بعد تحريرها معظم محافظات الجنوب
اليمن: المقاومة الشعبية على بعد 100 كم من صنعاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
100 كم فقط المسافة التي تفصل القوات الشرعية اليمنية عن صنعاء، بعد أن سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد.
الرياض: باتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد أن سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية.
وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة اب جنوب صنعاء، وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء، التي تقع على بعد حوالى مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.&
وحققت قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة، سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية، وباتت قوات هادي التي يطلق عليها &"المقاومة الشعبية&" تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وابين.&
وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظات الجنوب اليمني. وقد أفادت مصادر محلية أن محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فرّ من المنطقة إلى وجهة مجهولة، فيما أكد سكان أن الحوثيين يزرعون الألغام الأرضية في المواقع المهمة في المحافظة.&
وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى، لا سيما في محافظة اب جنوب صنعاء، كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث أكبر مدن البلاد والتي تتوجه الأنظار اليها كهدف مقبل "للمقاومة الشعبية".& وقال مصدر عسكري موال لهادي إن "قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعد تحركها في المنطقة"، وأشار المصدر إلى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية وإلى "سقوط ضحايا من الطرفين"، كما يسود توتر كبير في ذمار شمالا.
خريطة الواقع الميداني
وفي قراءة بسيطة لخريطة اليمن تشير إلى فعالية استراتيجية القوات اليمنية والمقاومة الشعبية، التي أثمرت، بدعم من الغطاء الجوي للتحالف العربي، تحرير عدن ومحافظة لحج التي تتضمن قاعدة العند الجوية، ومحافظتي الضالع وأبين. ولاستعادة صنعاء وإعادتها إلى حضن الشرعية، وبالتالي كسر شوكة ميليشيات صالح والحوثي المتمردة في شمال البلاد، يشدد مراقبون على أهمية استكمال عملية تحرير كافة مناطق الجنوب، خاصة محافظات شبوة وتعز وإب.
ويرى المراقبون أن معركة تعز، التي تشهد في الوقت الراهن مواجهات ضارية، تظل الحاسمة بالنسبة إلى القضاء على التمرد، فالمحافظة تقع جغرافيا في الشمال، أو ما كان يسمى قبل الوحدة مع الجنوب عام 1990 الجمهورية العربية اليمنية. وعليه، فإن سيطرة القوات الشرعية على تعز، إما عن طريق الحسم العسكري، أو إجبار الميليشيات على الانسحاب، تسقط من يد الانقلابيين "ورقة الشمال"، وتضعف موقفهم في بقية المناطق الشمالية وتساعد في التقدم إلى صنعاء.
وفي حين تمكّن عملية تحرير تعز والحديدة القوات الشرعية من السيطرة على غرب اليمن، فإن استعادة محافظة شبوة ستمهد لها السيطرة على المناطق الشرقية الممتدة من أبين إلى مأرب، وبالتالي تحقيق اختراق في رقعة انتشار المتمردين. كما سيساعد العامل الأخير القوات الحكومية على تضييق الخناق على ميليشيات الحوثي وصالح "صعودا من إب نحو ذمار وصنعاء وعمران"، في مسعاها للتقدم إلى المحافظات الواقعة في أقصى شمال البلاد، لاسيما صعدة، معقل الحوثيين.
وفي موازاة التقدم، الذي غير خريطة الواقع الميداني لصالح القوات الشرعية، يعد تصاعد حالة التذمر بين سكان صنعاء عاملا آخر من شأنه تسهيل عملية تحرير المنطقة، خاصة إن اقترن بنجاح الحكومة في استمالة القبائل المنتشرة بمحيط العاصمة.
فانتهاكات المتمردين وتدهور الحالة الاقتصادية الناجم عن العملية الانقلابية منذ مارس الماضي، أثار غضب المدنيين ودفعهم للتطلع إلى عودة الشرعية، ما يشير إلى أن الميليشيات باتت مهددة في معاقلها من الداخل. وعودة صنعاء للشرعية، بحسب مراقبين، يعتمد على طبيعة التفاهمات مع الأطراف القبلية والاجتماعية التي تحيط بالعاصمة، خاصة أن المحيط القبلي يشكل خزانا بشريا للأجهزة الأمنية وقوات الجيش. واستمالة القبائل من شأنه تجريد المتمردين من أحد أبرز عوامل الدعم، ما يسرع عملية تحرير العاصمة وبسط سلطة الدولة عليها، من دون الدخول في قتال ضار ومواجهات دامية وتجنيب المدينة الدمار.