في معقلهم في الرقة، حتى بعد سقوط مدينة الموصل العراقية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، حتى إنها تدخلت في بعض الأحيان، بحسب الصحيفة، لدعم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في مواجهة جماعات أخرى.
تأكيدات كاميرون
وكان رئيس الوزراء البريطاني أكد أن بلاده لن تتعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش"، ولكنه أبقى على جميع الخيارات مفتوحة، بما فيها المشاركة إلى جانب الولايات المتحدة، في العمليات العسكرية ضد التنظيم في العراق.
وقال كاميرون في مقابلة مع قناة (سي إن إن) على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن "الأسد من بين أسباب وجود داعش"، معتبرًا أنّ "وحشيّته مع شعبه هي من بين أسباب انضمام الأفراد إلى التنظيم. نحن نريد في العراق ما نريده في سوريا، وهو قيام حكومة تمثّل الجميع، لذلك نعتبر أن وجود حكومة عراقية جامعة ومواجهة خطر الأفكار المتشددة والأسد، تحديات ثلاثة أمامنا".
حملة جوية
وبشأن إمكانية أن تنضم بريطانيا إلى الحملة الجوية الأميركية، التي تشنّ ضدّ "داعش" في العراق، قال: "لن نستبعد خيار القصف، ونحن اليوم نقوم بعدد من الخطوات، من بينها مساعدة الأكراد والجيش العراقي وتوفير الدعم الإنساني، ولكن ما يجب أن نتفق عليه هو أن علينا دعم القوات الموجودة على الأرض للقيام بالمهمة بنفسها بدلاً من القتال نيابة عنها".
واستبق أوباما وكاميرون عقد القمة بنشر مقال رأي مشترك بعنوان "لن يخيفنا القتلة الوحشيون"، جدد فيه الرئيس الأميركي وحليفه رئيس الوزراء البريطاني تعهدهما بمواجهة التهديدات من &"داعش&" وروسيا.
وأكد الزعيمان في مقال رأي نشرته صحيفة (التايمز) اللندنية أن "الناتو اليوم في غاية الأهمية لمستقبلنا، كما كان لماضينا"، ليؤكدا على ضرورة استمرار الحلف في دوره بحماية أراضي وشعوب دول أوروبا وشمال أميركا. ولفت الزعيمان إلى "قوس من عدم الاستقرار يمتد من شمال أفريقيا إلى الساحل إلى الشرق الأوسط". وهناك تأكيد على أن مواجهة الإرهاب لا يمكن أن تنحصر في العراق، حتى وإن كان استهداف المسلحين يبدأ من هناك.
ولفت كاميرون وأوباما، اللذان اجتمعا في لقاء ثنائي صباح أمس، إلى أن "التطورات، خاصة في العراق وسوريا، تهدد أمننا في بلداننا"، وأضافا: "الناتو ليس فقط تحالفًا لأصدقاء يساعد بعضهم بعضًا في وقت الحاجة، ولكنه أيضًا تحالف مبني على المصالح الشخصية.. والتهديد من عودة المقاتلين الأجانب من العراق وسوريا يمثل تهديدًا لدولنا".
وتقدم أوباما وكاميرون إلى أعضاء (الناتو) مباشرة للرد على هذه التهديدات، مما يعني مواصلة النقاشات خلال الأسابيع المقبلة. وقال أوباما وكاميرون في مقالهما: "لن نهتز في عزيمتنا على مواجهة (داعش).. دول مثل بريطانيا وأميركا لن تخاف من قتلة وحشيين". وكانت الرسالة هي نفسها التي قدمها الزعيمان إلى المجتمعين في نيوبورت، أمس الخميس.