فضاء الرأي

كل الطرق تؤدي الى موسكو...ولكن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كل خيوط الحل السياسي في سورية هي الآن في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا هي الوحيدة القادرة على فرض الحل . لماذا ؟

الحل السياسي في سوريا بدأ فعليا في 24 نوفمبر 2015 وهو تاريخ اسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية ــ التركية .

بعد الحادثة تأزمت العلاقات بين روسيا وتركيا بدءا من تجميد العلاقات الدبلوماسة ثم تطورت الى مقاطعة اقتصادية فرضتها موسكو .

الضربة الموجعة والمباشرة لتركيا كانت في منع الروس لمواطنيها من السياحة اليها حيث يشكل السياح الروس عصب الحياة لقطاع السياحة التركي الذي وصل الى حافة الافلاس جراء المقاطعة .

روسيا منعت كل انواع الاستيراد من تركيا و تم فسخ كل العقودمع الشركات التركية وطرد ت العمال الاتراك و كل شركات البناء مما ادى الى انهيار شامل في كل المجالات الاقتصادية الآنفة الذكر في تركيا .

الجيش التركي دخل حالة السبات واصبح مجرد متفرج على الحدود السورية ــ التركية . الطائرات الحربية التركية لم تكنتتجرأ حتى من الاقتراب الى المناطق الحدودية بسبب الهيمنة الروسية على الاجواء السورية وخوفا من انتقام روسي .

الصحف التركية قالت حينها  اننا كنا نناقش احيانا احتمالات التدخل العسكري البري في سوريا ولكن الآن لا يستطيع الجندي التركي مد رأسه عبر الحدود خوفا من الطائرات الروسية .

باختصار وصل الحال بتركيا الى انهيار اقتصادي شامل وشلل عسكري على طول الحدود السورية ــ التركية .

هذه الاوضاع الصعبة  ادت الى زعزعة الثقة بالحزب الحاكم وزعيمه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واصبحوا يتعرضون الى الشماتة من قبل احزاب المعارضة .

اضطرت تركيا الى الاعتذار من روسيا بعد ان كانت ترفضه سابقا . رفع الروس كل العقوبات الآنفة الذكر وعادت العلاقات الى طبيعتها ولكن بشروط روسية وبعض بنودها لا تزال سرية .

تركيا اصبحت الآن رهينة الارادة السياسية الروسية في الشأن السوري وتنفذ جميع مطالب بوتين دونما تردد بعدما رأت الاهوال عند اغضاب الروس . الخلافات التركية مع امريكا والغرب دفعت تركيا الى المزيد من الخضوع للارادة الروسية .

المعارضة السورية المسلحة والسياسية في معظمها هي تحت السيطرة التركية كما هو معلوم 

المعارضة السياسية تقيم في تركيا . كل الدعم اللوجيستي والمخابراتي والمادي الى المعارضة المسلحة السورية يمرعبر الحدود التركية بما فيها الدعم القادم من السعودية وقطر .

المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لا تساوي شيئا دون المساندة التركية وهذا ما وجدناه في استانا . 

وحسب المنطق البسيط فان المعارضة السورية بدورها خاضعة للارادة الروسية .

اذا استثنينا مناطق الادارة الذاتية في الشمال والشمال الشرقيالسوري والتي هي منطقة نفوذ امريكية فان كل الاراضي السورية وما عليها ، يعني النظام وايران وميليشياتها هي تحت سيطرة ورحمة القوة الروسية .

يعني ان النظام وايران ايضا باتت ترضخ للهيمنة الروسية بالكامل .

كل الطرق تؤدي الى موسكو ولكن.... لابد من المرور من واشنطنايضا . 

روسيا تستطيع فرض اي حل تراه في سوريا بالقوة ولكن هذا الحل سيبقى مؤقتا دون التنسيق مع امريكا ودون توافق سوري من جميع المكونات . 

هذه الهيمنة الروسية المفروضة على جميع القوى الفاعلة على الارض السورية يمكن الاستفادة منها للوصول الى حل شامل .

هذا يعني انشاء دولة جديدة كنت قد سميتها بالجمهورية الثانية بعد سنة من بداية الازمة السورية في 21 آذار 2012 للمزيد حول الجمهورية الثانية تشاهد على الرابط التالي:

الجمهورية السورية الثانية

ظرف تاريخي للسوريين لانشاء دولة ديمقراطية تعددية فيدرالية او لامركزية يكون فيها الانسان اغلى من تراب الوطن والمواطن اغلى من الوطن نفسه .

البديل هو تقسيم سوريا

28نوفمبر 2017-01-28

كاتب كردي

bengi.hajo48@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أزمة الشعوب
ناصر -

تحليل منطقي للوضع الراهن في سوريا . ولكن للأسف تعيش شعوب المنطقه في ازمه نفسيه ان لم اقل عقليه ايظا ، لأنهم بدلا من تحكم في قوة عقلهم والاستفادة من الخيرات الموجودة عندهم فضلوا تحكم ألقوه الخارجية على أنفسهم وتدمير خيراتهم يا للأسف !