فضاء الرأي

المعارضة السورية و خيبات الأمل من صواريخ ترمب الذكية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فجر السبت 14 نيسان الجاري، ردا على هجوم كيميائي مفترض اتهم النظام السوري بشنه في معركة دوما مع الفصائل الاسلامية المعارضة في الغوطة الشرقية، شنت الولايات المتحدة الامريكية ، بمشاركة كل من فرنسا وبريطانيا، ضربات صاروخية على مواقع عسكرية للجيش السوري، بينها منشآت كيميائية. ملايين السوريين، بين قتيل وجريح ومهجر ونازح ومفقود ، مأساتهم ومحنتهم لم تحرك "الضمير الامريكي". فقط لأجل عشرات القتلى والمصابين بالكيماوي المفترض، حرك ترامب أساطيله وأطلق  على قوات النظام صواريخه " الجديدة الجميلة الذكية"، كما وصفها في تغريده له على حسابه الشخصي.  حتى وإن أثبتت التحقيقات، التي يقوم بها فريق المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، بأن النظام السوري فعلاً استخدم "سلاح كيماوي" في معركة دوما، يبقى الكيماوي مجرد "ذريعة" للضربات العسكرية الغربيةالتي قادتها امريكا على سوريا. إذ ، ثمة أسباب امريكية داخلية، سياسية وغير سياسية، تتعلق بملفات ترامب (التحقيقات حول احتمالات التدخل الروسي بحملته الانتخابية – و قضايا أخلاقية) ، دفعت الرئيس الامريكي (دونالد ترمب) للتحرك العسكري وقصف قوات النظام ، بعد اسبوعين فقط من كلام ترمب عن  "انسحاب امريكي قريب جداً من سوريا".

السوريون،(نظاماً وشعباً)، في معظم محطات ومراحل حربهم الداخلية العبثية الكارثية، المستمرة منذ سبع سنوات، أثبتوا على أنهم خارج التاريخ والعصر . سوريون، موالاة ومعارضة، هللوا لضربات العدوان الثلاثي على بلادهم. المعارضون هللوا ابتهاجاً وطلباً للمزيد منها. الموالون هللوا واقامواالدبكات تحدياً واستنكاراً ، متناغمين ملتصقين بذلك مع نظام "دكتاتوري مستبد" ، برع في تضليل الشعب ، امتهن تحويل الهزائم العسكرية الى انتصارات ظافرة والاخفاقات الاقتصادية و السياسية الى منجزات عظيمة .وفق تقديرات متابعين للشأن السوري، الضربات (الامريكية الفرنسية البريطانية) رفعت من شعبية ورصيد الرئيس ( بشار الأسد) بين السوريين،رغم "الجحيم القاتل"، الذي انزلقت اليه البلاد في عهده. أما في الدول الثلاث المنفذة للضربات على سوريا، شكلت الضربات مناسبة وفرصة  للمعارضات لتوجيه انتقادات حادة لحكومات بلدانها . غارات صاروخية ، كان لها وقع الـ ''هزيمة'' بطعم "النصر" على السوريين وحلفائهم الروس والفرس. ووقع "النصر" بطعمة "الهزيمة" على الامريكيين وحلفائهم من الاوربيين والعرب والمسلمين. لأنها كانت ضربات " ناعمة" ، غير مؤذية للنظام السوري، شكلت خيبة أمل كبيرة وجديدة للمعارضات السورية، بجناحيها (العسكري والسياسي)، من حلفائها وداعميها الامريكيين والأوربيين. المعارضات، كانت تتأمل وتنتظر من الضربات الصاروخية أن تقوض القدرات العسكرية والقتالية للنظام، تمهيداً لإسقاطه. مثلما اسقطت امريكا وحلفائها ( نظام صدام حسين- 2003 ) في العراق و (نظام معمر القذافي- 2011) في ليبيا. صحيح، أن الغارات الأمريكية الأوربية لم تكن بالقوة والشمولية التي توقعها الكثيرون ولا بمستوى التأهب العسكري (جواً وبحراً) للدولة الثلاث و لا بزخم (الحملة الإعلامية) على النظام عشية الضربة، لكن الصحيح ايضاً أنها اربكت المشهد السوري، المضطرب اصلاً ، وخلطت اوراق اللاعبين في الساحة السورية، ومازالت بتداعياتها العسكرية والسياسية تتفاعل في مختلف الأوساط (السورية والاقليمية والدولية). الغارات أثارت سجالات وجدالات حامية حول أهدافها الحقيقية وحول الأسباب التي حالت دون توسيعها لتكون "حملة عسكرية" شاملة على مواقع ومراكز الجيش السوري، تمهيداً لأسقاط حكم بشار الأسد، على غرار ما فعلت امريكا وحلفائها في الناتو ، لنظام ( سلوبودان ميلوفيتش) في صربيا اليوغسلافية 1999 على خلفية مذبحة "سربرنيتشا".  

الاسباب والدوافع الداخلية الخاصة للصواريخ الامريكية على سوريا ، لا تنفي وجود أهداف خارجية لها (سياسية وعسكرية). صواريخ ترامب حملت رسائل سياسية عديدة وبأكثر من اتجاه، الى جميع اللاعبين في الساحة السورية. اقوى الرسائل هي  للاعب الأساسي (بوتين ). الإدارة الامريكية، ومن خلال ضرباتها، أكدت على أنها لن تسمح لموسكو الانفراد بالملف السوري. في ذات الوقت، أكدت الادارة الامريكية للمعارضات السورية، التي راهنت منذ اليوم الأول لعسكرة "الثورة" على التدخل العسكري الخارجي في إسقاط حكم الأسد " ، على أن إسقاط النظام السوري لم ولن يكون ضمن الاجندة وأولويات السياسية للإدارة ". الخارجية الامريكية  كررت أكثر من مرة على لسان المتحدث باسمها على "الحل السياسي" للأزمة السورية، عبر مسار جنيف المعترف به دولياً . لهذا ، من المتوقع أن تحرك الضربات الغربية "العملية التفاوضية" المعطلة بين النظام والمعارضة . ومن المقرر أن تقدم الدول التي شاركت في الضربات ( فرنسا ،الولايات المتحدة ، بريطانيا) خلال الايام القادمة "مشروع قرار" الى مجلس الأمن، يجمع الجوانب (الكيميائية والإنسانية والسياسية) حول الحرب السورية. في المجال السياسي، يطالب مشروع القرار "السلطات السورية بالدخول في مفاوضات (سورية- سورية) جدية وبطريقة بنّاءة وبلا شروط مسبقة".

كاتب سوري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا عزيزى كلهم لصوص
فول على طول -

لو كان بالفعل هناك معارضة وطنية خالصة ومن أول ما تعرضت سوريا لهذا الدمار والخراب كانوا ألقوا بأسلحتهم جانبا من أجل سوريا وشعبها مهما كان الاسد سيئا ..كانوا ينتظرون علية فترة رئاسية أخرى أو حتى أكثر من فترة ..لا يوجد شئ اسمة معارضة مسلحة تدمر وتقتل وتخرب ولا يهمها دمار سوريا بالكامل ...لا أصدق أن الأفغانى واليمنى والسعودى والجزائرى والتونسي والمصرى الخ الخ الذى جاء الى سوريا حاملا المتفجرات والسلاح والقتل والخراب هو ثائر أو من الثوار أو من أجل سوريا . يا عزيزى كلهم لصوص وتجار دماء تحركهم عنصريتهم المذهبية والطائفية والدينية والأحقاد الشخصية . انتهى .

سكت عقداً ونطق حقداً
مجنون يقلق وعاقل يقرأ -

القاريء عاقل والمعلق مجنون. إنتظر الشعب السوري على حافظ أسد من عام 70 إلى عام 2000 حتى فطس يعن أربع تجديدات وكان يجهز ابنه باسل للرئاسة بس فطس قبله فاضطر لتوريث المعتوه بشار بعد تعديل الدستور وتخفيض سن رئيس الجمهورية من 40 إلى 34 سنة على مقاس بشار، ولأن مجد متخلف عقلياً وماهر مجنون حسب وصف الأب في جلسة عائلية. و فول ينصح الشعب السوري بإنتظار بشار إلى الأبد وبعده ابنه حافظ الثاني الذي يجهزه منذ أن ولد ليخلفه ، لأن سوريا ليست دولة بنظر آل أسد بل هي مزرعة خاصة والحاكم الفعلي هو المجلس العلوي الأعلى . أي أن الشعب السوري لن يحلم بإنتخاب رئيس ولا بعد مليون سنة.

إلى من يهمه الأمر
بسبوسة -

سؤال انساني بحاجة إلى جواب انساني: هبّ أن النظام في سوريا سقط، فمن سيحلّ محلّه؟ أتمنى أن يكون الجواب دون لف ودوران وبدون فلسفة فارغة. لتسيل الأمر على خلق الله، أقول: أي من التنظيمات الإرهابية ستحل محل النظام السوري؟

مقالة واقعية
hermes-هرمز -

الله يعطك العافية يا يوسي على هذا التحليل

أتباع الخميني
خالد فالح الدامر -

أتباع الخميني جاؤوا من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان ولبنانلقتل الشعب السوري أينما وجد أتباع الخميني وجد الدمار والمليشيات والقتل

سليمان يوسف افضل كاتب سور
أتاتورك -

سليمان يوسف.. هو افضل كاتب سوري لازال متشبثا بسوريا, ويكتب بجرأة ومنطق محايد.قواك الله وحماك.

الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -

أتمنى من الشيخ ذكى أن يجاوب على بسبوسة تعليق 3 . ..انتهى - اقرأ ما كتبة كتاب مسلمون عن فترة حكم الأسد الأب أو الابن حيث تقول الأرقام : فى عصر الأسد لم تهدم كنيسة ولا مسجد وفى عصر الأسد كانت سوريا هى الدولة الوحيدة الغير مدينة لأحد فى العالم وكان الاقتصاد السورى يافع وكانت نسبة البطالة متدنية للغاية وكان الشارع ينعم بالأمن والأمان وكان التأمين الصحى يشمل الجميع والتعليم بالمجان حتى التعليم الجامعى ..ولم يسمع أحد عن التحرش فى سوريا أيام الأسد الكبير أو الصغير ...ونكتفى بذلك . عليك فقط أن تقارن حكم الأسد بالسنوات الداعشية القليلة التى اجتاحت سوريا . أو تقارن حكم الأسد بأى حكومة اسلامية أو عروبية . اللى اختشوا ماتوا من زمان يا روبوت . على فكرة أنا لست سوريا ولكن أنا مع الحق والانصاف لأى مخلوق . ربنا يرحمكم من التعصب والشعوذات .

قتل الول وحرق البلد
الأسد أو نحرق البلد -

تحولت سوريا في عهد البلطجي المقبور الاسد الأب إلى ” مزرعة عائلة الاسد” ، حيث تلمس العديد من السوريين أن الأسد الأب أعاد إنتاج الدولة والمجتمع بطريقة اتضح معها انه فرض طغيان أفراد من طائفته على مفاصل الدولة السورية بعد أن تفرد بإصدار الدستور ثم اختيار مجلسا ” للشعب” في المرة الاولى، وربط أطراف كافة التعيينات في المؤسسات المهنية كالنقابات والمنظمات الشعبية بنفسه، منفردا، وإقرار السياسة الخارجية للدولة وتكليف رئيس للوزراء وتعيين جزء كبير منهم، يعني ، كان يرتب ” شؤون مزرعته ” في معظم أحوالها منفردا، ولم يمانع في تعميم عبادة الفرد وتأليهه شخصيا، وحكم البلاد عن طريق مؤسسات الأمن والاستخبارات التي فتكت بالعباد وشردت خيرة مواطنيها مع السعي لإقامة ماسماه سلاما مع دولة الكيان الغاصب تفريطا بحقوق أبناء الشعب الفلسطيني الوطنية في العودة وتقرير المصير .فلا عجب أن يكون المعتوه بشار الابن قد ورث كل هذه المعرفة والثقافات في إدارة شؤون الوطن والمجتمع من أبيه مع إضافات تطبيق “الاستبداد مضاعفا” بفهم ” نيروني – من نيرون / حاكم اسبرطة الرومانية “لدرجة اكتشاف شعار ” الاسد أو نحرق البلد” وتطبيقه على أرض الواقع ومراقبة الشهود من الأسرة الدولية !!!!

عبادة الأسد وتدمير البلد
نفاق الباطنية النصيرية -

إن إحدى سمات حكم البعث الأساسية منذ انقلابه إلى دكتاتورية فردية، وقد تم ذلك في سوريا في ظل قيادة آل الأسد، هي الشعارات الكاذبة. فمن «وحدة، حرية، اشتراكية» التي هي كناية عن شوفينية قطرية واستبداد تعسّفي وتملّك عائلي للدولة، وهو شعار حوّله الرأي العام السوري بحكمته التهكّمية إلى «وحدة حرامية نشترية» («النشترية» كلمة عامّية تعني «النشّالين»)، إلى ذلك الشعار العملاق الذي كان ينتظر القادمين إلى سوريا من لبنان على نقطة الحدود الرئيسية بين البلدين والقائل إن «البعث تمرّدٌ على الحدود» بينما يُضطرّ الناس إلى انتظار طويل وممّل لإنجاز المعاملات البيروقراطية والمخابراتية قبل اجتياز الحدود، إلى «الممانعة» التي قد يظن من يسمع بها للمرة الأولى أنها كلمة تنتمي إلى قاموس العلاقات بين الزوجين بينما هي التسمية الجديدة لذلك «الصمود» الذي كان هو شعار زمن التحالف ضد أنور السادات (أيام «جبهة الصمود والتصدّي» التي لم تصمد ولم تتصدّ)، والحال أن النظام السوري إن مانع شيئاً إزاء الدولة الصهيونية جارته فهو شنّ الكفاح المسلّح ضدّها انطلاقاً من الأراضي السورية بالرغم من أن قسماً هاماً من هذه الأراضي محتلٌّ منذ نصف قرنٍ كلّها شعارات تُطلق لتشير إلى عكس ما تعلنه على طريقة ما يسمّيه علم اللغة والأسلوب «التعبير المعكوس» (antiphrasis).

معتوه يحكم إلى الأبد
قتلوا البلد من أجل ولد -

لا بدّ لنا من أن نعترف لعَبَدة آل الأسد وأزلام نظام البعث السوري أنهم خرقوا القاعدة وصدقوا في شعار واحد على الأقل. ومن عظيم المفارقة أن يكون الشعار الذي به صدقوا هو تحديداً الشعار الذي ظنّه معظم الناس مبالغةً قصوى وتهديداً أجوف عندما سمعوه للمرة الأولى في بدايات الانتفاضة على نظام آل الأسد، ألا وهو شعار «الأسد أو نحرق البلد». وإنه لشعارٌ متميّزٌ حقاً بدرجة تخلّفه المذهلة، ينمّ عن عقلية تُشهر ولاءها لعائلة حاكمة بتفضيلها على بلد بأسره، بل بتوعّدها بالقضاء على البلد إن لم يتسنّ للعائلة الحاكمة أن تبقى متربّعة على حكمه وأرزاقه. وها نحن بعد ما يناهز السبع سنوات من انطلاق الانتفاضة السورية أمام بلاد تمّ حرقها وتدميرها إلى حدّ مرعب بغية الدفاع عن استمرار تملّكها من قِبَل آل الأسد. وقد أدرك السوريون وأدرك جميع المراقبين معهم منذ سنة 2012 على الأقل أن ذلك الشعار، الذي ظنّوه لوهلة أولى مجرّد تشبيح من قبل «شبّيحة» النظام، إنما هو أصدق شعار صدر عن النظام وأزلامه منذ أن استولى حافظ الأسد على حكم سوريا بالانقلاب العسكري في عام 1970.

القيادة عندما تصبح قوادة
عندما يحكم اللقطاء -

صرح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر الأخير في مؤتمر صحفي عقده في عاصمة البيرو أثناء زيارة رسمية، أن بشّار الأسد «رجلٌ قرّر أن تمسّكه بالحكم يستحقّ تدمير بلاده وتحويلها إلى ركام وتشريد أهلها أو قتلهم، بينما كان أمامه خيار الإطلاق السلميّ لمرحلة انتقالية كان بوسعها أن تُبقي على البلاد سالمة». وإنه لتشخيصٌ صحيحٌ ودقيق، بالرغم من أن الرئيس الأمريكي قد تغافل عن أنه هو أيضاً لم يبالِ لتدمير سوريا وتحويلها إلى ركام وتشريد أهلها أو قتلهم في حين كان بوسعه الحؤول دون هذه الكارثة الهائلة. غير أن لا مبالاة أوباما، المُراقِب من بعيد، وإن كانت وصمةَ عار عظيمة على جبينه تُشركه بمسؤولية الجريمة النكراء التي حلّت بسوريا وشعبها، إنما تختلف نوعياً عن لا مبالاة من هم من أهل البلد. سلوك آل الأسد في تفضيلهم حرق سوريا على التخلّي عن حكمهم لها يذكّرنا بالرواية التوراتية الشهيرة عن حكمة الملك سليمان لمّا جاءته امرأتان مات طفل إحداهما وتدّعي كلّ واحدة منهما أن الأخرى سرقت طفلها الحيّ. «فقال الملك هذه تقول هذا ابني الحي وابنك الميت وتلك تقول لا بل ابنك الميت وابني الحي. فقال الملك ائتوني بسيف. فأتوا بسيف بين يدي الملك. فقال الملك اشطروا الولد الحي اثنين واعطوا نصفاً للواحدة ونصفاً للأخرى. فتكلّمت المرأة التي ابنها الحي إلى الملك، لأن احشاءها اضطرمت على ابنها، وقالت استمع يا سيدي، اعطوها الولد الحي ولا تُميتوه. وأما تلك فقالت لا يكون لي ولا لك، اشطروه. فأجاب الملك وقال اعطوها الولد الحي ولا تميتوه فإنها امه».

إما إرهاب داعش أو أسد
لا خيار ثالث للشعب السوري -

آل الأسد وأزلامهم عصابة إدّعت الحرص على سوريا وهي على أتمّ الاستعداد لحرقها وشطرها إن خشيت أن تخسر تملّكهم لها. لكنّها وبغياب مرادف عالمي يقرّر إعادة سوريا لأصحابها الشرعيين، ألا وهم مواطنوها، جماعةٌ استباحت البلد شطراً وحرقاً ولم تترك لخصومها سوى ثلاثة خيارات: ترك البلد، أو الموت على أيديها، أكان بطيئاً في معتقلاتها أم سريعاً، أو الدفاع عن النفس. وقد برعت الجماعة في فنون المكيدة، تساعدها الرجعية الإقليمية ولو من منطلق العداء لها، كي تخنق صوت «الربيع العربي» التقدّمي في سوريا وتحفز صعود قوى غارقة في الرجعية في الصفوف المقابلة لها بحيث توفّر لها ولحلفائها ذريعة التدمير، مثلما غدت جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) ذريعةً للإجهاز على حلب. ولن تنهض الثورة السورية من جديد سوى باستعادة منحاها التقدّمي وتحصينه ضد النظامين المحلّي والإقليمي وضد كافة القوى الرجعية التي أفرزاها. لماذا يتحتم على الشعب السوري أن يختار بين خيارين أحدهما أحقر من الآخر والثاني صنيعة الأول؟ ألا يحق للشعب السوري أن يعيش كباقي شعوب العالم وينعم بالحرية والعزة والكرمة ويختار نظامه وينتخب رئيسه أم كتبت عليه العبودية والقتل والهجرة إلى الأبد تحت حكم مجرم من آل أسد؟