فضاء الرأي

هل منحت واشنطن تركيا صك محاربة أكراد سورية؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

أكدت العمليات العسكرية المتداخلة فوق الأراضي السورية في الحسكة وفي حلب وعلي حدودها المشتركة مع تركيا. أن التنسيق بين موسكو وانقرة فيما يتعلق بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي والقوات الكردية ، يسير وفق ألويات مشتركة بلغت مستوي الإعلان عن مواققة تركيا علي أن يبقي الرئيس السوري في مكانه خلال الفترة الانتقالية! وهذا تحول لم يكن واردا علي الساحة طوال العامين الأخيرين من عمر الأزمة السورية.

إحدي النتائج التي تتأكد يوما بعد يوما منذ التاسع من الشهر الحالي ، أن الرئيس التركي أردوغان بعد فشل الإنقلاب العسكري الذي جري ضده منتصف شهر يولية الماضي ، أدار ظهره بنسبة كبيرة لواشنطن وإستبدلها بموسكو لحين إستكشاف سياسات الرئيس الأمريكي القادم في الطريق.

هو لم يغلق بابه مع حليفه الدائم الولايات المتحدة ، ولكنه يريد أن يعارض سياساتها تجاه بنوع من الندية محسوبة العواقب خاصة في ضوء الحرب ضد إرهاب تنظيم داعش وتداعياته التي دأبت علي الإمتداد داخل حدودها من حين لآخر مستهدفتا مدنيين وعسكريين.

في ظل هذه الأجواء. جاءت زيارة جون بادين نائب الرئيس الأمريكي " الخاطفة " لأنقرة &- الإربعاء 23 الجاري &- لتركز علي ملفين. الأول القضية الكردية التى تسبب قلقاً مفرطاً لأردوغان ، والثاني ملف فتح الله جولن الذي تطالب أنقرة بتسليمه إليها ليقينها انه هو الذي خطط للإنقلاب العسكري الفاشل.

لماذا إحتل الملف الكردي الصدراة؟

لأن تركيا لن ترضي بقيام دولة كردية علي حدودها الجنوبية مع سورية ، ولهذا السبب توافقت مع القيادة الروسية علي تفتيت القوة العسكرية الكردية السورية تحت مظلة ضرب القوات الإرهابية التى تعمل لحساب داعش ، لهذا السبب جاء تصريح وزير خارجيتها عنيفاً وقاطعاً قبل وصول المسئول الأمريكي الكبير بساعات ، حيث أكد أن قتال المسلحين الأكراد " أمر ضروري وله الأولوية علي كل شئ آخر ".

وللضغط علي واشنطن التى منحتهم كافة الإمكانيات المادية والتسليحية ، لكي تأمرهم بالعودة إلي غرب الفرات كما كان الإتفاق بين الطرفين - واشنطن وأنقرة - قبل منتصف شهر يولية الماضي.

وللترويج إعلامياً لشعار " وحدة الأراضي السورية " الذي عملت ضده أنقرة لفترة طويلة من الزمن ، ثم رفعته عاليا في الأيام الأخيرة ، لما يمثله من مصلحة ذاتية وأنانية سياسية تعبر عن خشيتها من أن يؤدي قيام دولة كردية علي حدودها مع سورية إلي تقوية ساعد الأقلية الكردية&التى تعيش فوق أراضيها. الأمر الذي لا بد أن تحتاط له قبل ان تنتشر في الأجواء الداخلية بوادره.

ولتعزيز عوامل تقاربها من إيران التى تعمل بكل طاقتها حتى لا يتنامي الشعور بالوطنية الكردية علي حساب الوطنيتين الإيرانية والعراقية ، وتتشكل في قابل الأيام قوة كردية قد تتمكن من إستغلال الأوضاع الاقليمية والأجواء الدولية ، للمطالبة بإقامة دولة تضم هذه الاقليات &- السورية والتركية والعراقية والإيرانية &- تحت مسمي واحد وبيئة واحدة وحكم مستقل ، ربما تتسابق بعض الدول علي الإعتراف به.

الإدارة الأمريكية&في حالة تراجع أو إرتباك فيما يتعلق بعلاقاتها الإستراتيجية مع أنقرة لا تُحسد عليها. فهي من ناحية لم تعلن موقف واضح من الإنقلاب العسكري التركي إلا بعد مرور ساعات طوال. وإلتزمت الصمت بعد أن عدلت أنقرة من توجهاتها حيال الملف السوري بما يتفق والمخططات الروسية. ووعدت بالنظر وفق قوانينها في طلب ترحيل عبد الفتاح جولن بعد دراسة ملف الإدانات الذي بعثت به وزارة العدل التركية إليها ، والتثبت من حقيقة الإتهامات الموجهة إليه " لأن الأمر ليس بيد الرئيس أوباما " كما أكد بايدن في انقرة ضمن مؤتمره الصحفي مع الرئيس التركي.

هذا التراجع فرض علي نائب الرئيس أن يعلن من أنقرة ان واشنطن ستعمل علي إعادة قوات حماية الشعب الكردي إلي الأراضي التى تقع غربي نهر الفرات ، أما بقية قوات تحالف سورية الديموقراطية فستبقي في أماكنها التى تحتلها الأن.

ألإدارة الأمريكية الحالية التى تلملم ملفاتها إستعداداً لتسليمها لمستشاري المرشح الفائز بالإنتخابات الرئاسية التي ستجري في 8 نوفمبر القادم ، ستكون حريصة من خلال تعاملها مع الملف الكردي علي أبقاء أنقرة في خانة الحليف المتوافق مع الرؤية الأمريكية وليس المتباعد عنها حتى تقلل من الألغام التي زرعت في منطقة الشرق الأوسط علي غير رغبة منها.

عودة إلي الملف الكردي:

التحالف الروسي التركي سيواصل مشواره بعد معركة مدينة " جرابلس " لإستكمال القضاء علي البؤر التى تحتلها القوي التابعة لداعش ، ولدفع القوات الكردية للعودة إلي غربي نهر الفرات حتى لا تتعرض للإبادة الكاملة.

يؤكد هذه الرؤية ان المعركة التى تقوم بها القوات التركية عبر الأراضي السورية منذ حوالي اسبوع ضد فصائل المعارضة لنظام الرئيس بشار المدعومة من جانب واشنطن وحلفائها ، كشفت الستار عن موقفين متباينين.

شجعت الرئيس أدوغان من ناحية علي القول ان بلاده ستقاتل المسلحين الإكراد " بنفس الحزم والقوة التى تقاتل بها تنظيم الدولة الاسلامية " ليس فقط فوق الأراضي السورية وانما " أيضاً فوق الأراضي العراقية ".

وأبقت الادارة الأمريكية من ناحية أخري " محاصرة " في خانة التنديد والشجب ، حيث اكتفت بوصف العمليات العسكرية التركية بأنها " غير مقبولة " ودعت كافة الاطراف إلي وقف " الإقتتال الدائر فيما بينها " لكي تتفرغ كل منها لإستكمال دورها في محاربة تنظيم داعش!

هذا الموقف المتدني ، لن يمنع قوات التحالف الغربي من أن تبذل كل ما في وسعها لكي تحقق بعض النتائج الإيجابية ضد تنظيم داعش في كل من سورية والعراق ، لكي تستعيد بعض الثقة التى فقدتها مؤخراً لحساب ورسيا وحلفائها القدامي والجدد.

الخاسر الوحيد من جراء هذه التحركات كلها ، هم اكراد سورية. لماذا؟

* لأن بقاء الرئيس السوري في الحكم لفترة قادمة ، يعد بكل المقاييس ضد رغبتهم.

* ولأن التنسيق بين أنقرة وطهران يزيد من وطأة ما يتعرضون له من مؤامرات.

* ولأن القوي الإقليمية ليست مستعدة حتى لمنحهم حكم ذاتي مشروط.

لقد وعدتهم واشنطن بالمساندة ، لكن التوقيت خانهم وخان مستقبل قضيتهم.

&

drhassanelmassry@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
I have a dream
Rizgar -

، يوم من الا يام سوف نحصل على القنبلة الذرية و نعلم محتلي كوردستان ان السن بالسن والبادي اظلم وان مصيرهم باءس .ربما بعد سنة او ١٠٠ سنة سوف لن نرحمهم كما لم يرحموا اطفالنا ولا قرانا ولا حتى مدارس الاطفال.قصف عاصمةًالانفال ١٩٧٤ طلاب جامعة قلعة دزة وقتل ٣٠٠ طالب في يوم واحد .هل بامكان الشعوب المحتلة لكوردستان قتلنا الى الابد ؟

Hate
Rizgar -

Turks hate kurds by nature.Arabs hate kurds genetecly Iranian hate kurds by DNA............................................اين المفر من الشعوب الهمجيةً الحاقدة على البشرية ؟

الى غير رجعة
محمد السلمي -

الحمدلله .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..الحمد لله الذي سينهي الجن الكردي على يد حلفاءهم .. عضّوا يد العراق فأذلّهم الله..

حلف الناتو ستعترف
بحقوق الارمن -

والارمن والاشوريين ويونان بوندوس ليسو لقمة سائغة ان الارمن والمسيحيين لم ينتهو بعد الابادة الارمنية والمسيحية على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار صحيح ان ثلاثة ارباع الشعوب الارمنية والمسيحية 3/4 قوتلو او تم تكريدهم او تتريكهم ولم يبقى ارمن او مسيحيين في شرق اناضوليا/ الهضبة الارمنية المحتلة حيث استوطن الاكراد المحتلون في بيوت ومدن وقرى بلاد الارمن والاشوريين واليونان ويتمتعون بخيرات بلاد الارمن وينهبوها ويخربون الاثار والكنائس الارمنية والمسيحية ولكن تحرير ارمينيا سياسيا جاهز ولا ينقصنا القوة حيث الجيش الارمني اقوى جيش في القوقاز وجيش كاراباغ / ارتساخ الارمني والفدائيون الارمن في تركيا/ اناضوليا وكل انحاء العالم ايامكم معدودة يا اكراد في شرق اناضوليا يا احفاد مجرمي الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 مع اسيادكم الاتراك معاهدة سيفر 1920 مازالت نافدة وستطبق وان حلف الناتو ستعترف بحقوق الارمن لان اكثر من نصف دولها او اعضائها معترفين بالابادة الارمنية والمسيحية على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار وصلاح الدين الايوبي كان مملوك عبد لدى مماليك مصر لانه لم يكن يوجد شعب كوردي في الشرق الاوسط في حينه

خوش فكرة للقضاء على اربعة
عشر مليون كوردي مستوطنين -

لعلمك يا فاشيست rizgar يا كوردي عنصري ان ايران تمتلك اسلحة نووية وتركيا في طريقها لصنع قنابل نووية والعلماء النوويين الارمن علماء الدرة منتشرين في كل العالم المتقدم والقنبلة النووية الروسية والامريكية صنعت بمشاركة علماء ارمن وفي حالة حرب نووية سينقرض الاكراد والله هي خوش فكرة للقضاء على اربعة عشر مليون كوردي مستوطنين الهضبة الارمنية المحتلة/ شرق اناضوليا بعد مساعدتهم للاتراك في قتل الارمن وساكنين في بيوت الارمن المقتولين وفي مدن وقرى الارمن شهداء الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار وسنفعل بكم كما فعلتم باطفالنا ودبحتموهم وشقتم بطون الحوامل الارمنيات اما نووي او دبح ايد كما فعلتم ايام الابادة الارمنية والمسيحية ولا نريد اي مستوطن كوردي حفيد المجرمين الاكراد قاتلي الاطفال والشيوخ والنساء الارمنيات اتدلل ريزكار rizgar يجيك النووي انت اختار النووي التركي ولا الايراني ولا العربي ولا الارمني الاشوري اليوناني هل يعجبك واللي يعجبك انسوي وانرضيك

رزكار الكوردي يهدد
بالقنبلة النووية الكوردية -

رزكار الكوردي rizgar يهدد بالقنبلة النووية الكوردية ويهدد بانه سيفني اطفال وشعوب المنطقة ولكن يا رزكار انتم قتلتم واستكردتم اطفال الارمن والاشوريين ويونان بوندوس الابادة الارمنية والمسيحية 1915-1923 على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار ولعلمك كل دول المنطقة متقدمين على الاكراد وعندهم سلاح نووي فايران وتركيا والعرب لهم سلاح دري وفي حالة حرب نووية الاكراد سينقرضون ولعلمك علماء الارمن الدريين ساهمو في اكتشاف وبناء الاسلحة النووية الروسية والامريكية والفرنسية والايرانية ونصيحتي لرزكار العنصري والاكراد لا تلعب بالنار تحرق اصابيعك

يلدغون من نفس الجحر
برجس شويش -

الدول المقسمة لكوردستان بغباء الذي يلدغ الاف المرات من نفس الجحر, القوميون العنصريون من العرب والاتراك والفرس يجهلون الحقيقة التي رافقتهم طوال تشكيل دولهم بان شعب كوردستان يملك ارادة القتال وجاهز دوما لتقديم القرابين من اجل حريته واستقلاله, مضى قرن كامل ونحن نقاتلهم وهم يشنون ابشع الحروب ولكن الى هذه اللحظة نقاتل وسنقاتل غدا والى ما بعد غد, لن ينعم هذه الدول لا بالاستقرار ولا بالامن ولا بالتقدم مادام حقوق شعب كوردستان مسلوبة واراضيه مغتصبة, شعب كوردستان لا يخسر اكثر مما خسره بينما هم في كل يمر عليهم يدفعون الثمن باهظا. حكام الدول المقسمة لكوردستان لا يهمهم ابدا شعوبهم ولا اوطانهم ولا دماء ابنائهم . انها لعقلية متخلفة وهمجية ويدفع الجميع الثمن باهظا كما نشاهده في كل يوم يمر. لشعب كوردستان حقوق وارض وهو اكثر من 40 مليون نسمة فاين المفر ؟؟؟؟؟

لا ..مجاملة مؤقتة
علي البصري -

امريكا لاعواطف في سياستها ،الموقف الامريكي واضح في حق تركي على حدودها وامنها وخطوط حمر عبرها الاكراد وتخوف من انزلاق اوردغان للحضن الروسي والاعلان الامريكي عن انسحاب الكرد دليل على ان الاتراك عليهم عدم التوسع اكثر من اللزوم ،وقد يشن الاكراد حرب عصابات في الاجزاء المحتلة مما يربك تركيا ويدخلها في مستنقع جديد.

رائغ في التحليل
كريم الكعبي -

احسنت اخي الكاتب بهذا التحليل الرائغ الواقغي والصريح، لابد ان المقال اغاظ كثير من الكتاب الاكراد ( ايجار الفكر) امريكا وغيرها تريد من الاكراد المهووسين بالاستقلال ان يكونوا بيادق شطرنج يحركوها حسب ماتقتضي مصلحتهم ومخططاتهم في المنطقة ، ولااغتقد يأخذوا غبرة مما مضى غندما تخلى غنهم الشاه وفاز بكل شيء وتركهم مهجرين في الدول تستغطف غلى زغمائهم الدول بغد اتفاق الجزائر ، فالشيطان كان قرينهم