فتح وحماس تتفقان على تشكيل لجنة حوار دائمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عباس قد يلتقي مشعل غداً بتركيا لرأب الصدع
فتح وحماس تتفقان على تشكيل لجنة حوار دائمة
الريس: المسؤول عن هذه الزوبعة قلة من الزعران
شهداء الاقصى تطالب مشعل بالاعتذار لفتح
حمد لإيلاف: حماس اقوى من كل المؤامرات الداخلية
مشعل يؤكد رفضه الاعتراف باسرائيل
فتح تتهم مشعل بالتدبير لحرب أهلية
أبو مرزوق يبعث برسالة تهدئة لفتح
أجواء رعب في غزة بعد تصريحات مشعل
مشعل يشعل مشاعر فتح وحكومة حماس تتبرأ
خلف خلف من رام الله: نجحت الجهود الفلسطينية المبذولة في إيقاف تدهور الأمور في الساحة الفلسطينية بالتوازي مع وصول وفد مصري رعى الليلة حواراً بين حماس وفتح، ويعرف الدور المصري منذ زمن بأنه مطفئ الأزمات في الأراضي الفلسطينية، لما للقاهرة من عمق تاريخي متجذر تجاه القضية الفلسطينية عبر عدة سنوات مضت، كانت فيها القاهرة حلقت الوصل بين الفصائل الفلسطينية وكذلك بين الرئاسة الفلسطينية السابقة والحالية والجانب الإسرائيلي.
وتمخض اجتماع حماس وفتح الليلة عن تشكيل لجنة حوار دائمة بين الجانبين لتطويق التوتر وإيقاف إلى تأزم قد يؤدي لحرب أهلية، وكانت اليوم اندلعت اشتباكات بين مؤيدي فتح وحماس وأدت لإصابة العديد من مناصر الطرفين بجروح. غير أن المشاورات والاتصالات التي بدأت منذ ليلة أمس والدعوات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية ووصول الوفد المصري الذي اجتمع مع الاطراف جميعها نجحت كل هذه الجهود في سحب فتيل الأزمة وتلطيف الأجواء.
وعن حماس شارك في الاجتماع الذي امتد لساعات طويلة كل من الدكتور نزار ريان، عضو المكتب السياسي لحماس، والناطق الإعلامي باسمها، سامي أبو زهري، والنائب عن الحركة في المجلس التشريعي فتحي حماد. بينما حضر الاجتماع عن حركة فتح عبد الله الإفرنجي مسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة، والناطق الإعلامي باسمها ماهر مقداد.
وجاء في بيان صادر عن الحركتين، أنهما اتفقتا على مناشدة جماهير الشعب الفلسطيني الكف عن كل مظاهر الاحتكاك التي تقود إلى الاحتقان. كما اتفق الجانبان على العمل المشترك لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميقها حيث أنها تشكل الضمانة الحقيقية لتحقيق أهدافنا الوطنية ولضمان حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأكدت الحركتان على ضرورة تطوير التضامن والتلاحم بين كافة أبناء شعبنا الفلسطيني على كافة الصعد الرسمية والشعبية لمواجهة الحصار الظالم وغير المبرر المفروض على شعبنا الفلسطيني. وطالبت الحركتان إلى وجوب احترام قيادات الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية والابتعاد عن لغة التشويه والتشكيك والإساءة والتطاول والتخوين. وكذلك أرسلت الحركتان دعوة لمؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينيتان إلى تعزيز وتطوير أداء آلية التنسيق بينهما بما يساعد على تطوير كافة المؤسسات الحكومية لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني.
هذا فيما أعطى الرئيس الفلسطيني أوامر بإلغاء مسيرة للأمن الوطني كانت مقررة يوم غدا في مدينة رام الله احتجاجاًُ على تصريحات مشعل، وقالت وكالة معا الفلسطينية أن الرئيس أبو مازن قد يوافق على دعوة للقاء عاجل بينه وبين خالد مشعل في تركيا غدا لرأب الصدع وتبديد المخاوف من انقسام الشعب وتبريد الرؤوس الحامية.
وكان مشعل أعلن اليوم خلال مؤتمر صحافي في دمشق بإن تصريحاته -التي اتهم فيها جهات بالتآمر لإسقاط الحكومة- وظفت على غير وجهها في إثارة أجواء احتقان على الساحة الفلسطينية. وقال مشعل إنه يكن كل الاحترام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ولكل الفصائل، ولا يسعى للإساءة لأحد. لكنه أضاف أن الأخطاء يجب أن تصوب ولا ينبغي أن تظلم الحكومة الفلسطينية ويكفي ما نتعرض له من حصار أميركي وإسرائيلي. ودعا مشعل جماهير الشعب الفلسطيني إلى الهدوء والتوحد ومعالجة القضايا المختلف عليها أو التي فيها تجاوزات بالاحتكام إلى القانون والحوار الوطني الجاد والتوحد في وجه الضغوط الخارجية وليس الاحتكام إلى رفع السلاح في الشوارع. وعن اتهامه بإذكاء الاقتتال الداخلي، قال "نحن وحدويون طول عمرنا وهذه اتهامات لا تستحق أن نرد عليها، وكان مشعل اتهم أمس الجمعة جهات بـ"التآمر" على حكومة حماس بمساعدة الأميركيين وإسرائيل بهدف عودة حركة فتح إلى السلطة.
محللون لـ إيلاف: مشعل صعد القضية إقليميا
ما زال صدى التصريحات التي أطلقها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من العاصمة السورية يوم أمس تتردد في أذان الفلسطينيين، هذا في وقت أصيب فيه أكثر من 20 فلسطينياً نتيجة صدامات بين مؤيدي فتح وحماس في قطاع غزة، هذا فيما أجمع محللون استطلعت آراؤهم إيلاف أن مشعل بتصريحاته وضع القضية الفلسطينية في حمى الاستقطابات الإقليمية، مشيرين إلى أن لهجة مشعل القوية لم تأت من فراغ، بل استندت إلى توازن القوى الجديد الذي أحدثته إيران في المنطقة مع إعلانها نجاح أول تجاربها لتخصيب اليورانيوم قبل عدة أيام.
المحلل السياسي الفلسطيني البرفسور عبد الستار قاسم، رأى في حديثه لـ"إيلاف" أن تصريحات مشعل كانت نبرتها قوية، مما يعني أنه يستند إلى قوة تدعمه، منوهاً في الوقت ذاته، بأن حماس عملت خلال تواجدها في المعارضة على إفشال مشروع فتح، وفي الوقت ذاته، هناك من يحاول الآن إفشال مشروع حماس. مضيفا: ولكن هناك نقطة مهمة حماس أفشلت مشروع فتح من خلال عملياتها ضد إسرائيل، ولم تعمل ضد فتح بشكل رئيس. مؤكداً ضرورة رقي الجماهير والشعب الفلسطيني فوق الاعتبارات الحزبية حتى يتسنى تجاوز المرحلة. وقال: مطلوب من الجميع تهدئة الوضع حتى يتسنى للحكومة الفلسطينية بقيادة حماس إثبات وجودها، واستيعاب ما يدور حولها.
وقال عبد الستار: اعتقد أن حماس قادرة على تجاوز المرحلة رغم أن الأيام القادمة قد تكون صعبة عليها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المساعدات ستصل لا محالة للفلسطينيين، كون إسرائيل والمجتمع الدولي غير معنيين بتجويع الفلسطينيين، وكما أن هذا الأمر ليس من مصلحتهم، كما طالب عبد الستار حماس بضرورة الشفافية مع الجماهير الفلسطينية وإطلاعها على نتائج زياراتها واتصالاتها مع جميع الأطراف العربية والدولية.
الشوبكي: على الجميع الرقي بالعمل الحزبي
ومن ناحيته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بلال الشوبكي في حديث مع إيلاف بأنه لا يتوجب الإلتفات إلى خطاب مشعل، لان هذا الخطاب عادي ومتناسب مع ما يدور في الساحة الفلسطينية، والأصل أن الموضوع الأهم للنقاش والتحليل هو الشذوذ السياسي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، كما أوضح الشوبكي ان على الجميع الابتعاد عن الحسابات الفصائلية الضيفة والرقي في مستوى العمل الحزبي بما يخدم المصلحة الفلسطينية لا المصلحة الفتحاوية أو الحمساوية.
كما أشار الشوبكي إلى أن الساحة الفلسطينية انشغلت وابتعدت عن قضيتها المركزية في مواجهة الاحتلال، وباتت تركز على تنازعات وقضايا فئوية بما يسمح لإسرائيل بالاستمرار في مشاريع وفرض الحلول والأمر الواقع دون أي مواجهة فلسطينية. كما نوه الكاتب إلى أن تحليل خطاب مشعل يمكن أن يكون مهماً إذا ما أخذناه على المستوى الإقليمي، فهذه اللهجة لم نعهدها في خطاب حماس أو حتى الإخوان المسلمين بشكل عام فسياساتهم السابقة لم تكن مبنية على علاقات التصادم مع الأنظمة الحاكمة. وهذا التحول الجديد ربما يعطي دلالات أن حماس باتت تمتلك ظهيراً إقليميا متمثلاً في إيران والتي أضحت قوة لا يمكن تجاهلها في الشرق الأوسط.
خالد يطالب بوقف العنف
في غضون ذلك، دعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان صحفي وصل نسخة منه لـ إيلاف حركتي فتح وحماس إلى ضبط النفس واعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل الخلافات والتباين في وجهات النظر بشأن العديد من القضايا والتي هي في الأساس مطروحة على جدول الأعمال الوطني.
وجاء في بيان خالد: لا يجوز انفراد أي طرف بتحويلها إلى مادة لخلافات تخرجها عن مسارها وسياقها من خلال التعامل معها باعتباره خلافات فئوية سواء ما اتصل منها بأوضاع منظمة التحرير الفلسطينية او باوضاع السلطة الوطنية الفلسطينية او الصلاحيات بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة .
وطالب خالد الجميع الابتعاد عن لغة التحريض والتشهير واعتماد لغة سياسية مسؤولة وادارة سياسية ملتزمة في مواجهة السياسة العدوانية التوسعية لحكومة اسرائيل وممارساتها التعسفية اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين وفي مواجهة سياسة العقوبات الجماعية وتجفيف الموارد التي تمارسها وتدعو لها الإدارتان الأمريكية والإسرائيلية وهي عقوبات ليست موجهة ضد الحكومة الفلسظينية وحدها بقدر ما هي موجهة ضد الشعب الفلسطيني وخياراته الديمقراطية التي مارسها في الانتخابات الأخيرة للمجلس التشريعي.