مستشار المالكي: حراس مرقد سامراء ضالعون بتفجيره
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بوش يدعو إلى عدم الانسياق وراء الثأر والأمم المتحدة تدين
مستشار المالكي: حراس مرقد سامراء ضالعون بتفجيره
والأميركيون يعدون لحرب أهلية عبر تسليح عراقيين
مقتل صحافي عراقي بانفجار عبوة ناسفةفوجان لسامراء وتشديد الأمن حول مراقد البلاد مسيرات في البحرين تندد بتفجير المرقدين القوات الأميركية والعراقية متأهبة وحظر للتجول في العاصمة أسامة مهدي من لندن، واشنطن، نيويورك، الوكالات: اتهم سامي العسكري المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حديث مع "إيلاف" القوات الاميركية بالتهيئة لحرب اهلية في العراق من خلال تسليحها لعشائر وعناصر سنية تحت ذريعة مواجهة تنظيم القاعدة وقال ان التحقيقات الاولية في تفجير مئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء تشير الى ضلوع او تواطؤ حرس المرقد بالجريمة ونفى ان يكون الاميركيون قد وجهوا انذارا للمالكي لتنفيذ استحقاقات خلال شهر واحد موضحا ان هناك تفكيرا بتقديم موقعي وثيقة جبهة المعارضة من قادة بعض القوى الى القضاء.
من جانبه، دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء العراقيين الى عدم الانسياق وراء الثأر وقدم تعازيه للمالكي هاتفياوحثه على "تحويل لحظة المأساة هذه الى فرصة نافعة" باظهار الوحدة في وجه المتشددين، فيما أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومجلس الامن الدولي الاربعاء الاعتداء، داعين العراقيين الى تجنب "دوامة الثأر".
الاستراتيجية الجديدة في العراق فشلت
في سياق متصل، رأى زعيما الغالبية الديمقراطية في الكونغرس الاميركي في رسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق "فشلت".
وكتبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد "كما توقع كثيرون، فشل التصعيد في اعطاء النتائج المرجوة". واضافا ان "ارسال قوات اضافية كان له تأثير ضعيف على العنف وتشجيع المصالحة السياسية".وتابعا ان "الحقيقة المقلقة هي ان اعمال العنف ضد العراقيين لا تزال كبيرة والهجمات على القوات الاميركية ازدادت. وفي الواقع كان الشهران الاخيران من الحرب الاكثر دموية حتى الآن بالنسبة إلى القوات الاميركية".
من جهة اخرى، اكد ريد وبيلوسي لبوش انهما يعتزمان عرض قانون جديد "للحد من المهمة الاميركية في العراق وبدء انسحاب على مراحل للقوات الاميركية وانهاء الحرب بمسؤولية".
سامي العسكري
واتهم النائب العسكري في اتصال هاتفي من بغداد اليوم القوات الاميركية بتهيئة البلاد لحرب اهلية من خلال تسليح رجال عشائر ومجموعات سنية تحت ذريعة الوقوف بوجه تنظيم القاعدة . وقال ان القوات الاميركية تقوم حاليا بتسليم اسلحة واموال لكل من يتقدم اليها مدعيا استعداده لمحاربة تنظيم القاعدة موضحا ان هذا الامر اخذ يشكل هاجسا خطرا للسلطات العراقية . واضاف ان المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة قد احتج لدى قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد باتريوس على هذا التصرف وابلغه ان حكومته ستتعامل مع حاملي السلاح من دون اذنها على انهم خارجون على القانون . واشار الى ان الاجراء الاميركي خلق مشكلة عقدت الوضع السياسي حيث انه في الوقت الذي يصر فيه الاميركيون على حل الميليشيات ويستهدفون جيش المهدي في كل يوم فانهم يشكلون ميليشيات اخرى .
واضاف ان الاميركيين شكلوا فعلا افواجا مسلحة في جنوب بغداد ومحافظة ديالى ومناطق اخرى بعيدا عن اشراف الحكومة وبشكل يهيئ لحرب اهلية خطرة ولذلك فان المالكي قد وجه تعليمات بالوقوف بوجه عمليات التسليح هذه والتي حذر من انها قد تؤدي الى صدام بين القوات العراقية والاميركية .
وكان نائب مدير عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي البريغادير جنرال روبرت هولمز قد كشف مطلع الاسبوع عن محادثات يجريها الجيش الأميركي مع بعض التنظيمات المسلحة في العراق لدعمها مقابل مساعدتها على التصدي لتنظيم القاعدة.
وعن المخاوف من إمكان أن تؤول هذه الخطوة إلى التورط في حرب أهلية محتملة و حتى استغلال الدعم المقدم لتلك التنظيمات ضد الأميركيين أنفسهم قال هولمز إن كل الإحتمالات مطروحة إلا أن القادة العسكريين مستعدون للمخاطرة .واشار الى وجود سياسات لتقليص تلك المخاطر يتم فيها التركيز على متابعة بيانات خاصة بالأشخاص الذين يتم دعمهم إذا تبين لاحقا تورطهم بنشاطات ضد العراقيين أو الأميركيين فسيتم احتجازهم إضافة إلى تعقب الأسلحة والمعدات وطريقة استعمالها.
تفجير مئذنتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء
وردا على سؤال حول نتائج التحقيق الاولية في تفجير مئذنتي مرقدي الامامين العسكريين في مدينة سامراء امس اوضح العسكري ان التفجير وقع خلال تبديل وجبتي الحراس في التاسعة صباحا حيث اتهمت الثانية الاولى بانها هي التي زرعت المتفجرات اسفل المئذنتين بينما يقول افراد الوجبة الاولى انهم غير مسؤولين وان التفجير من فعل عناصر الثانية . وقال انه من الواضح ان عناصر الحماية وهم من ابناء مدينة سامراء هم مدبرو التفجير او انهم متواطئون مع عناصر من تنظيم القاعدة او انصار الرئيس السابق صدام حسين لارتكاب هذه الجريمة .
واضاف ان لواءين من الشرطة والجيش العراقيين قوامهما 6 الاف عسكري قد توجها الى سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) سيتولى لواء منهما حماية المدينة وتطهيرها والمناطق المحيطة بها من المتمردين فيما سيتولى الثاني حماية الطريق بين سامراء وبغداد . وتوقع استمرار حظر التجول المفروض في بغداد منذ يوم امس الى يوم غد الجمعة على الرغم من الوضع الامني في العاصمة الجيد بشكل عام كما قال .
وقد تم امس تشكيل خلية ازمة عقدت اجتماعا برئاسة المالكي وعضوية وزيري الدفاع والدخلية ثم قامت بزيارة المرقد في سامراء . واكد المالكي اعتقال عدد من حراس المرقد قيل ان عددهم 15 حارسا يجري التحقيق معهم من قبل هيئة تحقيقية كبيرة برئاسة رئيس أركان الجيش وعضوية ضباط كبار من وزارة الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية الأخرى وبمتابعة من أعلى الجهات في الدولة. وشدد على أن الهيئة التحقيقية ستتعامل بشدة في حالة اكتشاف وقوع تقصير من قبل القوات الأمنية التي كانت تحرس المكان.
المهلة الأميركية للمالكي
وحول ما ذكرته صحيفة نيويرك تايمز امس الاول عن ابلاغ الأدميرال ويليام فالون قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي للمالكي خلال اجتماع الأحد الماضي أن على حكومته أن تحقق تقدما سياسيا خلال شهر واحد والا فانها ستجابه بغضب الكونغرس اكد العسكري ان هذه الرواية عارية عن الصحة .
وقال انه يحضر باستمرار معظم لقاءات رئيس الوزراء مع المسؤولين الاجانب وخاصة الاميركيين غير ان الحديث عن انذارات او تحديد مهل زمنية لم يتم مطلقا . واشار الى ان الحديث عادة يجري حول الاوضاع الراهنة وعن المطلوب لتحسين هذه الاوضاع اضافة الى الاشارة الى القوانين المعروضة على مجلس النواب والتي يتوجب اقرارها في وقت مناسب .
وقالت الصحيفة الاميركية ان اعلى مسؤول عسكري أميركي في العراق قد حذر المالكي في اجتماع مغلق بأن حكومته بحاجة إلى تحقيق تقدّم سياسي ملموس قبل الشهر المقبل لكي تتمكن من مواجهة المنحى المعارض للحرب في الكونغرس الأميركي . واضافت أن الأدميرال ويليام فالون قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أبلغ المالكي ضرورة تحقيق تقدم سياسي خلال شهر واحد . واشارت الى ان الاجتماع تطرق إلى دول الجوار العراقي وسأل المالكي الأميركيين ماذا يقومون به في محاولة لإقناع سوريا بوقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود.
وقال السفير كروكر الذي شارك في الاجتماع إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أثارت الموضوع مع نظيرها السوري وليد المعلم لكن لم يتحقق أي شيء لغاية الآن.
وقال المالكي "نحتاج إلى تعاون إيران وسوريا" مضيفاً أن الدول العربية السنية بحاجة إلى تطمينات بأن العراق ذات الهيمنة الشيعية لن يشكل خطراً عليها. وأضاف "لن نسمح للإيرانيين بالدخول إلى العراق، كما لن نسمح للعراق بالتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين".
وألمح المالكي إلى ان بناء الثقة مع الدول المجاورة للعراق لن تكون مهمة سهلة قائلاً "هناك عقليتان في المنطقة،التآمر،وعدم الثقة".
تقديم موقعي جبهة المعارضة للحكومة الى المحاكمة
وفي اجابته على سؤال حول موقف الحكومة من موقعي جبهة المعارضة المتهمين بالسعي إلى إسقاط الحكومة اشار العسكري الى ان هناك تفكيرا بتقديم هؤلاء الى القضاء بتهمة التآمر على البلد والسعي إلى تقويض العملية السياسية بشكل غير قانوني .
وقال ان من التهم التي ستوجه لهم التعاون مع استخبارات دول خارجية لتقويض الاوضاع في البلاد والخروج على العملية الديمقراطية .
ووجهت مصادر شيعية عراقية الاسبوع الماضي اتهامات لاربع دول عربية وتركيا بالتآمر لاسقاط حكومة المالكي عبر تشكيل مجلس إنقاذ سياسي يتكون من اعضاء معارضين للعملية السياسية من جبهة التوافق والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني وحزب الفضيلة ومجموعة من الشخصيات الكردية البارزة وجناح من الحزب الاسلامي ليقوموا بالتحرك على كيانات في الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بدلا من الحكومة الحالية .
وكشف عضو شيعي في مجلس النواب العراقي عن اشتراك 5 دول عربية هي مصر والاردن والسعودية والامارات وتركيا في مشروع لإسقاط حكومة المالكي والعملية الدستورية وارجاع العراق الى ما قبل عام 2003 .
كما هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني القوى التي قالا انها شكلت جبهة سياسية جديدة تضم قوى شوفينية تعاونت مع نظام الرئيس السابق صدام حسين مؤكدين ان استخبارات اجنبية معادية تقف وراءها . وقالا ان الجبهة تضم "اسماء خونة للشعب الكردي من ايتام صدام" في اشارة الى مايبدو انه الاعلان عن تشكيل حزب كردي جديد تحت اسم "حزب العدالة والحرية" بزعامة وزير الدولة الكردي السابق في عهد صدام ارشد الزيباري .
اقالة رئيس مجلس النواب واختيار البديل
وعن اخر التطورات في قضية اقالة مجلس النواب لرئيسه محمود المشهداني ورفض هذا الاخير للقرار وربط استقالته باستقالة رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي على اعتبار ان الثلاثة اختيروا بالتصويت في يوم واحد من المجلس اوضح العسكري ان القرار باختيار بديل قد اتخذ ولا رجوع عنه . واشار الى ان ربط المشهداني تقديم استقالته بتقديم طالباني والمالكي لاستقالتيهما لامسوغ قانونيا له وان المحكمة الاتحادية التي هدد باللجوء اليها لن تتخذ لذلك قرارا لصالحه .
واوضح ان اختيار الشخصيات الثلاث تم بالتوافق بين الكتل الرئيسة الثلاث في مجلس النواب الشيعية والكردية والسنية وكان من نصيب جبهة التوافق رئاسة المجلس وهي التي تقرر تغيير الرئيس وتكليف اخر بدلا منه . واضاف انه عندما طرحت قضية اساءات المشهداني للمجلس ولاعضائه بتصرفاته غير المسؤولة ومطالبة غالبية النواب بتغييره تعهدت جبهة التوافق اختيار بديل منه خلال اسبوع بعد ان اقنعت المشهداني بتقديم استقالته لكن المشهداني خرج على الاعلام ليقول انه يرفض قرار تنحيته .
وكان مجلس النواب العراقي قرر امس الاول اقالة رئيسه محمود المشهداني وقبول تعهد جبهة التوافق السنية التي ينتمي اليها بترشيح بديل منه خلال اسبوع . وفي جلسة للمجلس تم الاتفاق على تنحية المشهداني الذي ارتأى تقديم استقالته من منصبه وقبول تعهد جبهة التوافق التي ينتمي اليها باختيار بديل منه خلال اسبوع واحد . وجاء هذا التطور في اعقاب اعتداء افراد حماية المشهداني على النائب من الائتلاف الشيعي الموحد فرياد عمر عبدالله .
بوش
ووصف بوش في بيان الهجوم على مسجد سامراء بأنه "عمل همجي" وقال ان الولايات المتحدة على أُهبة الاستعداد للمساعدة في إعادة بناء المزار وترميمه. وقال بوش "اني أدعو المجتمع الدولي وجيران العراق ان يفعلوا كل ما في وسعهم لمكافحة الارهابيين ولاسيما في وقف تدفق الارهابيين الأجانب على العراق".
وقال بوشانه "يدين باقسى العبارات" الاعتداء الثاني الذي يستهدف المرقد الشيعي بعد الاعتداء الاول في شباط/فبراير السنة الماضية. وقال ان "هذا العمل الوحشي يهدف الى اثارة التوتر الديني بين العراقيين (...) وانا انضم الى المسؤولين في العراق لدعوة جميع العراقيين الى الامتناع عن اعمال الثأر ورفض مناورة القاعدة وعلى العكس الى الوحدة في المعركة ضد القاعدة". واشار الى ان قوات التحالف ارسلت قوة تدخل سريع من اجل "مساعدة القوات العراقية على حراسة المسجد واعادة الهدوء".
وبعد نحو 16 شهرا على تفجير القبة الذهبية لمرقد الامامين العسكريين في سامراء، احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة، انهارت المئذنتان صباح الاربعاء اثر وقوع انفجارين بفارق زمني بسيط. وفي اعقاب التفجير الاول اندلعت اعمال عنف طائفية اودت بحياة الالاف من العراقيين.
الأمم المتحدة تدين
وقالت المتحدثة باسم الامين العام للامم المتحدة ميشال مونتا في بيان ان "الامين العام صدم لدى معرفته بالاعتداء المدمر الذي استهدف اليوم (الاربعاء) في سامراء مرقد الامام علي الهادي والامام حسن العسكري المقدس والذي يأتي اثر هجوم مماثل نفذ في 2006". واضافت ان بان "يدين بحزم هذا العمل الهادف بوضوح الى التسبب بنزاع طائفي ومنع الاستقرار والسلام في العراق".
ودعا الامين العام للامم المتحدة "جميع العراقيين الى تجنب الوقوع في دوامة الثأر المغرضة والى التحلي باقصى درجة من ضبط النفس عبر الوحدة والتصميم على مواجهة هذا الاعتداء الرهيب".
وشجب مجلس الامن الدولي كذلك "باقسى العبارات" الاعتداء على مرقد سامراء ودعا "العراقيين الى التحلي بضبط النفس ورفض الاستفزاز"، بحسب ما جاء في بيان تلاه المندوب البلجيكي في الامم المتحدة جوهان فيربيكي.
ومدد مجلس الامن مهمة قوات التحالف في العراق التي كان يفترض ان يتم تمديدها في 15 حزيران/يونيو كاقصى حد. واثارت عملية تفجير مئذنتي مرقد الامامين الاربعاء في سامراء، احد ابرز العتبات المقدسة لدى الشيعة، مخاوف من اندلاع موجة عنف طائفية جديدة مشابهة لتداعيات تفجير القبة الذهبية للمرقد مطلع العام الماضي.
انتقادات إزاء صمت مجلس الامن
من جانب آخر، نشرت مجموعة منظمات غير حكومية تقريرا الاربعاء أدانت فيه "الصمت المثير للصدمة" في مجلس الامن الدولي ازاء انتهاكات حقوق الانسان التي تقوم بها القوات الاميركية في العراق، على حد تعبير التقرير.
وقالت المنظمات المجموعة في اطار ائتلاف "غلوبال بوليسي فوروم" في تقرير من 117 صفحةان "التحالف بقيادة اميركية في العراق هو في اساس المعاناة الحالية للعراق". وندد التقرير بعمليات الاعتقال الاعتباطية وعمليات التعذيب التي تستهدف عراقيين. وجاء في النص "ليس هناك اي عراقي في منأى عن توقيف اعتباطي وارتفع عدد السجناء بشكل كبير منذ 2003". وتابع ان "القوات الاميركية اساءت معاملة وعذبت عددا كبيرا من السجناء العراقيين. وعانى مئات السجناء من معاملة غير انسانية تسببت بموت البعض منهم".
وتتولى المنظمات غير الحكومية المجموعة في هذا الائتلاف مراقبة انشطة الامم المتحدة. وقال احد واضعي التقرير جيمس بول في مؤتمر صحافي "التزم مجلس الامن بصمت مثير للصدمة" حول وضع حقوق الانسان في العراق. وجاء في التقرير ان "الولايات المتحدة وضعت نظام حصانة لقواتها المسلحة وللمتعهدين المدنيين والعسكريين الذين يعملون معها، كما للشركات النفطية العاملة في العراق". واضاف "مهما كانت الجرائم التي يرتكبها التحالف، فان هناك قيودا قانونية تمنع العراقيين من التقدم بشكوى امام العدالة في الحاضر او في المستقبل".
ولم ياخذ التقرير في الاعتبار حركة التمرد في العراق و"لا دور العصابات والميليشيات الاجرامية"، كما قال. واوضح ان "هذه المجموعات التي تملك دوافع مختلفة (...) مسؤولة عن عدد كبير من القتلى وعذابات الابرياء". وتابع "لكن مهما كان حجم المسؤولية العراقية في الطريق المسدود الذي وصلت اليه البلاد حاليا، فانها لا تقلل بتاتا من المسؤولية التي تتحملها الولايات المتحدة والتحالف".
وقال التقرير "باجتياح العراق واحتلاله، تسببا بظهور هذه المجموعات (التمرد والعصابات) وفشلت سياستهما في واجب حماية العراقيين وارساء السلام والازدهار والديمقراطية كما اعلنا". وتابع ان "مجلس الامن الدولي، بسبب الصلاحيات التي اعطاها للتحالف، يتحمل ايضا مسؤولية الكارثة". وقال تقرير المنظمات الثلاثين غير الحكومية "على الامم المتحدة والمجتمع الدولي ان يضعا حدا لهذا الصمت المتواطئ وحل الازمة العراقية". ودعا التقرير مجلس الامن الى "وضع حد لمهمة التحالف في اسرع وقت" والتحالف الى "سحب كل قواته من العراق".
صحافة بريطانية
واشنطن وتسليح السنة
وفي مقال عن السياسة الأميركية الجديدة في العراق والتي تتضمن تسليح الفصائل السنية من اجل ان تتعاون مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم القاعدة، يقول تيموثي جارتون آش في الغارديان إن هذه السياسة، في الوقت الذي قد تنجح في المدى القصير، ستسهم في اذكاء الحرب الاهلية التي يخشى الجميع اندلاعها لحظة انسحاب القوات الاجنبية من العراق.
ويقول جارتون آش عن الهوس الأميركي بالانسحاب من العراق والافكار التي يطرحها المسؤولون والنواب الأميركيون حول مستقبل العراق لن تنجح في تجنيب البلاد مخاطر حرب اهلية مدمرة.
ويقول الكاتب: "آمل ان اكون مخطئا، ولكن يبدو الآن ان مؤرخي المستقبل سيعتبرون العراق خسارة للولايات المتحدة بحجم خسارتها في فيتنام. ان مؤشرات ذلك بادية للعيان، حيث نستطيع ان نرى اكبر آلة حربية في تاريخ البشرية تضطر إلى توزيع الاسلحة على عصابات من قطاع الطرق من اجل تجنيب جنودها شرور القاعدة."
البحرين تدين بشدة تفجيرات سامراء
وأدانت مملكة البحرين التفجيرات التي استهدفت مرقد الامامين العسكريين في مدينة سامراء العراقية ووصفتها بانها "عمل ارهابي جبان"، بحسب ما افادت وكالة انباء البحرين الرسمية.ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال خليفة مساء الاربعاء قوله ان "استهداف الاماكن الدينية والمقدسة لدى المسلمين وغيرهم هي جرائم بشعة بحق شعب العراق والانسانية جمعاء".
واعتبر وزير الخارجية ان "ما حدث عمل ارهابي جبان يراد منه الاضرار بشعب العراق وبوحدته"، داعيا العراقي الى "التحلي بالهدوء وضبط النفس وعدم الانجرار وراء اتون الاعمال الطائفية البغيضة التي يراد منها خلق حالة عدم استقرار فى العراق وفي المنطقة".
من جهتها، استنكرت جمعية الوفاق الوطني الاسلامية التي تحظى ب17 مقعدا في مجلس النواب البحريني وتمثل التيار الرئيس وسط الشيعة في البحرين، تفجير مرقد الامامين العسكريين معتبرة انه نتيجة "الفكر التكفيري الشيطاني".وقالت الجمعية في بيان ليل الاربعاء الخميس تلقت فرانس برس نسخة منه ان التفجيرات "لا تمت للاسلام ولا الانسانية بصلة".واضافت ان "هذه الحوادث يجب ان تخلق فينا اليقظة والحذر مما يحاك لنا في الظلام من خطط تهدد وتعصف بالوحدة والتماسك الديني والوطني".ونددت الوفاق في بيانها ب"اعداء الاسلام واعداء الانسانية الذين لا يعرفون الله ولا يخافونه حيث ارتكبوا هذه الجريمة البشعة في مرقد احفاد رسول الله"، مؤكدة ضرورة "ابتعاد المجتمع عن هذا الفكر التكفيري الشيطاني الغادر".ودعت هذه الجمعية التي تعد اكبر جمعية سياسية في البحرين الى "ضرورة الوحدة واليقظة والتماسك بين ابناء الامة الواحدة والدين الواحد والوطن الواحد (...) ورص الصفوف ورفض كل الافكار الساقطة المستوردة من ذلك الفكر الشيطاني لتجنيب وطننا هذا المستنقع".
صحف عربية
توحدت عناوين الصحف العربية الصادرة الخميس بفعل الأحداث المتسارعة والخطرة التي شهدتها المنطقة العربية خلال الساعات الماضية فتم الربط بين الفتنة المتنقلة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية. فقد بدأت الأحداث بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في العراق، بالتزامن مع تصاعد التوتر الأمني في غزة، حيث باتت الفصائل المتنازعة تتحدث عن "حسم المواجهات" لينتهي شريط الأحداث في لبنان مع اغتيال نائب سني بارز في فريق الاكثرية النيابية المعارضة لسوريا.
الحياة
وتابعت الحياة المنحى المذهبي الخطر الذي أخذته الأوضاع الأمنية مع تفجير أحد المزارات الشيعية، فجاء في العناوين: "تفجير 3 مساجد سنية في الأسكندرية وإحراق رابع في بغداد ... والصدر يحذّر من 'مخطط أميركي - إسرائيلي' والسيستاني يدعو إلى ضبط النفس ... تفجير منارتي العسكريين في سامراء يؤجج الصراع المذهبي."
وقالت الحياة، "أربعاء أسود آخر في العراق. منارتا الإمامين العسكريين في سامراء أصبحتا ركاماً صباح الأربعاء، بعد أكثر من عام على تفجير قبتهما الذهبية الذي أطلق موجة قتل وفرز طائفي ما زال العراقيون يدفعون ثمنها قتلاً وتهجيراً."
وأضافت: "الحكومة أعلنت حظر التجول في بغداد إلى إشعار آخر، متوقعة أياماً سيئة مقبلة، استبقها رجال الدين والمراجع بدعوات إلى التهدئة، حيث أعلنت الشرطة العراقية أن مسلحين أضرموا النار في مسجد خضير الجنابي في منطقة البياع، وفجر آخرون 3 مساجد في منطقة الأسكندرية."
"وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي اعتقال القوة المشرفة على حراسة المرقد، متهماً من أسماهم بـ 'التكفيريين" بارتكاب هذه الجريمة، فيما حمّل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر 'قوات الاحتلال' مسؤولية الحادث، فيما أعلن البيت الأبيض أن التفجير يحمل بصمات تنظيم القاعدة،" وفقاً للحياة.
السفير
وقالت صحيفة السفير اللبنانية: "وأما في العراق، تحت الاحتلال الأميركي، فقد تدفقت دماء العراقيين نهراً أغزر من الرافدين معاً، فغمرت الجبال والسهول والوهاد، شمالاً وشرقاً، جنوباً وغرباً، وفاضت بأحداث أحفاد الذين فتحوا للبشرية أبواب الحضارة، والذين جعلوا العرب في أعلى عليين، علماً وثقافة، أدباً وفكراً وفناً."