سقوط الرمادي يضعف ثقة العشائر السنية بالحكومة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
&بغداد:&اضعف سقوط مدينة الرمادي العراقية بيد تنظيم الدولة الاسلامية، ثقة العشائر السنية بحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي شدد مرارا على دورها في مواجهة الجهاديين، من دون ان يقدم لها الدعم الذي طالبت به.وتشعر عشائر الانبار بعد سقوط مركز المحافظة بيد الجهاديين الذين قاتلتهم اشهرا، بانها وحيدة في الميدان ومضطرة للقتال بمفردها ضد التنظيم الذي اعدم المئات من ابنائها خلال الاشهر الماضية لحملهم السلاح ضده.&ويقول الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، احد شيوخ عشيرة البوفهد لوكالة فرانس برس، ان "من اهم الاسباب (لسقوط الرمادي) هو ضعف دعم الدولة للعشائر من الاسلحة والاعتدة والذخيرة وتجهيزات المعركة".يضيف "العشائر تركت العمل وقتلها الجوع ولم تستطع تلك العشائر شراء اي شيء تحتاجه ولم تقم الحكومة بتوفير الغذاء واي شيء لهم".&ويرى صلاح حسن الندا، احد شيوخ عشيرة البوناصر من محافظة صلاح الدين، ان سقوط الرمادي "كارثة".يضيف ان المدينة "كانت نموذجا (للقتال ضد الجهاديين). في 2006 هي التي قاتلت الارهاب، هي التي قاتلت تنظيم القاعدة وانشأت الصحوات".&وانشئت قوات الصحوات قبل نحو عشرة اعوام في الانبار بدعم اميركي، لقتال تنظيم القاعدة الذي تعود جذور تنظيم الدولة الاسلامية له. وتوسعت هذه القوات العشائرية الى اجزاء مختلفة من العراق، وقارب عديدها الخمسين الف مقاتل، كانوا بداية يتلقون بدلات مالية من واشنطن مباشرة.وانتقل الاشراف على الصحوات في 2008 الى الحكومة خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قبل ان يتم حل التنظيمات وسط توتر العلاقة بين المالكي (وهو شيعي) والمكون السني الذي اتهمه باتباع سياسة اقصاء وتهميش بحقه، وعدم الايفاء بوعده ضم عناصر الصحوة الى الجيش.&الا ان دور هؤلاء برز مجددا منذ مطلع 2014، مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على احياء في الرمادي، ومواجهتهم الى جانب القوات الامنية، هجمات متكررة للتنظيم خلال عام ونصف عام، قبل ان يبدأ الاخير هجوما واسعا الخميس الماضي، اتاح له السيطرة على المدينة بالكامل الاحد.وعلى رغم المطالب المتكررة للعشائر بدعمها بالسلاح، الا ان الحكومة لم تقدم المساعدة المطلوبة، معللة ذلك في بعض الاحيان بمخاوف من وقوع السلاح في ايدي الجهاديين، وتكرار تجارب ماضية حصل فيها هذا الامر.&ويقول عمر العلواني، احد شيوخ عشيرة البوعلوان التي قاتلت التنظيم، ان "عشائر الانبار لم تفشل في مواجهة تنظيم داعش ولكن الحكومة المركزية هي من فشلت في ذلك بسبب وجود تخوف لدى الحكومة من ان ينقلب السلاح ضدها اذا سلحت عشائر الانبار".&يضيف "لو تمتلك العشائر السلاح والعتاد المتوافر لدى الحشد الشعبي، لاستطاعت تحرير جميع مناطق المحافظة دون مشاركة الحشد فيها".ودفع سقوط الرمادي العبادي الى طلب مشاركة الحشد الشعبي المؤلف بمعظمها من فصائل شيعية مدعومة من ايران، في معارك استعادة الرمادي ومناطق اخرى في الانبار الذي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها.&واتت الخطوة بعد اشهر من عدم تحبيذ سياسيين ومسؤولين محليين في المحافظة مشاركة الفصائل الشيعية في معارك الانبار ذات الغالبية السنية.وتعد مشاركة الفصائل الشيعية نكسة لاستراتيجية العبادي الذي سعى، بدعم من واشنطن، الى تشكيل قوى مختلطة مذهبيا لقتال التنظيم.&وترى الاستاذة في الجامعة الاميركية في دهوك باقليم كردستان جيسيكا فونتان، ان اعادة بناء الثقة بين العشائر والحكومة يتطلب معالجة سياسية.وتوضح "المعنويات حاليا منخفضة جدا لدى السنة بعدما حصل في الرمادي"، مضيفة "من الصعب على السنة دعم الحكومة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، لا سيما وان الحكومة كانت تلقي البراميل المتفجرة عليهم".&وقام الجيش العراقي خلال عهد المالكي، بقصف مناطق سيطر عليها التنظيم في الانبار مطلع العام 2014، ابرزها مدينة الفلوجة. واتهم مسؤولون ومنظمات حقوقية الجيش باستخدام البراميل المملوءة بالمواد المتفجرة، والتي لا تتمتع باي نظام توجيه يتيح لها اصابة اهدافها بدقة.&&وامر العبادي بعد تسلمه مهامه الصيف الماضي، قوات الجيش بوقف استهداف مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية حيث يتواجد مدنيون.وتقول فونتان "اذا وعدت بغداد المناطق السنية بحكم ذاتي في مقابل دعمهم لها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، فذلك سيغير المعادلة. الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لاخراج تنظيم الدولة الاسلامية بشكل نهائي من العراق".&ويرى الباحث في معهد واشنطن للدراسات مايكل نايتس، ان العشائر والحكومة العراقية لا تزال قادرة على العمل معا.&ويقول "العشائر السنية غير قادرة ببساطة على العمل بشكل مستقل ضد عربات مدرعة يقودها انتحاريون من تنظيم الدولة الاسلامية، من دون قدرات مضادة للدروع"، بحسب ما جاء في تحليل للمركز هذا الاسبوع.يضيف "الطريقة الاسرع لحمايتهم والاقل اثارة للجدل، هي ضمهم الى الوحدات القائمة".&الا ان العشائر تبدو مصممة على القتال حتى بمفردها، لا سيما بعدما قتل التنظيم خلال الاشهر الماضية، المئات من ابنائها.ويقول الشيخ عاشور المحلاوي، احد شيوخ عشيرة البومحل، انه "اذا كانت الحكومة المركزية جادة بدعمنا فسوف نقاتل الى جانبها ضد تنظيم داعش".&يضيف "ان لم تدعمنا فاننا سنبقى نقاتل تنظيم داعش، لان لدينا ثأر معه لقتله ابنائنا واقربائنا، بما نمتلكه من الامكانات البسيطة لدينا".&&التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف