نظرة للأمام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إن قيام الولايات المتحدة بتدمير مطار الشعيرات حركة استعراضية لاسترضاء العرب الذين كالوا اللوم والعتب على حليفهم التقليدي الذي أشاح بوجهه عنهم، ولكل شيء ثمنه، ولن تتكرر هذه الضربة، لأن الولايات المتحدة لا تغامر بمواجهة مع روسيا قد يكون ثمنها أكبر بكثير من مكاسبها، لذا فالمتوقع هو قيامها بالتركيز على الجماعات الإسلامية وجلبهم من وراء أعالي البحار وهم متوفرون بكثرة وسوف تتكاتف الدول لتمريرهم ومساعدتهم على العبور إلى الداخل السوري والعراقي، بكثافة أكبر من ذي قبل. لذا فعلى الأرجح أن الأيام القادمة ستشهد توافدا غير مسبوق لهذه الجماعات، لأن هذا هو السلاح الوحيد الذي نجح ضد روسيا وسوف تعيد أمريكا سيناريو أفغانستان في المنطقة العربية لإخراج روسيا وإيران، فقد جرت مواجهة عسكرية تقليدية من قبل مع ايران ولم تنجح، وليس هناك مخرج سوى جلب المزيد من الجماعات الإرهابية.
وبناء على ذلك، فإن الجحيم سيكون أكبر من ذي قبل، لأن روسيا وايران لديهما أقوى الدوافع للتمسك بسوريا لاعتبارات استراتيجية واقتصادية وطائفية (بالنسبة لإيران)، ولن تخرجا بسهولة فهما أكبر منتجين للغاز في العالم، ويريدان السيطرة على الساحل السوري لتصدير الغاز، وتخليهما عن سوريا يعني ضربة لاقتصادهما لضياع السوق الأوروبية منهما، ناهيك عن أن خروجهما سيكون مشينا وسيفقدون حليفا هاما جدا لهما. وسوف تتمسك الدولتان بسوريا حتى آخر رجل. وإزاء هذا الوضع، ومع تدفق المقاتلين ربما تشهد المنطقة مزيدا من التفجيرات على شاكلة تفجير الكنيستين في مصر، وبالتأكيد سيكون هناك تدخل أمريكي ولكن ليس كضرب مطار الشعيرات الذي يجب ألا ينظر إليه بوصفه تحولا في الموقف الأمريكي، الذي يهدف إلى إبقاء النيران متأججة وبث الفوضى وابتزاز الجميع وبيع السلاح ورفع سعر النفط وغير ذلك من المكاسب. إن المشهد الحالي ينبئ بأن نهاية الحروب الدائرة سيكون دولة إسلامية في العراق وسوريا وتصدير الإرهاب إلى كافة دول العالم، ولكن بعد حرق الأرض والبشر.
ألا يمكن للعرب أن يتوصلوا إلى حل لإغلاق باب جهنم؟ أليس لديهم تصور للمزيد من المآسي التي ستحدث يوميا وتطالهم جميعا؟ أليس لديهم تصور لحجم الخسائر المادية والبشرية التي تنتظرهم؟ ألا يمكنهم الحوار فيما بينهم دون جنيف أو أستانة؟ إن من يظن أن الولايات المتحدة ستحسم القتال وتحقن الدماء لا يعرف أنها قتلت الملايين من الهنود الحمر لتقيم مجدها على جثثهم. لن يأتي الإنقاذ من الخارج، ولا بد للعرب من وضع حد لهذه المأساة بأنفسهم.
التعليقات
أين الحل
للاعتماد على الذات؟ -للأسف، العرب بعد العلمانية لم يتمكنوا من مفارقة مرحلة الطفولة واستباحة الأجنبي الى مرحلة البلوغ والعزة.
لا ..لا يمكن للعرب
فول على طول -فيما يتعلق بالحرب - الغير معلنة - بين امريكا وروسيا وايران حسبما جاء بالمقال صحيح وأتفق معك تماما ...أما الفقرة الأخيرة وسؤالك هل يمكن للعرب حل مشاكلهم ...فالاجابة معروفة ...لا ..لا يمكن للعرب حل أى مشكلة . العرب هم أساس المشكلة بل المشاكل . ..العرب ليسوا جزء من المشكلة بل كل المشكلة . الثقافة العنصرية العدائية العربية سوف تقضى على العرب أنفسهم قبل أن تقضى على الأخرين . سوف يتقاتل العرب فيما بينهم فى سوريا والعراق وليبيا ...ويمتد هذا الى بقية دول الايمان لنفس السبب وهو الثقافة العنصرية وسوف يساعدكم العالم على الاقتتال فيما بينكم فهذا أكبر فائدة للعالم ....تقضون على أنفسكم بأيديكم وأموالكم وشبابكم . لن تهدا منطقتنا طالما تتعاطون نفس التعاليم الارهابية والنهاية معروفة جيدا وهى زوال الأوطان بكاملها ...هذة ليست أمنياتى بالطبع لكن واقع لا يحتاج للذكاء كى تدركة . تحياتى دائما حتى لو اختلفنا كثيرا .
...... ........ .........
براق -أنا لست بمتفائل وأقولها بملْ فمي وأؤيد ماأطلقت عليه السيدة سهى باب جهنم المفتوحة علينا منذ عقود طويلة والتي حطبها نحن شعوب المنطقة وأزيد على ماتفضلت به الكاتبة الفاضلة بأنّ جميع من تكفّلوا مسؤولية انقاذنا من نيران جهنم هذه هم المتهمون الأُوَل في إشعالها بل ولا يريدون إخمادها لأنهم جميعاً مستفيدون منها...أقول لكل من يوجه نداءاً يشيّم أو ينتخي أو يذكّر هؤلاء بالوطنية والإنسانية كأن يطلب منهم فصل الدين عن السياسة أو ترك الطائفية أو العنصرية أو التحلّي بالعلمانية أو احترام الأسس الديمقراطية والعدالة وإطلاق الحريات والتعدد ووو...الخ الخ واهم جدا إلى أبعد الحدود: يا أخي أوقف نداءك فلاتتعب حالك ولا تبحّ صوتك لأنّ أي طرف من هذه الأطراف بلا استثناء ليس في حقيقة أمره إلاّ واحداً من تجّارالحروب والأزمات وكل ما يتشدق به من قيم ومبادئ محض كذب وإدعاء ولا معنى له في قاموسه الخاص الذي تتلخص مفرداته بانتهاز أية فرصة حتى على حساب أشلاء الأبرياء لتجميع ثروة طائلة وأرصدة خرافية في البنوك العالمية، فلا مبادء ولا قيم ولا حتىذرة من ضمير أو إنسانية، وإلاّ فكم أصغينا إليهم وكم صدّقنا كلامهم الذي يرقى إلى كلام الأنبياء بينما أفعالهم تخطو بنا كل يوم بل كل لحظة إلى مزيد من البؤس والحرمان والتخلف والدمار!