كتَّاب إيلاف

العلاقات الإماراتية ـ السعودية وقوة النموذج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شهدت العلاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً هائلاً وتقدماً كبيراً ارتقى بهذه العلاقات التاريخية الأخوية إلى أن تصبح النموذج الأمثل في بناء العلاقات الثنائية التي تجمع بين القواسم التقليدية المشتركة بين الدول والشعوب من ناحية والمصالح الاستراتيجية من ناحية ثانية.

نجحت قيادتي البلدين الشقيقين في بلورة رؤية مشتركة للتحديات التي تواجه الدولتين، وأثمر التفاهم القائم بين القيادتين عن استراتيجيات واعية لحماية الأمن الوطني ليس للدولتين فقط، بل لدول وشعوب مجلس التعاون والدول العربية كافة.

ولقد حقق التعاون الاستراتيجي القائم بين الامارات والسعودية أهدافاً سيشير لها التاريخ بحروف من ذهب، كونه تصدى لأطماع القوى الإقليمية التي تضمر الشر لدولنا وشعوبنا في توقيت بالغ الحساسية، وربما نحتاج لتعرف أهمية هذا الدور لبناء رؤية معاكسة للسيناريو "الكابوسي" الذي كان على وشك الحدوث في حال سيطر ملالي إيران على اليمن وتمكنوا من إحكام قبضتهم على الحدود الجنوبية لدول مجلس التعاون!

التعاون الاماراتي السعودي بات بالفعل سداً منيعاً امام أطماع الطامعين، ويوفر قاعدة أساسية راسخة لحماية المصالح الاستراتيجية للدول والشعوب الخليجية والعربية، وأصبح واحداً من النماذج الإيجابية في توظيف الموارد والمكانة من أجل صيانة المصالح والتحرك بفاعلية وحزم في التصدي لمصادر الخطر والتهديد الاستراتيجي.

إن أهمية هذا التعاون تتجلى في ظل غياب منظومة العمل الجماعي العربي، وتحللها تحت وطأة الأحداث التي تمر بها دول عربية رئيسية عدة منذ عام 2011، ما هدد بنشر الفوضى ووفر فرصة للقوى الإقليمية الطامعة في توسيع النفوذ والسطو على ثروات الشعوب العربية ومقدراتها، الأمر الذي تدراكته بسرعة القيادتين، الإماراتية والسعودية، حيث وظفتا كل موارد قوتهما الشاملة في صون الأمن الوطني للدولتين، ولبقية دول مجلس التعاون والشعوب العربية.

أحد نقاط التقدير والاعجاب في التعاون الثنائي الاماراتي ـ السعودي أنه تغلب على جوانب التنافسي التقليدية، التي طالما عرقلت، ولا تزال، العمل العربي المشترك، فضلاً عن الإيمان العميق لدى القيادتين والشعبين بالأهداف التي يسعيان لتحقيقها، فالقيادة الإماراتية برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ  وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والقيادة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أسسا بالتفاهم المشترك والتعاون الصادق لعلاقات ثنائية راسخة بين البلدين الشقيقين، ووظفا الإمكانيات والموارد في خدمة التنمية واستشراف المستقبل، بما تمتلكان من رؤية طموحة للتنمية والتصدي للتحديات.

إن دعم الإمارات ومؤازرتها للمملكة العربية السعودية الشقيقة بات أحد ركائز الأمن الوطني الاماراتي، فالتعاون الثنائي استراتيجية واضحة لدى القيادة الإماراتية، التي تؤمن منذ تأسيس دولة الاتحاد بقيمة الاتحاد والوحدة ودورهما في التنمية والبناء والدفاع عن مصالح الدول والشعوب.

إن الباحثين في العلاقات الدولية وشؤون منطقة الخليج العربي، سيقفون طويلاً أمام دور التعاون الاستراتيجي بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وتأثيره في حماية دول المنطقة، بل والإبقاء على ما تبقى من منظومة العمل العربي المشترك كقاعدة لإعادة ترميم هذه المنظومة، وإحياء دورها في حماية الشعوب العربية، التي واجهت خلال الفترة من 2011 وحتى الآن احد أكبر التحديات والتهديدات الوجودية في تاريخها، ونجحت بفضل التعاون بين هذين البلدين في وقف الزحف التوسعي الاستعماري القادم من إيران.

إن نموذج التعاون بين الامارات والسعودية يكتسب قوته من إيمان القيادتين بوحدة المصير والأهداف والمصالح، والعمل لترجمة هذه القناعات، وهذا هو الفارق بين أن تؤمن بما تفعل، وأن تشارك في عمل جماعي وانت تعد الخطط وتدبر المؤامرات لطعن أشقائك في الظهر، وأن تتخابر مع أعدائهم، وأعدائك وأنت لا تدري، وتنقل لهم المعلومات لتحقيق اهدافك الخبيثة، التي لا علاقة لها بمصالح دولتك وشعبك.

إن كلمة السر في قوة النموذج الاماراتي ـ السعودي تكمن في الصدق والإخلاص وصفاء النواياً والعمل الجاد لمصالح الشعوب لا لمصلحة أطراف خارجية.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف