أخبار

التقارب الأميركي الإيراني دفع السعودية للتحرك باليمن

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: يأتي قرار السعودية تشكيل تحالف عربي للتدخل في اليمن ضد الحوثيين الشيعة نتيجة قلقها ازاء التقارب بين واشنطن وطهران، بحسب عدد من الخبراء. وكان الحوثيون الذين تنفي ايران تسليحهم يقتربون من السيطرة على معظم اراضي اليمن عندما ارسلت السعودية طائراتها الى جارتها الجنوبية التي تتشارك معها حدودا بطول 1800 كم.

وقال انوش احتشامي خبير الشؤون الايرانية والخليجية في جامعة دورهام ان "عدم الاكتراث الاميركي بقلق& السعودية واهتمام واشنطن المتزايد بايران" بين الاسباب التي دفعت الرياض الى التحرك.

وبدات الحملة الجوية الاسبوع الماضي مع دخول المفاوضات النووية بين ايران والغرب مرحلة حاسمة. واضاف احتشامي "كلما تقدمت المحادثات النووية اصبحت السعودية اكثر قلقا حيال عدم اهتمام اميركا بما يحدث في العالم العربي وتركيزها على ايران".

وياتي التدخل في اليمن عقب مناشدات عدة وجهها الرئيس عبد ربه منصور هادي بينما كان الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح تقترب من الاطباق على عدن. وندد هادي الذي لجأ الى السعودية بالحوثيين ووصفهم بانهم "دمية بيد ايران" في حين تتهم الرياض طهران بالتدخل في اليمن والدول الخليجية.

والثلاثاء، قال وزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل ان امن اليمن "جزء لا يتجزا " من امن بلاده والعالم العربي. والحوثيون ليسوا قوة جديدة في اليمن حيث خاضوا ست حروب مع السلطة المركزية خلال عقد من الزمن. كما خاضوا معارك مع السعودية العامين 2009 و 2010.

وقد هزم الحوثيون عددا من القبائل خلال اشهر من المعارك قبل اجتياحهم العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر لكن رد فعل السعودية انذاك لم يتجاوز الادانة. وادى احتمال سيطرة الحوثيين على اقصى الطرف الجنوبي لشبة الجزيرة العربية ومضيق باب المندب الاستراتيجي الى قيام السعودية بالتدخل في اليمن في خطوة غير معهودة.

وقال حسن براري استاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر "توصلت السعودية الى نتيجة صعبة مفادها ان احدا لن ياتي لنجدتها اذا تمكنت ايران من اتخاذ موطئ قدم لها في اليمن وتاسيس حزب الله يمني نوعا ما (...) وممارسة دبلوماسية الضغط".

واضاف ان السعودية تشعر "بخيبة امل" ازاء "فك الارتباط الاميركي بالمنطقة". كما اشار الى النزاع المستمر منذ اربعة اعوام في سوريا حيث تشعر دول الخليج ان واشنطن لا تريد المساعدة في اسقاط الرئيس بشار الاسد.

بدورها، قالت جاين كيننمونت نائبة رئيس دائرة الشرق الاوسط وافريقيا في معهد تشاتم هاوس للابحاث في لندن ان "السعودية تعتبر ان الحوثيين ليسوا اكثر من عملاء لايران وترغب في بعث رسالة واضحة الى طهران انها تواجه صدا قويا من القوى الاقليمية".

والتدخل العسكري غير المنتظر يؤكد ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مستعد لاتخاذ اجراءات جذرية من اجل حماية مصالح بلاده.

وقال احتشامي ان "السعودية لم تعد تكتفي بالتحرك الوقائي". واضاف ان "المفهوم التقليدي بان السعودية حذرة وتعمل من وراء الكواليس اصبح من الماضي اكثر فاكثر فهي حاليا من الدول التي تستبق الامور في المنطقة".

وشكلت الرياض اكبر تحالف عربي سني لمحاربة الحوثيين يضم معظم دول الخليج والاردن والمغرب والسودان ومصر. كما ان هذا التحالف يعمل بعيدا عن وصاية واشنطن او حلف شمال الاطلسي. لكن مسؤولا خليجيا اكد ان المشاركين يرغبون في تغطية دولية لتحركهم.

وقال المسؤول "نعمل من اجل اصدار قرار من الامم المتحدة كما حدث بالنسبة لمالي، اي ما بعد التحرك". لكن براري قال انه "تحالف قائم على اقل من يمكن من الارضية المشتركة" مشيرا الى ان "هذه الدول لديها خلافات لكنها تزيحها جانبا عندما يتعلق الامر بايران".

واوضح احتشامي ان الانظمة الملكية العربية ومصر يمكن ان تشكل "كتلة تستمر طويلا قد تضم تركيا وباكستان كدول سنية مجاورة للمحور العربي". واكد في هذا السياق ان الرياض وانقرة وضعتا جانبا "مواقفهما المختلفة" حيال قمع جماعة الاخوان المسلمين في مصر و"تعملان عن كثب" لاسقاط الاسد ومحاربة نفوذ ايران في العراق.

في غضون ذلك، تبقى امام ايران خيارات قليلة بعيدا عن التنديد. وقالت كيننمونت ان "ايران ربما لا تريد تخريب المفاوضات النووية من اجل اليمن البلد الذي لا يعد محوريا بالنسبة للمصالح الايرانية". كما قال احشتامي ان طهران ستواصل استراتيجية تقليدية مستخدمة وكلاء لكسب مزيد من النفوذ مشيرا الى ان "الحوثيين هم الذارع الافضل بالنسبة لها".

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف