تقييمات أميركية: طهران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي
هل تغيّر طهران عقيدتها النووية إذا استهدفت إسرائيل منشآتها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من طهران: حذر مستشار كبير للمرشد الأعلى الإيراني من أن طهران قد تغير عقيدتها النووية إذا استهدفت إسرائيل المنشآت النووية، في وقت تصر فيه الولايات المتحدة على أن طهران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي، حتى بعد الانتكاسات الاستراتيجية، التي تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة.
وفي حين تستعد إيران والشرق الأوسط على نطاق أوسع لضربة إسرائيلي محتملة عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، قال العميد سنائي راد: "من المؤكد أن ضرب المواقع النووية، قد يؤثر على الحسابات أثناء الحرب وبعدها".
وقال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، لوكالة أنباء "فارس": "لقد أثار بعض الساسة بالفعل إمكانية حدوث تغييرات في السياسات الاستراتيجية النووية (لإيران)، وعلاوة على ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات (ضربة إسرائيلية على محطات الطاقة النووية الإيرانية) من شأنها أن تتجاوز الخطوط الحمراء الإقليمية والعالمية".
وبعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل رداً على اغتيال زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، وغيره من قادة الجماعة اللبنانية، دعا وزراء متشددون في حكومة بنيامين نتنياهو إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني، التي تعتبره إسرائيل "تهديداً استراتيجياً خطيراً"، وفق "فاينانشيال تايمز".
لكن الدبلوماسيين الغربيين، حذروا من أن هذا سيكون الانتقام الأكثر تطرفاً، إذ حثت الولايات المتحدة نتنياهو على عدم استهداف المواقع النووية الإيرانية أو بنيتها التحتية النفطية.
ويقول الخبراء، إنه من غير المرجح، أن تتمكن إسرائيل من شن ضربات ناجحة على المنشآت النووية الإيرانية، حيث تتمتع مصانعها الرئيسية بحماية شديدة ومبنية في أعماق الأرض، بدون دعم الولايات المتحدة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قال الأربعاء، إن رد إسرائيل سيكون "قاتلاً ودقيقاً وفوق كل شيء مفاجئاً". وقال: "لن يفهموا ما حدث وكيف حدث. سوف يرون النتائج".
"غموض إيراني"
وحذر المسؤولون الإيرانيون، من أن طهران قد تغير عقيدتها النووية إذا واجهت تهديداً وجودياً. لكنهم كانوا غامضين عمداً بشأن ما قد يستلزمه ذلك.
وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني إن "المنشآت النووية لها بروتوكولاتها الخاصة التي يجب على الطرفين مراعاتها أثناء الحرب".
وأضاف أن "أي رد محتمل من إيران سينعكس بلا شك على هذا الأمر، وسيكون له تأثير، تماماً كما يمكن أن تؤثر الهجمات على منشآت النفط والغاز على أمن الطاقة الإقليمي وأسعار الطاقة العالمية"، ملمحاً إلى أن إيران قد ترد باستهداف المنشآت النووية الإسرائيلية.
وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن طهران عززت أنشطتها النووية بشكل عدواني منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018 من جانب واحد من الاتفاق الذي وقعته إيران مع القوى العالمية وفرض عقوبات على البلاد.
وقامت إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة وتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، وهي قريبة من درجة الأسلحة، لأكثر من ثلاث سنوات.
وتقدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي لديها مفتشون في إيران، أن البلاد لديها ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج حوالي ثلاث قنابل نووية في غضون أسابيع، إذا اختارت أن تفعل ذلك.
ولكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والمسؤولين الأميركيين يقولون إنه لا يوجد دليل على أن إيران تطور سلاحاً.
تقييمات أميركية
وقال مسؤولان أميركيان لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن إيران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي حتى بعد الانتكاسات الاستراتيجية التي تعرضت لها في الفترة الماضية.
وأدلى بهذه التصريحات مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومتحدث باسم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، لينضما إلى وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، الذي قال في وقت سابق من الأسبوع إن الولايات المتحدة لا ترى أي دليل على أن الزعيم الإيراني قد تراجع عن قراره في عام 2003 بتعليق برنامج التسلح النووي.
وقال المتحدث باسم مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية "نعتقد أن المرشد الأعلى (علي خامنئي) لم يتخذ قراراً باستئناف برنامج الأسلحة النووية الذي علقته إيران في عام 2003".
ويمكن أن يساعد هذا التقييم الاستخباراتي في تفسير معارضة الولايات المتحدة لأي ضربة إسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني رداً على الهجوم الذي شنته طهران بصواريخ باليستية على إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون مراراً، إن محاولة تدمير برنامج الأسلحة النووية الإيراني لن تؤدي إلا إلى تأخير جهود طهران لتطوير قنبلة نووية، بل وربما تؤدي إلى زيادة تصميم طهران على تصنيعها.