أخبار

المؤكد والثابت أن الأجهزة كانت تحتوي على مواد متفجرة

هل تستطيع إسرائيل تفجير هاتفك وهاتفي؟ "بوليتيكو" تجيب

تفجيرات الأجهزة اللاسلكية أثارت مخاوف كبيرة لدى الجميع
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: كيف فجرت إسرائيل أجهزة الإستدعاء لحزب الله؟ سؤال من بين 5 تساؤلات تدور في أذهان الملايين في الوقت الراهن، وهو يقودنا للسؤال الأكثر أهمية والحاحاً.. "هل تستطيع إسرائيل تفجير هاتفك وهاتفي"

الثابت حتى الآن وفقاً لتقرير "بوليتيكو" في نسختها الأوروبية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية ضربت حزب الله من خلال تفجير كميات صغيرة من المتفجرات المخبأة في آلاف الأجهزة المحمولة في وقت واحد.

بدأت أجهزة الاستدعاء (البيجر) في إطلاق صافرات الإنذار بعد الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر بقليل في لبنان يوم الثلاثاء، مما أدى إلى تنبيه عناصر حزب الله إلى رسالة من قيادتهم.

ولكن في غضون ثوانٍ انفجرت الأجهزة التي أطلقت الإنذارات، مما أسفر عن مقتل وإصابة أشخاص في محيطها في جميع أنحاء لبنان، وفي اليوم التالي، استهدف هجوم ثانٍ أجهزة الاتصال اللاسلكية.

وأسفر الهجومان المنسقان عن مقتل 37 شخصا وإصابة الآلاف في مختلف أنحاء لبنان، بمن فيهم أطفال، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.

وكانت قيادة حزب الله قد تحولت إلى أجهزة تناظرية مثل الهواتف الأرضية وأجهزة النداء (البيحر) في وقت سابق من هذا العام، بعد مقتل كبار القادة في غارات جوية إسرائيلية، في محاولة لإحباط عمليات المراقبة المتطورة التي يقوم بها عدوهم، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز .

تقويض ثقة حزب الله
وقال روب موغا، مدير مجموعة سيك ديف الاستشارية في مجال المخاطر السيبرانية: "لقد أدى الهجوم غير المسبوق إلى تقويض ثقة حزب الله في إلكترونيات الاتصالات وسلاسل التوريد الأوسع نطاقًا لجهات خارجية. كما أدى إلى تقليص قدرة حزب الله على التواصل بشكل كبير. وفي حين سيرد حزب الله، فليس من الواضح تمامًا ما هي خطواته التالية".

هل تستطيع إسرائيل تفجير هاتفي؟
الإجابة المختصرة القاطعة: لا.. يعتقد خبراء الأمن أن أجهزة الاستدعاء (البيجر) وأجهزة الاتصال اللاسلكية تم العبث بها وتفخيخها قبل أن تصل إلى حزب الله، وكانت الأجهزة في الأساس بها مادة قابلة للانفجار تنتظر التفجير.

كيف وصلت المتفجرات إلى أجهزة الإستدعاء (البيجر)؟
يقول ليور تابانسكي، الخبير في مجال التكنولوجيا والأمن في مركز بلافاتنيك للأبحاث السيبرانية متعددة التخصصات، أنه على الرغم من أن بطاريات الليثيوم يمكن أن تنفجر، إلا أنها لا تملك القوة الانفجارية الكافية للتسبب في مثل هذا الضرر البالغ للشخص الممسك بالبيجر مثلاً.

وعلاوة على ذلك، فإن البطارية قد ترتفع حرارتها قبل أن تنفجر، وبالتالي فإن الشخص الذي يستخدم الجهاز قد يلاحظ أن هناك خطأ ما بفعل السخونة.

وأضاف تابانسكي: "هذا النوع من التفجيرات، يعني أن هناك عملية استخباراتية سرية طويلة للغاية كانت مستمرة لمعرفة سلسلة إمداد حزب الله ومن ثم إيجاد طرق لاختراق الأجهزة".

وكان من الممكن أيضًا أن يتم تصميم هذه الأجهزة بحيث لا تنفجر تلقائيًا، ولكن فقط استجابة لأمر محدد.

وأضاف أنه إذا كانت أجهزة الاستخبارات قد بذلت "كل هذه المتاعب" للتلاعب بأجهزة الاتصالات، فإن الهجوم على الأرجح لم يكن الهدف الوحيد، وأن الجناة ربما جمعوا أيضا معلومات استخباراتية عن تنظيم حزب الله وعملياته اليومية.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن حزب الله استورد ما يصل إلى 5 آلاف جهاز استدعاء قبل نحو خمسة أشهر.

هل مرت أجهزة النداء واللاسلكي في أوروبا؟
في حالة أجهزة النداء (البيجر)، تم اتهام شركة جولد أبولو التايوانية في البداية بتصنيع هذه الأجهزة، لكنها قالت إنها فوضت شركة أخرى، وهي شركة بي أي سي كونسلتينج التي يقع مقرها في بودابست، باستخدام علامتها التجارية لبيع المنتجات في مناطق معينة. وتزعم شركة جولد أبولو أنها لا علاقة لها بعمليات التصنيع التي تقوم بها بي أي سي.

وذكرت السلطات المجرية أن شركة BAC Consulting كانت مجرد وسيط، وليس لديها أي مرافق تصنيع أو إنتاج في المجر. وبدلاً من ذلك، زعمت أن حزب الله اشترى مخزون أجهزة النداء من شركة مسجلة في بلغاريا، وهي شركة Norta Global.

أصدرت وكالة الأمن البلغارية بيانا يوم الخميس قالت فيه إنه لا توجد سجلات جمركية تتعلق بتصدير مثل هذه السلع.

جهود كبيرة لإخفاء المصدر
ويشير مسار الشركات إلى وجود جهد لإخفاء المصدر وتعتيم سلسلة توريد الأجهزة التي انتهت في نهاية المطاف في أيدي حزب الله.

من ناحية أخرى، أشار خبراء الأمن إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكية تشبه تلك التي تصنعها شركة Icom اليابانية. لكن شركة Icom قالت في بيان لها يوم الخميس إن هذا الطراز "توقف عن الإنتاج منذ حوالي 10 سنوات، ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من شركتنا".

لماذا تمت التفجيرات الآن؟
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الكثير من التحديات الداخلية التي تفاقمت بسبب الحرب التي شنتها حكومته على غزة منذ 11 شهرا.

وبحسب أليكس يانغر، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، فإن نتنياهو كان بحاجة إلى أن يثبت لائتلافه اليميني أنه يتصدى للإرهاب الذي تواجهه إسرائيل: "هذا استفزاز كبير من جانب نتانياهو، ويظهر استعدادا حقيقيا لرفع الرهانات"، كما قال يانغر لصحيفة بوليتيكو.

هل ستغير الهجمات مجرى الحرب؟
قال يانغر إنه على الرغم من وجود ظروف تجعل الهجوم على حزب الله "يتصاعد بشكل كارثي"، إلا أنه لا يرى ذلك كنتيجة محتملة.

وقال "إن الأمر محرج للغاية بالنسبة لهم، لكن حزب الله لا يريد حربا شاملة مع إسرائيل، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تدهور قدراتهم".

وقال موجا إنه يعتقد أن العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى رد انتقامي، لكنها قد تدفع حزب الله في الوقت نفسه إلى العودة إلى محادثات التهدئة.

بعد ساعات من الموجة الثانية من الانفجارات التي هزت لبنان يوم الأربعاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الحرب تدخل "مرحلة جديدة" وأعلن أن القوات الإسرائيلية ستنتقل إلى شمال البلاد.

وفي رد فعل على ذلك، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب عام ألقاه يوم الخميس إنه في حين أن هدف إسرائيل ربما كان وقف الصراع مع قواتها في لبنان، فإن هذا لن يحدث.

وقال نصر الله:"باسم الشهداء وكل من ساندوا غزة نقول لغالانت ونتنياهو: الجبهة اللبنانية لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف