رئيس لجنة القضاء بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
زاهدي: عاصفة الحزم قصمت استراتيجية التوسع الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتبرت شخصية إيرانية معارضة أن عاصفة الحزم العربية وجهت ضربة قاصمة لاستراتيجية التوسع والتمدد الإيراني في المنطقة، وقال إنه على الشعوب العربية والإيرانية أن تنتظر قريبًا بداية النهاية لحكم ولاية الفقيه.
لندن: قدم رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سنابرق زاهدي، عرضاً تحليليًا لمجمل الاوضاع والقضايا المرتبطة بالنظام الإيراني ومشاريع نظام ولاية الفقيه للتوسع والتمدد إلى الدول الاخرى، وفيما اذا كانت هذه المشاريع تأتي من موقع القوة أو الضعف للنظام.
عاصفة الحزم وجهت ضربة قاصمة لإيران
وشدد زاهدي، خلال مؤتمر صحافي مباشرعقده شاركت فيه "إيلاف" عبر شبكة الانترنت، تحت عنوان "تدخلات النظام الإيراني في المنطقة: إنهيار مقومات البقاء في الداخل وإستعراض العضلات في الخارج"، شدد على أن استراتيجية النظام الإيراني في التمدد والتوسع بدأت تتقلص كما أنه وبعد عملية "عاصفة الحزم" العربية في اليمن، فقد تلقت هذه الاستراتيجية ضربة قاصمة، وقال "إن ذلك بداية نهاية هذا التمدد والتوسع للنظام الإيراني".
وأشار إلى أنّه في سوريا قد استخدم النظام الإيراني جميع إمكانياته المادية والتسليحية ومن مختلف الدول التي له فيها عملاء، سواء في أفغانستان حيث هناك لواء الفاطميون أو في العراق لواء أبو الفضل العباس أو حزب الله اللبناني وغيرهم، وكل ذلك من أجل التصدي للمعارضة السورية، فكانت هناك معارك درعا وأدلب وجسر الشغور، ولكن& كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وأدت إلى الهزيمة، واليوم فإنه حتى في ضواحي اللاذقية فقد بدأ حزب الله يتكبد خسائر فادحة، كما أن في العراق كانت للنظام الإيراني إستراتيجية محددة يريد من خلالها إرسال قواته وقادة الحرس وليس تحرير المدن العراقية، وذلك من خلال التركيز على الميليشيات الشيعية التابعة له وهي من أذناب الحرس الثوري وقوات القدس.
وأضاف أن هذه الاستراتيجية منيت بالفشل أيضاً خاصة بعد معركة تكريت، حيث أن الاستراتيجية الإيرانية لم تتمكن من التقدم، وبعد ذلك لم تعد صور قاسم سليماني تنشر في الصحف أو على صفحات التواصل الاجتماعي ولا حتى لهادي العامري قائد مليشيا بدر أي أثر كبير، والذي هو أيضًا من صنيعة النظام الإيراني.
وأشار إلى أنّ نظام طهران هو من خلق حزب الله اللبناني، وهو صناعة إيرانية 100%، وهذا الكلام يقره رئيس الحزب حسن نصر الله بملء فمه، لذلك عندما بدأت الثورة السورية إستخدم النظام الإيراني حزب الله كركيزة للدفاع عن نظام بشار الاسد، وهذا ما أدى إلى إنحسار حزب الله ولم يعد له أي مد شعبي، فعلى العكس من ذلك فإن الشعوب العربية كلها الان ضد حزب الله، لأنه جاء لمناصرة نظام الاسد وقام بالتعاون مع قوات القدس بقتل 250 ألفًا من أبناء الشعب السوري الابرياء، ومعنى ذلك أن هذه الحالة اللبنانية لم تعد في صالح النظام كما كان سابقًا.
وأوضح انه لذلك فإن التمدد الإيراني في المنطقة سواء في اليمن بعاصفة الحزم في سوريا من خلال المعارك التي خاضتها قوات الثورة السورية، أو في العراق بسبب فشل استراتيجية هذا النظام، بدأ هذا التمدد ينحسر وينقلب على النظام.
نهاية قريبة لنظام ولاية الفقيه
وقال زاهدي انه لذلك "نستطيع أن نبشر الشعوب العربية وأيضًا الشعب الإيراني بأن بداية النهاية لهذه الظلامية وحكم ولاية الفقيه بدأت تظهر في الافق وسوف نشاهد في الايام المقبلة نهاية هذه الظلامية ونتخلص جميعنا من هذه الطغمة الباغية".
وحول الاوضاع الداخلية في إيران، أكد أن إنفجارًا إجتماعيًا يلوح في الافق وأن هناك إنتفاضات في المستقبل المنظور مشيرًا إلى تظاهرات المعلمين واحتجاجاتهم خلال الايام الثلاثة الماضية، والتي شملت 28 محافظة من أصل 31 محافظة إيرانية، وحيث أن أكثر من 80 مدينة إيرانية كانت مسرحًا لهذه المظاهرات والاحتجاجات، وأشار أيضًا إلى الاضرابات العمالية قائلاً بأنها بشائر وبوادر للإنتفاضات التي ستحدث قريبًا.
ووصف زاهدي النظام الإيراني بأنه نظام دكتاتوري أحادي قائلاً "أننا إذا نظرنا لدستور النظام نرى أن كل السلطات تنحصر في شخص الولي الفقيه، حيث صلاحيات التعيين والعزل بيده لوحده، كما أن مختلف الامور الاقتصادية والامنية والعسكرية وغيرها بيد الولي الفقيه". وأكد بأن إختفاء الولي الفقيه أو خروجه من الساحة سيٶدي إلى صراع بين مختلف تيارات النظام.. مشددًا على أن النظام الإيراني وبعد خروج خامنئي القريب من الساحة بسبب مرضه المستعصي لن يستطيع المواصلة والاستمرار.
إيران ليست قوة اقليمية كما يصورها الغرب
وأضاف زاهدي أن الصورة العامة التي يمكن للجميع أن يراها في المنطقة، وفي مختلف الدول العربية والاسلامية، خاصة في دول محددة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، فإن النظام الإيراني، نظام ولاية الفقيه إستطاع أن يمدد أذرعه إلى هذه الدول، وهذا واضح، لكن السٶال الذي يتطلب الاجابة عنه بشكل عميق هو أن هذه العملية التي يقوم بها هذا النظام منذ بدء نشوئه ولحد الآن، هل أنها تأتي من موقع القوة؟ لأنه من الطبيعي إذا نظر المحلل نظرة سطحية لهذا الامر فإنه سيرى بأن هذا النظام كرس جهوده في الداخل فله كل مقومات البقاء، وبعد ذلك بدأ بالتوسع والتمدد إلى الدول الاخرى وله أجندات وعملاء أو من يعمل لحسابه في مختلف الدول، هناك في العراق وفي سوريا واليمن وفي لبنان وأيضاً في دول أخرى.
وأشار إلى أنّ هذه هي الصورة التي نرى للأسف الكثير من المحللين في الغرب وبشكل خاص في الولايات المتحدة الاميركية، يٶكدون أحيانًا أن النظام الإيراني هو نظام له كفاءات وإمكانيات تمكن من خلالها من هذا التوسع والتمدد، ولذلك يجب التعامل معه على أنه قوة عظمى في الشرق الاوسط ويجب اعتباره قوة إقليمية عظمى.
وأضاف: "لكننا نعتقد أن هذه النظرة لا تستند الى مقومات من الواقع الذي يقول إن النظام الإيراني لم يستطع أن يكرس وجوده في الداخل اولاً، ولم يستطع أن يتجاوب ويلبي متطلبات الشعب الإيراني خلال 36 عامًا من سلطته، لأن نظام ولاية الفقيه تميز بطبيعته الدكتاتورية الدينية. ومنذ بداية مجيئه للحكم في إيران عام 1979، حيث كان فيها البلد على مستوى من التقدم والحضارة، وذا حضارة قديمة وعريقة، هذا النظام لم يكن متأقلمًا مع متطلبات الشعب الإيراني حيث بدأ بقتل مئات الالاف من الشعب الإيراني الذين كانوا يريدون تحقيق طموحات وأحلام الشعب من خلال تحقيق الديمقراطية والحرية والتقدم والبناء والرفاهية والعيش بسلام مع الجيران وتقديم نموذج إنساني متحضر في هذه المنطقة للعالم.. وقال انه لأن النظام لم يتمكن من تحقيق هذه الطموحات فقد لجأ إلى مختلف اساليب القمع للقضاء على من يطالب بهذه الطموحات.
المجتمع الإيراني يعاني مشاكل خطيرة
وشدد زاهدي على أن المجتمع الإيراني يعاني حاليًا من مشاكل كبيرة خطيرة ومستعصية، لم ولن يستطيع إيجاد حلول لها لأن هذه المشاكل ليست بسيطة وانما كبيرة جدًا.
وأشار إلى أنّ "حقائق هذه المشاكل يقرها مسٶولو النظام بأنفسهم أو يكشفون عنها في صراعاتهم الداخلية، فمثلاً قبل عدة أيام قال جهانغيري النائب الاول للرئيس الإيراني حسن روحاني إن هناك 700 مليار دولار من ثروات الشعب الإيراني ذهبت إلى الصين للاستيراد منها وكانت سببًا لتوفير مجالات عمل للشباب الصيني. اما وزير العمل في حكومة روحاني فقد أشار إلى أنّ 90% من العمال الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر وأن العشرة المتبقية هم أيضًا على عتبة خط الفقر، معنى ذلك أن العمال الإيرانيين كلهم يعيشيون تحت خط الفقر، كما أن هناك أيضاً إشارات من زعماء النظام بأن 90% من أبناء الشعب الإيراني يعيشيون تحت خط الفقر إضافة إلى الفساد المتفشي في مختلف أوصال النظام، وكل يوم يكشفون عن فضيحة فساد في ادارة أو مٶسسة أو وزارة، والارقام التي يعلنون عنها ليست أرقاماً بسيطة بل أرقام مرتفعة وخطيرة".
وأشار زاهدي إلى أنّ "نائب روحاني تحدث عن الشخص الذي قام بتهريب أكثر من 7 مليارات دولار من مدخول النفط الإيراني وطبعا لأنه كان يتحدث إلى زعماء النظام، فإنه لم يذكر اسم هذا الشخص لكننا نعرف أن هذا الشخص هو بابك زنجاني وكان من الاصدقاء المقربين جدًا من الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وهو أيضا صديق لروحاني ورفسنجاني وهو من رجالات خامنئي.. ونظرًا لوجود حصار ومقاطعة للنفط الإيراني فكان هذا الشخص يحاول تهريب النفط الإيراني وبيعه في السوق السوداء، ومن خلال ذلك حصل على أكثر من 7 مليارات دولار، حيث أن هذه المليارات لم تعد إلى إيران وهي موجودة في حسابات خارج البلاد".
وأوضح زاهدي أن هذا النوع من النماذج موجود أيضًا في ادارات أخرى فمثلاً أن حجم البضائع والحاجيات المهربة إلى إيران لحساب الزعماء وقوات الحرس والآخرين من المحسوبين على النظام يعادل أكثر من 20 مليار دولار سنويًا، وهذا المبلغ أكثر من الميزانية المخصصة للبناء في الدولة. وأكد أن الفقر متفشٍ في مختلف أنحاء إيران.. الفساد متفشٍ في مختلف مفاصل النظام وبين مسٶولي النظام، وأن كبار المسٶولين متورطون في أعمال التهريب والاختلاس والفساد.
نظام ولاية الفقيه يواجه السقوط الحتمي
وعن حال البيئة في إيران، أكد زاهدي أن العديد من البحيرات والانهار قد جفت خلال حكم النظام الحالي، لأن قوات الحرس قامت ببناء السدود على البحيرات والانهار التي ترفد هذه البحيرات والانهر لزراعة الاراضي لحسابهم الخاص بطريقة منافية ومتعارضة مع مصالح الشعب. وأشار إلى أنّ بحيرة أروميە التي كانت أكبر بحيرة مالحة في العالم، فإنه قد تجفف 95% منها في عهد هذا النظام.
وعن حالة الشعب الاجتماعية، أشار زاهدي إلى توسع الادمان على المخدرات حيث أن هناك عشرة ملايين عائلة مصابة بالادمان على المخدرات. وأوضح ان هذه كلها حقائق دامغة تٶكد بأن هذا النظام لايريد حل مشاكل الشعب الإيراني، وهو ما يؤكد حقيقة أن الشعب الإيراني مستاء من هذا النظام ويريد التخلص منه، ولذلك فهو يبحث عن متنفس من خلال احتجاجاته وانتفاضاته ضد النظام، وقد كان آخر هذه الانتفاضات في عام 2009 واليوم هناك حديث في داخل اروقة النظام بأن إيران تواجه إنتفاضات أكبر ومعنى ذلك أن هذا النظام مقبل على تغييرات كبيرة ستقود إلى خلاص الشعب الإيراني وشعوب المنطقة كلها من دنس هذا النظام.
وشدد زاهدي في الختام على أن نظام ولاية الفقيد في إيران لا يجد حاليًا أي إمكانية لإنقاذ نفسه من السقوط المحتم القريب لأن الشعب الإيراني قد لفظه.. مؤكدًا أن الحل المطروح الآن للتخلص من هذا النظام سيكون من داخل إيران و ليس من خارجها، وأن حل القضية الإيرانية لن يتم إلا بتغيير ديمقراطي حقيقي في البلاد.