فضاء الرأي

الرازي الفيلسوف المغبون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما من فيلسوف في الفكر الإسلامي تعرض للظلم في الحكم علي فكره من الفيلسوف أبو بكر الرازي . و لقد تم انتقاص حق هذا لفيلسوف من قبل مؤرخي الفلسفة ، رغم أن الرازي يعتبر بحق من أعظم فلاسفة الإسلام ، و لقد وضع نظريات فلسفية تجعله في مصاف الفلاسفة الحقيقيين. يحكم مؤرخي الفلسفة عليه أنه طبيب بارع في الطب من خلال شهرته في و ضع كتاب الحاوي. لكن هذا ظلم و جور بين وواضح لان الرازي له نظريات فلسفية عميقة تجعله من الفلاسفة الحقيقيين أصحاب المكانة المرموقة في الفكر الفلسفي الإسلامي، لا تقل هذه المكانة عن الكندي و الفارابي و ابن سينا. و إذا رجعنا إلي سيرة حياته لنتعرف علي فكره الفلسفي العميق ، و كيف أنه جمع بين التفوق في الطب ، و البراعة في الفلسفة. نري أن الرازي عرف عنه حبه للعلم و الأدب و الشعر و الفلسفة و المنطق. و مع ذلك تعود شهرته إلي كتابه (الحاوي) الذي ترجم إلياللاتينية ، وتعرفت أوروبا علي الطب العربي من خلاله. و يجب أن نشير إلي أن الطبيب في عهد الرازي كان فيلسوفا  ، وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور و النظريات العلمية. و يعتبر الرازي فيلسوفا موسوعيا له نظريات في جميع فروع الفلسفة .و كان معجبا بسقراط أيما إعجاب ، و يدافع عن سيرة سقراط فيقول أن العلماء يذكرون الفترة الأولي من حياة سقراط ، حينما كان زاهدا و سلك طريق النساك. و للرازي إسهامات في محالات العلوم الطبيعية مثل علم الفيزياء، حيث اشتغل بتعيين الكثافات النوعية للسوائل . بل كان يدعو العلماء و خاصة الأطباء إلي الآخذ بالعلوم الطبيعية ، و لقد قال عنه ابن النديم في الفهرست أنه أوحد دهره ، وفريد عصره ، قد جمع المعرفة بعلوم القدماء لاسيما الطب. أما عن فلسفته فقد تميزت بجرأة و روح نقدية عالية . فلقد انتقد مثلا أرسطو و خرج علي كثير من افتراضاته الطبيعية و الميتافيزيقية. كما تمثل منهجه و روحه النقدية في انتقاد محاولة الفلاسفة في التوفيق بين الفلسفة و الدين. و تمتاز أيضا فلسفته بنزعة إنسانية واضحة تعم الإنسان و الحيوان، وهذه النزعة كانت من ميراث منهجه الفلسفي. كذلك يراعي الرازي في فلسفته الاعتماد علي ما تراكم من الموروث الفلسفي الشامل دون الاقتصار علي مدرسة بعينها. و لقد اشتملت إضافاته الفلسفية حقول الميتافيزيقا و الطبيعيات ، و كذلك مذهب الربوبية . كذلك اهتم الرازي بالعقل و عرف مكانته و أعطاهاهتماما كبيرا. و يجب أن نشير إلي حقيقة هامة و هي ان منهج الاستقلال الفكري الذي امتلكه الرازي تجاه التراث الماضي في جميع المجالات قد ساهم إلي حد بعيد في صياغة مذهبه الخاص. و لقد ساهم الرازي بمحاولاته الفلسفية العميقة في تأسيس علم مقارنة الأديان و الملل و النحل.  و من أشهر نظرياته الفلسفية هي نظريته في الميتافيزيقا، أي نظرية المكونات الخمسة حيث اعتقد الرازي بوجود خمس مكونات أبدية و هي الله و الروح و المادة و الفراغ و الزمن. كما يري ان اله لم يخلق الكون من عدم. كما أن نظريته في الأخلاق تعتبر من النظريات التي توضح عمق فسفته و أرائهالرائدة في هذا المجال. من كل هذا يتبين لنا كيف تعرض الرازي لظلم بين وواضح في الحكم عليه فقط انه طبيب مشهور ، وتم التغاضي عن نظرياته الفلسفية و إهمالها . لقد تأكد بما لا يدع للشك عمق نظرياته الفلسفية. و التي لابد من إنصاف الرجل فيها .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هولاء
خوليو -

ابو بكر الرازي وغيره ممن ساهموا ببعض الإضاءات العلمية في التراث الاسلامي هوجموا وكفروا ( الضمة على الكاف) من قبل الشريعة الاسلامية ورجالها في عصرهم،، مما يدل بشكل قاطع ان لاعلاقة لهذه الشريعة وتطبيقها بالتقدم والاكتشافات التي حصلت،، مما يلقي أرضاً القناعات التي لا تزال الى يومنا هذا والتي تقول ان تطبيق الشريعة هو الذي أدى الى النصر،، لانهم نصروا ألههم فنصرهم ،،جميع الذين ادلوا بدلوهم في الحضارة الاسلامية نهلوا المعرفة في حينها من ثقافات وحضارات ما قبلهم من الامم وخاصة الإغريقية وليس من خلفية شريعة مخجلة عندما تتطرق لموضوع العلوم الفلكية والطبية والفلسفية ،،هذه الاخيرة اي الفلسفية هوجمت من قبل الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة والتي رد عليه ابن رشد بكتاب تهافت التهافت ،،لذلك نقول لاصحاب هذه الشريعة اليوم كفى اختباءكم وراء أصابعكم واقتنعوا لمرة واحدة ان شرعكم ان تم تطبيقه ١٠٠٪‏ هو مصدر التخلف وهاهي داعش وجميع الأنظمة مثالاً حياً على درجات التخلف حيث يرتبط طرداً بنسبة تطبيق هذه العقيدة ،،فكلما ارتفعت نسبة التطبيق كلما زاد التخلف حيث تصل نسبته العظمى على يد داعش واخواتها ،، افصلوا الدين عن الدولة وشغلوا أدمغتكم لكتابة دستور يفتح الأبواب امام الإبداعات البشرية .

هراء خوليو
وفرضياته -

الأفضل أن نستقي الحقيقة من الاكاديميون حيث لا مصلحة غالبة في انكار الواقع كما هو دون تشويه وفلترة. البروفسور المعروف وائل الحلاق، المتخصص في القانون وتاريخ الفكر الاسلامي، يبدو متفقاً في كتابه "الدولة المستحيلة" مع فرضية "العلمنة" في الدول العربية عموماً حين يؤكد انه "مع بداية القرن التاسع عشر، وعلى يد الاستعمار الأوروبي، تفكك النظام الاقتصادي- الاجتماعي والسياسي الذي كانت تنظمه الشريعة هيكليا، أي أن الشريعة نفسها أفرغت من مضمونها واقتصرت على تزويد تشريعات قوانين الأحوال الشخصية في الدولة الحديثة بالمادة الخام (ص:19)". انتهى الاقتباس. هذا الرأي الفني هو للعلم من شخص أكاديمي مسيحي. حتى قانون الأحوال الشخصية تتم محاولات لعلمنته في معظم الدول العربية بفضل المهذبة "سيداو".

الى متى انكار الف عام
من العصر الذهبي للاسلام -

لعل من أبرز الرسائل المستقاة من كتاب برنارد لويس المشهور "أين يكمن الخلل؟" استبعاده ان يكون الاسلام بحد ذاته سبب الخلل، وترجيحه ان تكون خيارات المسلمين هي "الخلل". السبب واضح، العلم والحرية انتعشتا في الحضارة الاسلامية منذ القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر، ولم يحصل تناقض متأصل بينهما. دلائل أخرى أحدث: ماليزيا وتركيا واندونيسيا.