مشتك في محكمة الانفال : كانوا يعتدون على المعتقلات جنسيًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: رفعت المحكمة الجنائية العراقية العليا جلساتها الى يوم غد الثلاثاء لمواصلة محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين وستة من مساعديه السابقين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 وذلك بمقاطعة اعضاء فريق الدفاع الذين ناب عنهم محامون عينتهم المحكمة التي اكملت اليوم الاستماع الى اقوال ثلاثة مشتكين جدد ليصل عددهم منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي الى 33 مشتكيا .
وقد اشار مشتك الى ان امر معتقل نقرة السلمان الصحرا
طرد صدام لرفضه الجلوس في القفص
انتهاء مشكلة الاقاليم والدستور رسميا اليوم
اتفاق مفاجئ على الاقاليم وتعديل الدستور
ارهابيون على علاقات مع تجار نفط عراقيين
طالباني لابقاء العراق خارج صراعات المسؤولين
علاوي يدعو لوقف نزيف الدم وقائمته تؤكد اغتيال
العراق: التوافق اشترطت عامين رفضه الائتلاف
جبهة التوافق : ميليشيات تفرغ بغداد من السنة
وي الجنوبي واسمه حجاج كان يعتدي على الفتيات جنسيا بينما اكد اخر ان حملة الانفال قتلت زوجته واولاده السبعة في حين اشارت شاهدة الى اعتقال زوجها وابناء عمها واختها وابناءها السبعة عام 1087 وهم مفقودون منذ ذلك الوقت ومسجلين في عداد الضحايا .وبعد انتهاء المشتكي الاول من اقواله طلب صدام عدم وضعه في قفص الاتهام واخراجه منه وقال وهو يحمل ورقة صفراء انه يطلب ألا يوضع في هذا القفص بعد الان. وقد حصلت مشادة بين صدام وبين القاضي الذي طلب من المتهمين عدم استخدام الالقاب السابقة للمتهمين ورتبهم ووظائفهم السابقة وعندما دعاه القاضي الى السكوت والتزام الهدوء واحترام اداب الجلسة رد صدام ان المحكمة غير مؤدبة .. واضاف انه لايشرفه حضورها وخاطب القاضي قائلا "لايشرفني ان اتكلم معك" فطلب القاضي اخراجه من القاعة معلقا "انا استغرب كيف يدعي صدام انه دكتوراه في القانون وهو لايعرف اصول المحاكمات" . وهنا أمر القاضي باخراجه من قاعة المحكمة فورا فاقتاده حراس الى خارجها. وكان القاضي الجديد قد طرد الرئيس المخلوع ايضا الاربعاء الماضي حين اعترض على تغيير رئيس المحكمة السابق عبد الله العامري .
وقد رفض المتهم سلطان هاشم وزير الدفاع السابق قبل ذلك الاعتراف بمحاميه الذي عينته المحكمة بدل محاميه الاصلي الذي يقاطع جلساتها وقال ان ما يتحدث عنه هذا المحامي لايمثل رايه وطلب السماح له بتكليف محام يختاره هو فابلغه القاضي محمد الخليفة انه سيبحث الامر معه بعد رفع الجلسة .كما احتج المتهم علي حسن المجيد على تعيين محام له وقال انه اذا لم يسمح له باختيار محام اخر بنفسه فانه سيلتزم الصمت وطالب القاضي اباعفائه من حضور الجلسات قائلا " لان الحكم علينا مسبق بارادة سياسية" .
ورفض المتهم طاهر توفيق العاني محاميه الذي عينته المحكمة وقال انه يتحدث عن قضايا تخصه لكنه يبدو انه لايعرف عنها شيئا مشيرا الى ان كلام المحامي يؤثر سلبا على قضيته .. فطلب منه القاضي ان يكلف محاميا جديدا .
المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم وهو الحادي والثلاثين منذ بدء المحاكمة في الحادي والعشرين من الشهر الماضي محمود رسول مصطفى مواليد 1931 ويعمل فلاحا ويسكن قرية بلخا السفلى التابعة لناحية قرة داغ في محافظة السليمانية (330 كم شمال بغداد) انه في 23 اذار (مارس) عام 1988 ضربت القوات العراقية قرية سوسنة القريبة بالاسلحة الكيمياوية مشيرا الى انه راى دخانا يتصاعد منها وحين حاول الاقتراب منها شم رائحة الدخان الذي جلبه الرياح فكانت رائحته تشبه رائحة التفاح كما اصيب بضيق في التنفس فذهب الى مستوصف قريب حيث تمت معالجته . وبعد ذلك بدات القوات العراقية تحتشد حول المنطقة فبدأ سكان القرى فيها بالهرب الى قرية قريبة وفي اليوم الثاني طلع مع اخرين على جبل عال لمشاهدة مصير القرى فراى النيران تشتعل فيها وقد احرقت جميعها وهي بلخا السفلى ومسوري وديوانية ونتشمجير وقاوا سبي وقد باشر سكانها بالنزوح عنها . لكن قوات الجيش حضرت فجمعتهم في شاحنات عسكرية ونقلتهم الى معسكر طوبزاوة جنوب مدينة كركوك حيث فصلوا النساء عن الرجال ثم الشباب عن الاخرين وهناك تم الاستيلاء على ماكانوا يحملونه من وثائق رسمية واموال وخواتم وساعات .
واوضح ان افراد عائلته كانوا معه حيث تم نقل جميع المعتقلين في اليوم التالي الى معتقل نقرة السلمان الصحراوي حيث بقوا هناك خمسة اشهر وكان عددهم يتراوح بين ثلاثة واربعة الاف معتقل وكانت معاملتهم سيئة جدا حتى ان احد الجنود ضربه بقطعة حديد فكسر عددا من اضلاعه بينما مات كثيرون يتراوح عددهم بين 400 و500 شخص لسوء الاوضاع المعيشية والصحية .. وبعد هذه الفترة اعيدوا الى مدينة السليمانية ومنها الى منطقة زراين حيث تم اطلاق سراحهم . واكد انه عندما تم اعتقال سكان القرى كان بينهم زوجته واولاده الخمسة لكنه منذ ذلك اليوم لايعرف عنهم شيئا وهم في عداد الممفقودين لحد الان مشيرا الى ان هناك عدد اخر من اقاربه مازالوا مفقودين ايضا . وقدم شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد وكل من شارك في ارتكاب هذه الجرائم طالبا التعويض عن حرق منزله وقريته .
المشتكي الثاني
وقال المشتكي الثاني وهو رفعت محمد سعيد طه من قرية جعفران بمحافظة السليمانية انه في ليلة 23 اذار عام 1988 قصفت القوات العراقية مناطقهم بالاسلحة الكيمياوية حيث كان يتصاعد دخان كريه الرائحة فاصيب بالعمى في عينه اليمنى وهرب من عائلته ومعهم مواشيهم مع اخرين ولكن التقوا مع احد افواج الاكراد المسلحة المؤيدة الى الحكومة وقاموا بفصل عائلتي واقارب اخرين عني وسمحوا لهم بالمرور ثم قاموا باعتقاله هو مع عدد من الاقارب . واشار الى ان المناطق التي مروا بها خلال هروبهم كانت فيها الغام ارضية انفجرت بالبعض فقتل بين 20 و30 شخصا .
واضاف الى انه والمعتقلين نقلوا الى مدينة السليمانية واحتجزوا في معتقل برفقتها العسكرية
وبعد اربعة ايام نقلوا الى معسكر قوات الطواريء حيث بقوا هناك اسبوعا الى ان حضرت 32 سيارة نقلوا بها الى نعسكر طوب زاوة جنوب كركوك حيث فصلوا النساء والشباب والكبار عن بعضهم ثم نقلوا الى محتجز محافظة السماوة الصحراوي في نقرة السلمان حيث ظلوا هناك ستة اشهر و15 يوما توفي خلالها عدد من المحتجزين ذكر اسماءهم . واوضح انه في احد الايام جلبوا الى المعتقل سكان مدينة حلبجة الذين عادوا من ايران . واشار الى ان امر المعسكر حجاج كان يستدعي كل يوم فتاتين الى غرفته وعند عودة الفتاتين كانتا تبكيان مؤكدتين انه تم الاعتداء عليهما جنسيا . واضاف انه بعد تلك الاشهر في نقرة السلمان اعادوهم الى مدينة السليمانية حيث تم اطلاق سراحهم وقدم شكوى ضد صدام حسين وعلي حسن المجيد و امر المعتقل واسمه حجاج لكنه لايعرف اسم ابيه . وفي اجابته على اسئلة المحامين اكد انه لم يكن عضوا في قوات البيشمركة .
المشتكية الثالثة
وقالت المشتكية فهيمة امين كريم مواليد عام 1937 ربة بيت تسكن قرية جعفران بمحافظة السليمانية انه في الشهر الثالث عام 1986 كانت القرى تقصف من قبل المدفعية العراقية بالاسلحة الكيمياوية حيث اصيبت هي واطفالها بعجز عن الحركة وتم نقلهم الى مستشفى جمجمال لكن الاطباء خافوا من علاجهم فنقلوا الى مستشفى عسكري في كركوك . واضافت "منتحبة" انه تمت معالجتهم لكن ابنتها ذات الاربع سنوات ماتت بفعل الكيمياوي ولما بداوا بالشفاء بعد 20 يوما اقتيدوا الى سجن ميسلون في كركوك هي وابنتيها الاثنتين حيث كان السجن مليئا بالاطفال والنساء حيث مكثوا فيه لمدة عام وينامون على الارض ويعانون الجوع والوسخ الى ان صدر عفو عنهم فعادوا الى قريتهم .. وبعد عشرة ايام تعرضوا لحملة الانفال عام 1977 عندما عادت القوات العراقية بالقصف ولكن بشدة هذه المرة فهربوا من منزلهم تاركين كل شيء حتى ماشيتهم وسكنوا في السليمانية ولحد الان . واضافت انه بعد قصف قريتهم اعتقلت السلطات زوجها وابناء عمها وابناء اختها السبعة ولايعرف عنهم شيء لحد الان وهم في عداد المفقودين . واشتكت على صدام والمجيد وضابط اسمه رمزي كان يهينهم في المعتقل .
مقاطعة هيئة الدفاع لجلسة اليوم
وقد قررت هيئة الدفاع تعليق حضورها في جلسة محاكمته اليوم الاثنين". وقال خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع ان هيئة الدفاع قررت تعليق حضورها جلسات المحكمة وذلك بسبب وجود القاضي الجديد . واضاف "اننا نعد هذه المحكمة تفتقر الى الحيادية والنزاهة من بداية تأسيسها ولكنها ازدادت سوءا بسبب مجيء القاضي الجديد". واشار الى "ان التدخلات المباشرة من قبل الحكومة منذ انشاء هذه المحكمة يفقدها موضوعيتها واستقلاليتها في النظر في مثل هذه القضية لاسيما وانها ستقرر مصير الشعب ومصير شعوب المنطقة". وقال " اعتقد ان صدام حسين لن يحضر جلسة اليوم ولكن اذا ما اجبر على حضورها فأنه سيحضر وفي اجباره مخالفة قانونية اخرى مع التي ارتكبت سابقا" .
المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " .