قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يتساءل البعض عن مدى إمكانية تحوّل حروب المنطقة في سوريا والعراق واليمن، إلى حرب في الداخل اللبناني، لأن لبنان كان دائمًا مقرًا لحروب الآخرين على أرضه.
بيروت: مع الحرب الدائرة في المنطقة وبعد مرور الذكرى الأربعين لإندلاع الحرب الأهليّة في لبنان، يتساءل البعض هل الأجواء مهيئة اليوم لعودة مثل هكذا حرب إلى لبنان، وما هو دور المثقفين اللبنانيين والإعلاميين في لجم وصول الحرب الإقليميّة السائدة على الداخل اللبناني؟&يعتبر رئيس تحرير صحيفة "الأنوار" رفيق خوري في حديثه ل"إيلاف" إن الحرب ليست قرارًا محليًا، لذلك يستبعد أن تتحول الخروب الخارجيّة إلى حرب في الشارع في لبنان على المدى القريب، ويشير إلى أن الإعلام لا يقوم بالحرب، لأن لها أسبابها المتعدّدة، مع&وجود دوافع إقليميّة دوليّة ومحليّة أيضًا، ففي 13 نيسان/إبريل 1975 مع بوسطة عين الرمانة كانت بداية رسميّة للحرب التي بدأت فعليًا قبل ذلك، وخلال السنوات الأخيرة حصلت أحداث أخطر من بوسطة عين الرمانة ولم نصل إلى الحرب والاقتتال، لأن لا قرار دولي بذلك، والإنفجار في لبنان لم يعد يفيد أحدًا.&
دور المثقفين&عن دور المثقفين في الحد من الإنفجار يؤكد خوري أنهم في صراع حاليّ، ويجب التفريق برأيه بين المثقّف الذي لا وظيفة له، وبين الآخر الذي يعتبر أن من مهامه الأساسيّة الدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن.&ويضيف: "مشكلتنا في لبنان، إن كان في السياسة أو الصحافة أو الثقافة، هي النظر من جهة واحدة من خلال توجّه وحيد، ولا نرى كل الصورة من مختلف جوانبها.&
التمييز بين الشخصي والعام&بدوره يقول الإعلامي عادل مالك ل"إيلاف" "إنه خلال إندلاع الحرب الأهليّة في العام 1975، لم يعد هنالك في الإعلام تمييز بين الشخصيّ والعام، ومع مرور الزمن وخلال فترة الحرب، أوجدت مفردات قائمة ليس فقط على عدم إحترام الفريق الآخر، بل ربماأيضًا شيطنته، لذلك كل وسيلة إعلامية عليها مسؤولية في استخدام مفردات معيّنة تعكس عدم الكراهية بين الفرقاء.&ففي الماضي، بحسب مالك، كان هناك قارىء أومستمع أومشاهد جيّد، ومع الحروب الأهلية تغيّر الأمر، لذلك نشهد اليوم في الإعلام إستخدام عبارات نابية، لا نتوقعها في حياتنا الإعلاميّة، وتعتمد التجريح وليس التحليل.&
الآوان قد فات&عن دور المثقفّين والإعلاميين من أجل عدم الوصول إلى حرب لبنانية في الشارع، يعتبر &مالك أن الآوان قد فات، وتأخرنا جدًا عن القيام بذلك، لأن تراكمات الحروب والفوضى إنعكست على الإعلام بطريقة مباشرة، والإعلام المموّل لديه مصلحة ماليّة وهدفه تشويه الإعلام.&ويجب اليوم، بحسب مالك، القيام بصحوة معيّنة، مع بداية جديدة تقوم على النقد الذاتيّ وليس جلد الذات، وعدم الإدّعاء باحتكار الحقيقة من قبل أي طرف، وعلى الإعلاميّ بالتالي الإبتعاد عن الغرور لأنه شعور قاتل ويُشكّل مقبرة الإعلاميّ.&ويلفت مالك إلى أن كل إعلاميّ &لديه كفاءاته، في ما يتعلق بالإعلام السياسيّ، بالدرجة الأولى عندما نتحدث عن البرامج الحوارية، ولكن ما من أحد يستطيع التأكيد بوجود شخصية إعلاميّة مكتملة، لكن كل إعلاميّ يملك معطيات تميزّه عن الآخر، إنما على كلإعلاميّ أن يعمل في مجاله وكأنها المرة الأولى من حيث الدقّة والتعاطي مع القرّاء والمشاهدين، فمن واجبات الإعلاميّ أن يكون خلاقًا ودقيقًا، ويثبت دوره، وللأسف الشديد كان للإعلاميّ في لبنان دوره في تفعيل الحروب، وحتى لا نحمّله لوحده وزر تلك الحروب، فإن أي عملية تبادليّة يجب أن تختفي منها أي عبارات مدمّرة، ويجب الاهتمام بالمضمون والأسلوب، ولا يجوز أن تنشأ الأجيال على مفردات تؤجج الحروب.&