فضاء الرأي

من مفكر ة سفير عربي في اليابان

العلوم الطبيعية وثلاثية الماضي والحاضر والمستقبل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد حوالي الخمسة قرون للشرق الاوسط تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية، قسمت هذه المنطقة بعد الحربين العالميتين الى واقع جديد، فرض على شعوب أمتنا العربية. وقد كان أمر ما في هذا الواقع الجديد، الاعتراف بدولة عبرية متناهية الصغر، في قلب وطننا العربي الكبير، وكانت نتائجها حروب متكررة مدمرة. كما كانت هزيمة عام 1967 هزيمة  صدمة مروعة لشباب وطننا العربي، مما افقدهم الثقة بالحركات الوطنية والقومية والاشتراكية والماركيسيةوالشيوعية. ولقد كانت هذه فرصة سانحة للبعض لاستفادة من الدين لتحقيق مصالح سياسية، لتبرز حركات الاسلام السياسي، التي خلطت المصالح "الحياتية" بروحانيات الآخرة، ولتعلق معظم الحركاتالسياسة "الاسلام" في شعارها، صدقا أو ظاهرا، اعتدلا أو تطرفا. وقد برزت ظاهرة الاسلام السياسيبعد سيطرة القيادات الثيوقراطية على الثورة الشعبية الايرانية في عام 1979، لتعيد تجربة الثيوقراطية الأوروبية للقرون الوسطى. 

وقد ترافقت السياسة الغير مدروسة "علميا"، من متطرفي النظام الايراني الثيوقراطي، بمغامرات انفعالية من الحرس الثوري لتصدير ثورتهم، فعملواعلى نشر وكلائهم في كثير من دول الشرق الاوسط، كما استغلوا القوة الناعمة للمرجعية الدينية ليزيدوامن شعبيتهم، وعلى حساب معاناة الشعب الايرنياقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودبلوماسيا. ولم يمر على التطرف في هذا النظام 36 عاما، وإلا لتنتشرصرعات طائفية حادة في منطقة الشرق الاوسط، ولتبدأ منافسة فئوية دموية بين الحركات الطائفية الارهابية، ولننتهي باعلان دولة الخلافة الاسلامية على أراضي العراق والشام، في نفس الوقت الذي أعلن متطرفو الحرس الثوري في النظام الإيراني عن امبراطوريتهم الزائفة بعاصمتها بغداد، وكأننا أمام وجهان لعملة واحدة، في الوقت الذي يتم قتل مئات الألوف من شعوب منطقة الشرق الأوسط، ودمار الملايين من المباني والمساكن، لتعاني المنطقة من خلق اثني عشر مليون لاجئ، لننتقل من مآسي نكبة الصهيونية في اربعينيات القرن الماضي، إلى "صاعقة نكبة" الفكر الثيوقراطي الطائفي السقيم، وفي عالم العولمة، بل وفي الألفية الثالثة. وبعد هذه التجربة المريرة من خلط السياسة بالدين، خلط الدنيا بالآخرة، خلط العلوم الطبيعية بالروحانيات، خلط النسبي بالمطلق، تقف شعوب منطقة الشرق الأوسط أمام "تقاطع وجودي".

وقد يتساءل المواطن الشرق أوسطي: ما هي نهاية هذه المنطقة؟ هل ستنتهي لدويلات مفتتة متحاربة وفاشلة من ناحية، وإمبراطوريات ثيوقراطية فارسية وداعشية ويهودية وتركية وكردية متحاربة وزائفة، من ناحية اخرى؟ أم ستثبت الانظمة الثيوقراطية المتطرفةوالحركات الطائفية الارهابية فشلها، لتتخلص شعوب المنطقة منها؟ وهل سيبدأ واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط، كما حدث في أوروبا، بعد دمار الحربين العالميتين، ليعي شعوب المنطقة الثمن الباهض للجهل بأهمية احترام الاختلاف والتباهي بعنصرية وطائفية الخلاف، لننتهي بفصل الدين عن السياسة، لخلق مجتمعات الاختصاص في مختلف مجالات، العلوم الاجتماعية السياسية والعلوم الطبيعية التكنولوجية والعلوم الاخلاقية والثيولوجية. وقد يؤدي كل ذلك لنشر التناغم والتعاطف والسلام في المنطقة، مع ثقافة أقليمية تجمع العلوم الانسانية والطبيعية والتكنولوجية، مع التنمية المستدامة، ليشمل السلام دولتين جارتين، الدولة العربية الفلسطينية والدولة العبرية المتناهية في الصغر، ولتبدأ باقي شعوب المنطقة التفرغ لتطورها في الالفية الثالثة، من خلال سوق شرق أوسطية مشتركة. وبأن تكون دعائم هذه السوق، تطورات هادئة رصينة، بعيدة عن الجهل والانفعالات والانقلابات وثورات القرون الوسطى، ولتشمل اصلاحات تدريجية سياسية ودستورية واقتصادية واجتماعية، لتنمو "تدريجيا" في المنطقة انظمة عصرية متطورة، أساسها الدستور والقانون، وسلوكها الاخلاقيات الانسانية، وثقافتها احترام الاختلاف مع التآلف والتناغم والسعادة، وسلاحها التعليم والتدريب المتقدم، وهدفها التنمية المستدامة، وضمن عالم العولمة الجديد، بينما يرجع رجال الدين "الميسين" لمساجدهم وكنائسهم ومعابدهم، ليتفرغوا لنشر اخلاقيات السلوك الإنسانية والروحانياتوالاخوة التناغمية الصادقة في المنطقة؟

 

وتبقى هناك أسئلة أخرى أكثر تعقيدا، وخاصة في مجتمعات الشرق الاوسط، والتي اعتمدت "المعارضة السياسية" فيها على الانفعالات الحادة والعواطف المتغيرة، في تقيم الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وطريقة التعامل مع التغيرات السياسية. وليسمح لي القارئ العزيز أن نطرح هنا الأسئلة "الغريبة" التالية: هل تحتاج في هذه المرحلة من التقاطع الوجودي في الشرق الاوسط للتخلص من الفلسفة الثيوقراطية السرطانية، والتي تعتمد على الدور المطلق لرجال الدين "المسيسين" في السياسة، مع إدارة الحكم في البلاد؟ أليست الألفية الثالثة ألفية التخصص والتبحر في مختلف اختصاصات العلوم الفيزيائيةوالتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسيةوالثيولوجية؟  أليس من الغريب أن يعتقد أحدا اليوم بأن من مسئولية رجل الدين "المسيس" حكم البلاد، بل أن يضع الشروط، ويقرر من من المواطنين، يجب ان يشارك في الترشيح للانتخابات، بل ومن يفوز بها؟ أهذه الديمقراطية التي ينادي به الاسلام السياسيالشرق أوسطي؟ ألا يجب أن يتفرغ رجل الدين لدراسة أمور الدين والعبادة المطلقة، والتي تختلف تماما عن الامور الحياتية النسبية المعقدة والمتشابكة والمتغيرة والمتخصصة جدا والانتهازية للفرص احيانا؟ وهل فعلا أثبت رجال الدين "المسيسين" نجاحهم في الشرق الاوسط، وعلى الاقل، في دراسة التاريخ الاسلامي، بموضوعية علمية؟ وما هو وضع المعارضة الشرق اوسطية؟ هل ستحتاج هذه المعارضة لتطوير عقلية نقدية علمية عملية، مستفيدة من منطق وعقلانية العلوم الفيزيائية، التي وضع قوانينها الخالق جلت عظمته بدقة متناهية، بدل اعتماد هذه المعارضة على التحليلات الثيوقراطية الطائفية أو الايديولوجيات المتعصبة والمفرقة والبائدة؟ وكيف سنتمكن بهذا المقياس العلمي تقييم واقع الشرق الاوسط، بعد دراسة الماضي، وتحليل الحاضر، لنستقرأ الجغرافية السياسية للمستقبل؟ وكيف ستساعدنا النظريات الفيزيائية في هذا الاستقراء المتشابك للواقع المستقبلي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للشرق الاوسط؟ 

 

أليست المجتمعات الإنسانية مكونة من أفراد البشر؟ وإلا يتكون العنصر البشري من وحدات ميكروسكوبية متناهية الصغر، تعرف بالخلايا؟ وأليست هذه الخلايا وحدات متكاملة، لمجموعاتمتناسقة من مصانع بيولوجية معقدة، تنتج مواد كميائية متشابكة التركيب، لتكوين مختلف انسجة الجسم البشري، مع منشئات لانتاج الطاقة، لتوفير الطاقة البيولوجية اللازمة لهذه المصانع؟ إلا يتكون العقل البشري من هذه الوحدات البيولوجية، الخلايا العصبية، والتي في مركزها جهاز السيطرة، والمكون من جينات المورثات؟ وإلا تتكون جينات هذه الوحدات البيولوجية من شفرات لمادة ال "دي إن أيه"، والمكونةمن وحدات عناصر متناهية في الصغر، تسمى بالذرات؟ وإلا تتكون الذرة من نواة مركزية، مشكلة من البروتونات والنيوترونات، وتدور حولها الالكترونات؟ وألم يثبت العلم مؤخرا بأن البرتوناتتتكون من جسيمات أصغر تسمى بالكواك، والالكترونات من جسيمات البوزونات؟ ألا يزيد أيمان الإنسان بخالق الكون حينما يزداد علما، بما خلقه، جلة عظمته، من عالم مدهش للعقل البشري؟ وإلا يجب علينا أنا نزداد بهذه المعرفة تواضعا وحكمة،لمعرفة مدى جهلنا وإبتعادنا عن الحقيقة التي نتشدق بمعرفتها، بالفكر المتعصب المطلق؟  

وللاجابة على هذه الاسئلة سنتدارس عزيزي القارئ معا، مقال نشر بمجلة سترتفور الالكترونية، كتبتهمحللة الجغرافية السياسية، ريفا بهلا، في الثامن والعشرين من شهر يوليو الماضي، وتحت عنوان، الجغرافية السياسية "الكوانتمائية"، وبمقدمة تقول: "استقراء شكل العالم خلال السنوات القادمة أو العقود القادمة خطوة جريئة.  فليس هناك صور لدراستها، ولا معطيات دقيقة لتساعدنا. فنحن نستطيع فقط ان نشكل صورة مبهمة في أحسن الاحوال. وهذه بعد كل ذلك تجربة غريزتنا الانسانية الاساسية للرسم بدون جهد من خلال اضافة صور حية لعالمنا اليوم، ومع خبراتنا الحياتية السابقة، بينما تصاب عيونانا بالحول ونتردد قبل أن نرى خيال خافت للمستقبل. وفي عالم المخابرات والتخطيط العسكري من السهل التنبؤ على المعتاد، بمحاكاة لعبة حرب تتمحور على تهديد نووي ايراني وقوة جهادية، كداعش، ومغامرة عسكرية روسية في أوروبا الشرقية. بدل تصور عالم تكون فيه روسيا ضعيفةوممزقة داخليا، مع هزيمة التهديد الجهادي بانقساماته الداخلية، وايران متحالفة مع الولايات المتحدة.. وفي عالم التجارة، من الاسهل أن تكون التجارة والاستراتيجية في بيئة متآلفة، مع انخفاض سعر النفط ونسبة فائدة مرتفعة للقروض."

 

وقد يشعر مختصو الاستراتيجية في مجالات كثيرة بالذنب من ارتياحهم المفرط بالحاضر، كما يستقرأون فرضيات اليوم ليصفوا المستقبل، ليجدوا انفسهم غير مستعدين حينما نصطدم بازمةمستقبلية جديدة. وكما قالها باحباط جنرال امريكي باربعة نجوم: "نحن دائما نقراء الخارطة الغير صحيحة ونستخدم اللغة الخطأ، حينما نذهب لنحارب." ويبقى السؤال: كيف نتخلص من  هذا الفخ الذهني، لنطور الثقة لرسم مجموعات معقولة ومتتالية، لعالم المجهول؟ وقد يرشدنا في العلوم الطبيعية هندسة "الكونتم" الكمي ذات الرباعية الابعاد، أو على الأقل كوسيلة فلسفية للاستقراءات الاستراتيجية. فقد كانوا عباقرة علماء الفيزياء، كالبرت انشتين، مهووسون بالعلاقة المعقدة بين المكان والزمان. وقد استمر النقاش بين العلماء حول كيفية سلوك الذرة والجزيئات، في الابعاد المختلفة، ولكن هناك اساسيات محددة في مجموعة نظريات "الكوانتم" الكمي الفيزيائية، التي يجب أن  يتفهمهامن يريد أن يتحمل مسئولية استقراء احداث العالم. فقد شرح انشتاين المكان والزمان كقماش ناعم مشوه باجسام في الكون، وبالنسبة له الفصل بين الماضي والحاضر والمستقبل ما هو الا استمرارية لوهم احمق. وقد بنى البروفيسور رتشارد فينمن، الحائز على جائزة نوبل للفيزياء، تصوراته على افكار انشتاين، وذلك بالتركيز على كيفية انتقال الجسيمات، بشكل موجات من نقطة ألف إلى نقطة باء، من خلال مسارات محتملة، كل بسعة محتملة مؤكدة. وبمعنى اخر لا تنتقل الجسيمات بطريقة مستقيمة بل تتحرك الى الاعلى والى الاسفل، وحول الفضاء لتتحاشى مسار الجسيمات الاخرى او لتتصادم معها، كما انها احيانا تعزز وتلغي بعضها البعض تماما. وحسب نظرية فينمان، فمجموع سعة المسارات المختلفة ستعطينا "مجموع تاريخها"- أي المسار الذي سيتبعه الجسيم في النهاية.

 

ومن الضرورة ادراك بأن سلوك المجتمعات والدول،على الاقل في كوكبنا الأرضي، تتبع نفس المسار. فقد شاهدنا تاريخيا صعود وانحدار دويلات وبلدان وامبراطوريات على امواج بمختلف الترددات، وقمة السعة قد تتقاطع مع أخرى اقوى منها ليؤدي لتدميرها. فمسار جسيم ما قد يقوي مسار الاخرلتخلق امبراطورية تجارية شاسعة. فمثلا، امريكا اللاتينية، المنطقة التي يمكن ان تتم فيها تحولات الجغرافية السياسية ببطئ السلحفاة في الزمن المعاصر، تنبعث منها موجات مشابه لموجات الراديو االطويلة والبطئية، مقارنة مع موجات مشابه لموجات الغاما النووية الفائقة السرعة، التي نعرفها اليوم في منطقة الشرق الاوسط المتقلبة والملتهبة للغاية. ولو طبقنا مفهوم الدولة القومية كمبدأ منظم للزمن المعاصر، مع قبولنا بالحدود المصطنعة ووجود دول بحكومة أو بدون حكومة، فمسار الدولة يبدو لا نهاية له ومع ذلك يمكن بناء احتمال لمسار دولة من خلال رسم صورة المستقبل. وستكون الخطوة الاولى أن نتعرف على الثوابت التي شكلت سلوك تلك الدولة مع الزمن، بغض النظر عن الشخصية أو الإيديولوجية،كضرورة الحصول على ممر بحري أو وجود جبال شاهقة تحتاج لرأسمال كبير لنقل البضائع وارضيخصبة تجذب منافسة كبيرة لتوفر الثراء.  ولنأخذ كمثل لذلك تركيا، فقد سمعنا النخبة تشكو فيلسنوات طويلة من أن تركيا مهووسة بالاسلامالسياسي وغير متمكنة من مطابقة الاقوال بالافعالفي معالجة تحديات المنافسين في المنطقة كايرانوروسيا. ولكن الصعود التركي لن يكون مسار خط مستقيم، فقد كانت هناك تموجات ومنعطفات في طريقها شوهت الادراك بأنها دولة دورها الاقليمي في النهاية مرتبط بعمق موقعها كجسر بين أوروبا وأسيا  وبوابة بين البحر الاسود والبحر الابيض المتوسط. فكيف نفسر ما قامت به تركيا من ضرباتجوية على داعش والمتمردين الاكراد؟  للجواب على هذا السؤال علينا أن نراجع الماضي البعيد، فحينما مر الاسكندر الاكبر من البوابة  السلسية، ليغزو الاسكندرون وانطاكيا مفتاح الواحة الخصبة لبلاد ما بين النهرين، لننتقل بعدها لمرحلة السلاجقة الاتراك يغزون مدينة حلب في القرن الحادي عشر وحتى نهاية الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى، حينما استخدت الجمهورية التركية الفتيةجميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة، لكي تسترجع اراضي استراتيجية، انطاكية والاسكندرون، والتي هي تشكل اليوم محافظة هاتاي على الحدود السورية التركية.. ولننظر بعدها بعمق في المستقبل، فرغبة تركيا في شمال سوريا والعراق ليست  تجرد اثير، بسبب مجموعة المتعصبين الدينين الذين يسمون انفسهم بالدولة الاسلامية، بل هي الالتفافية وتقاطع وتعزيز موجات جيوسياسية متعددة، تخلق قوة خفية وراء أنقرة لاعادة مد الحدود الرسمية والغير الرسميةلتركيا وراء الاناضول. ولفهم مدى امتداد تركيا، وفي أية نقطة ستنكمش حتميا مرة اخرى، علينا أن نتفحص تقاطع طول موجات نابعة من بغداد ودمشق وموسكو وواشنطن واربيل والرياض. فما دامت سوريا منخرطة في حرب اهلية، فطول موجاتها ستكون ضعيفة، لتستطيع ان تقف امام الطموحات التركية لشمال سوريا، ولكن قد تستطيع ايرانالمتعافية التدخل من خلال كردستان لمنع امتداد تركيا للشرق. وتعمل الولايات المتحدة اليوم في خفض مسئولياتها في الشرق الاوسط مع خلق توازن ضد روسيا، الذي سيقوي طول الموجات التركية لنقطةتتضاد مع طول موجات اللاعبين السنة، لتشل الطموحات التركية في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام..   فالتفسير الكمي الكونتانامي للعالم، سيخبرنا بانه ليس هناك حقائق حتمية، ولكن يمكننا ان نضع احتمالات ستتغير وتتطور مع الوقت. وقد نطبق نفس الآلية على اختلاطات الشرق الأدنى، مع النمو الياباني، وانعكاس الصعود الصيني القوي، وكوريا المنقسمة اصطناعيا، منضغطة بينهما، او الدفع والجر بين فرنسا والمانيا على الاراضي الاوربية، كقوى مركزية في المشروع الاتحاد الاوربي. بل نرى احيانا كثيرا المستقبل كما نرى الماضي، من خلال العدسة المشوهة للحاضر، وهذا هو خلل الغريزة البشرية التي علينا تجاوزها. فالقيود ستكبلنا، والاحتمالات ستبقى نظرية،  ولكن مهما مر الزمن، فالاتجاهات والابعاد التي نعمل من خلالها، حينما نستقرأ احداث الجغرافية السياسية، علينا أن نعيش في نفس الوقت، الماضي، والحاضر، والمستقبل، لنستعد لعالم علينا حتى الآن معرفته. ولنا لقاء.    

 

سفير مملكة البحرين في اليابان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
افكار مفيدة
علي البصري -

المقالة مفيدة وجديرة بالقراءة ولكن ورد خطأ قاتل في احد فقرات المقال ان ايران متحالفة مع امريكا وهذا غير صحيح انما هي متحالفة مع روسيا ..الامريكان يستصغرون الخطر ايراني امام الخطر السني الارهابي الذي اصبح عابرا للحدود والذي يمكن ان يشكل فاشية جديدة لوجود الاساسات والدواعي الموضوعية.،ويتوجس الغرب من اوردغان الاخواني واطماعه للتمدد في سورية والعراق لتكوين امبراطورية عثمانية وهذا سر دعم انقلاب غولن وقتل السفير الروسي لمنع التقارب مع الروس ووضع العصي في دولاب اوردغان.

لن تتعلم خير أمة
فول على طول -

تحية كبيرة أولا لسيادة الدكتور السفير وبعد : أؤكد لكم يا سياداة السفير أن أتباع خير أمة لم ولن يتعلموا شيئا من التاريخ ولا الجغرافيا ولا الماضى أو الحاضر أو المستقبل ...ولن يتم فصل الدين الأعلى عن السياسة حتى مقتل أخر مؤمن..انتهى - هل تعتقد بعد أكثر من 14 قرنا أنكم قادرون على الاستيعاب والتعلم من التاريخ ؟ سيادة السفير غالبية - ان لم يكن جميعكم - ينعقون ويؤكدون أن سبب بلاويكم هو الابتعاد عن الدين الأعلى ويؤمنون بذلك أشد الايمان ...ويهربون من جحيم الايمان الى بلاد الكفار وعندما يستقرون هناك يطالبون بالشرع الحنيف . تكررون نفس التجربة بنفس المعطيات الخاطئة مئات المرات وتنتظرون نتائج مغايرة ..معضلة كبري ..أليس كذلك ؟وأعتب على سيادتكم تكرار كلمة " دويلة " أو الدولة المتناهية فى الصغر على اسرائيل ...وهذا يعنى أنكم ترفضون حتى اسم اسرائيل وسيادتكم سفير فما بالك ببقية المؤمنين ؟ بالطبع أنت تعرف أحجام دول الخليج بالنسبة لاسرائيل ...أنا لا أدافع عن اسرائيل ولكن عن المبدأ .. أى أنكم ليسوا طلاب سلام ولا بناء ...بالأمس رأيت على تلفزيون الدولة دكتور ملتحى عائد من امريكا يؤكد على أن اللحية ترفع من القدرة الجنسية ....ورأيت استاذ دكتور يؤكد على أن سويسرا بها مصانع للأدوية من أبوال وألبان الابل ...ونكتفى بذلك . ..لن تتعلم خير أمة . تحياتى .

فصل الدين عن السياسة
سلطان -

نظرية الفصل تنطوي على افتراضات هي أبعد ما تكون عن الحقيقة. ومن ذلك:أولاً: أنها تفترض أن العلمانية يمكن أن تكون محايدة بالنسبة لكل الأديان؛ لكنها لا تكون كذلك إلا إذا كان مجال الدين مختلفاً عن مجال الدولة، أي إذا كان الدين والدولة يعيشان في منطقتين مستقلتين لا تماسَّ بينهما، وأن دعاة الدولة الدينية يقحمون الدين في مجال غير مجاله، ولذلك يضرون به وبالدولة.فهل هذا الافتراض صحيح؟ إنه لا يكون صحيحاً إلا إذا كان الدين محصوراً بطبعه في بعض المعتقدات وبعض الشعائر التعبدية، وبعض أنواع السلوك الشخصي الذي لا علاقة له بالجماعة، ولا يدخل لذلك في مجال الدولة، لكن الواقع أن هذا الوصف لا ينطبق على أي من الأديان الكبيرة المشهورة: اليهودية والنصرانية والإسلام؛ فما منها إلا وله حكم في العلاقات بين الجنسين، وفي العلاقات الأسرية، والاجتماعية، وفيما يحل أكله وشربه، وما يحرم، وهكذا. وكلها أمور تدخل بالضرورة في مجال الدولة.كيف حل الغربيون هذا الإشكال؟ حلوه بنوع من المساومة: فهم قد أخذوا بعض القيم النصرانية وجعلوها قوانين للدولة، وهم يجعلون اعتباراً كبيراً لقيمهم الدينية في سياستهم الخارجية، ولا سيما في معاملة الإسلام. لكنهم في الجانب الآخر تركوا أشياء من دينهم، وساعدهم على ذلك تاريخهم المليء بتحريف الدين إما في نصوصه أو في تأويله، ثم جاءت في العصور الأخــيرة حـــركات فكرية تحررية أذاعت القول بأن ما يسمـــى بالكتاب المقـدس ليس كلام الله، وأنه من كتابة بشر عاديين تأثروا بالجو الثقافي في المرحلة التاريخية التي عاشوا فيها، ولذلك فإن ما قرره هذا الكتاب في مسائل مثل الشذوذ الجنسي ينبغي ألا ينظر إليها إلا على أنها قيم مجتمعات سابقة. هذا كلام لا يقوله السياسيون والحكام فحسب، وإنما يقوله كثير من رجال الدين، والمختصين بدراسته، لكن حتى هؤلاء المتحررون يشعر الكثيرون منهم الآن أن العلمانية لم تعد محايدة بين الأديان، بل صارت هي نفسها ديناً يدافع عنه أصحابه ويحاربون به النصرانية،قال احدهم في مؤتمر: لا تُخدَعوا كما خُدِعنا، فتظنوا أن العلمانية موقف محايد؛ بل هي الآن دين، أو كما قال ذاك الناصح.فكيف تُحَل هذه المشكلة بالنسبة لأناس كالمسلمين يرون أن القرآن كلام الله لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن ما صح من سنة رسول الله هو أيضاً وحي الله؟وكيف إذا كان دينهم لا يقتصر على ما ذكرنا من أمور تدخل

from Rome to Protestant theocratic regime
Salman Haj -

السياسة "الاسلام" في شعارها، صدقا أو ظاهرا، اعتدلا أو تطرفا. وقد برزت ظاهرة الاسلام السياسيبعد سيطرة القيادات الثيوقراطية على الثورة الشعبية الايرانية في عام 1979، لتعيد تجربة الثيوقراطية الأوروبي.... .... when middle easterners, Arab Muslims, discuss the Middle Ages theocracy in Europe they ERRONEOUSLY mean the church control of secular and religious authority. Many middle eastern Christians poorly informed about this subject parrot the Arab Muslim point of view. .. in the west, the church has always been from beginning to the present the champion and defender of the separation of church and state. It has always been the only way for the church to maintain its independence. For its unwavering defense of the separation of state and church to safeguard its independent it had always paid a heavy price over the ages to the present. It had been sacked, attacked, persecuted, subjected to mass murders, and attempts of extermination. And for those who don''t know and are many in the Middle East, the church is the community of believers from the lay person all the way up to the pope, or the Patriarch. .. Theocracy entered idle ages Europe with the success of the schism in the 16th century, with the split in western Christianity into catholic and protestant Christians. The movement was not about religious reform it was about taxation, decentralization and movement out of the Australian Hungarian empire by Germanic and other Northern European states. It was a vehicle to break Way from empire and for the rising nation states under monarchs to achieve authoritarian absolute rule as representative of God almighty on earth. In newly minted Protestant states the king suddenly became head of state and head of church, a THEOCRAT, an absolute uncontested ruler, a despot. In a nut shell the Protestant states became MINI KHILAFAS. In countries remaining catholic the separation of state and church authorities remained intact. An independent secular government and an

سلطان و التحريف
ماجد المصري -

السيد سلطان ذكر ان الاديان الاخري حرفت الدين إما في نصوصه أو في تأويله...ما رايك في ان تاتي بالنصوص الاصلية و تقارنها بالمحرفة في هذه الصفحة...نحن منتظرين اجابتك...اما التاويلات فهل سناخذها من اتباع هذا الدين ام من الدين الاسلامي؟؟؟ما رايك يا سيد سلطان ان تاتي لنا بالقران الاصلي الذي كتب علي جريد النخل و جلود الحيوانات لنقارنه بالقران الحالي.....لن اتكلم عن الوحي النازل علي نبي الاسلام بعد الاحداث و ليس قبلها...ذلك الوحي المسرع الي نجدة نبي الاسلام كما قالت احدى الزوجات

ماجد المصري
سلطان -

النصوص الاصلية للاديان الاخرى ليست لدي وليست لديك,تحريفها واضح,انظر للاختلافات بين الاناجيل المتداولة لتتاكد انها ليست اصلية طالما ان مصدرها واحد هو المسيح,آ ) فاستس ( من علماء فرقة ماني كيز / القرن الرابع ) : ( ان هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريين , بل صنفه رجل مجهول الاسم , ونسب إلى الحواريين ورفاقهم خوفا من أن لا يأخذ به الناس ) . ( ص26) . بـ) سلسوس ( من علماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات او اربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) . ( ص26) . ج) اكستاين ( المجلد الاول من تفسير هنري واسكات ) : ( ان اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في زمان الاكابر . . . لعناد الدين النصراني ) . ( ص27) .1- نصيحة شيطانية في كتاب مقدس : ( أعطوا مسكرا لهالك , وخمرا لمرئ النفس , يشرب وينسى فقره ولا يذكره ) . ( الامثال 5:31 ) . 2- وصف الله عز وجل ... بما لا يجوز : ( في ذلك اليوم يحلق الرب بموسى مستأجرة , شعر الرأس والرجلين ) . ( أرميا25: 30 ) . 3- اكل الكعك المخبوز على الغائط ( البراز ) : ( وتأكل كعكعا من الشعير , على الجزء الذي يخرج من الأنسان , تخبزه أمام عيونهم ) . ( حزقيال :4:12-13 ) 4- يقول الكتاب المقدس عن كلام الله : متى5:"18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل "".اما التوراة:فاسم الله أحيانًا يكون (( يهوه )) .. وأحيانًا يكون « إِيلوهيم » ، الأمر الذي يشهد على اختلاف العصور ، وتعدد المواريث الدينية ، وتنوع الثقافات اللاهوتية ، وتمايز المصادر التي جُمعت وأُدخلت – بعد ثمانية قرون – وعبرها في هذه الأسفار . وفي الحديث عن بدء الخلق – الذي ورد في الأسفار – نجد العديد من الاختلافات والتناقضات . ففي سفر واحد ، هو سفر التكوين نجد : أن النور قد خلق في اليوم الأول – تكوين 1 : 5 . ثم نجد أنه قد خلق في اليوم الرابع – تكوين 1 : 16 – 19 - . .. والشمس : يُقال – مرة – إِنها خلقت في اليوم الأول – تكوين 1 : 5 . ومرة ثانية يُقال إِنها خُلقت في اليوم الرابع – تكوين 1 : 14 – 19 . … وكذلك الحال في تاريخ خلق الكائنات الحية . ففي سفر التكوين 1 : 20 – 23 – أن الحيوانات والطيور خُلقت أولاً – في اليوم الخامس – وأن آدم خُلق في اليوم السادس . ثم يعود نفس السفر – التكوين

الهروب الكبير
ماجد المصري -

مازلت لم تاتي باي جديد...اثبات اي تحريف يكون بمقارنة بين اثنين فان لم يكن كان هذا كذب و ادعاء باطل...نعلم ان الاسلام بني بالقول انه اخر الاديان و ان اله الاسلام لحافظه رغم ان لم يستطع حفظ الكتب السابقة....هذا اله ضعيف...اله الاسلام خلقكم لتعبدوه اما الاله الحقيقي فهو لا يحتاج الينا بل نحن من نحتاج له...وقد قال المسيح ان حرف واحد من كلامه لن يتغير و انه سياتي بعده انبياء كذبة و سنعرفهم من اعمالهم.... وقد راينا اعمال نبي الاسلام و علمنا ان المسيح حذرنا منه...اما للكتاب المقدس للمسلمين فاين اصوله لنقارنها مع الحالي....لا يوجد مخطوطة واحدة اصلية للقران و رغم هذا ما زلتم تقولون انه محفوظ