فضاء الرأي

عن الحالة العراقية وأسبابها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلال الولاية الاولى للسيد المالكي حدث سجال بين عدد من المثقفين والكتاب العراقيين عن اسباب التدهور المستمر والمسؤوليات عن ذلك.... تشعبت الاراء رغم الاتفاق على نقاط منها: 

• دور تركات النظام السابق على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية ووعي المواطن وهواجسه.

• دور التدخل الاقليمي ، لا سيما تدخل القاعدة بتشجيع من النظامين الايراني والسوري، وأيضا التدخل الخليجي بمؤازرة هذا الفريق العراقي او ذاك.

• دور التركيبة العراقية المعقدة ، لتعدد الاديان والمذاهب والقوميات.

• الدور العشائري وإفرازاته، رغم ان ثورة 14 تموز كانت قد الغت (قانون دعاوى العشائر).

التأثير المتبادل بين ما يجري في العراق وما يحدث في المنطقة ، ولا سيما في دول الجوار ، ناهيكم عن الانقسامات الدولية حول العراق. ونذكر ان غالبية قوى المعارضة العراقية السابقة ( التي وصلت للسلطة بعدئذ) كانت مع التدخل العسكري الأمريكي مع معارضة بعض الاحزاب... وهناك من نسبوا كل الفوضى ، والصراعات الجديدة الى الحرب نفسها ، وما يعتبرونه حسابات امريكية خاصة...

خلال تلك المناقشات برزت افكار وفرضيات متعارضة ، ربما لايزال بعضها قويا في تقديرات البعض ، واذكر تحليلات نسبت المسؤولية عن تدهور الاوضاع الى الشعب العراقي نفسه، وتخلفه وجهله... وكان يقال ان الملايين تسير على الاقدام في زيارات دينية مليونية ، ولكنها لا تهب هبة جماعية في انتفاضة ثورية كاسحة لتصحيح الاوضاع ، كالفساد و الطائفية والمحاصصة والتدخل الخارجي. وفي حينه ( وربما لحد يومنا) ردد البعض مقولة : (كيفما تكونوا يُولَّ عليكم) بزعم ان العراقيين شعب يمجد القوة ويعتبر الحكم العادل والمعتدل ضعيفا، ولذا فهو لن يبالي به ويستصغره، أي ان العراقي لايفيد معه غير حكم القوة والعنف... وهذه فرضية اقرب لشعارات الحجاج...  وبرزت افكار تردد( الناس على دين ملوكهم) وهي مقولة تعكس الاولى تقريبا... حين نقرأ او نسمع كل هذا وأمثاله ، فان ما يكاد يضيع في هذه المعمعة هو التحديد الدقيق للمسؤوليات الاولى عن تدهور الاوضاع العراقية باستمرار.  هل تركات صدام؟ ام تركيبة ألمجتمع؟ ام التخلف الجماهيري؟ ام التدخل ألخارجي؟ ام ماذا؟ ....

من وجهة نظري فقد كنت ولا ازال ارى ان المسؤولية الاولى والكبرى تقع على الطبقة السياسية التي تسلمت الحكم بعد صدام. فإذا كان صحيحا ما يقال عن الزيارات المليونية للمواطنين ، فان الاصح ان الاحزاب الحاكمة هي التي زادت الاحتقان المذهبي وأشعلته ، وهي التي كانت ولاتزال تكتشف في كل يوم مناسبة دينية جديدة تطلع بها على المواطن البسيط. والأحزاب الحاكمة هي التي راحت تتقاسم الامتيازات وتمعن في الفساد ، وتغازل هذه الجهة الخارجية او تلك. ان دور النخب والقيادات السياسية والفكرية يلعب ولعب في التاريخ دوراً شديد التأثير حتى عندما يكون المجتمع متخلفا والأكثرية امية. فسيطرة الكنيسة والملكية المطلقة في فرنسا الماضي لم تمنع من ظهور افكار فولتير وديدرو و روسو ومونتسكيو وساسة متنورين استطاعوا بعد هزات وانتفاضات بناء الدولة الديمقراطية العلمانية في فرنسا. وفي عراقنا نفسه ورغم مواريث اربعة قرون من الاحتلالات العثمانية والصفوية والجهل المنتشر ، برز منذ ألعشرينيات، العشرات من الساسة الوطنيين المتنوريين والحركات الديمقراطية والتقدمية الرائدة التي نشرت الوعي الوطني بين الجماهير وساهمت في التماسك الوطني .. كما ظهرت ونشطت حركات تحرير المرأةوالنهضات الثقافية والتعليمية والفنية والشعرية وغيرها... فدور القيادات والنخب اساسي في اوقات التحركات ألشعبية ، فإما ان يكون دور النخب والقيادات رائداً ودافعا للأمام ، وانما بالعكس، ان كانت مصابة بهوس السلطة والمال وازاحة الاخر ... فكيف اذن اذا كانت الهيمنة هي لأحزابوكتل الاسلام السياسي، العدو الدود للديمقراطية وحقوق الانسان والقوميات؟ فالسلام السياسي هو من تصدر وساد ، ولا ينتظر منه ان يسير بالعراق الى امام و انما العكس. اما المواطن ، او الشارع ، فانه يدخل في علاقات متبادلة مع القيادات ، وحين تتحرك الجماهير بقيادات واعية ، فأنهاتكون قادرة بالأساليب السلمية على السير بالبلاد الى الامام. وعلى القيادات الحكيمة والجريئة ان لا تنساق وراء اية نزعة او مشاعر سلبية موجودة بين الجماهير ، وتعمل للمتاجرة بها كما تفعل الاحزاب الدينية ، تزداد تلك المشاعر التهابا ، كالانكفاء الديني او العراقي ، والإمعان في كراهية الأخر ..وقد تتحول الجماهير في بعض الحالات الى رعاع او غوغاء تقوم بالتدمير كما كان يفعل بسطاء الفرنسيين ايام الثورة الكبرى. وكما حدث في العراق بعد الثورة ، واقصد هوس الحبال وشعار (ما كو مؤامرة تصير والحبال موجودة) وهنا يبرز دور القيادة الواعية والشجاعة لعدم الانسياق والوقوف في وجه هذه النزوات والانفجارات العاطفية...   هذا الموضوع متشعب وله جوانب كثيرة وقد نعود اليه في مناسبة أخرى ، وإنما هنا اعبر عن وجهة النظر القائلة ان المسؤولية الكبرى عما يقع في العراق تقع اولاً على الطبقة السياسية الجديدة..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اخطاء مستمرة
علي البصري -

يتوهم الكاتب المخضرم ايضا ان ترك الاشرار (دواعش الامس) حينما كانت الجماهير تصرخ ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة كانت خطأ فلم يسمع عبدالكريم هذه الصرخات كما يتوهم الكاتب الان بعد كل هذه التجربة المريرة فكان ماكان حيث قتل الانقلابين في عرسهم الدموي 50 ألف انسان وطني ودمروا بلد اسمه العراق من 1963-2003 وثلاث حروب عبثية فلم يبقى لهم طريقا لشر الا واستعملوه ليسلموا العراق للامريكان وتحولوا الى كيان اسمه داعش رديفا للبعث!! وبدا صفحة سوداء جديدة ولازال دواعش الامس ودواعش اليوم نفس المنوال ففي كل يوم يقتلون 100 انسان على الاقل من معقلهم الموصل الى الانبار وبغداد وهؤلاء الاشرار الذين يربو عددهم عن مئات الالوف من الشيعة والسنة ان بقوا فلن تبقى دولة اسمها العراق ..فلا تتوهم ايها الجاج ان مع الاشرار حياة !!!

تمركم لكم... ونفطنا لنا
( تنكة) -

كان ذلك في احد اعوام الستينات , وكانت الحكومة المركزية قد فرضت واحدا من سلسلة حصاراتها الاقتصادية على كردستان(الامر الذي لم يكن بقية العراقيين يعرفون مايعني الا بعد الحرب العراقية الكويتية وفرض الحصار الامريكي) وكان الشتاء قارصا لايرحم ولكن المدينة لم تكن تصلها الامدادات النفطية التي كانت المادة الوحيدة للتدفئة لكل المدينة ,ومادة للاضاءة لاحياء كثيرة منها. وفجأة سرى خبر وصول وجبة من النفط لبيعها للمحلة التي كنا نسكن فيها, فخرجت انا الذي لم يكن عمري وقتها يتجاوز العاشرة مع امي التي كانت تحمل( تنكة) نفط فارغة آملين الحصول على جزء من مكرمة الحكومة المركزية وكان المطر يهطل مدرارا تصاحبه ريح لاسعة. وتفاجئنا بان الارسالية كانت عبارة عن برميل يتيم للنفط يجره حمار مسكين و يركض وراءه العشرات من الرجال و النساء والاطفال, ويقوم شرطي يحمل هراوة ضخمة بفرض النظام. كان صراعا حقيقيا من اجل البقاء تخلى فيها الرجال عن وقارهم وعن واجب اظهار الاحترام (لنسوان المحلة ) والحنو على اطفالها .وكان الشرطي يفرض هيبته وهيبة السلطة التي يمثلها من خلال توزيع ضربات هرواته بالعدل والقسطاس على الجميع رجالا ونساءا واطفالا. بعد صراع دام اكثر من ساعتين وبعد تلقي الكثير من الضربات خرجنا انا وامي فائزين بغنيمة غالون واحد للنفط كان يكفي لتدفئة غرفة واحدة و لليلة واحدة .مضت السنون وجاءت اتفاقية 11 آذار, واستبشرنا خيرا بان زمن الاقتتال و الحصارات الاقتصادية و العقوبات الجماعية قد ولى الى غير رجعة.. وكم كنا واهمين!قامت السلطة المركزية بتأميم النفط , فامتلات شوارع المدن الكردستانية بشعارات السلطة والتي تقول (نفط العرب للعرب) ...هذا الامر لم يرق بالتاكيد للاكراد الذين كانوا يعرفون ان اكثر نفط العراق كان وقتها يستخرج من آباركركوك ,وكانوا على يقين من ان كركوك ارض كردستانية .وفي السياق نفسه اتذكر ان احدهم كان قد كتب تحت احدى اليافطات التي تقول (نفط العرب للعرب) وبخط اليد( تمركم لكم... ونفطنا لنا) في اشارة له بان العرب يحق لهم الادعاء بملكية التمور التي لا تنمو نخيلها في كردستان ولكن ليست ملكية النفط الذي يستخرج من اراضي كردية.

تمركم لكم... ونفطنا لنا
Rizgar -

هل هناك ابشع من الاستعمار العربي الهمجي ؟؟ اسال اهالي ١٧ من قرى منطقتنا في معسكرات الديوانية وعرعر .

ماذا عن بدو الفرس؟
عراقي يكتب من هنولولو؟ -

ماذا عن القيادات الكردية وما يسمى مثقفيها وكتابها وانت واحد منهم؟ماذا عن المشروع التحريفي -العنصري المخادع للغرباء غجر الفرس جماعتك؟على من تمرر مقالك يا عزيز الحاج وكان العراقيين وقراء ايلاف -اغبياء وانتم اي ما يسمى الغرباء الاكراد ملائكة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟مو كافي عاد وخاصة لقد وصلت من العمر؟ما يدعوك ولو مرة لقول الحقيقة؟اطال الله بعمرك لنقرا قولك للحقيقة عن المشروع الكردي-العولمي-الماسوني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟كانت في باريس واذهب الى ارشيف الماسونية والمخابرات الفرنسية والمحفل الماسوني الفرنسي -وكيفكان حفيد المجرم -الاغا-بدر-خان -اي حفيده هو من اوجد ما يسمى المشروع الكردي خاصة امتداده للعراق بالاتفاق مع الماسونية واسرائيل -اي الصهيونية حبيبتكم وحبيبة الانظمة العربية بل اغلبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟واما قائدكم او قوادكم التاريخيين-كالمجرم نادر-شاه-الكردي-لاحظوا اسمائهم وتعرفون انهم غجر الفرس؟واسال الالقوشيين-العراقيين عن الاعور-الرواندوزي؟او سمكو الشكاكي وعلاقته بمشروع انكليزي-اما البرازاني الاب والابن والعائلة فلا حاجة للسؤال عن مشروعهم والعلاقة الحميمة باسرائيل حبيبتك؟كفى يا عزيز الحاج وما زلنا ننتظر حتى صاحبكم الشيوعي الذي عنده راتب وزير وقصر في اربيل -اقصد كاظم حبيب بدا يبتعد ويكتب ويؤشر على ان ما يسمى قضية كردية-ما هي الا- قضية ومشروع تكميلي لكل المشاريع العنصرية والبعثوية والفاشية والاسلاموية-بكل فروعها لتدمير العراق؟وانت تعرف ما هو العراق؟نتمنى لايلاف التالق الدائم ولك يا عزيز الحاج نتمنى لك الشجاعة لتقول الحقيقة-ولو متاخرا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أن تصل متاخرا احسن مما ان لا تصل ابدا وانت حر يا عزيز الحاج؟