الحرس الثوري والباسيج يؤكدان استعدادهما للتدخل ضد المعارضة

الشرطة الإيرانية تؤكد مقتل خسمة أشخاص والبيت الابيض يندد بقمع المدنيين

أعلن رضا موسوي شقيق السيد علي موسوي ان جثة اخيه الذي قتل الاحد خلال التظاهرات في طهران اختفت من المستشفى، قبل ان تذكر وكالة الانباء الايرانية ان الجثة حفظت للتشريح. وقال ابن اخي زعيم المعارضة مير حسين موسوي لموقع "برلمان نيوز" الذي يمثل كتلة الاقلية المعارضة في مجلس الشورى الايراني "نقل جثمان اخي من المستشفى ولسنا قادرين على العثور عليه". واضاف "لا احد يعترف بانه اخذ الجثة ولا احد يجيب على اسئلتنا"

طهران،وكالات: اكدت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) ان "جثمان (السيد علي الموسوي) واربعة جثامين اخرى لضحايا الاضطرابات في طهران حفظت للتحقيق والتشريح".

وقالت العائلة ان السيد علي موسوي (35 عاما) قتل الاحد برصاصة اخترقت صدره في وسط طهران خلال تظاهرات نظمتها المعارضة وقمعتها قوات الامن بشدة. وافادت اخر حصيلة للقتلى من مصدر رسمي ان ثمانية اشخاص قتلوا في مختلف انحاء البلاد الاحد خلال التظاهرات المناهضة للحكومة.

وقال قائد شرطة طهران عزيز الله رجب زاده الاثنين لوكالة الانباء العمالية (ايلنا) ان "التحقيق جار حول وفاة ابن شقيق موسوي" وان النتائج "ستعلن قريبا".

كان مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق في عهد الامام الخميني، واصبح زعيم المعارضة بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية ومعارضته اعادة انتخاب امام محمود احمدي نجاد، مؤكدا حدوث عمليات تزوير كثيفة في انتخابات 12 حزيران/يونيو.

ونقل تلفزيون برس تي المحطة الناطقة بالانكليزية لتلفزيون الدولة عن المجلس الاعلى للامن القومي ان ثمانية اشخاص قتلوا في التظاهرات المناهضة للحكومة التي جرت الاحد في ايران. وفي وقت سابق اعلن التلفزيون الايراني في برنامج حول التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت طهران الاحد ان اكثر من 15 شخصا قتلوا.

وفي سياق اخر، أكد الحرس الثوري الأيراني والباسيج الاثنين "استعدادهما التام" للتدخل ضد المعارضة المناهضة للرئيس محمود احمدي نجاد غداة تظاهرات اوقعت ثمانية قتلى في طهران. وجاء في بيان بث على الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي "ان فيلق الحرس الثوري والباسيج (الميليشيا الاسلامية) مستعدان تماما ان لزم الامر للقضاء على المؤامرة (المعارضة) ويطالبان بالحاح السلطة القضائية بالتحرك بحزم بدون اي قيود ضد المتآمرين".

واضاف البيان ان هذا الرد على المعارضة "مطلب وطني". ويشكل الحرس الثوري المدرب والمجهز بشكل جيد رأس حربة القوات الايرانية المسلحة. اما ميليشيا الباسيج الاسلامية فتستخدمها النظام بشكل كبير منذ اشهر ضد تظاهرات المعارضة. وقد طالبت شخصيات عدة مقربة من النظام الاثنين بعقوبات قضائية حازمة وسريعة بحق قادة المعارضة اثر تظاهرات الاحد.

الى ذلك دعت منظمة الدعاية الاسلامية التي تنظم التجمعات والتظاهرات الرسمية الكبرى الى تجمع شعبي كبير الاربعاء في طهران "ضد الذين لا يحترمون قيم عاشوراء" في تلميح الى المعارضة التي اغتنمت هذا اليوم المقدس لدى الشيعة الاحد لتنظيم تظاهراتها
وقال تلفزيون برس تي في على موقعه الالكتروني ان "مسؤولا في المجلس الاعلى للامن القومي ذكر لبرس تي في ان ثمانية قتلى سقطوا في تظاهرات الاحد". ونقل التلفزيون الحكومي الايراني عن وزارة الاستخبارات ان خمسة من الضحايا قتلوا على ايدي "مجموعات ارهابية" بينما قتل "اكثر من عشرة" عناصر في "مجموعات مناهضة للثورة"، في ظروف غير معروفة.

وخلافا لهذه الحصيلة التي كانت تتعلق بطهران فان عدد القتلى الذي اعلنه الاثنين تلفزيون برس تي في يتعلق بكافة المناطق الايرانية من دون معرفة ما اذا كان القتلى سقطوا في العاصمة الايرانية او خلال تظاهرات في المحافظات.

واعتقلت السلطة اليوم عددا من مساعدي الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي وزعيم المعارضة مير حسين موسوي. وقال موقع "برلمان نيوز" ان شرطيين اوقفوا صباح الاثنين مرتضى حجي الوزير السابق والمدير الحالي لمؤسسة باران التابعة لخاتمي، مع مساعده حسن رسولي. وقال الموقع ان هؤلاء المستشارين هم علي رضا بهشتي وقربان بهزانيان نجاد ومحمد باقريان، بدون ان يضيف اي تفاصيل.

هذا وذكر موقع للمعارضة الايرانية على الانترنت أن السياسي المعارض ابراهيم يزدي اعتقل في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين بعد يوم واحد من اشتباك محتجين مؤيدين للاصلاح مع قوات الامن في طهران. وقال موقع جرس إن"قوات الامن جاءت الى منزله في طهران في الساعة الثالثة صباحًا (23.30 بتوقيت غرينتش) واعتقلت هذا الناشط السياسي".

وكانت ذكرت مواقع للمعارضة في إيران في وقت سابق ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا في التظاهرات التي اندلعت الأجد من بينهم ابن شقيق موسوي. وظهر الاحد، قتل السيد علي موسوي وعمره 35 عامًا، جراء اصابته باطلاق نار في صدره، كما اعلن موقع البرلمانيين الإيرانيين المعارضين.

وأفاد موقع إيراني على الانترنت بأن الاشتباكات بين أنصار المعارضة والشرطة استمرت يوم الاحد وأن قوات الامن أطلقت قنابل الغاز لتفريق المحتجين. وأضاف موقع جرس "زادت كثافة الاشتباكات في أجزاء مختلفة من طهران... أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في ميداني أزادي وانقلاب لتفريق المحتجين".

وفي وقت سابق اعلن موقع "رهسبز" التابع للمعارضة الإيرانية مقتل اربعة متظاهرين على الاقل في المواجهات التي اندلعت الاحد بين الشرطة وعشرات الآلاف من المتظاهرين وسط طهران. وبحسب موقع رهسباز فان ثلاثة من القتلى الاربعة الذين ابلغ عنهم اصيبوا "بطلقات مباشرة" اطلقها رجال "قوات الامن"، وقد شهد احد مراسليه على اطلاق النار.

وجرت هذه المواجهات في جادة انقلاب التي تقطع العاصمة من شرقها الى غربها. وفي وقت لاحق اكدت الشرطة الإيرانية كذلك اعتقال اكثر من 300 شخص في طهران، كما افاد مساعد رئيس شرطة طهران احمد رضا رادان للتلفزيون الحكومي. وبحسب الشهادات فان عشرات الالاف من المتظاهرين تقاطروا الى نقاط مختلفة من جادة انقلاب.

واستفاد المتظاهرون من وجود تجمعات في ذكرى عاشوراء، بغية التمكن من التجمع السريع. وبحسب الشهادات التي حصلت عليها فرانس برس فإن مواجهات عديدة وقعت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب على طول هذه الجادة الممتدة نحو 10 كلم. وأشعل المتظاهرون النيران للاحتماء من قنابل الغاز وتأخير هجوم الشرطة. وهتف المتظاهرون "سنحارب، سنموت، لكننا سنستعيد إيران"، و"انه شهر الدم، يسقط الباسيج".

وتغلب المتظاهرون احيانًا على قوات مكافحة الشغب على الرغم من تدخل رجال الشرطة المدنيين وعناصر الباسيج الذين كانوا يتعقبون المتظاهرين لضربهم وصولاً إلى الشوارع المجاورة. وقال الشهود العيان الذين استطلعتهم فرانس برس ان عربات ودراجات للشرطة احترقت وجرح بعض عناصر الامن، وإن المتظاهرين كانوا يهتفون "الموت للديكتاتور". ولم يتوفر اي تقدير لعدد الجرحى او الموقوفين. وعاد الهدوء مساء الى وسط العاصمة التي انتشر فيها عناصر الامن بكثافة.

وندد البيت الابيض بـ "القمع العنيف وغير العادل بحق مدنيين يطالبون بممارسة حقوقهم الاساسية" في إيران. كما دان بيان للخارجية الفرنسية "الاعتقالات العشوائية وأعمال العنف" التي استهدفت المتظاهرين. وقال البيان ان "فرنسا تندد بالاعتقالات العشوائية واعمال العنف ضد اشخاص يتظاهرون لمجرد الدفاع عن حقهم في حرية التعبير وتطلعهم الى الديمقراطية". ووقعت مواجهات عديدة الاحد في اصفهان ونجف آباد، وارك (وسط)، وشيراز (جنوب) وبابل (شمال)، ومشهد (شمال شرق) وتبريز (غرب)، كما افاد موقع "رهسبز" الذي نقل "انباء غير مؤكدة" عن سقوط اربعة قتلى في تبريز.

إلى ذلك، ذكر موقع اصلاحي على الانترنت ان زعيما معارضا انتقد حكام ايران المتشددين يوم الاثنين لقتل ابرياء خلال احتفال ديني. وقال موقع "جرس" على الانترنت ان رجل الدين المعتدل مهدي كروبي الذي حل رابعا في الانتخابات قال في بيان "ما الذي حدث لهذا النظام الديني ان يأمر بقتل ابرياء خلال يوم عاشوراء المقدس، "لماذا لا يحترم الحكام مثل هذا اليوم المقدس؟".

وعلى الرغم من القبض على العشرات والحملات الامنية إلا أن احتجاجات المعارضة اندلعت مرارًا منذ انتخابات الرئاسة التي جرت في حزيران/يونيو والتي تقول المعارضة انه جرى التلاعب في نتيجتها لضمان فوز الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية.

دبي للاعلام تؤكد فقدان الاتصال مع مراسلها

بدورها اكدت مؤسسة دبي للاعلام الاثنين فقدان الاتصال مع مراسل قناة دبي في طهران منذ امس الاحد، وذلك في بيان نقلته وكالة الانباء الاماراتية. وقال احمد الشيخ المدير العام للمؤسسة التي تملك قناة دبي انه يؤكد "خبر فقدان الاتصال بمراسل المؤسسة في الجمهورية الاسلامية الايرانية الزميل رضا الباشا". والباشا السوري الجنسية يعمل مع قناة دبي منذ سنة تقريبا عبر مكتب محلي للخدمات الاخبارية.

وذكر البيان ان مؤسسة دبي للاعلام "تتابع وضع الزميل الباشا بتفاصيله كاملة مع الجهات المعنية و ذلك بعد ان فقد الاتصال به" مؤكدا ان المراسل "لم يكن مكلفا بأي تغطية اخبارية أمس" الاحد. وكان احد زملاء باشا قال لوكالة فرانس برس ان اثره فقد اثناء تغطية تظاهرات للمعارضة في وسط العاصمة الايرانية الاحد.

وقال الصحافي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "لقد اتصل (رضا الباشا) بعائلته في حوالي الحادية عشرة (7,30 ت غ) ليقول لهم انه عالق" في وسط المدينة، ومن ثم "ظلت هواتفه مغلقة". واتصل زملاء رضا بمكتب الصحافة الاجنبية في وزارة الثقافة والارشاد. وقال زميله لفرانس برس ان "اخر ما قيل لنا ان رضا الباشا ليس بين القتلى ولا الجرحى، وان الارجح انه بين الموقوفين".

مواقف دوليةمنددة

وطالبت روما السلطات الايرانية بـ"احترام الحياة" وباجراء "حوار" مع المعارضة اساسه احترام حقوق الانسان، وقالت وزارة الخارجية الايطالية في بيان ان "الحفاظ على الارواح البشرية يمثل قيمة اساسية يجب الدفاع عنها في شتى الظروف". واضاف البيان ان الوزارة "تأمل من هنا ان يجري حوار بين الحكومة والمعارضة في ايران في اطار احترام حقوق الانسان ومن بينها خصوصًا احترام الحياة".

من جهتها، نددت كندا بـ"العنف الوحشي" الذي مارسته قوى الامن الايرانية الاحد بحق متظاهرين، داعية طهران الى احترام حقوق الانسان. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان اوتاوا "قلقة للغاية جراء القمع العنيف الذي مارسه اليوم 27 كانون الاول/ديسمبر النظام الايراني ضد مواطنين كانوا يمارسون حقهم في حرية التعبير والتجمع بمناسبة عاشوراء".

وأضاف "مرة جديد تلجأ القوى الامنية في ايران الى الترهيب والعنف ضد المواطنين" الذين "يحق لهم اسماع صوتهم"، وتابع البيان أن "حكومة كندا تدين لجوء القوات الأمنية الإيرانية الى العنف الوحشي وتدعو مجددًا ايران الى احترام واجباتها في مجال حقوق الانسان".

وادت ايضًا الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات الى جعل المسؤولين الايرانيين غير قادرين على حل خلاف بشأن برنامج ايران النووي الذي يخشى الغرب ان يكون ستارا لصنع قنابل. وتنفي ايران ذلك. وتزامن يوم عاشوراء هذا العام مع اليوم السابع التقليدي للحداد على رجل الدين المعارض البارز اية الله حسين علي منتظري الذي توفي قبل اسبوع عن 87 عامًا في مدينة قم الشيعية المقدسة. وكان منتظري من اشد المنتقدين للمؤسسة الدينية المتشددة والراعي الروحي لحركة المعارضة.

وفي المواقف ايضا دانت المانيا بحزم الاثنين "التدخل الوحشي لقوات الامن الايرانية ضد المتظاهرين"، وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي في بيان "ادين باكبر قدر من الحزم التدخل الوحشي لقوات الامن الايرانية ضد المتظاهرين"، مشيرا الى ان "عددا كبيرا من الاشخاص قتلوا مجددا وسقط عدد كبير من الجرحى". واضاف "اطلب من سلطات طهران ان تفعل كل شىء لتجنب تصعيد جديد في الوضع ووضع حد لاعمال العنف".

وذكر الوزير الالماني بان ايران ملزمة "السهر على حماية الحقوق المدنية والسياسية لمواطنيها"، بموجب الميثاق الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية للامم المتحدة الذي وقعته ايران وصادقت عليه. وحذر من ان الاسرة الدولية ستسهر على ذلك ولن تكف هن الاهتمام به".

من جانبه دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني " السلطات في ايران لكي تضع حداً خلال أقرب وقت لدوامة العنف، وإنشاء إطار للاحترام الكامل للحقوق المدنية والسياسية للشعب الايراني'' حسب تعبيره. وكشف رئيس الدبلوماسية الايطالية في بيان حمل توقيعه اليوم عن أنه سيناشد الرئاسة الأوروبية خلال الساعات القادمة من أجل "صياغة رسالة موحدة توجه لايران تعكس القلق العميق لما حدث" على حد قوله

واعتبر رئيس البرلمان الايطالي جانفرانكو فيني أنه "لا يجب على العالم أن يصم آذانه عن صرخات أولئك الذين يعبرون عن رغبتهم بالحرية في شوارع ايران" حسب تعبيره. وقال رئيس البرلمان الايطالي في كلمة أمام العسكريين الايطاليين المنضويين تحت لواء قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة، لدى زيارته إلى بلدة شامة جنوبي لبنان اليوم "آمل أن يساهم المجتمع الدولي بأكمله وكذلك الاتحاد الأوروبي في تقديم أجوبة شافية للكثير من الايرانيين الذين نزلوا الى الشوارع معرضين حياتهم للخطر في سبيل التعبير عن الرغبة في الحرية" على حد قوله.

الى ذلك، طالب وزير الخارجية النمساوي ميخائيل شبنديل ايغير الحكومة الايرانية اليوم بانهاء "دوامة العنف في البلاد". وقال شبنديل ايغير في بيان له وزعته الخارجية النمساوية مساء اليوم انه "على المسؤولين الايرانيين أن يدركوا ان المجتمع الدولي يتابع بدقة افعال قوات الامن الايرانية". وشدد على انه "لا يمكن القبول بالتجاوزات العنيفة التي ترتكبها قوات الامن بحق المواطنين الذين لم يقوموا سوى بممارسة حقهم الشرعي في التظاهر". وعبر عن قلق بلاده الشديد ازاء "ممارسة القمع ضد المتظاهرين والاعتقالات التعسفية في طهران" مشيرا الى ان هذه الممارسات اسفرت عن وقوع "عدد من القتلى والجرحى من بين المتظاهرين". ودعا وزير الخارجية النمساوي الحكومة الايرانية الى حل الأزمة الدائرة بالبلاد عبر الحوار بدلا من اللجوء للعنف