غلطة الديكتاتور صدام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حين قررت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن إسقاط نظام صدام حسين، بحثت عن ذريعة تبرر لها القيام بالهجوم على العراق،على الأقل لإقناع الكونجرس أولا، ثم الرأي العام العالمي بالضربة..ولم تجد الإستخبارات الأميركية أفضل من مسألة أسلحة الدمار الشامل العراقية وتهديدها للمجتمع الدولي تعليلا منطقيا للضربة الإستباقية،خاصة بعد ترويج مسألة الحرب البايولوجية ضد أميركا أثناء وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001..وحاولت تلك الإدارة وبشكل محكم زرع هذا الخوف في الأوساط العالمية، وساعدهم صدام بذلك مساعدة قيمة حين تلاعب بمسألة هذه الأسلحة مع لجان التفتيش الدولية قبل الحرب.
في فلم أنتج في هوليود حول هذا الموضوع لاحقا خلصت القصة الى أن الإستخبارالت الأميركية التي أرسلت عناصرها الى العراق بحثا عن تلك الأسلحة وصلت الى قناعة مطلقة بعدم وجود تلك الأسلحة قبل الحرب في العراق، وكانت هناك إشارات واضحة بأن تلك الأسلحة قد دمرها النظام فعلا قبل الحرب.
كان نظام صدام يمتلك بالفعل ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل بما فيها برنامج شامل لإنتاج الأسلحة النووية، فهو مثل غيره من الديكتاتوريين كان يبحث عن عوامل القوة التي تعينه لمواجهة أعدائه، مثلما فعل ويفعل ديكتاتور كوريا الشمالية اليوم بتهديد وتخويف الولايات المتحدة بأسلحته النووية.
وكان صدام سبق وأن إستخدم السلاح الكيمياوي ضد شعبنا الكردي وعلى نطاق واسع في جميع مناطق كردستان أثناء حملات الأنفال والتي توجها بالضربة الكيمياوية لمدينة حلبجة التي كشفت الترسانة المخيفة للنظام الى العالم وأكدت بما لايقبل الشك إمتلاك هذا النظام لأسلحة الدمار الشامل. الى جانب الأسلحة الكيمياوية كان يمتلك أيضا مخزونا كبيرا من الأسلحة البايولوجية وهي سهلة الإنتاج ولا يستعصى على النظام الصدامي، وكان على وشك تكملة برنامجه النووي، لكني أعتقد بأن هذا النظام قد دمر فعلا مخزونه من جميع تلك الأسلحة قبل وصول لجان التفتيش الدولية لكي لا يعطي أي مبرر لرد فعل قوي من دول التحالف ضده، وكذلك لكي يحول دون صدور قرار آخر من مجلس الأمن يضيق على نظامه خصوصا وأنه كان يعاني كثيرا من تبعات قرارات مجلس الأمن بالحصار عليه.
إذن ما كان هذا النظام يمارسه من لعبة القط والفار مع لجان التفتيش الدولية التي كانت تجوب مناطق العراق قبل الحرب، لم تكن سوى محاولة من صدام لتخويف دول الخليج وإيران وتركيا والدول العربية لكي تكون له الريادة العسكرية في المنطقة، أو على الأقل لإبتزاز الأنظمة العربية وخصوصا الخليجية، وإلا فإنه في الحقيقة كان قد دمر بالفعل مخزونه من تلك الأسلحة، وكانت تلك الغلطة الكبرى التي إقترفها النظام الصدامي.
وكطبيعة أي ديكتاتور وفي أي دولة كانت، فإن الدكتاتور يتباهى دائما بقوته العسكرية وإستعداده الدائم لإيذاء الآخرين،وصدام لم يكن مختلفا عن الآخرين في سعيه لإمتلاك مقومات القوة لمواجهة أعدائه وخصومه، وسبق له أن حسم العديد من معاركه وحروبه بتلك القوة المفرطة، فبعد الضربة الكيمياوية لمدينة حلبجة أصيبت الثورة الكردية بجبال كردستان بإنتكاسة كبيرة أضطرت معها الأحزاب الثورية وقوات البيشمركة الى إخلاء شبه كامل لجبهات المواجهة منسحبة نحو الأراضي الإيرانية. وكذلك كانت ضربة حلبجة بمثابة رسالة قوية الى إيران التي كانت في حرب مع العراق طيلة ثمانية أعوام سابقة، فلو أمعننا النظر سنجد بان الضربة الكيمياوية التي وجهت ضد حلبجة في الشهر الثالث من عام 1988، أفرزت حالة من الرعب لدى إيران التي أضطرت الى وقف الحرب بعد خمسة أشهر من تاريخ الضربة، حيث أنها تأكدت بأن نظاما يقصف شعبه بالأسلحة الكيمياوية المحرمة وفي ظل صمت دولي، لن يتوانى عن توجيه ضربات أكبر الى إيران المعزولة دوليا في تلك الفترة، ولذلك إتخذت قرار وقف الحرب تحسبا من ضربات مماثلة.
وهكذا حين إنتشى نظام صدام بالنصر الذي حققته أسلحته الكيمياوية أراد أن يكرر سياسة التخويف ضد دول الخليج وخاصة ضد إسرائيل الحليفة الإستراتيجية لأميركا، ولكن تلك السياسة جرت الى تحشيد العالم تحت قيادة أميركا ضد نظامه وبرر توجيه تلك الضربات المميتة على آلته العسكرية مما سهل الإنقضاض على نظامه في مثل هذا اليوم من عام 2003..كانت غلطة دفع ثمنها برقبته المتدلية على أعواد المشانق
التعليقات
الخطأ القاتل لصدام
باسم زنكنه -هو ضرب اسرائيل ب 39 صاروخ لو لم يفعل ذلك لبقي في السلطة ولم نكن نسمع بالربيع العربي
مقال غير واقعي
باحث عراقي من المانيا -للأسف يطل علينا بين الفينة والأخرى البعض من الكتاب ليسردون وقائع تصب بأتجاه معين ولمصلحة جهة ضد أخرى قبل كل شئ لم يعاني الكرد لوحدهم من الظلم ايام حكم صدام بل المعاناة وقعت على كل العراقيين كشعب وبنفس الوقت لم يعاني الشباب الكردي من ويلات الحرب ضد أيران لأن الكردي لم يقاتل مع الجيش العراقي نهائيا وأنما أنخرط الشباب الكردي في حركة الفرسان ولم يشاركوا في تلك الحرب الضروس وللعلم كان الكثير من الأكراد يقاتلون ضد الجيش العراقي وكانوا يتعاونون في هذا مع الجانب الأيراني بحيث اني التقيت مع اكراد في المانيا يتحدثون الفارسية بطلاقة وأخبرني وقتها أحدهم انه كان يتلقى تدريبات على السلاح من قبل ضباط أيرانيين لمحاربة الجيش العراقي شئ أخر أود توضيحة بغض النظر عن أخطاء صدام الكارثية ولو قارنا العراق بوضعه الحالي مع الوضع قبل قدوم الأحتلال نستخلص ان العراق وقت صدام كان وضعه أفضل من الأن شئ أخر جدير بالذكر وهو ان الخميني لم يوافق على أيقاف الحرب بسبب حلبجة وضربها بالكيمياوي وأنما تجرع الخميني السم بسبب الهزائم التي لحقت بجيشه الجرار في حرب الفاو مما أضطره لوقف الحرب أرجو منك أيها السيد الكاتب أن تكون حيادي في نقل الحقائق وأن تنظر الى الآمور من عدة زوايا لتفهم وتدرك ردة فعل الشخص الذي يقف في مكان أخر بالنسبة لك وأرجو عدم أظهار الشعب الكردي هو الذي عانى لوحده بل على العكس وضع الشعب الكردي كان ولا يزال في حال جيد مقارنة بباقي المناطق ومن يسكنها في العراق الجريح الذي تنهش لحمه ويعيش من خيراته الكثيرين من البشر ناكري الجميل والبعض منهم ممكن ان تطلق عليهم صفة الخونة وشكرا لكادر أيلاف وأرجو النشر
؟؟؟؟
Salim -وما هو الهدف من وراء هذه المقالة ياسيد شيخاني؟ وما هي المناسبة؟
ماذا لو لم يغلط
برجس شويش -يبدو ان الكاتب يتمنى لو لم يغلط صدام حسين و لم يسقط حكمه ولم يتحرر كوردستان ولم يصبح شعب كوردستان سيد نفسه. لنترك الذرائع القانونية التي حاولت ادارة الرئيس جورج بوش الابن تسويقها من اجل القضاء على نظام حكم صدام حسين فان هذا الاخير استحق ذلك العقاب على جرائمه ضد الانسانية بشكل عام وضد شعب كوردستان بشكل خاص, امريكا حررت العراق وكوردستان ولكن العراقيون بقيادة المالكي و من لف لفه من القيادات الشيعية سلموا عراقهم الى ملالي ايران بينما شعب كوردستان يتمتع لاول مرة في التاريخ الحديث بسيادته الشبه التام على نفسه وذلك بفضل التحالف الاستراتيجي بين البارتي بقيادة الرئيس بارزاني و اليكتي بقيادة جلال طلباني, كوردستان افضل من العراق في امنه و استقراره و تقدمه , فمن قاد كوردستان الى هذا الوضع و الحال, بالتاكيد الكاتب يكره ان يقر بان الرئيسان بارزاني وطلباني قادا كوردستان نحو تحقيق انتصارات عظيمة و انجازات كبيرة و مكاسب كثيرة , وبعد, الكاتب ومن لف لفه يعادون قيادة كوردستان وليس لهم اي قضية وطنية غير ابراز او خلق السلبيات لزعزعة امن واستقرار كوردستان. ان هذا اليوم 9 نيسان من عام 2004 ليوم عظيم في حياة شعب كوردستان الذي يعبر عن بالغ امتنناه للشعب الامريكي العظيم بمساعدته في التحرر من اعتى واسوء نظام عنصري و استبدادي.
Between Two Worlds
Rizgar -اقراء كتاب Between Two Worlds للكاتبة زينب سلبي , كتاب على شكل مذكرات , عمل والدها طيار شخصي للرئيس السابق صدام حسين و عانت عائلتها من الإيذاء النفسي والحرب النفسي , كانوا كاسرى في خدمة صدام . كتاب شيق لدراسة نفسية صدام حسين. اشتريت الكتاب بالصدفة في نايروبي ,كتاب ممتع حقا.
Between Two Worlds
Rizgar -يحاول السيد شيرزاد التحدث عن - اخطاء- صدام ,وكان الدولة العقيمة ليس بخط ء كبير ؟