فضاء الرأي

تراجيديا برلين.. هل هي ضحية سياسة "الأبواب المفتوحة"؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"انتهى العيد.. انتهى الكريسماس" بهذه العبارة المقتضبة عبّرت سيدة ألمانية عن صدمتها حيال حادث الدهس، الذي وقع مساء أمس الإثنين في سوق (من بين 2500 سوقاً منتشراً في عموم البلاد) لأعياد الميلاد، قرب كنيسة الذكرى في العاصمة برلين.

بحسب آخر التصريحات التي أدلت بها السلطات الألمانية، الحادث الذي أسفر حتى الآن عن مقتل 12 شخصاً، وجرح أكثر من 40 آخرين، بعضهم في حال خطيرة، يُحتمل جداً أن يكون "هجوماً إرهابياً"، على غرار ما شهدته مدينة نيس الفرنسية في يوليو الماضي. 

ورغم وجود أسباب كثيرة تدفع للإعتقاد بأن ما حصل هو "هجوم إرهابي"، إلا أنّ المسؤولين الألمان، لا يزالون يتحفظون على وصف ما حصل في كلمته ب"الإعتداء".

هجوم برلين بحسب تقرير لوكالة "اليوروبول"، نشرته في الثاني من ديسمبر الجاري كان متوقعاً. الوكالة حذّرت في تقريرها الدول الأوروبية فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا من "احتمال قيام تنظيم الدولة الإسلامية بشن هجمات عليها قريباً"، خصوصاً بعد هزائم التنظيم في العراق وسوريا وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا.

المشتبه به، والذي يعتقد أنه منفذ الهجوم وسائق شاحنة الموت، بحسب الشرطة الألمانية التي ألقت القبض عليه، هو "أفغاني الجنسية"، ودخل إلى ألمانيا كلاجئ في فبراير الماضي. 

لم تثبت السلطات الألمانية التي تجري التحقيقات، فيما إذا كان للمشتبه به علاقة مع التنظيمات الإرهابية، لكنّ كلّ المؤشرات تتجّه نحو تزايد احتمال ما قام به "عملاً إرهابياً"، له علاقة ب"الإرهاب المنظّم" أكثر من أي شيء آخر.

هذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها لاجئ قدم من بلاد إسلامية دمّرتها الحروب والمجاعات، بأعمال جنائية بشعة أو إرهابية تهز الرأي العام الألماني أو الأوروبي.

والشيء الذي بات لا يستوعبه الألمان والأوروبيون، هو: "كيف للاجئ دخل بلاداً يطلب الأمان، لكنه يهدد أمنها وراحة مواطنيها في الآن ذاته؟" 

بحسب تقريرٍ للمكتب الإتحادي لمكافحة الجريمة في ألمانيا (BKA) أن هناك مئات الأدلة التي تشير إلى دخول العشرات من الإرهاببين المرتبطين بالتنظيمات الإسلامية المتشددة (بينها داعش)، ممّن تسللوا إلى ألمانيا بين صفوف اللاجئين، والذين تجاوز عددهم مليون لاجئ، وصل معظمهم خلال عام 2015.

تزايد وتيرة الجرائم الجنائية البشعة والأعمال الإرهابية في ألمانيا، مؤخراً من قبل لاجئين لم تمضِ على فترة لجوئهم سنة واحدة، زاد من السخط الشعبي وانتقاد الرأي العام الألماني لسياسة" الأحضان الدافئة" أو "الأبواب المفتوحة" التي اتبعتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في صيف عام 2015.

رغم تراجع ميركل أمام مندوبي حزبها، عن سياستها تجاه قضية اللاجئين واعترافها بشكل غير مباشر بأخطائها عندما فتحت أبواب ألمانيا أمام اللاجئين، إلاّ أنّ هجوم برلين الأخير بشاحنة الموت، سيجدد من انتقادات الرأي العام الألماني والسياسيين الألمان لها. الأمر الذي قد يعيد سياسة "القارب امتلأ" إلى الواجهة من جديد، والتي أطلقها اليمين المحافظ في ألمانيا، في تسعينيات القرن الماضي، لتغيير سياسة اللجوء و"إنقاذ الهوية الألمانية"، على حد قول بعض السياسيين الألمان المنتمين إلى أحزاب اليمين المتطرف مثل حركة "بيغيدا" وحزب "البديل لأجل ألمانيا". وهو ما قد يؤدي بالنتيجة إلى صعود ظاهرتي "الشعبوية" و"الإسلاموفوبيا" في ألمانيا، على غرار الحالة الفرنسية.

تدفق اللاجئين على ألمانيا بشكل غير مسبوق لم تعد بالقضية السهلة، التي يمكن حلّها أو التخلص منها في الأمد القريب. ففي ظلّ الرفض الشعبي وتباين وجهات النظر سواء على مستوى الأحزاب أو النخب الألمانية سيصبح من الصعوبة بمكان الحديث، راهناً، عن استقرار سياسي وأمني، طالما تمتعت به ألمانيا خلال العقود الماضية.

أياً كانت الأهداف المخطط لها من وراء هجوم برلين، إلاّ أنّ المؤكد هو أنّ ذلك سيزيد من حرج المستشارة الألمانية "ماما ميركل" داخل المجتمع الألماني وربما خارجه الأوربي أيضاً، ناهيكم أنه سيضع الديمقراطية الألمانية والقيم الليبرالية أمام المزيد من التحديات لمواجهة "اليمين الألماني" الصاعد وظاهرة "الشعبوية الفرنسية"

hoshengbroka@hotmail.com

 

 

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مشكلة دين بأكمله
سوري كردي -

بإعتقادي هذه الأعمال الإرهابية لبس لها علاقة باللاجئيين السوريين التي فتحت لها ألمانيا أبوبها مشكورة. المشكلة الأساسية هي مشكلة الإسلام السياسي التي وضعت الحجاب عنوة على رأس ٩٠% من المسلمات وتمارس الإرهاب قبل الثورة السورية وبعدها. المشكلة هي مشكلة دين بأكمله.

ياجوج وماجوج الاسلامي
قادم والموت للارهاب -

اللاجئين المسلمين الى المانيا واوروبا ارسلتهم الدول الاسلامية لغرض اسلمة اوروبا مستغلين قوانين اوروبا الانسانية ومستغلين قدرة المسلمين على كثرة التناسل ياجوج وماجوج الاسلامي قادم وحرب اسلامية عالمية ضد كل العالم والموت للارهاب الاسلامي

ماذا تفعل ؟
فول على طول -

توقفت عند كلمتى : أحزاب اليمين المتطرف و"الإسلاموفوبيا"...ونحن نسأل الكاتب : هل اليمين الذى يريد الحفاظ على بلدة من الارهاب يعتبر متطرف ؟ هل اليمين الذى يحاول الحفاظ على هوية بلدة وحريتها وأمن شعبها يعتبر متطرف ؟ ..ماذا تفعل لو كنت أنت فى موضع المسئولية فى المانيا أو اوربا ؟ ماذا يحدث لو حصل العكس ...أى لو أن مجموعات وافدة فى احدى بلاد الايمان وقاموا بعمليات ارهابية ضد المؤمنين ؟ هل تعرف معنى كلمة " اسلاموفوبيا " ؟ فوبيا تعنى الخوف المرضى أو الوهم أى لا يوجد سبب حقيقى للخوف ...هل بالفعل لا يوجد خوف من الارهاب الاسلامى ..أو لا يوجد ارهاب اسلامى ؟ يا أخى يكمن تحت جلد أى مسلم داعشى .....أى مسلم مؤمن بالاسلام هو داعشى حينما تواتية الفرصة يظهر على حقيقتة ...وان لم يتدعوش فهو ليس بمسلم ...تحب تعرف النصوص ؟ ربنا يشفيهم قادر يا كريم .

خلايا نائمة
Avatar -

قلنا مرارا وتكرارا ان 95 بالمائة من المسلمين هم عبارة عن خلايا نائمة وخطر كامن

أتفق مع التعليقات 3
عربي من القرن21 -

والمستغرب كيف تم نقر آلاف المعرضين خلال فترة قصيرة ودون أن يعلق أحدا منهم , وهذه ظاهرة أستغلال هذا المنبر الحر بطرق عليها علامات أستفهام ؟؟!..

لماذا ينزعج بعض الا خوان
Rizgar -

لماذا ينزعج بعض الا خوان الشيعة عندما يحرق العلم ال عراقي الحالي وضع صدام عليه راية الفتنة (الله اكبر على الرماح) كما وضع معاوية راية فتنته (القران على الرماح).. فكيف اصبح هذا العلم (رمز لكم ياشيعة) وهو رمز بني امية رجاء

بروفسور يسأل... والطلبة
لا تجيب دوما. -

بروفسور فول كفاك أسئلة تقطر كراهية.

اسلاموفوبيا
وكراهية متأصلة؟ -

خطاب كراهية وتحقير للمسلمين.