فضاء الرأي

كيميائي داعش و"تأجيج الشرق الأوسط"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في سعيه لترويج نظريته في ضرورة العمل على "تأجيج الشرق الأوسط" ودعمه التدخل العسكري الأمريكي في العراق عام 2003 كتب مايكل ليدين الذي شارك مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي عينه ترامب قبل إستقالته في تأليف كتاب "The Field of Fight" والذي يعني "ميدان القتال" كتب ليدين "لا يسعنا سوى أن نأمل في أن نحوِّل المنطقة إلى مرجل مستعر في أسرع وقت. لو كانت ثمة منطقة تستحق بقوة أن تُحوَّل إلى مرجل مستعر، فهي الشرق الأوسط اليوم"، فإذا أخذنا بنظر الإعتبار إن الرئيس الأمريكي ترامب الذي أحاط نفسه بعدد من المحافظين الجدد الذين روجوا وعملوا مع الرئيس الأمريكي الاسبق بوش الإبن لغزو العراق بذريعة إمتلاكه أسلحة دمار شامل، تكون عملية ضرب مطار الشعيرات في سوريا نتيجة طبيعية لتوجه الإدارة الأمريكية الجديدة في "تأجيج الشرق الأوسط"، مع وجود عوامل أخرى ضاغطة على الرئيس الأمريكي ترامب للقيام بالضربة، من بينها الحاجة لإثبات "الخلاف" و"عدم الإتفاق" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعرضه لإنتقادات من مؤيدي هيلاري كلنتون والحزب الديمقراطي على خليفة إتهامات بتدخل روسي لصالحه في الإنتخابات الرئاسية خاصة بعد تعهد مستشاره للأمن القومي السابق مايكل فلين بكشف ملابسات إتصالاته وإتصالات بعض أعضاء إدارة حملة ترامب الإنتخابية بالروس وبشخص الرئيس الروسي بوتين مقابل الحصول على ضمانات بالحصانة من الملاحقة القضائية. بالإضافة لحاجته لإثبات الصورة التي روج لإظهارها بأن أمريكا ستكون "أقوى" في حال فاز في الإنتخابات، ولذا فهو لم ينتظر نتيجة التحقيق في من إستخدم السلاح الكيميائي في خان شيخون، لأن من شأن إنتظار النتيجة أن يذهب بالفرصة السانحة التي توفرت له.

قبل بدء عملية تحرير الموصل هدد التنظيم بإستخدام "كل الوسائل للدفاع عن الموصل" والتي فسرها الخبراء على إن التنظيم ينوي إستخدام الأسلحة الكيميائية ،ورغم أن الأميركيين كانوا قد قللوا وقتها من أهمية القدرات الكيماوية لـ"داعش"، إلا إن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن العقيد جون دوريان، أعرب عن مخاوفه من أن تتحول معركة الموصل إلى "حرب كيماوية".وذكر دوريان إن "التنظيم استخدم أسلحة كيماوية فعلا (في الهجوم على القاعدة العسكرية الأمريكية قرب القيارة) ويملك قدرات بدائية. لدينا تقارير تشير إلى استخدامه عدة مرات في العراق وسوريا".ولدى سؤاله عن إمكانية استخدام "داعش" غاز الخردل سلاحا لصد عملية تحرير الموصل المرتقبة، أجاب: "هناك إمكانية لذلك. أجرينا تدريبات للجنود العراقيين لتجهيزهم (في حال استخدم الغاز)".كما أكد خبير الحروب الكيماوية البريطاني هاميش دي بريتون غوردون توفر أسلحة كيميائية لدى داعش وإنه سبق أن إستخدمها في كل من العراق وسوريا. حيث ذكر دي بريتون غوردون في تصريحات نقلتها صحيفة "تايمز" البريطانية، إن "التحالف كان يراقب برنامج داعش الكيماوي خلال الـ 18 شهرا الماضية. نحن نعلم أنه سوف يستخدم كل ما يمتلك للدفاع عن الموصل. كان يخزن كميات من الأسلحة الكيماوية منذ فترة وأن "داعش" استخدم غازي الكلور والخردل نحو 20 مرة، ما أدى إلى مقتل نحو 15 شخصا وإصابة المئات، ويعتقد أن التنظيم يخزن نحو 150 طنا من الأسلحة الكيماوية "الردئية".وتابع "حتى اليوم، استخدم التنظيم نحو 100 كيلوغرام من أسلحته الكيماوية في عدد من قذائف الهاون يتراوح بين 20 و30، وهذا كاف لإخافة أعدائه. داعش سوف يستخدم كل أسلحته بما فيها الكيماوية في حرب الموصل".وأشار الخبير إلى تقارير استخباراتية ترجح أن "داعش" قد يكون لديه كميات من غاز الأعصاب، استولى عليها من مستودعات الحكومة السورية.ويرى المحقق السابق في الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة تيم تريفان، أن "داعش" نجح في تأخير معركة الموصل باستخدام غاز الخردل بشكل موسع. وكل هذه شهادات من قادة أمريكان وبريطانيين وأمميين بأن التنظيم يمتلك اسلحة كيميائية، فكيف تسنى للأمريكان التأكد من أن ما حدث في خان شيخون ضربة كيميائية مصدرها سلاح الجو السوري، قبل أن تثبت التحقيقات ذلك؟ خاصة وإن شهادات الشهود تروي تفاصيل قصف سوري لموقع وإن قذيفة "كيميائية" ضربت المكان فصدر عنه غاز الأعصاب فيما تتطلب الضربة الكيميائية حسب الخبراء أن تنفجر القذيفة الكيميائية على إرتفاع عدة أمتار كي توقع أكبر عدد من الإصابات.

الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات تندرج ضمن سياسة "تأجيج الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى إرسال رسائل لبعض الأطراف في المنطقة بأن الولايات المتحدة حاضرة في المشهد، وإنها لاعب اساسي فيه، وإن رئيسها يفعل ما تتطلبه سياسة الولايات المتحدة ومصالحها دون إعتبار، ومراعاة لاي طرف بما في ذلك "بوتين" وروسيا اللاعب الابرز في الملف السوري لغاية الآن.
 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف