في الصحف العربية: البراجماتية الأمريكية واضحة في موقفها من استفتاء كردستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تناول عدد من الصحف العربية قضية استفتاء كردستان وبخاصة بعد عرض الأكراد تجميد نتائجه ودعوتهم للحوار مع الحكومة المركزية، ويؤيد البعض دخول الطرفين في حوار، بينما يفسر آخرون دلالة تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه الأكراد.
ونبدأ من صحيفة الصباح الجديد العراقية التي كتب فيها علي شمخي قائلا "إذا كان الخلاف والصراع قد أخذ حيزاً كبيراً من النشاط السياسي طوال سنوات التغيير التي اعقبت اسقاط النظام السابق فان الحفاظ على المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها النظام الديمقراطي التعددي هو أمانة ومسؤولية لابد ان يحافظ عليها ويصونها كل مخلص وغيور لهذه البلاد ومن المؤسف ان تتطور هذه الصراعات وتصل الى حد النزاعات والصدام المسلح".
ويتابع الكاتب: "لا يصح إلا الصحيح وهو أن يجلس القادة والمسؤولون من الجانبين للتفاوض والبحث عن حلول توقف تصاعد ردود الفعل وسفك الدماء وتحسم نقاط الخلاف فوجودنا جنبا الى جنب وعيشنا وتاريخنا المشترك هو أبدي تحتمه الجغرافية ولا يقبل التغيير على الارض".
وفي الرياض السعودية، يقول عادل الحميدان: "حسناً فعلت حكومة إقليم كردستان العراق بإعلانها تجميد نتائج الاستفتاء على الانفصال، واستعدادها للدخول في حوار مفتوح مع الحكومة العراقية، وهي الاستجابة المتوقعة جراء ردود الفعل الإقليمية والدولية الغاضبة.
ويضيف الكاتب: "نتيجة الاستفتاء الذي يمثل في حد ذاته خطأً فادحاً يتمثل في تقسيم دولة عربية لا تحقق مصلحة أحد حتى أكراد العراق أنفسهم بقدر ما تخدم الجار الإيراني الحريص على خلق الأزمات وإشعال الحرائق، فطهران التي تدعي رفض الاستفتاء وما ينتج عنه لا ترى أن هناك ضرراً يقع عليها من قيام الدولة الكردية بل سارعت بإلقاء الكرة في ملعب العراقيين والسوريين والأتراك كونهم المتأثرين الوحيدين من سعي الأكراد إلى إقامة دولة خاصة بهم".
وفي موقع روداوو الكردي الصادر بالعربية، يقول صبحي ساله يي: "نظر الحكام الشيعة في العراق بعين الرضا إلى نتائج الاتفاقات السرية التي وقعت بخصوص كركوك، وانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها, فأخذوا يبنون قصور أوهامهم على رمال متحركة، دون أن يلتفتوا الى أن حكومة بغداد ما كانت تقدم على خطوتها الخطيرة تلك، وتوسيع نفوذها وبسط سيطرتها على أراض كردستان لولا استقوائها بقوات أجنبية، ولولا سوء تصرف وغض نظر الأمريكان عن التحشيدات العسكرية على مشارف كركوك".
ويتابع الكاتب: "الأيام تخبئ لهم ولغيرهم مفاجأة قد تكون غير سارة ومدمّرة، أو أعاصير وأمطار تتحول الى سيول جارفة تكتسح كل ما في طريقها".
"البراجماتية الأمريكية"وعن الموقف الأمريكي تجاه التوتر الحالي في العراق، يقول عمرو عبد السميع في الأهرام المصرية: "البراجماتية الأمريكية تبدو واضحة تماما في تخلى واشنطن عن الأكراد بعد حملة الشرطة العراقية بإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب لفرض سيطرة المركز على كركوك وبعض المناطق المتنازع عليها".
ويضيف الكاتب: "الواضح أن الولايات المتحدة تركت أمر إدارة العلاقة مع الأكراد إلى إسرائيل، وفى نظرها ذلك يُضعف الدولة العراقية عبر محاولة الاستيلاء على كركوك ومناطق البترول، كما يُضعف الدولة السورية عبر محاولة السيطرة على حقول البترول السورية التى يدخل الأكراد في سباق مع قوات النظام العربي السوري للسيطرة عليها في كونوكو والجفرة والحقول الأخرى الواقعة بين الميادين والبوكمال على الحدود بين سوريا والعراق.
وفي روداوو، يقول محمد حسن: "فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن موقفها كان من أشد المواقف الغربية إجحافاً بإرادة وحقوق شعب كردستان، حيث صرحت وعلى لسان وزير خارجيتها أنها لا تعترف بنتائج الاستفتاء، وأن الاستفتاء ونتائجه يفتقران إلى الشرعي".
ويضيف: "هذا الموقف كان مُستغرباً نوعاً ما من أمريكا، لاسيما وأن تصريحاتها السابقة كانت توحي بأنها متفهمة لتطلعات الشعب الكردي ولن تقف ضدها، فالأمر يتعلق بممارسة شعب أصيل لحق طبيعي ومشروع وهو الاستفتاء، وذلك لتقرير مصيره، خاصة أن هذا الحق كان قد نادى به الرئيس الأمريكي السابق وودرو ويلسون، حيث ورد ضمن مبادئه الأربعة عشرة التي أعلنها عام 1918".