حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في أسئلة وأجوبة

أدت اليمين وتولت السلطة
حكومة الوحدة الفلسطينية في أسئلة وأجوبة

العاهل الأردني يهنئ عباس باتصال هاتفي

عباس يعين دحلان مستشارا للأمن القومي

قمة الملكين حمد وعبدالله: إحياء مبادرة بيروت ودعم السلطة الفلسطينية

مسؤول خليجي: القمة العربية بالرياض قادرة على مواجهة التحديات

بعد منحها الثقة ملفات أمنية وإقتصادية ثقيلة بانتظارها
الحكومة الفلسطينية بين الترحيب الدولي والحظر

رايس تلتقي الرباعية العربية في مصر

العاهل السعودي يبارك للحكومة الفلسطينية

رام الله وغزة، الوكالات: فازت حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة تجمع بين حركتي فتح العلمانيةوحماس الاسلامية وترفض إسرائيل اعتبارها شريك سلام بالاقتراع على الثقة في البرلمان يوم السبت في ائتلاف تأملان أن ينهي العنف بين الفصائل الفلسطينية والعقوبات الخارجية الموجعة. وقال رئيس الوزراء المنتمي الى حركة حماس اسماعيل هنية "ان هذا اليوم هو المدخل لمرحلة جديدة. الذي جرى اليوم هو مفخرة للشعب الفلسطيني ومفخرة للوطن العربي". وصدق المشرعون الفلسطينيون رسميا على الحكومة التي ادت اليمين في وقت لاحق أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدما أعلن هنية أن الحكومة ستتمسك بأن المقاومة "بكافة أشكالها" ضد اسرائيل "حق مشروع". وتبنى عباس الذي يرأس منظمة التحرير الفلسطينية من جديد مبادرة عربية باحلال سلام شامل مع اسرائيل اذا انسحبت من كل الاراضي التي احتلتها في حرب 1967.وفيما يلي الاجابة عن بعض الاسئلة المتعلقة بالحكومة الجديدة.

لماذا شكلت هذه الحكومة؟
أصيبت الحكومة السابقة بقيادة حماس التي تولت السلطة بعد فوز الحركة الاسلامية بانتخابات في يناير كانون الثاني عام 2006 بالعجز بعد رفض اسرائيل والقوى الغربية التعامل مع ادارة لا تعترف باسرائيل ولا تنبذ العنف ولا تقبل اتفاقات السلام مع اسرائيل.

وأسفرت اشتباكات بين القوات الموالية لكل من حماس وفتح عن مقتل ما يزيد على 300 شخص في العام الاخير الامر الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب اهلية. وأدى الحظر الدولي للمساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية الى عدم دفع رواتب موظفي الحكومة كاملة وهو ما ادى الى تفاقم الازمة الاقتصادية. واتفقت فتح وحماس في محادثات أجريت بوساطة السعودية في مكة في الثامن من فبراير شباط على وقف الاقتتال وتشكيل حكومة وحدة.

ما هو تشكيلها؟
تتألف الحكومة من ثماني حقائب لحماس وست لفتح وأربع للمنظمات اليسارية وخمس للمستقلين. واحتفظ اسماعيل هنية عضو حماس بمنصبه كرئيس للوزراء واصبح عزام الاحمد عضو فتح نائبا له. وأسندت الوزارات الرئيسية مثل المالية والداخلية والخارجية لاعضاء لا ينتمون الى حماس في استراتيجية تهدف الى انهاء الحصار الدولي أو تخفيفه.

اول اجتماع برئاسة عباس

وتعقد الحكومة اليوم اجتماعها الاول برئاسة عباس وبحضور هنية في مقر الرئاسة بمدينة غزة. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة ان هذا الاجتماع الاول لحكومة الوحدة الوطنية "حيث سيتم طرح الخطوط العريضة بالنسبة لعمل الحكومة في المرحلة الحالية".

ما هي اكبر التحديات التي تواجهها؟
إنهاء الاقتتال الداخلي وانهاء الحصار الذي تفرضه لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي تتألف من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وليس واضحا ان كانت الحكومة ستتمكن من التغلب على التنافس الداخلي والعمل كائتلاف حقيقي أمامه فرصة لاقناع المانحين الدوليين باستئناف المساعدات المباشرة. ولا يفي برنامج الحكومة بمطالب اللجنة الرباعية للوساطة لكنه يتعهد باحترام اتفاقات السلام السابقة.

وليس واضحا ما اذا كانت ستؤيد مبادرة السلام العربية التي تدعو لانسحاب اسرائيل من كل الاراضي العربية المحتلة واقامة دولة فلسطينية مقابل السلام مع كل الدول العربية. وقد تطرح المبادرة من جديد في قمة عربية في الرياض سيحضرها كل من هنية وعباس في اواخر الشهر الجاري.

الى متى ستستمر؟
لا يتوقع سوى قليل من الفلسطينيين أن تستمر الحكومة حتى انتخابات المجلس التشريعي المقررة بعد ثلاث سنوات الا ان الامر يتوقف الى حد بعيد على ما اذا كانت ستستطيع وقف العنف وتخفيف الحظر واظهار جبهة موحدة فيما يتعلق بعملية السلام مع اسرائيل.

ما هو رد الفعل العالمي؟

اعلنت متحدثة باسم السفارة الاميركية في القدس اليوم ان الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع عدد من اعضاء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الذين لا ينتمون الى حركة حماس التي تعتبرها واشنطن "منظمة ارهابية". وقالت المتحدثة "سنواصل اجراء اتصالات مع الرئيس محمود عباس وكذلك مع شخصيات لا تنتمي الى منظمة ارهابية لكنها تتحمل مسؤوليات في حكومة الوحدة هذه". ولا تزال حماس مدرجة على لائحة "المنظمات الارهابية" في الولايات المتحدة.

كما ردّت واشنطن بحذر على تنصيب حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة، فأعربت عن خيبة أملها من السياسة المبدئية التي تضمنها خطاب رئيس الوزراء اسماعيل هنية، وخصوصا إشارته إلى "الحق بالمقاومة".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون مكورماك، تعليقا على ما جاء في خطاب هنية: "إن الإشارة إلى ؟حق المقاومة` هي أمر مزعج ويتناقض بشكل مباشر مع مبدأ اللجنة الرباعية في نبذ العنف". وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل التعامل مع الرئيس عباس، ولكن اتصالاتها الأخرى ستقرر على أساس كل حالة على حدة.

اسرائيل

بدورها تعهدت اسرائيل بمقاطعة حكومة الوحدة مثلما رفضت التعامل مع الحكومة السابقة التي كانت تقودها حماس بينما ستواصل الاتصالات المباشرة مع عباس. وتريد الافراج عن جندي اسرائيلي خطف قرب غزة في يونيو حزيران اضافة الى قبول شروط اللجنة الرباعية قبل التفكير في تغيير موقها. ووعدت واشنطن بمواصلة العمل مع عباس لكنها احتفظت برأيها في حكومة الوحدة. وكانت العقوبات الأميركية على البنوك التي تتعامل مع السلطة الفلسطينية قد منعت البنوك من تحويل الاموال الى الحكومة السابقة. ويبدو الاتحاد الاوروبي منقسما مع اشارة بعض الاعضاء مثل فرنسا الى أنه يتعين تخفيف الحظر.

أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) أثناء الجلسة الخاصة بالتصويت
على الثقة في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في مقر المجلس بمدينة غزة

رفض إسرائيلي

بدوره دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الاحد المجموعة الدولية الى ابقاء المقاطعة على الحكومة الفلسطينية التي تضم حركتي حماس وفتح. وقال اولمرت عند افتتاح الجلسة الاسبوعية للحكومة "ننتظر من المجموعة الدولية الا تقع في فخ حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة وان تواصل النهج الذي اعتمدته لعزل الحكومة التي لا تقبل مبادىء اللجنة الرباعية".

وكانت اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) جمدت المساعدة للسلطة الفلسطينية بعد تسلم حماس السلطة السنة الماضية بسبب رفض الحركة نبذ العنف والاعتراف باسرائيل او بالاتفاقات الموقعة سابقا.

وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم رئيس الوزراء الاٍسرائيلي ايهود أولمرت "لن نعمل مع هذه الحكومة."

ومن المتوقع أن تواصل الولايات المتحدة مقاطعة الحكومة الجديدة ولكن مسؤولا أميركيا صرح يوم الجمعة بأن واشنطن قررت ان تترك الباب مفتوحا امام اجراء اتصالات غير رسمية مع وزير المالية الفلسطيني الاصلاحي سلام فياض. ولكن اسرائيل تقول انها ستحافظ على حوار مع عباس.

ومع تزايد القلق الدولي ازاء المأزق الدبلوماسي والاقتتال الداخلي وتفاقم الفقر الفلسطيني ظهرت علامات على مرونة غربية بشأن التحدث مع اعضاء الحكومة الجديدة غير المنتمين لحماس.

واعترفت النرويج التي أجرت فيها اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في السر مفاوضات أفضت لاول اتفاق سلام بينهما في أوائل التسعينات بالحكومة الجديدة بشكل سريع قائلة ان البديل هو استمرار العنف في الاراضي الفلسطينية.

مساعدات أوروبية
ورحب الاتحاد الاوروبي بتولي حكومة وحدة طنية فلسطينية السلطة السبت لكنه قال ان استئناف المساعدة سيعتمد على تقييم لبرنامج الحكومة الجديدة وافعالها. وقال هنية للصحافيين "أملنا أن يكون هناك موقف موحد من الاتحاد الاوروبي لجهة انهاء الحصار السياسي والاقتصادي عن الحكومة وعن الشعب الفلسطيني".

وقطع الغرب المساعدات المباشرة للحكومة الفلسطينية قبل عام اثر فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتوليها السلطة. وتشترط الدول الغربية لاستئناف المساعدات تلبية الحكومة للشروط الثلاثة للجنة الرباعية التي تضم الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا.

اتفاق مكة
وقتل اكثر من 300 فلسطيني في القتال بين الفصائل في العام المنصرم. وهدأت حدة القتال الى حد كبير بعد اتفاق وحدة بوساطة سعودية الشهر الماضي. ولم يف اتفاق مكة بالشروط الاسرائيلية والغربية لكنه تعهد "باحترام" اتفاقات السلام المؤقتة السابقة مع اسرائيل لكن دون قبول صريح لتلك الاتفاقات.

خطاب هنية
لكن هنية أكد في الوقت نفسه في تلاوة برنامج الحكومة على أن "المقاومة بكافة اشكالها، بما فيها مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، حق مشروع للشعب الفلسطيني". وبرز في خطاب هنية مطالبته بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967.وقال إن حكومته ستعمل على تثبيت التهدئة مع إسرائيل مقابل التزام "الاحتلال" بوقف الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات والحفريات في القدس ورفع القيود عن تنقل الفلسطينيين في الضفة وغزة.

وفصّل هنية في خطابه قبل التصويت الذي تلا خطاب عباس برنامج الحكومة الذي تضمن "احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينة".

وحجزت اسرائيل اغلب ايرادات الضرائب الفلسطينية ولم تستطع الحكومة دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 161 الفا بصورة كاملة على مدى عام.

اسماعيل هنيه (الى اليسار) يؤدي اليمين أمام عباس في غزة

خطاب عباس
من جهته شدد عباس على ضرورة إعادة تبني القمة العربية القادمة في الرياض للمبادرة العربية التي أطلقت في قمة بيروت عام 2002، وذلك دون تعديل، مطالبا المجتمع الدولي برفع "الحصار الظالم" عن الحكومة.

وقال عباس في كلمته أمام المجلس التشريعي "في عرس الوحدة الوطنية الذي نشهده اليوم أود أن أعبر عن تقديرنا الكبير لهذا الترحيب العربي والعالمي بقيام حكومة الوحدة الوطنية ونأمل أن يتحول هذا الترحيب الى خطوات ملموسة لانهاء الحصار."

وأسندت مناصب وزراء المالية والداخلية والخارجية إلى أشخاص ليسوا أعضاء في حركة حماس أو فتح. ووقع الاختيار على هاني القواسمي كوزير للداخلية، وهو المنصب الأكثر حساسية بسبب سيطرته على أجهزة الأمن الفلسطينية. والقواسمي معروف كأكاديمي وليست له ارتباطات سياسية.

وصوت 83 نائبا مع الحكومة مقابل 3 نواب ضدها، دون أن يمتنع أي من النواب عن التصويت. وأدى وزراء الحكومة الجديدة اليمين القانونية بعد ساعات من التصويت.

وبين أبرز الوزراء:
نائب رئيس الوزراء عزام الأحمد (فتح)
وزير الخارجية زياد أبو عمرو (مستقل)
وزير المال سلام فياض (مستقل)
وزير الداخلية هاني القواسمي (مستقل)
وزير النقل والمواصلات سعدي الكرنز (فتح)
وزير التربية والتعليم العالي ناصر الدين الشاعر (حماس)
وزير الإعلام مصطفى البرغوثي (مستقل)
وزيرة السياحة خلود دعيبس (مستقلة)
وزيرة شؤون المرأة أمل محمد صيام (حماس)

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في بيان ان المجتمع الدولي يجب ان يساند الحكومة. ودعت فرنسا وزير الخارجية الفلسطيني الجديد زياد أبو عمرو لزيارة باريس وتعتزم بريطانيا السماح باجراء اتصالات مع وزراء الحكومة الذين لا ينتمون لحماس. وقال هنية ان الحكومة ستعقد اول اجتماع لها يوم الاحد.

ويدعو برنامج الحكومة الائتلافية اسرائيل الى الانسحاب الى حدودها عام 1967 للسماح باقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وبالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح سيعني ذلك نهاية الصراع مع اسرائيل. وتراه حماس مجرد خطوة تجاه ازالة الدولة اليهودية من اجل اقامة دولة اسلامية.