أخبار

الملك عبد الله في ألمانيا: ملفات ساخنة على طاولة البحث

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تعثّر القمة السعودية ـ الليبية في اللحظة الأخيرة
الملك عبد الله في ألمانيا: ملفات ساخنة على طاولة البحث

الملك في جولته الاوروبية

لم يشاهد البرلينيون الملك

العاهل السعودي يصل الى برلين

الملك عبد الله في "خريف الأناضول": مستقبل العلاقات أخضر !!

ردود فعل حول زيارة الملك عبدالله للفاتيكان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

هل يحقق الملك حلم الفلسطينيين من روما؟

الملك عبد الله في روما اليوم... وفي الصرح البابوي غدًا

الزيارة الملكية: ربطات عنق خاطئة وقصف إعلامي

في ختام زيارته لبريطانيا العاهل السعودي يحضر حفل استقبال سفارة المملكة في لندن

الملك عبد الله: اقتصادنا هو الأكبر في المنطقة

زيارة الملك عبدالله الى انكلترا

الملك عبدالله و برودي حضرا حفل رجال الأعمال

مسيحيو الشرق يريدون انتزاع وعد روماني من العاهل السعودي
الملك عبد الله والبابا مع مواصلة "الحوار بين الأديان"

رداً على "اعتذار ليلي" من قبل نظيره البريطاني بسبب "الولادة"
سعود الفيصل يلغي حضوره إجتماعا "بين المملكتين"

مقابلة الملك عبد الله مع BBC تثير زوبعة من ردود الفعل
البريطانيون يجدّدون المطالبة بفتح تحقيق في إخفاق الحكومة الأمني

محمد مسعاد من برلين، إيلاف والوكالات:يواصل الملك عبد الله زيارته لألمانيا المحطة الرابعة من جولته الأوروبية التي وصل إلى عاصمتها برلين أمس، في وقت ذكر دبلوماسيون عرب أن الوساطة المصرية لعقد لقاء قمة بين عبد الله والعقيد معمر القذافي وصلت إلى طريق مسدود. أعلن مصدر دبلوماسي عربي أن جهود القاهرة لعقد لقاء المصالحة بين الملك عبد الله والقذافي تعثرت في اللحظة الأخيرة، مشيرًا إلى أنّ الجهات الليبية اطلعت المسؤولين المصريين أن القذافي ليس في وارد زيارة مصر لحضور إفتتاح الدورة العربية الرياضية الأحد المقبل. وأوضح أن سبب تعثر القمة السعودية ـ الليبية يعود إلى رفض القذافي الترتيبات المصرية التي أعدت للقاء، على اعتبار انه يجري بشكل عفوي على هامش الدورة العربية ولم يتم الإعداد له بشكل منفصل.


ومن المنتظر أن يجري الملك السعودي خلال زيارته الالمانية، التي تستمر ثلاثة أيام، محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس هورست كولر ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير. وقال متحدث باسم المستشارية الألمانية، إنّ "الشق السياسي من المباحثات سيتركز على موضوعين: التطورات في الشرق الأوسط قبل اجتماع أنابوليس، والتطورات في إيران وتأثيرها على العالم الإسلامي، والاستقرار في أفغانستان وباكستان".


وكانت ألمانيا قد استقبلت أمس بحفاوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأقام الرئيس الألماني حفل استقبال وعشاء تكريمًا للملك والوفد المرافق. وقدم الرئيس كولر للملك خلال حفل الاستقبال وسام الدرجة الخاصة وهو أعلى وسام في ألمانيا، فيما قدم الملك للرئيس الألماني قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم.
وخلال الحفل الملك كلمة أكد فيها اعتزاز المملكة بعلاقاتها التاريخية مع ألمانيا التي تعود إلى 80 سنة. وقال الملك إن اقتصاد المملكة الحر يرحب بالاستثمارات الألمانية ويضمن لها المناخ الملائم "كما نرحب بالمزيد من المشاريع الألمانية السعودية المشتركة". وقال إن الوقت قد حان للوصول إلى تسوية عادلة للنزاع العربي - الإسرائيلي تضمن لكل طرف حقه في ظل قرارات الشرعية الدولية.

ورحب الرئيس الألماني في كلمته خلال حفل الاستقبال والعشاء بالملك . وقال: "إن التحولات التي وقعت في المملكة في ظل قيادتكم الحكيمة دلت على أنكم تتعاونون من موقع مواجهة التحديات التي يفرضها المستقبل". وأعرب الرئيس كولر عن أمله في أن تخلق الزيارة الملكية حوافز جديدة أخرى للتعاون السعودي - الألماني القائم على الشراكة بين البلدين .

وأقامت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل، حفلاً تكريميًا للملك عبدالله بمقر المستشارية في برلين. من جهته أعرب الملك عبدالله عن ثقته بمستقبل العلاقات السعودية - الألمانية. وقال إن ألمانيا الصديقة بفضل مكانتها الاقتصادية والسياسية مؤهلة، لأن تساهم بدور فاعل في عملية اقرار السلام في العالم.

ونبه الملك عبدالله بن عبدالله العزيز الى أن منطقة الشرق الأوسط تعاني الكثير من المشكلات السياسية، ورأى أن استقرار الأوضاع المتفجرة في هذه المنطقة وإخلائها من أسلحة الدمار الشامل وزيادة التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب سيساهم في ترسيخ الأمن. وأثنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين لحل النزاعات بالطرق السلمية، كما نوهت بالدور الذي يقوم به في تحسين العلاقات بين الدول، لافتة الى أن "هذا الدور يتمثل في أن كلمتكم مسموعة في العالم".

وقال مساعد الناطق باسم المستشارية طوماس سيتغ في وقت سابق إن العاهل السعودي "سيجري محادثات مكثفة جدًا في المستشارية حول عدد من القضايا الاقتصادية والسياسية تعقبها مادبة عشاء". وذكر بأن السعودية "شريك اقتصادي كبير" لألمانيا.وأوضح في تصريح للصحافيين أن الشق السياسيي من المحادثات سيركز على موضوعين: "التطورات في الشرق الأوسط قبل اجتماع انابوليس" و"التطورات في إيران وتأثيرها على العالم الإسلامي والاستقرار في أفغانستان وباكستان".وأشار الى أن "الحكومة تأمل وتنتطر من اجتماع انابوليس أن يسهم في تحقيق اختراق" في نزاع الشرق الأوسط.

زيارة الملك عبد الله في مرآة الصحافة الألمانية.
و أخذ موضوع زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله الرسمية لألمانيا حيزاً أساسيا من اهتمامات وسائل الإعلام الألمانية، المكتوبة و السمعية والبصرية. وركزت كلها على حدث الزيارة الذي يأتي في وقت دقيق، سواء على الصعيد الثنائي أو الدولي أوالإقليمي. ولم تقتصر التغطية الإعلامية لزيارة العاهل السعودي لألمانيا فحسب، وإنما تطرقت لمجمل زياراته الأوروبية أيضاًَ، وبخاصة إلى اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبد الله و بابا الفاتيكان بينيديكت السادس عشر. وفي هذا السياق اعتبرت القناة الأولى الألمانية "آ آر دي" هذه الزيارةَ حدثاً يؤكد على العلاقات السعودية الألمانية المتميزة التي تضرب بجذورها إلى عقود عديدة. وأشارت القناة إلى ألاهمية التي تكتسيها هذه الزيارة بوصفها مناسبة لبحث عدد من القضايا الدولية والإقليمية، لا سيما أن السعودية كانت تقوم بدور وساطة فاعلة لحل نزاعات المنطقة العربية وقضاياها. كما ذكرت القناة أن ملف الارهاب والعمل الدولي المشترك لمواجهته سيكون حاضراً في مباحثات برلين. وفي السياق نفسه كتبت يومية "تاغستسايتونغ" ذات التوجه اليساري أن الملك عبد الله معروف لدى الساسة الأوروبيين والدوليين من خلال مبادرة السلام التي طرحها عام 2002.

وأشارت الصحيفة إلى أن للسعودية دوراً أساسياً في الوساطة بين عدد من الدول، وبين فرقاء النزاع داخل الدولة الوحيدة على غرار الوساطة بين منظمتي فتح وحماس الفلسطينيتين وجهودها المتواصلة في استتبات الأمن والسلم داخل لبنان. أما صحيفة "زيدديويتشه تسايتونغ" المحافظة فأولت اهتمامها للاستقبال الذي خص به بابا الفاتيكان العاهلَ السعودي بعد الاستقبال الذي حضي به الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد من طرف البابا السابق، يوحنا بولس الثاني، قبل ثمان سنوات. وقالت إن هذا الاستقبال إشارة واضحة من رمز مسيحي ديني إلى الملك عبدالله باعتباره خادم الحرمين الشريفين، وتابعت الصحيفة أنّ اللقاء الذي استمر نصف ساعة كان فرصة للطرفين للتداول في موضوع أساسي يشغل الرأي العام الغربي والإسلامي ألا وهو موضوع "حوار الثقافات والأديان"، وأضافت قائلةًَ إن الملك عبد الله يؤمن بضرورة إرساء سلام دائم وشامل.

أما جريدة "نويه تسوريشه تسايتونغ، السويسرية الناطقة باللغة الألمانية، فكتبت عن الدور الأساسي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في حل بعض النزاعات الإقليمية مركزةًَ على الدور الذي يمكن أن تقوم به الرياض في ملف العراق وفي إيجاد مخرج للتصعيد في الأزمة بين حكومة إردوغان ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.

إن زيارة الملك عبد الله شكلت حدثاً بازراً بالنسبة للنخبة السياسية والاعلامية بسبب أهمية التحديات والقرارات التي يمكن أن تتمخض عن المحادثات السعوديةـ ألالمانية، وتكمن دلالة هذه الزيارة في نظر اسكندر الديك، مراسل "الدويتشه فيله" للشؤون البرلمانية، في كونها زيارة تؤكد على سياسة الانفتاح التي اختارتها المملكة السعودية منذ أحداث الـ 11 سبتمبر الارهابية بحكم أن الرياض كانت المتضرر الأكثر من الارهاب.

وتتجلى الدلالة الثانية في نظر اسكندر الديك في التحرك الديبلوماسي الدؤوب الذي انتهجته المملكة العربية السعودية منذ مدة طويلة توجت بالزيارة التاريخية التي قام بها العاهل السعودي للفاتيكان على الرغم من غياب علاقات ديبلوماسية بين الطرفين، وقد تكون هذه لزيارة لبنةً أولى، كما يقول اسكندر الديك، في تشييد علاقات ديبلوماسية. أما الدلالة الثالثة لهذه الزيارة فيلخصها مراسل الدويتشه فيله للشؤون البرلمانية في قوة الاقتصاد السعودي الذي ازداد انتعاشاًَ جراء ارتفاع سعر النفط ، مما وطّد مكانة للسعودية ودورها الأساسي في السوق العالمية.

وأشار إسكندر الديك إلى أن المحادثات السعوديةـ الألمانية ستشمل قضايا أساسية تشغل بال المجتمع الدولي، سواء تعلق الأمر بالمؤتمر المزمع عقده حول الشرق الأوسط أو أزمة الملف النووي الايراني أو العراق أو لبنان.

العلاقة بين البلدين

وتعرف العلاقات السعودية الألمانية خطا متصاعدا ما فتئت تتطور بفعل العلاقات المتميزة والتي تمتد إلى حوالى سبعة عقود مضت. وكانت الانطلاقة الحقيقية لهذه العلاقات سنة 1929 عن طريق الملك عبد العزيز. وشهدت هذه العلاقات سنة 1939 قفزة بتدشين البلدين علاقات دبلوماسية تعززت بتبادل السفراء سنة 1959 حيث أرسلت المملكة العربية السعودية أول سفير لها لألمانيا.

وتعتمد العلاقات الألمانية السعودية مبدأ المصلحة العليا للبلدين وتطورت لتشمل ميادين مختلفة منها الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية. وكانت أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى هي التي قام بها الملك فهد بن عبد العزيز كولي للعهد سنة 1978، تلتها زيارة للملك خالد بن عبد العزيز سنة 1980. وتعتبر الزيارة التي يقوم بها اليوم العاهل السعودي الملك عبد الله هي الزيارة الثانية له بعدما زار ألمانيا كولي للعهد سنة 2001. وفي اطار تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، قام عدد من المستشارين الألمان بدورهم بزيارات للمملكة العربية السعودية، حيث زار المستشار هيلموت شميت السعودية سنة 1976، وبدوره هيلموت كول قام هو الآخر بزيارة للعربية سنة 1985. أما المستشار السابق غيهارد شرودر فقام من جانبه بزيارتين رسمتين الأولى في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2003 والثانية في فبراير سنة 2005 على رأس وفدين مهمين من عالم السياسة والاقتصاد والثقافة. وبدورها لم تخرج المستشارة أنجيلا ميركل عن هذه القاعدة حيث زارت هي أيضًا المملكة العربية السعودية في فبراير الماضي. وجدير بالذكر أن تبادل الزيارات بين البلدين شكل فرصة سانحة للطرفين من أجل تعميق وتطوير التعاون بين الرياض وبرلين على أكثر من صعيد.

وتحتل المملكة العربية السعودية المكانة السابعة من بين سبع وعشرين دولة مزودة لألمانيا بالبترول حيث وصلت القيمة الاجمالية لذلك ما بين أبريل 2004 و مارس 2005 3,995 مليون طن. ويفوق حجم المشاريع بين الدولتين 120 مشروعًا تتوزع بين 48 مشروعًا في قطاع الصناعة و تشمل باقي المشاريع قطاعات البناء والشركات وقطاع الخدمات. ويبلغ حجم هذه المشاريع أكثر من 6,503 مليارات دولار، يملك فيه قطاع الاستثمار الألماني حوالى 40 في المئة.

وتجدر الاشارة إلى أنه من حين لآخر يتبادل البلدان زيارات مهمة بين رجال الأعمال والمستثمرين من أجل تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون بين العربية السعودية وألمانيا، خصوصًا في ميدان الماء الصالح للشرب والتصريف الصحي للمياه والطاقة، اضافة إلى مشاريع أخرى كالسكك الحديدية والطرق والموانئ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف