أخبار

في ظل تمدّد تنظيم داعش في سوريا

هواجس مصيرية تقلق مسيحيي المنطقة ولبنان

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل تمدّد تنظيم داعش في سوريا بعد سقوط تدمر، يقلق المسيحي في المشرق وخصوصًا في لبنان على مصيره في ظل الدعاية التدميريّة التي يشيعها داعش عن تصفية الآخر المختلف دينيًا.

بيروت: يعتبر الراهب الماروني إيلي مخول في حديثه لـ "إيلاف" إن هناك هجرة مسيحيّة في الشرق لأسباب تبقى دينيّة وليس لمسببات اقتصاديّة أو إجتماعيّة أو حتى سياسيّة، وسبب هذه الهجرة المسيحيّة يبقى موجات التطرّف الإسلامي التي تُقصي الآخر الذي يختلف عنها.

ويضيف الأب مخول إن هناك مسافة شاسعة تتسع جدًا وباستمرار بين واقع العيش المشترك وصيغة العيش المشترك، الصيغة نموذجيّة، وهي في مستوى الرسالة، كما وصفها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما جاء إلى لبنان، ولكن الواقع أبعد ما يكون عن المثاليّة، وبالتالي هو أبعد ما يكون عن الرسالة، إنه متسخ بكل الانقسامات التي تفرضها الانتماءات الخارجيّة والمصالح الداخليّة.

ويتابع كي يبقى لبنان نموذجًا، يُفترض أن لا يتحوّل إلى محطة انتظار لمسيحيي الشرق، انتظار لانطلاق موسم تهجيرهم إلى دول العالم الكثيرة، بل يُفترض أن يكون لبنان مشجعًا لثبات المسيحيين العرب في بلدانهم، ونموذجًا لهم وللمسلمين العرب للعيش المشترك على قاعدة تقبّل كل الاختلافات إن كانت دينيّة أومذهبيّة أو ثقافيّة.

هواجس المسيحيين

هناك هواجس حقيقيّة تقلق المسيحيين في المنطقة ولبنان تحديدًا، هواجس يغذيها تمدّد تنظيم داعش وكذلك النظام في سوريا الذي يدّعي بأنه حامي المسيحيين في الشرق بمواجهة القوى التكفيريّة.

وعن وضع المسيحيين اليوم في ظل التهديد بأحزاب إسلاميّة متطرفّة يؤكد النائب سليم سلهب (التيار العوني) في حديثه ل"إيلاف" أن وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحوّر حول عدم رؤية موحدّة تجمعنا، في لبنان خصوصًا، ولكن كتكتل تغيير واصلاح لدينا موقفنا وهو ضد التطرّف الديني مهما كان الدين ومن أي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال ومع الوصول إلى دولة مدنيّة أكثر من كوننا دولة طائفيّة ذات طابع ديني حتى لو كان طابعًا معتدلاً.

هل فعلاً هناك خوف على مسيحيي لبنان كما هُدّد مسيحيو المشرق ككل في سوريا والعراق؟ يؤكد سلهب أن الخبرة علّمتنا بعد الأحداث التي جرت في العراق حيث كان الجيش الأميركي متواجدًا، وهو أقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج على مسيحيي العراق وما الذي حصل معهم، أكبر جيش في العالم لم يستطع أن يحمي الأقليات المسيحيّة الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقلياّت إلى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل لأن ما يحصل اليوم حرب طائفية مذهبيّة مع مختلف الفرقاء، وهو أمر مخيف، أن تدخل كل الأحزاب والطوائف بحرب في ما بينها، من أجل أن تبقى اسرائيل دولة يهوديّة مرتاحة على وضعها، ولا أحد عند العرب يطالب بما يضرها.

لأنهم أقليّة

لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الأوسط؟ يجيب سلهب لأنهم أقليّة، واليوم أصبحوا ضعفاء، إن كان في الإدارة أو الحكم أو السياسة، والضعيف دائمًا مُستهدف أكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا صامدين إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الدول العربيّة، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الإدارة والقرار السياسي ولا نزال نتعاطى بأمورنا السياسيّة، بينما في دول أخرى الأقلية المسيحيّة لا تتعاطى بأي شأن سياسي، ولا يُنتخبون بل يتم تعيينهم، وهذا يعني ألا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الأدنى، لذلك نشهد أن الأقليات المسيحيّة في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء.

وفي ظل غياب أي دعم غربي لمسيحيي المشرق يرى سلهب أن دول الغرب لا يهمها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب والقول إنه سيحمينا كمسيحيين، إذا استطعنا وضع أنفسنا بموقع يكون للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع أنفسنا بموقع يكون الغرب بحاجة إلينا اقتصاديًا ولهم مصالح عندنا.

هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟ يرى سلهب أن الأمر يعود إلى كيفية تصرّف المسيحيين في لبنان خصوصًا، إذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن أن يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال أخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق لمواقعهم ونفوذهم.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فلا فرق بين ثقافة داعش
Rizgar -

على مسيحيي لبنان التكاتف والتناغم بينهم , الهمجية على الا بواب, على الا خوان الا ستفادة من تجارب الكورد في المقاومة وعدم الثقة بالدول العربية ,العشائر العربية السنية قاموا بالهجوم و اغتصاب الكورد الايزيديات بعد وصول داعش , عليكم دراسة وضع الكورد للا ستفادة we are in the same boat كما يقول الانكليز ونواجه نفس الهمجية الانفالية الصحراوية الذبحية الثقافية.صحيح بأن كل الشعوب والمكونات عانت من بطش الانظامة العربية إلا أن حصة الكورد منها كانت "حصة الأسد"، و نقول: نعم أن النظام السابق iraq حكم تحت شعارات ويافطات الدفاع عن العروبة والإسلام وما صمت وسكوت الدول العربية الاثنا والعشرون وأيضاً مجموع الدول الإسلامية والتي تتجاوز الخمسون دولة، بل ودفاعهم عن النظام السابق وفي أكثر من مناسبة ولمدة ثلاثة عقود ونيف، إلا "خير" دليل على ما نقوله، فلا فرق بين ثقافة داعش وثقافة الدول العربية -نفس الحضارة- باشكال مختلفة في مناطق مختلفة وازمان مختلفة ولتحقيق رغبات الشارع الغربي العنصرية في ابادة المسيحيين والكورد واليهود والامازيغ ....الخ

لتدارك الوضع
خليجي-لا ينافق -

على العرب وحكامهم اااااااااعتبار ان دولهم علمانية ودولة مواطنه ---وان الدين امر شخصي لا يلزم الجميع---وان من يريده فقط1- داخل المسجد بالخارج لا--2- الاحوال الشخصية لمن يريد----اذا هذل لايطبق----قريبا وفي الدستور وحذف المادة التي تقول دين الدولة والتشريع كذلك من الكتاب-لانه عمل غير حضاري لان الايمان لايمكن فرضه-هناك الاقليات الدينية وهم مواطنين اصلاءوالليبراليين والملاحدة -اقول بالاخير---اذا لا يطبق--فعلى الاقليات الدينية بالدول العربية سرعة وضع خطط عملية لكي يكون لهم اقاليم بتلكم الدول--واذا اشتدت الازمة يكون لهم دول--هذا حق ومنطق وعمل حضاري--كما حصل مع تيمور الشرقية-وجنوب السودان---

مسيحيي-الشام
متابع--خليجي -

اذا تطورت الامور--العراق-سوريا-لبنان---الحل اقليم او دولة---انتم بالخارج والاغتراب 25 مليون

المسيحيون والتموضع الخطأ
مجاهد على جبهة ايلاف -

للاسف الشديد ان المسيحيين اختاروا التموضع الخطا فاصطفوا مع الانظمة الديكتاتورية والقمعية في الشام والعراق ومصر ظنا منها انها ستحميهم وقد غدر بهم رؤساؤهم الروحانيين والسياسيين بأثمان بخسة لهذه الانظمة فعلى المسيحيين ان ينتظروا قدرهم المحتوم كونهم اختاروا التموضع الخطا في الزمن الخطأ المجد للاسلام المجد للجهاديين

نرقب الازدواجيه
جرجس المصري -

نراقب الازدواجيه الخليجيه و الامريكيه ما بين التصريحات البريئه و الافعال علي الارض من خلال الدواعش خلفاء القاعده . نفس الحكايه الافغانيه و الصراع الروسي الامريكي و تدمير الدول بكاملها لاقصاء رؤسائها فاحيانا تفلح كما ليبيا و احيانا تدمر الدوله و يبقي الرئيس كما سوريا . فتش عن التحالف الامريكي و الغربي مع الايديولجيات الخليجيه و افعالهم علي الارض . لا تنصتوا نهائيا لاقوالهم . مجرد طق حنك و لا تعني شئ علي الارض نهائي

رزكار
سرجون البابلي -

انتم الاكراد شاركتم بقتل المسحيين مع رفاقكم الاتراك ونهبتم املاكهم وسبيتم نسائهم انتم كنتم الدواعش وجرائمكم ضد المسيحيين من الارمن والاشوريين موثقة فلا داعي للوم العرب المسلمين وحدهم فانتم اياديكم ملطخة بدمائهم من باشا كورة الى مصطفى البرزاني .

سبب هجرة المسيحيين
مرابط على ثغر الاسلام -

كلا فالمسيحيون المشارقة يغادرون لان فرص الحياة والعمل في الغرب افضل وبظروف افضل فهم لا يركبون قوارب الموت للوصول الى الغرب كالمسلمين وغير المسلمين مثلا وهم يهربون من واقع الانظمة الديكتاتورية التي تحرق بنارها الجميع بلا استثناء وجعلت الحياة جحيم حيث تحكم في الشام ومصر والعراق اما الكلام عن خوفهم من الاسلام فهذا ترويج للكراهية وهروب من المسؤلية فهم موجودون قبل الاسلام وبعده ولماذا يفكر الاسلام اليوم في ابادتهم ما كان من اول يوم وكنا خلصنا من هذا الصداع الازلي المزعوم ! المجد للاسلام والخلود للمجاهدين