أخبار

هل كان بن لادن ليأمر باحتلال الرمادي؟

فجوة إيديولوجية بين القاعدة وداعش

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ثمة فجوة عقائدية كبيرة بين تنظيمي القاعدة وداعش "الجهاديين"، تظهر في ثلاث مسائل: إعلان الدولة الاسلامية، واحتلال الأراضي، ومهاجمة الأميركيين في العالم.

&دبي: في العام 2007، كتب أسامة بن لادن إلى أحد مسؤولي تنظيم القاعدة: "يرجى تذكير الإخوة في الصومال بأن يكونوا رحماء مع الناس، والتحدث إليهم حول الحد من الإضرار بالمسلمين في سوق البكارة بمقديشو، عند مهاجمة مقر قيادة القوات الأفريقية"، في حض حقيقي ليكونوا أقل قسوة في "الجهاد" مركزين على العدو الحقيقي، أي الولايات المتحدة. وهذه الرسالة من مجموعة وثائق صدرت عن مكتب الاستخبارات الأميركية الأربعاء الماضي، لترسم بصورة واضحة الفارق الشاسع بين القاعدة، أي المدرسة "الجهادية" القديمة، وبين تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، أو المدرسة "الجهادية" الجديدة، بحسب تقرير نشرته "فورين بوليسي" الأميركية.&فرق شاسع&تظهر هذه الوثائق بن لادن رجل دولة وقائدًا لحركة "جهادية" عالمية منظمة، يديرها برفق وتؤدة، حتى أنه يحث أحد ضباطه على تقديم تقارير المصاريف مرتين في الشهر.&وبعد أربع سنوات من موته، خف بريق القاعدة، ولمع نجم داعش، الذي تتعارض تكتيكاته واستراتيجياته مع القاعدة، والذي رسّخ لنفسه خلافة حث بن لادن مرارًا في رسائله على عدم إعلانها.&تقول فورين بوليسي: "يتلخص الأمر ببساطة في أن تنظيم القاعدة كان أقل اهتمامًا في التمدد على الأرض، وركّز على استخدام شركات تابعة له في العالم لقتل أعداد كبيرة من الغربيين، بينما أولوية داعش لاحتلال الأرض والتمسك بها، من دون التركيز، حتى الآن على الأقل، على شن الهجمات خارج حدود دولة الخلافة، ما جعلها الجماعة الجهادية الرائدة في العالم اليوم، وما ساعد على تمتع داعش بالهيبة، وجذبها المجندين والمبايعين من جميع أنحاء العالم".&أكثر انتهازية&ففي نيجيريا، بايعت منطمة بوكو حرام، أبو بكر البغدادي، أقسمت على الولاء لداعش، وعدلت تكتيكها لتحارب الجيش النيجيري ولتستهدف المدنيين وتخطف النساء. ومثلها فعلت مجموعات تابعة لداعش في مصر وليبيا والجزائر، بينما دفع "داعش" أميركا لتعيد حساباتها في العراق، وتعود إليه عسكريًا، كي تحد من اندفاعته هناك.&&ونقلت فورين بوليسي عن دانيال بنجامين، المدير السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، قوله: "تنظيم الدولة الإسلامية أكثر انتهازية، بن لادن كان أكثر انسجامًا مع تاريخ التطرف الإسلامي، وأراد حقًّا استهداف الأميركيين".&ومن خلال الوثائق التي نشرت الأربعاء، كان بن لادن ليشكك في هذه التطورات. ففي رسالة إلى مجموعات تابعة للقاعدة، يقول بن لادن لعطية عبد الرحمن، الذي كان قائد عمليات القاعدة قبل أن تقتله طائرة من دون طيار في 2012، إن عليه إبلاغ أعضاء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بوقف العمليات التي تستهدف الأمن المحلي، والتركيز على اقتلاع شجرة البغيضة بقطع جذعها الأميركي، والامتناع عن التعبير عن إعلان الخلافة الإسلامية.&وكتب لعطية: "يجب تجنب الإصرار على إقامة دولة إسلامية الآن، والعمل على كسر شوكة عدونا بمهاجمة السفارات الأميركية في الدول الأفريقية، مثل سيراليون وتوغو، ومهاجمة شركات النفط الأميركية".&إختلاف في المقاربة&كان بن لادن يتبنى وجهة النظر التاريخية في الصراع بين "الجهادية المتطرفة" والغرب. وكتب في إحدى رسائله: "يجب أن نؤكد أهمية التوقيت في إقامة الدولة الإسلامية، فالتخطيط لإقامة الدولة الاسلامية يبدأ مع استنفاد القوة المؤثرة الرئيسة التي فرضت الحصار على حكومة حماس، والتي أطاحت بالإمارة الإسلامية في أفغانستان والعراق، مع الاعتراف بأن هذه القوة تعرضت أصلًا للاستنزاف".&تقول فورين بوليسي إن بن لادن شاهد تدمير الولايات المتحدة وحلفائها لمشاريع إقامة دول إسلامية في العراق وأفغانستان وغزة، فأدرك أن الحرب طويلة.&&وتنقل الصحيفة عن بريان فيشمان، الباحث في مؤسسة أميركا الجديدة: "كان لدى بن لادن نظرية حول طريقة ضرب الولايات المتحدة، تتلخص في ضرب أهداف أميركية في الوطن والخارج للتأثير على الاقتصاد والرأي العام الأميركيين". وهذا يتناقض مع نظرية "داعش" الذي انتهز فرصة الفوضى الطائفية في العراق بعد انسحاب أميركا في 2011، والحرب الأهلية الدموية في سوريا، ليتمدد ويعلن دولته.&بحسب فورين بوليسي، شرّع الفراغ الأمني ​​في هاتين الدولتين الباب أمام داعش للاستيلاء على أجزاء واسعة منهما في أوائل 2014، وإعلانها أرض دولة الخلافة الجديدة. فاختلف الرد الأميركي على التنظيم عن الرد على هجمات 11 أيلول (سبتمبر). فحينها، كان الأمر بسيطًا إذ تم إنشاء تحالف واسع لطرد القاعدة من ملاذه الآمن في أفغانستان وقتل قيادييه.&&وكانت الإطاحة بطالبان وبسيطرة تنظيم القاعدة في أفغانستان ناجحة في البداية، إلا أن الكثير من المكاسب التي حققتها الحملة تضاءل لاحقًا عندما حول الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، موارد الولايات المتحدة العسكرية إلى الحرب في العراق.&&وبينما استغرق الأمر، نحو 10 اعوام لقتل بن لادن، لم تتحقق أي من المخاوف حول شن موجة ثانية من الهجمات ضد أميركا، فتنظيم القاعدة كان في موقف دفاعي.&فجوة إيديولوجية&الأمر مغاير مع داعش. فرد فعل الإدارة الأولي، هو الدفع للإطاحة برئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، الشيعي الذي اضطهد السنة وساعد مسلحي "داعش" في اكتساب تأييد شعبي، ووضع حيدر العبادي الأكثر اعتدالاً مكانه. إلا أن التباطوء في رد عسكري سريع على التنظيم ساعده على ترسيخ سيطرته على مساحات سورية وعراقية واسعة.&اليوم، الولايات المتحدة تغير على مواقع "داعش"، والمستشارون العسكريون الأميركيون موجودون على الأرض لمساعدة ميليشيات شيعية تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، من دون أي جدوى، إذ أثبت "داعش" أنه عصي على القوة، وليس من السهل التغلب عليه. وما سقوط الرمادي، عاصمة الأنبار السنية، في الأسبوع الماضي إلا مثال لعجز القوات التي تدعمها أميركا عن هزيمة "داعش".&الفجوة الأيدولوجية بين التنظيمين واضحة. وقد انتقد زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في 2005، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، لأنه قتل المدنيين العراقيين، بينما "داعش" يجز رؤوس العامة بلا رادع.&وتقول فورين بوليسي: "رغم وحشيته، كان بن لادن دبلوماسيا أمهر من البغدادي". ويقول فيشمان: "تفيد الوثائق المعلن عنها بأن بن لادن حاول تفادي الصدام مع الناس، إذ اراد أن يكسبهم إلى صفه. ففي إحدى الرسائل، ينصح بن لادن أتباعه الصوماليين بزراعة أشجار الزيتون والنخيل لأنها مصدر جيد للدخل يفيد المواطنين، ويعرب عن قلقه من آثار تغير المناخ، فيحث أتباعه على عدم قطع الأشجار".&​

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السؤال الاجدر
الحارت -

بالنسبة للبغدادى لن ياتية اى وحى ولكن ممكن تاتية رؤية واعتقد انها اتته بعد فجر ذللك اليوم التعيس....فلا نامت اعين الغفلين

وفجوة أدارية أيضاً
Ali -

القاعدة تعد جهاديها ب 72 حورية فى الجنة, داعش تعد جهاديها بالسبايا وجهاديات النكاح على الأرض بالأضافة إلى الـــ 72 حورية فى الجنة, ولذا داعش تفوقت على القاعدة..

تحليل ولكم الحكم
باختصار -

بعد اكتشاف النفط دأب الوعاظ والسلاطين على نشر الافكار الهدامة التي يضنون انها الاسلام لعقود عديدة خلت وساعدهم وفرة المال. واختاروا الدول الضعيفة ماديا لتكون الارض الخصبة لزراعة سمومهم. افغانستان كانت حصة ابن لادن المقبور وسوريا والعراق داعش وهلم جرا . الاسماء تختلف فقط لكن الفكر التكفيري ذاته. بوكو حرام , شباب الصومال , النصرة , جيش الفتح .........., لكن الخالق جل وعلى شأنه يأبى الا ان يميز الحق عن الباطل. والحكم اصبح لكل ذي بصيرة واضح. من اتباع الشيطان , ومن استمسك بالعروة الوثقى. بسم الله الرحمن الرحيم "( ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ( 43 ) )