قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: أعلنت فيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة السياسة الخارجية والأمن الجماعي، أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم التوضيحات والضمانات الإضافية للإجابة عن انشغالات المغرب من أجل عودة التواصل والتعاون بشكل كامل في أقرب وقت ممكن.&وقالت موغيريني في تصريح نشر اليوم الجمعة في بروكسل "قناعتنا هي أن شراكة حقيقية تتطلب الإنصات، والتقاسم، والتضامن، والاحترام المتبادل بين الشركاء". جاءت تصريحات موغيريني على أثر قرار الحكومة المغربية تعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي عقب غياب الشفافية في معالجة مصالح الاتحاد للملف المتعلق بالاتفاق الزراعي، الذي تم إلغاؤه بقرار من المحكمة الأوروبية في العاشر من ديسمبر (كانون الاول) الماضي.&وأكدت موغيريني أن "العديد من الاتصالات جرت على جميع المستويات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب حول هذه القضية منذ شهر ديسمبر الماضي، وأن المغرب تم إخباره بشكل كامل في جميع مراحل هذا المسلسل، في إطار القيود القانونية التي يتم تطبيقها"، مذكرة بأن "الاتحاد الأوروبي والمغرب طوّرا، على مدى سنين، شراكة مستدامة توّجت باتفاق شراكة يغطي مجالات متعددة من تعاوننا الثنائي".&وأشارت موغيريني إلى أن رد فعل الاتحاد الأوروبي على قرار المحكمة الأوروبية في العاشر من ديسمبر المتعلق بتطبيق الاتفاق الزراعي مع المغرب كان "سريعًا"، حيث "قرر بالإجماع استئناف هذه القرار"، الذي تم تقديم الطلب بشأنه.&أضافت "أن الاتحاد الأوروبي سيبقى على اتصال مع السلطات المغربية في الأيام المقبلة"، مؤكدة على أن الاتحاد سيقوم بتقويم "في أسرع وقت ممكن للآثار المترتبة على الوضعية الحالية بالنسبة إلى برامج التعاون القائمة بيننا". يشار إلى أن الاتحاد الاوروبي هو الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للمملكة المغربية، وتربطه بها اتفاقات عديدة في مجالي الزراعة والصناعة. كما يتمتع بصفة "الوضع المتقدم" لدى الاتحاد التي تجعله أقل من عضو كامل في الاتحاد وأكثر من شريك عادي.&واعتبر قرار محكمة العدل الأوروبية أن الاتفاق الموقع بين الرباط وبروكسل في الثامن من مارس ( آذار) 2012، والمتعلق بـ"إجراءات التحرير المتبادل في مجال المنتجات الزراعية والمنتجات الزراعية المحولة ومنتجات الصيد البحري" لاغيًا.&وبررت المحكمة قرارها بكون الاتفاق لم يشر بوضوح إلى "الصحراء الغربية"، ما يفتح الباب على احتمال أن الاتفاق ينطبق على المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر. وأعلنت الرباط أمس الخميس "تعليق التواصل" مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي ردًا على إلغاء محكمة العدل الأوروبية الاتفاق بانتظار تقديم الاتحاد "تفسيرات وضمانات" للمغرب.&وقال وزير الاتصال (الإعلام) والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي في بيان ان "الحكومة جددت رفضها القاطع لقرار محكمة الاتحاد الأوروبي"، معتبرا ان "طابعه سياسي محض" وفيه "خرق للقانون الدولي". واضاف البيان ان الحكومة "في انتظار التفسيرات الضرورية وتقديم الضمانات اللازمة من الجانب الأوروبي، قررت تعليق التواصل مع المؤسسات الأوروبية، باستثناء ما يتعلق بالاتصالات المرتبطة" بملف الاتفاق وقرار المحكمة.&على صعيد ذي صلة، قال الوزير الألماني المكلف التعاون الاقتصادي والتنمية جورد مولير، إن بلاده تتفهم موقف المغرب من قرار محكمة الاتحاد الأوروبي المتعلق بتطبيق الاتفاق الزراعي بين الطرفين. وذكر بيان لرئاسة الحكومة، أن الوزير الألماني، أكد خلال مباحثات أجراها، اليوم الجمعة بالرباط، مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، على رغبة بلاده في العمل على دعم المملكة المغربية وتجاوز هذه الوضعية.&من جهة أخرى، أشاد المسؤول الألماني خلال هذه المباحثات التي حضرها، على الخصوص، سفير جمهورية ألمانيا في المغرب، بالمنهجية الإنسانية التي اتخذتها المملكة المغربية في التعامل مع المهاجرين الوافدين، خاصة من دول جنوب الصحراء، والتي تشكل نموذجا متميزا في هذا المجال.&&وأعرب المسؤول الألماني عن ارتياح بلاده لاستعداد المغرب للتعاون مع السلطات الألمانية من أجل معالجة ملفات المهاجرين المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني. وتم خلال هذا اللقاء أيضًا، يضيف البيان، التأكيد على جودة علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي تعرف دينامية خاصة منذ التوقيع سنة 2013 على إعلان الرباط للشراكة المغربية - الألمانية، اضافة الى مجموعة من قضايا الساعة ذات الاهتمام المشترك.&وأشاد المسؤول الألماني، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب، بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي باشرتها المملكة، وكذا بالاستقرار الذي تنعم به، والذي يجعل منها مثالا يحتذى في المنطقة، ويفتح آفاقا واسعة للشراكة في مختلف المجالات بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين الألمان.&وعبّر مولير ايضا عن إعجاب أوساط الأعمال الألمانية بالمستوى الذي بين عنه المغرب لدى مشاركته كضيف شرف المعرض الزراعي لبرلين في نسخته لسنة 2016، مجددا استعداد الحكومة الألمانية الرفع من وتيرة الشراكة مع المغرب وتشجيع الاستثمارات في المجالات الواعدة التي يوفر فيها الاقتصاد المغربي مؤهلات مهمة.&من جهته، ذكر رئيس الحكومة المغربية بالمحطات التاريخية التي صقلت الهوية المغربية، وكرست خصوصيات الشعب المغربي الشغوف بقيم الحرية والعدالة والمتشبث بمكونات الدولة المغربية وبكامل سيادتها على التراب الوطني، ما مكن المملكة المغربية من التعامل، بشكل متميز، مع مختلف التيارات التي طبعت دول المنطقة، وجعل من المملكة مثالا يحتذى وشريكا أساسيا للاتحاد الأوروبي، يتعين دعمه بالشكل المطلوب.&&&