أخبار

العراقيون والانتخابات الاميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الانتخابات الاميركية : العراقيون مرتاحون بتخوف
لاتغير جذري وانسحاب تدريجي وتنشيط دبلوماسي

أسامة مهدي من لندن: توقعت شخصية سياسية عراقية قريبة من الدوائر الاميركية عدم حدوث تغير جذري في السياسة الاميركية في العراق وانما تكاملا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لايجاد حل للاوضاع فيه من خلال برنامج انسحاب تدريجي يبدا بعد عامين.. بينما تراوحت مواقف عراقيين تحدثوا مع "ايلاف" عن نتائج الانتخابات الاميركية التي افرزت هزيمة للجمهوري حزب الرئيس جورج بوش وانتصارا حصده الديمقراطي المعارض بين معتقد بان السياسات الاستراتيجية الاميركية لا تتبدل بتغير الاشحاص وبين متفائل بقرب مغادرة قوات الاحتلال اومتخوف من رحيل مفاجيء لها يترك الساحة العراقية تحت رحمة المجموعات المسلحة وفرق الموت التي تمارس قتلا يوميا على الهوية.

العالم يتفاعل مع فوز الحزب الديموقراطي الاميركي

الديموقراطيون ينتزعون السيطرة على مجلس الشيوخ الاميركي

تعيين غيتس يمهد لتغيير محتمل في العراق

51 مرشحاً من أصل عربي بينهم 40 جذورهم لبنانية

شافيز سعيد بهزيمة بوش في الانتخابات

بوش يعلن استقالة رامسفلد و يقدم خلفه

أول مسلم بالكونغرس ينتقد حماس ويؤيد السلام

محامون لملاحقة رامسفلد امام القضاء بتهمة التعذيب

برودي: رحيل رامسفلد سيسرع التغيرات في العراق

واشارت الشخصية العراقية المقيمة في واشنطن والتي فضلت عدم ذكر اسمها في حيث هاتفي مع "ايلاف" اليوم الى انها لا تتوقع تغيرا جذريا في السياسة الاميركية تجاه العراق وانما تكاملا بين الرئيس بوش والكونغرس لايجاد حلول مشتركة تعتمد على تقرير رئيس لجنة تقصي الحقائق في العراق وزير الخارجية السابق جيمس بيكر الذي قاد لجنة تضم اعضاء جمهوريين وديمقراطيين زاروا العراق الشهر الماضي وبحثوا الاوضاع العراقية مع القادة السياسيين هناك. واضافت ان التقرير الذي لم ينشرنصه بعد يستند الى ثلاثة محاور رئيسية : اولها ان السياسة الاميركية في العراق قد نجحت في القضاء على الديكتاتورية.. ثم انهت برنامج العراق لانتاج اسلحة دمار شامل.. واخيرا تحقيق الديمقراطية التي افرزت عمليتي انتخابات برلمانية عامة واستفتاء على دستور جديد.

واوضحت ان العمل المشترك هذا سيقود الى وضع برنامج لانسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق قد يبدا العمل به بعد عامين. وقالت ان الجمهوريين سيعملون مع الديمقراطيين للوصول الى حلول لاوضاع العراق تمهيدا لكسب معركة الرئاسة الاميركية عام 2008.

وحول السياسيين العراقيين المؤهلين للعمل مع الديمقراطيين من اجل اخراج بلادهم من ازمتها الحالية اوضحت الشخصية السياسية ان ظروف العمل العراقي المعارض في زمن الرئيس السابق صدام حسين حتمت على الساسة والقيادات العراقية العمل مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتحقيق هدف اسقاط ذلك النظام والناي عن الدخول في خضم صراعات الحزبين. واشارت الى انه يقيم في الولايات المتحدة حاليا حوالي 300 الف عراقي يشكلون فريق ضغط مؤثر على السياسية الاميركية تجاه العراق من خلال العلاقات الجيدة التي اقاموها مع مؤسسات اميركية مهمة وخاصة وزارتي الخارجية والدفاع والبيت الابيض ومؤسسات اخرى مؤثرة على صناع القرار الاميركي.

وعن اهم الشخصيات العراقية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع الدوائر الاميركية اشارت الشخصية السياسية الى رئيس المؤتمر الوطني العراقي نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي كان يحتفظ بعلاقات متميزة مع الجمهوريين تقلصت خلال السنتين الاخيرتين اثر اتهامات اميركية له بعلاقات لاترتضيها مع ايران وبسبب خفوت دور شخصيات وادارات اميركية في العراق نتيجة الاخطاء التي حدثت هناك. وكذلك الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني ولهما علاقات جيدة مع الحزبين الاميركيين على السواء. ويحتفظ قبات نجل طالباني وهو متزوج من موظفة كبيرة في وزارة الخارجية الاميركية كانت مسؤولة عن الملف العراقي ثم نقلت الى وظيفة اخرى بسبب هذا الزواج بعلاقات ممتازة مع الدوائر الاميركية. اما بختيار امين وهو كردي وشغل منصب وزير حقوق الانسان في حكومة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي فهو على علاقة جيدة مع وزارة الخارجية الاميركية.

اما مستشار الامن القومي موفق الربيعي فقد كانت له علاقات متميزة مع الاميركان وخاصة مع مكتب نائب الرئيس تشيني لكن هذه العلاقات خفت مؤخرا بسبب عوامل تتعلق بالثقة. كما ترتبط صفية السهيل زوجة بختيار امين وعضوة مجلس النواب عن القائمة العراقية بزعامة علاوي بعلاقات مميزة مع وزارة الخارجية الاميركية. ويحتفظ اياد علاوي زعيم القائمة العراقية بعلاقات جيدة مع وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات الاميركية. ولرئيس الحزب الجمهوري سعد عاصم الجنابي علاقات مع وكالة الاستخبارات الاميركية وهو متزوج من موظفة في الكونغرس الاميركي. وهناك فلاح النقيب وزير الداخلية السابق وثائر النقيب الناطق الرسمي باسم حكومة اياد علاوي السابقة ولهما علاقات جيدة مع وكالة الاستخبارات الاميركية. اما رئيس جهاز المخابرات الحالي محمد الشهواني فله علاقات جيدة مع وكالة الاستخبارات الاميركية.. ثم حاتم مخلص ويحتفظ بعلاقات جيدة مع البيت الابيض.

ومن الشخصيات العراقية المهمة التي لها علاقات مؤثرة في واشنطن رند الرحيم رئيسة المعهد العراقي في واشنطن ولها علاقات ممتازة مع الكونغرس ووزارتي الدفاع والخارجية.. وكذلك الشخصية الاكاديمية كنعان مكية وهو يحتفظ بعلاقات متوازنة مع الجمهوريين والديمقراطيين الذين يكنون له الاحترام باعتباره اكاديميا مستقلا وهو على علاقات ممتازة مع وزارة الدفاع والامن القومي والبيت الابيض. اما نائب الرئيس والقيادي في الائتلاف الشيعي عادل عبد المهدي فله علاقت جيدة مع مسؤولي الملف العراقي في الامن القومي الاميركي وخاصة مع المسؤولة المباشرة ماغي اولستون. ولنائب الرئيس الاخر الامين العام للحزب الاسلامي السني طارق الهاشمي علاقات جيدة مع وزارة الخارجية الاميركية.. بينما لرئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي علاقات مع وزارة الدفاع ,

اما النائب صالح المطلك رئيس مجلس الحوار الوطني فله علاقات جيدة مع مساعدة وزيرة الخارجية ومع مسؤول الملف العراقي بين الخارجية والبيت الابيض السفير جيمس جيفري. وهناك ايضا عضو قائمة الائتلاف الشيعي النائب قاسم داود وله علاقات مع وكالة الاستخبارات الاميركية ووزارة الخارجية.. بينما يحتفظ ممثل المجلس الاسلامي الاعلى في واشنطن كريم الموسوي بعلاقات جيدة مع وزارتي الخارجية والدفاع. وكذلك هناك انتفاض قنبر القيادي السابق في المؤتمر الوطني ومعاون المستشار العسكري العراقي في واشنطن سابقا وهو على علاقات جيدة مع وزارة الدفاع والبيت الابيض ومكتب تشيني. اما الناطق باسم حكومة ابراهيم الجعفري سابقا ليث كبة فهو مسؤول برنامج الشرق الاوسط لدعم الديمقراطية وهو برنامج تموله الحكومة الاميريكية.. ويحتفظ كبة بعلاقات ممتازة مع وكالة الاستخبارات الاميركية ووزارة الخارجية.

واكدت الشخصية العراقية في ختام تصريحها انه لاتوجد حاليا شخصية عراقية بذاتها لها علاقات متميزة مع الديمقراطيين او مؤثرة عليهم بشكل خاص نظرا لان معظم القادة العراقيين وخاصة القادمين من الخارج والذين يسيطر معظمهم على المناصب السياسية يحتفظون بعلاقات متوازنة مع الحزبين الممثلين في الكونغرس.

العراقيون ونتائج الانتخابات
ويتابع العراقيون باهتمام حاليا مايصدر عن الديمقراطيين المنتصرين من تصريحات ومواقف عن خططهم المستقبلية في العراق خاصة وان الاوضاع السياسية والامنية المنهارة فيه قد ساعدت كثيرا على تحقيق نصرهم هذا. وفي الاتصالات الهاتفية التي اجرتها "ايلاف" مع عدد من العراقيين في بلدهم ظهر واضحا ان المواطنين تنتابهم مشاعر مختلطة من الامل والارتياح لامكانية تغيير في بلدهم ومن والتشاؤم والخوف نتيجة عدم وجود خطط واضحة على الصعيدين السياسي والعسكري الاميركي والعراقي تنقذهم من اوضاعهم الصعبة.

وقال الاستاذ الجامعي محمود عبد الكريم انه لايتوقع تغيرا مفاجئا في السياسة الاميركية في العراق لان من شان ذلك ان يترك اثارا كارثية على سمعة الولايات المتحدة في المنطقة وهزيمة منكرة لمشروعها الديمقراطي فيه. واضاف ان قرار الحرب وارسال 140 الف جندي اميركي الى العراق لم يكن ليتخذ بقرار فردي من بوش او من حزبه الجمهوري لوحده وانما كان تنفيذا لاستراتيجية اميركية متفق عليها لمواجهة تداعيات احداث 11 ايلول. وتوقع ان يستجيب الديمقراطيون لرغبات الاميركيين الذين منحوهم اصواتهم نتيجة حملة انتخابية تركزت على العراق والفشل العسكري والسياسي المتحقق فيه. واشار الى انه لذلك فانه من المؤكد ان للديمقراطيين خططا جديدة للتعامل مع الوضع العراقي سينفذونها بالتدريج معتقدا انه سيكون على ثلاث مستويات عسكرية وسياسية ودبلوماسية.

اما الصحافي زهير عبد الحميد فيرى ان نتائج الانتخابات تركت مخاوف لدى المسؤولين العراقيين من تغير في السياسة الاميركية لم يتاهلوا بعد لمواجهة تداعياته خاصة على المستوى الامني. واشار الى ان القوات العراقية مازالت تعيش فوضى وعدم انضباط وضعف في التسليح يجعل من انسحاب اميركي مبكر تأثير سلبي يضع القادة العراقيين وجها لوجه في مواجهة اعدائهم الذين تثبت الايام انهم مازالوا اقوياء الشكيمة. وفي هذا الخصوص اشار الى ان الجماعات المسلحة تبدو انها صاحبة خبرة سياسية ايضا وليست عسكرية فقط ولذلك فهي قد نشطت عملياتها المسلحة الموجهة ضد الجنود الاميركيين خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة بشكل خاص من اجل الحاق اكبر الخسائر الممكنة بها وقتل اعداد كبيرة من الجنود مما يترك اثرا على نتائج الانتخابات وهو ماحصل فعلا حين قتل الشهر الماضي وحده 105 جنود ومعدل ثلاثة قتلى يوميا منذ الاول من الشهر الحالي.

اما الطالب الجامعي علي عبد الهادي فانه يعتقد ان نتائج الانتخابات الاميركية ستكون ذات حدين بالنسبة للعراقيين فهي ستضعهم امام خيارات مصيرية عليهم التعامل معها بمسوؤلية تاريخية من خلال انجاح المصالحة الوطنية وانهاء التطاحن الطائفي والنزاع السياسي والعمل على نسيان الماضي والعفو وبذل اقصى الجهود من اجل استتباب الامن.. والا فان العراق سيذهب الى مصير مجهول كما اشار.

ومن جهته يرى الضابط السابق عاصم زيدان الجبوري ان وضع القوات الاميركية الصعب في العراق والفشل العسكري الاميركي فيه سيدفع الاميركيين الى العمل لتجنب هزيمة تؤثر على مكانتهم كقوة وحيدة كبرى في العالم من خلال برمجة انسحاب تدريجي بالتزامن مع تسريع وتسليح القوات العراقية وايصال رسائل الى القادة العراقيين بانهم لايمكن ان يعتمدوا على الاميركيين الى الابد وان عليهم ترتيب اوضاعهم وتقديم تنازلات قد تبدو صعبة عليهم ولكنها لامناص منها.

وعلق الناشط السياسي عبد المجيد علوان على استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالقول انها تؤكد فشل الخطط العسكرية الاميركية وسوء تعامل القوات الاميركية مع الاوضاع في العراق. واشار الى انه كان على رامسفيلد الاستقالة اثر الكشف عن عمليات تعذيب السجناء العراقيين في سجن ابو غريب في بغداد. واضاف ان خليفة رامسفيلد سيواجه مهمة صعبة في العراق نتيجة اخطاء سلفه وفشله في ترتيب اوضاع القوات الاميركية التي تتصاعد خسائرها وتقترب من الرقم 3000 جندي قتيل.

ومن الواضح ان الرئيس بوش على علم بقلق العراقيين من الفشل الذي حصده حزبه فسارع الى طمأنة العراقيين وجنوده على ارض العراق بانه لن يتخلى عنهم حين امر سفيره في بغداد زلماي خليلزاد لعقد مؤتمر صحافي امس ليؤكد فيه ان بوش سيعمل مع الكونغرس الجديد من اجل دعم سياسته في العراق.
وقال خليلزاد ان الرئيس الاميركي هو المهندس الاول للسياسة الخارجية كما انه القائد الاعلى لقواتنا المسلحة ومدرك للاهمية الكبيرة لما يحدث في العراق. واضاف ان بوش يعتبر النجاح في العراق ضرورة قصوى للمصلحة الوطنية فهو ملتزم العمل مع الكونغرس بمجلسيه للحصول على الدعم المطلوب من اجل انجاح المهمة في هذا البلد.

ومن جانبهم سارع الديمقراطيون الذين حققوا فوزا ساحقا في الانتخابات س الى دعوة ادارة بوش لتغييرسياسته في العراق.
وقالت النائبة الديموقراطية نانسي بيلوسي التي ستصبح اول أمرأة تتولى رئاسة مجلس النواب الاميركي "الاميركيون لم يقولوا في تاريخهم يوما اننا بحاجة الى توجه جديد كما يقولون اليوم بالنسبة للحرب في العراق". واضافت "الاميركيون صوتوا اليوم من اجل التغيير وصوتوا لصالح الديموقراطيين لاخذ بلدنا في اتجاه جديد وهذا بالضبط ما ننوي فعله". واوضحت بيلوسي التي دعت الى الانسحاب التدريجي للقوات الاميركية من العراق ان سياسة مواصلة النهج في العراق لم تجعل بلدنا اكثر امانا ولم تمكننا من تحقيق التزاماتنا بالنسبة لقواتنا ولم تجعل المنطقة اكثر استقرارا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف