بري يقفل البرلمان أمام الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس يوسف من بيروت-وكالات: أثار "الإعتصام الرمزي" صباح يوم الثلاثاء لنحو خمسين نائباً من الكتل التي تشكل الغالبية في البرلمان اللبناني إستياء بالغاً لدى رئيسه نبيه بري ، خصوصاً أن شعار التحرك كان الحؤول دون استمرار تعطيل دور البرلمان في الأزمة السياسية المستمرة منذ نحو أربعة أشهر، والضغط على بري ليفتتح دورة الإنعقاد العادية التي حل موعدها اليوم .
وعقد بري عند الساعة الأولى بعد الظهر مؤتمراً صحافياً في مقره في محلة عين التينة، حمل فيه بنبرة عصبية خصوصاً ومن دون تسميات مباشرة، على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس "اللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع، موفراً رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ومعلنا تمسكه بمتابعة الحوار معه ، وإن أبدى ألمه لكون أكثر من نصف النواب الذين شاركوا في التحرك هم من كتلة "المستقبل". وركز على نفي الإتهامات التي وجهت إليه ب"خطف البرلمان" وارتباط قوى المعارضة بسورية وإيران . وشدد كذلك على قلة المصداقية لدى فريق 14 آذار / مارس وسعيه إلى إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في مجلس الأمن بمشروع نظامها الحالي من دون الفصل السابع . وكشف في السياق ورقة مشروع التفاهم الذي وضعه وكان يتحاور في شأنه مع النائب الحريري .
واستهل بشكر المملكة العربية السعودية على سعيها إلى الوفاق بين الأفرقاء اللبنانيين وكذلك مصر وسورية وجامعة الدول العربية وإيران . وأضاف: "أريد أن أستعيد مشهدا مسجلا ضمن محاضر مجلس النواب في افتتاح دورة المشاورات. قلت اني أرحب بكم في رحاب المجلس النيابي لأنه غير مرحب بنا في الشارع كي لا يصبح الشارع شوارع، وهذا ما حصل. مرة أخرى أيضا عندما قلنا أنه يجب أن نتفق كي لا تنشأ فتنة شاهدنا ما حصل في الجامعة العربية. وقلت يجب أن نتفاهم الآن كي لا نصل الى العصيان وحصل العصيان.
وقال: "بعد الفتنة في الجامعة العربية ( الشغب في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي) لاقينا اليد التي مدها إلينا الأخ سعد الحريري. وكنت وعدت بأن أعقد مؤتمرا صحافيا "أبق البحصة" ( أكشف المستور) فأرجأته بتمن من السفير السعودي عبد العزيز خوجة. طرحنا فكرة تشكيل حكومة من عشرة أقطاب، لكنهم أطلقوا النار عليها وهي في الهواء".
إقرأ أيضا
فتح الإسلام تثير سجالات: ما العمل ومن مرجعيتها؟
حل قريب للبنان أو... إلى الخريف
الأمل يتراجع في حل شامل للأزمة اللبنانية
زعيم فتح الإسلام ينفي أي علاقة بتنظيم القاعدة
لبنان: معركة الرئاسة دموية في الأفق؟
ورقة بري للحلوكشف المبادرة التي طرحها على النائب الحريري للحوار حولها في 2 آذار /مارس الحالي، قائلاً إنها تضمن موافقة المعارضة على المحكمة الدولية ومناقشتها بإيجابية عبر لجنة من 4 اشخاص من الموالاة والمعارضة وتبدأ بدرس مشروع المحكمة حتى الاتفاق عليه. وهذه اللجنة توزع الحقائب الوزارية، وبعدها ينتهي الاعتصام. وهنا أبرز بنودها:
موافقة المعارضة على مشروع المحكمة ومناقشته بكل ايجابية توصلاً لاقراره.
- تأليف لجنة من 4 أشخاص 2 موالاة و2 معارضة، تبدأ بمناقشة مشروع المحكمة وعند الاتفاق عليه، تنتقل الى توزيع الحقائب في الوزارة.
- يتم الاتفاق على هذه النصوص ويرفع المشروع الى أقطاب الحوار ال14 الذين يذهبون الى السعودية فيتفقون ويوقعون تعهد في حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز.
- بعد توقيع الاتفاق على المحكمة والحكومة يعلن انهاء الاعتصام في وسط بيروت فوراً.
- العودة الى بيروت، ويعرض المشروع بالصيغة الجديدة على الحكومة الموسعة التي تضم كل الاطراف بعد الغاء النشر القديم.
- توسع الحكومة ويعاد توزيع الحقائب 19 للموالاة و11 للمعارضة. وبضمان المملكة العربية السعودية، يتعهد كلا الطرفين بعدم استقالة وزرائهم ويوقع الجميع اي 14 قطبا مشاركا في الحوار هذا التعهد قبل العودة الى بيروت من الرياض
- تستعاد القرارات التي اتخذتها هذه الحكومة. "فالأمور غير الدستورية لا تمشي وخاصة تلك التي نشرت بدون توقيع رئيس الجمهورية".
- الامر الآخر الذي اتفقنا عليه فو قانون الانتخاب ، إذ طلب سعد الحريري ان يكون القانون الانتخابي الذي صاغته الهيئة الوطنية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس هي الاساس ويتحول من الحكومة الى المجلس.
- كل هذه الامور اتفقنا عليها مع سعد الحريري كانت العقبة الوحيدة هي 19\11 ولكن ما اتفقنا عليه يوم الجمعة نقضه الحريري السبت .
واستعاد الرئيس بري ما حصل خلال السنة الماضية فقال ان "التشاور فشل بسبب استعجال السنيورة في تعيين جلسة لبت موضوع المحكمة، وقد كذب السنيورة عليه ولم يعط مهلة 48 ساعة لدرء فتنة إسلامية سنية- شيعية".
وأكد أنه سوف يدعو قبل شهرين من إنتهاء ولاية لحود إلى جلسات لانتخاب رئيس الجمهورية ولكن بالنصاب القانوني، أي ثلثين على الأقل. وكرر أن "كل ما روجوه عن رفض المحكمة كذب وافتراء. فالجنرال ميشال عون قال انه موافق بدون تحفظ، ونحن والحزب قلنا اننا نريد ان نناقش بايجابية.
وهم لا يريدون لإقرار المحكمة لا فصلا سابعا ولا تاسعا ولا تاسع عشر ولا يهولون علينا بهذا الامر لانهم يريدون فقط اقرار القانون كما هو في مجلس الامن لكن السنيورة لم يكن يعرف ان الرسالتين سنعرف بهما وسننشرهما في الصحف مما ادى الى افشال الخديعة".
وبعدما تحدث عن "عمليات تدريب وتسلح تجري تحت ستار الدفاع المدني وشركات الأمن الخاصة" ، قائلاً أن "قادة الميليشيات يلبسون ثياب "السموكنغ"، أشار إلى أن "التدريبات الإسرائيلية لحرب على لبنان تجري على قدم وساق، فيما بعضهم يتحدث في لبنان عن نضرورة نزع سلاح المقاومة بدل دعمها".
ولاحظ أن "الموالاة تخشى ألا ادعو الى انعقاد المجلس مما يسمح لرئيس الجمهورية بموجب الدستور بحل مجلس النواب، لكنني اؤكد انني لن اقوم بهذا الامر على الاطلاق، بل سأدعو النواب إلى مناقشة نيابية. ولن امس الدستور ابدا. لكن الحكومة الحالية لن تمثل أمام المجلس لأنها ليست شرعية وغير دستورية".
وقال: "تحدثوا عن ان اتفاقنا قبل القمة سوف يخدم سورية، في حين أنه على النقيض سوف يؤدي الى عدم وجود شيء للتفاوض عليه مع سورية . وكنت اتمنى ان يكون الوزراء المستقيلين من غير الشيعة لأطلب من الشيعة أن يستقيلوا تضامنا".
وذكر بتواريخ انعقاد الدورات العادية لمجلس النواب منذ توليه رئاسة المجلس، مؤكداً "انهم لا يستطيعون الزام رئيس المجلس بالدعوة الى جلسات". ونفى أن يكون مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي قد أحيل الى مجلس النواب حتى اليوم، مطالباً بتوقيع رئيس الجمهورية إميل لحود عليه. وشدد على أن رده على كل محاولات العرقلة هو الإستمرار في الحوار.
السنيورة : مغالطات وتجنيات ضدي في كلام بري
و في رد لرئيس الحكومة اللبنانيةعلى تصريحات بري، ركز فؤاد السنيورة على أهمية التمسك بالحواروقال ان بري ساق "مغالطات وتجنيات" ضده . ودعا السنيورة مساء اليوم في بيان وزعه مكتبه الإعلامي الى استكمال الحوار الذي بدأ بين بري ورئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري للخروج من الأزمة السياسية بين الموالاة والمعارضة التي بدأت في الاول من كانون الأول/ديسمبر الماضي مع إعلان "حزب الله" وحلفائه اعتصاما مفتوحاً تحت شعار تشكيل "حكومة وحدة وطنية" يكون لتحالف المعارضة فيها ثلث تسميه "الضامن" للمشاركة، بينما تسميه قوى الغالبية "الثلث المعطّل أو القاتل" . كما تتهم الغالبية المعارضة بعرقلة قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس السابق رفيق الحريري وتنفيذ السياسة الإيرانية ـ السورية في لبنان.
وكان بري، الذي يتزعم حركة "أمل" المعارضة، تحدث في مؤتمر صحافي دعا إليه على عجل إثر نزول نواب من الأكثرية قبل الظهر إلى البرلمان مع حلول موعد بدء الدورة التشريعية العادية مطالبين بعقد جلسات نيابية لمناقشة الأزمة السياسية في لبنان. وأمر بري بإغلاق قاعة الاجتماعات في المجلس بعدما امتنع عن توجيه الدعوة إلى عقد جلسات نيابية، معتبرا أن تلك الجلسات تستلزم وجود حكومة "شرعية ودستورية".
ويعتبر بري أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي استقال منها الوزراء الشيعة الخمسة ووزير مسيحي "غير شرعية" لكن الأكثرية النيابية ترفض ذلك وتقول ان حكومة السنيورة "شرعية".
وقال السنيورة في بيانه: "لقد تضمن كلام الرئيس نبيه بري جملةً من المغالطات والتجنيات في التاريخ والوقائع والدستور، لكننا نتعالى على الدخول في جدالات ومواقف لا تساهم في الخروج من الازمة،ولا نزال نتطلع رغم كل الاتهامات التي ساقها الرئيس بري، إلى استكمال الحوار الذي بدأ،والذي طالما دعمنا وندعم بكل قوة". وشدد على أهمية الحوار حتى تتمكن "كل المؤسسات الدستورية بما فيها مجلس النواب" من العودة إلى ممارسة دورها الطبيعي "ويقتضي ذلك اتخاذ الخطوات الشجاعة الكفيلة بالسير في مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، من أجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه بالاجماع في طاولة الحوار الوطني والنقاط السبع التي اقرها مجلس الوزراء واللبنانيون جميعاً".
وأضاف ان "الزمن الآن هو زمن الحوار والتوافق، وليس زمن التعطيل بحجج وذرائع ما عادت تنطلي على أحد. ان همنا الذي يتقدم على كل شأن آخر هو وفاق اللبنانيين وسلامهم ووحدة السلطة وسيادة الدولة وفاعليتها".
وكانت قوى المعارضة الشيعية حركة "أمل" و"حزب الله" التي انسحبت طوعاً من الحكومة توافقت مع الغالبية النيابية على إقرار المحكمة الدولية. لكن هذه المعارضة بعد استقالة وزرائها وانضمام كتلة نيابية مسيحية يتزعمها الجنرال ميشال عون إليها اشترطت توسيع الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة في مقابل الموافقة على المحكمة "وبعد إجراء تعديلات على مسودتها".
خوجة: الرئيس بري وضع النقاط على الحروف
بدوره، قال السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجه ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري "وضع النقاط على الحروف" اليوم خلال تصريحاته التي تناولت تطورات الازمة السياسية في لبنان. واضاف خوجة في تصريح للصحافيين "ما صرح به الرئيس بري كلام مسؤول" مشيرا الى انه "اوضح الامور كلها ووضع النقاط على الحروف من خلال استعداده للحوار وايمانه بأن الحوار هو السبيل الوحيد لانقاذ البلد".