أخبار

إيلاف في فضاء الصحافة الإلكترونية العربيَّة: بصمة وصناعة للخبر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إقرأ أيضا

السنة العاشرة لـ إيلاف وللصحافة الإلكترونيَّة العربيَّة

رؤساء ومدراء تحرير فلسطينيون: إيلاف مغامرة ناجحة

تعتبر "ناهد انديجاني" مديرة تحرير مجلة ماري كلير السعودية أن إيلاف أصبحت الجريدة الإلكترونية الأولى، أما مطلق البقمي مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط فيقول أنه يكفي لإيلاف الريادة كونها أول صحيفة عربية اخترقت الإعلام الالكتروني، فيما يصف رئيس تحرير مجلة رؤى عبد العزيز قاسم "إيلاف"بأنها تجربة ثرية، كان لها السبق والريادة في فضاء الصحافة الإليكترونية العربية، وبحسب منال الشريف رئيسة للقسم النسائي في جريدة عكاظ: " فإن "إيلاف" تعد منالصحف الإلكترونية الرائعة.

أمل اسماعيل وغادة محمد وعلياء مجدي من الرياض: تطفئ "إيلاف" شمعتها التاسعة وتشعل العاشرة، وكما في كل عام يكون الاحتفال بـ"إيلاف" مختلفًا كتجربتها ذاتها قبل 9 سنوات بالتمام والكمال، فالاحتفال هنا محاولة لطرق أبواب كثيرة تبدو لنا أهميتها بالغة جدًا، أهمية تجعلنا نستحضرها ونحن في عز بهجتنا بدخولنا عامنا العاشر محملين بالأحلام والأماني.

وفي هذا التقرير الموسع نطرح الأسئلة الشائكة التي لا ندعي أن إجاباتها في قبضتنا، لكننا نحاول أن نجعلها جزء من الحراك الإعلامي العربي بثنائية الورقي والالكتروني هذه المرة، دون أن ينتقص ذلك من الإعلام الفضائي شيئًا.

فكم هو جميل أن يكون الاحتفال فرصة لطرح أسئلة مصيرية على غرار: كيف أثرت الأزمة المالية العالمية على الصحف العربية في ظل حالة من الهروب دفعت ببعض الصحف إلى التوقف ورقيًا والابقاء على نسخها الكترونيًا؟ وهل تنظر الصحف الورقية نظرة عداء إلى الصحف الالكترونية التي وبما لا يدع مجالاً للشك سحبت (الأخيرة) البساط من تحت الصحف الورقية؟

وطالما حضرت المقارنة فكيف ينظر خبراء ومدراء تحرير لصحف ومجلات سعودية إلى مميزات الصحافة الالكترونية في عز ابتكاراتها ومستحدثاتها التي لا تتوقف؟ وكيف هي تجربة إيلاف ذاتها؟ وهل يمكن أن يكون هناك تكامل أو أن الصراع والتنافس مصير أبدي، ليكن هنا في هذا التقرير حوارًا أخويًا على امل أن نصل إلى إجابات... فهل لذلك سبيل؟

الصحف الورقية والأزمة المالية
الباب الأول الذي سنطرقه يتعلق بأثر الأزمة المالية العالمية على الصحف الورقية، فإلى أي مدى تراجع توزيع الصحف على خلفية الدمار الذي خلفته الأزمة المالية؟

منال الشريف، رئيس القسم النسائي في جريدة عكاظ تقول أنها لم تلحظ تراجعا في توزيع الصحف في السعودية وتحديدًا في جريدة عكاظ إنما لوحظ أن الأزمة قادت إلى تراجع في التوظيف. وهي النقطة التي تنطلق منها الشريف لطرح سؤال: هل هنالك مؤسسات ستستوعب كوادر الإعلاميات الخريجات من الجامعة؟

تضيف الشريف قائلة: "المؤكد أن صحفنا تحتاج إلى إعادة تدوير في كراسي التحرير وذلك بدلا من وجود الكثير من الصحافيين الذين يعملون في مجال التدريس أو لا يتفرغون للعمل الصحافي بشكل كامل.
وهي على وقع الأزمة المالية وقرار بعض الصحف العالمية وقف نسخها المطبوعة والاكتفاء بنسخ الكترونية تقول "إنه لمن المبكر جدًّا التفكير بالاستغناء عن الصحف الورقية، نحن لا نعيش في دول تنتمي إلى العالم الثالث، وصحفنا الورقية ما زالت تطبع وهنالك صحف جديدة تشتري مطابع لإصدار أول عدد لها، فليس منطقيًّا التفكير بذلك الأمر في هذه اللحظة".

أما مديرة تحرير سيدتي في مكتب الرياض رنا زهير فتقول "إن التوقعات كانت تسير باتجاه تراجع الصحف والمجلات توزيعا وصناعة لكن بالذكاء والدهاء والاعتماد على الجذب عن طريق الموقع الالكتروني (تقصد هنا تجربة مجلة سيدتي) لم تتراجع، بل بالعكس احتلت "سيدتي" المركز الأول بين المجلات العربية.
وهي في هذا السياق تعتبر قرار بعض الصحف العالميَّة وقف نسخاتها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الالكترونيَّة حالة من الاستسلام الذي لا يجب التوقف عنده.

وفي ما يخص أثر الأزمة على حجم الاعلانات في مجلة سيدتي فتقول إنها تأثرت فقط أول 3 أشهر من العام الماضي بعدها بقيت طلبات المعلنين على الإعلانات في المجلة المطبوعة على عادتها... وعلى العكس من "رنا زهير" يقول نائب رئيس تحرير مجلة "سنوب" ومدير تحريرها بالخليج بسام سامي ضو أن تأثير الأزمة المالية العالمية على قطاع الإعلانات طال مختلف أنواع الإعلانات، دون أي استثناء.


ناصر الشهري

ناصر الشهري، رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية يرى أن الأزمة الاقتصادية أثرت على كثير من القطاعات الصناعية وتحديدا الإعلامية منها، لكونها جزءًا أصيلاً منها، ولكنها لم تتأثر بالشكل الذي يمكن أن يماثل دول أخرى، فالمملكة لم تتأثر من ناحية الإنتاج بل كان التأثير مرتبطًا بقطاعات مثل: ارتفاع أسعار الورق.

أما عن عن حجم الإعلانات فيقول أنها تأثرت إلى حد بسيط جدا وفي بداية الأزمة تحديدا.. فيضيف: "من يشهد حجم الإعلان في صحفنا في المملكة يلحظ وجود تحسن رغم الأزمه، ربما توابع الأزمة وأضرارها لم تمسنا بالممكلة بالمقارنة مع الدول الأخرى".

وهو نفس الرأي لرئيس تحرير مجلة "رؤى" عبد العزيز قاسم الذي يقول: "أستطيع بثقة أن أقول إنها لم تتأثر سلبا، فما زال المعلن العربي يفضل الصحيفة الورقية التي تظل طويلا مع القارئ، يتابعها في أي مكان وفي كل وقت، وذلك بخلاف الإعلانات الإلكترونية، ويمكن التأكد من ذلك من فارق الأسعار بين إعلان في صحيفة ورقية، ومن الإعلان في أحد المواقع الإليكترونية، انظروا مثلاً إلى أرباح مؤسسة عكاظ خلال السنة الماضية بلغت 600 مليون ريال، والأمر نفسه بالنسبة إلى مؤسسة الرياض".

يجزم قائلاً: "المعلن لا يزال متمسكًا بالصحف الورقية، أي نعم انخفض توزيعها ولكن الإعلانات ما زالت قوية".

الورقي والالكتروني.. تنافس أم تكامل
أما نائب رئيس تحرير مجلة "سنوب" ومدير تحريرها بالخليج بسام سامي ضو فيجيب عن جدلية تأثير الإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقيَّة" حيث يقول: "لا يمكن لأحد إنكار التأثير الذي خلّفه الإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية، وهو تأثير طبيعي، يأتي نتيجة إقبال المتلقي على كل ما هو جديد، لاستكشافه والبحث عما يمكن أن يوفره له من خدمة لم تكن متوفرةً من قبل، دون أن يعني ذلك حصر هذا التاثير بالجانب السلبي فقط، فلا تزال المسألة خاضعة للاختبار، ولم يصل الأمر حد الاستغناء الكامل عن أيّ منهما، أو الاعتماد المطلق على أحدهما".

ويضيف في ما يخص تراجع توزيع الصحف الورقية في ظل تزايد الاقبال على الصحافة الالكترونية يشدد: "لا شك في أننا نعيش عصرًا يشهد فورات في التطور التقني والمعلوماتي. ونحن لا نزال في المرحلة الأولى أو المبكرة من انفتاح آفاقٍ لا حدّ لها، عنوانها وقاعدتها الأساس هما التواصل عبر شبكة الإنترنت. ولا يمكن لأحد تجاهل أو التغاضي عن أن نسبةً لا بأس بها من القرّاء توجهوا إلى "القراءة الإلكترونية"، ما أدى وسيؤدي إلى تراجع في عدد قرّاء المطبوعات، قد يكون موقتًا أو مرحليًا، لكنه أمرٌ واقع، دون أن نغفل النسبة المتدنية في الأصل من القراءة في عالمنا العربي.

وعلى الرغم من حديثه السابق يرى "سامي ضو" أنه لا يؤيد توجه توقف بعض الصحف إصدارها الورقي والاكتفاء بإصدار الكتروني.. فالتلفزيون لم يلغِ دور الصحف، والإنترنت لم يقضِ على التلفزيون، بل ثمة لعبة توازن لا بد من إتقانها، للتوفيق بين متلطبات هذا وذاك من قطاعات الإعلام المتنوعة.

وبحسب مدير تحرير جريدة الوطن علي الزيد فإن التأثير واضح بالطبع، إلا أن المسألة ستستغرق وقتًا أطول، في المنطقة العربية عمومًا، كي تصل لمرحلة الإضرار المباشر فيما يتعلق بالعوائد الإعلانية والتوزيعية.

ويضيف الزيد: "وأضح تمامًا أننا تجاوزنا سؤال:"هل ستؤثر الصحف الإلكترونية في الصحف الورقية"؟ فقد بات مسئولو الصحف يأخذون في الحسبان أقرانهم "الإلكترونيون" كمنافسين، والقصة التي نعتقد أننا سنحقق السبق فيها غداً نسعى لعدم تسربها ليس للمنافسين الورقيين فحسب، بل لمواقع الأخبار الإلكترونية".
أما رئيس تحرير مجلة رؤى عبد العزيز قاسم فيرى أن تأثير الإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقيَّة كان فعالا في بعض المناحي، فالإعلام الإلكتروني يتميز بالسرعة والمرونة في متابعة الأحداث لحظة بلحظة، وتوثيقها بالصور الحية والفيديوهات المباشرة، والأجيال الجديدة تتابعه بشغف وتشارك فيه، في مقابل قطاعات كبيرة مرتبطة بالصحف الورقية.

يضيف القاسم: مشكلة الإعلام الإلكتروني أنه ما زال محصورًا في فئات معينة تمتلك الوسائل التقنية التي تربطهم إلكترونيا بالمواقع الإعلامية والصحافية، وبالتالي يمكننا القول إن لكل وسيلة جمهورها، وإن كنت أعترف بأن الاعلام الالكتروني سحب شريحة قراء من الصحافة الورقية.
وفي ما يخص معدل التوزيع في الصحف الورقية فيؤكد القاسم أنها تشهد تراجعًا مخيفًا في نسبة التوزيع بفعل تحول الكثير من القراء إلى مطالعتها عبر الانترنت.

أما عن قرار بعض الصحف العالميَّة وقف نسخاتها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الإلكترونية فيعتبرها القاسم بمثابة خطوة استباقي قامت بها بعض الصحف الغربية ومنها صحيفة c.s.monitor إحدى اعرق الصحف الأميركية، في خطوة قال القائمون عليها أنها تستهدف إنهاء زمن الصحافة الورقية في الولايات المتحدة الأميركية.

ويتابع: لكن برأيي الشخصي إن كانت هذه الخطوة صائبة في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية يدار فيها كل شيء إلكترونيًا تقريبًا، فلا يمكننا القول بأنه سيحدث في بلد من بلدان العالم الثالث في القريب العاجل، أتصور أن ذلك سيأخذ وقتًا طويلاً في المملكة كي نصل إلى إلغاء الصحيفة الورقية.

ناهد انديجاني

أما ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة "ماري كلير" السعودية فتؤكد على أنه فعليا توقفت بعض الصحف وباتت الكترونية، نلحظ ذلك حتى في الحالة العربية مثل "مجلة المجلة" والسبب في ذلك يعود إلى أنها أقل تكلفة، وهي خطوة تعارضها قائلة: "أفضل أن يكون لكل صحيفة ورقية صحيفة الكترونية ليكون هنالك توازن بين النسختين".
أما مدير تحرير جريدة الوطن علي الزيد فيقول عن رأيه في قرار بعض الصحف العالميَّة وقف نسخها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الالكترونيَّة: "لا أرى رأياً هنا، بل أرى نتيجة. ففي نهاية المطاف، ومع تجاوز الدور المعرفي، التنويري والثقافي، للصحف... فإنها في المحصلة: سلعة، تطالها قوانين السوق".

ويتابع: "بعد قرن من تأسيسها، أعلنت "كريستين ساينس مونيتور" عزمها وقف طبعتها الورقية اليومية لخفض التكاليف المترتبة على الأوراق والأحبار والتوزيع، وبالتالي تحقيق أرباح أعلى من العوائد التي باتت تجنيها الصحيفة من الإعلانات على موقعها الإلكتروني، كل هذه مفاهيم ومصطلحات اقتصادية، وهكذا فإن القوانين التي تنطبق على سوق إقليمي كبير، سرعان ما تجد طريقها إلى أسواق العالم، وما واجهته الـ"ساينس مونيتور" ستواجهه بقية صحف العالم لا محالة، وهي مسألة وقت".

وعن تراجع توزيع النسخات الورقية في الصحف المطبوعة يضيف أنه عالميًا، يتجه المؤشر العام لمبيعات الصحف الورقية نحو الانخفاض. إلا أنه، وعلى المستوى المحلي، تعطي المبادرات نتائج سريعة، وهذا أمر مشجع، فـ"الوطن" في إخراجها "التلفزيوني" الجديد حركت السوق برمته، ورفعت "شمس" وتيرة المنافسة بانتقالها من "التابلويد" إلى "البرودشيت"، وحصدت "عكاظ" الكثير من الإعجاب بالنقلة التي أحدثها رئيس تحريرها محمد التونسي وانعكست على نحو خاص على صفحتها الأولى.

أما مديرة تحرير مجلة سيدتي في مدينة جدة منى سراج فتقول أنه رغم أن الإعلام الالكتروني بات المحرك الأساسي والإعلام الحقيقي في عالمنا الجديد إلا أن المنتمين له في عالمنا العربي ما زالوا بحاجة لمزيد من الوعي، لكن بالمجمل أثر هذا الإعلام على الإعلام الورقي وخصوصًا في الغرب حيث أغلقت العديد من الصحف والمجلات وأعلنت إفلاسها وتحول أغلبها إلى صحف أو مجلات إلكترونية واستغنت بالمقابل عن العديد من موظفيها ومحرريها.

عادات اتصالية جديدة.. و"هوس"
في ظل انتشار الثقافة الالكترونية في مجال التعليم الالكتروني (E-learning)، والحقيبة الالكترونية للطالب، وزيادة استخدام التجارة الالكترونية (E-Commerce) يكون السؤال عربيا: هل هناك من تغيّرات في العادات الاتصالية لدى الجمهور العربي؟ وعن ذلك يجيب نائب رئيس تحرير مجلة "سنوب" ومدير تحريرها بالخليج بسام سامي ضو فيقول: "لا شك في هذا، وهو تغيّر ملموس وجليّ المعالم وسريع الوتيرة، وفيه مكامن إيجابية بالتأكيد، قوامها كسر الحدود بين ثقافات وأعراق العالم، وردم الهوة بين أغنيائه وفقرائه، وخصوصاً مع المنافسة الشديدة التي تنعكس انخفاضاً في أسعار مثل هذه التقنيات، ما يتيح توفرها للجميع تقريبًا.. إنما لهذا التغير سلبياته أيضًا والتي لا تخفى على أحد، ولعل أخطرها هو دخول التواصل بين البشر حيّز التواصل التفاعلي، أو الوهمي، أو التواصل عن بعد، ما يفقد العلاقات الإنسانية حرارتها، وينحو بالمرء نحو "الانفرادية"، أو ما أسميه "الفرد الجامع المنعزل".

أما ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة ماري كلير السعودية: فتقول: أولا لا اعتقد أن الثقافة الالكترونية منتشرة لدينا بمفهومها الشامل، استطيع القول أن المنتشر والمستشري لدينا هو الثقافة الالكترونية الترفيهية فقط، نحن شعب نبحث عن كل ما هو يحمل الترفيه والتسلية فقط. لهذا لا اعتقد بأننا لمسنا هذا التغير في العادات الاتصالية لدى القارئ والدليل أن القاري لا يهتم بصفحات التقنية في المجلات والجرائد سوى ما تعلق منها بالمواضيع التي تتحدث عن أحدث ألعاب "البلاي ستيشن" مثلاً، أو صدور هاتف جديد أو كمبيوتر محمول بمميزات جديدة، وكي نصل إلى ثقافة الكترونية بكل معنى الكلمة نحتاج لعشر سنوات أخر".
وتتابع: "ربما إذا طرح هذا السؤال بعد عشر سنوات سيكون الجواب أكثر إيجابية وتفاؤلاً".
نعيد السؤال على مديرة تحرير مجلة سيدتي بجدة منى سراج فتقول هناك ثقافة الكترونية على مستوى العالم، ولكن اعتقد أن الدول العربية ما زال تأثرها قليلاً بذلك على الرغم من أن البيئة مساعدة جدًا على ذلك.
لكنها تطرح السؤال الهام فتقول: "السؤال هنا هو كيف نستغل ما تجلبه التكنولوجيا بكل ما تحفل به من مميزات وفرص من دون المساس بنظام حياتنا وطبائع الإنسان الاجتماعية والإنسانية"

مطلق البقمي

يتناول الموضوع مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط في السعودية مطلق البقمي من زاوية أخرى، فهو إذا يقر بالتغير الملموس.. لكنه يؤكد أن الأرضية التي يمكنها أن تساعده على أن يكون أسرع من ذلك ما زالت غير مكتملة. "فالثقافة الالكترونية انتشرت لدى الجيل الجديد بشكل استطيع أن اسميه "هوس". لكن ما طرح بالسؤال لم يحدث في تطبيقاتنا لمبتكرات الشبكة، والسبب يعود إلى عدم وجود الأرضية التي تساعد على ذلك الانتشار ليحقق التطبيق الصحيح المنشود".

ويضيف البقمي قائلاً: "يقينا لا زلنا "نحبو" في هذا الأمر، واتجاه الشباب إلى الاستخدام واضح.. فجميعنا شاهدنا شبابًا سعوديين هجموا على "الأي باد" واستقطبوه للسعودية على الرغم من أنّ دولاً أوروبية لم تستطع الحصول عليه".

... وما زال الحديث عن المميزات
وعلى الرغم من سنوات على تجربة الصحافة الالكترونية العربية إلا أن الجدل حول مميزاتها وخصائصها يحضر عند المقارنة بينها وبين الصحف الورقية، وعن ذلك يقول رئيس تحرير مجلة رؤى عبد العزيز قاسم واصفًا الصحافة المطبوعة إن أهم سماتها الحميمة، فالصحيفة المطبوعة برأيه هي أكثر قربًا والتصاقًا بالقارئ، وهي صديق مطيع لا يتسبب له في مشاكل كما في الصحافة الإلكترونية التي تزعج مستخدمها أحيانًا سواء لمشاكل في الاتصال أو غير ذلك.

وهو إذا يسرد ذلك يضيف أنه على الصحيفة المطبوعة أن تجاري لغة العصر بأساليب إخراجية مبتكرة، وصياغة احترافية، وإفراد مساحات أكبر للتواصل مع قارئيها.

في حين يرى ناصر الشهري، رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية أن أهم ميزة في الصحيفة المطبوعة أنها تعتبر وثيقة يحتفظ بها القارئ ويعود إليها في أي وقت، كما أنها متكاملة أكثر من الصحيفة الالكترونية التي لا تستطيع أن تقدم للقارئ ما تحمله الورقية بكل ما تحفل به من إعلانات وزوايا وموادها محلية ودولية.

أما مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط في السعودية مطلق البقمي فينحاز للصحافة الالكترونية فيقول أنها الأسرع في نشر الخبر بعكس الورقية التي تحتاج إلى 24 ساعة لنشره لكن الإعلام المطبوع ما زال يحتفظ برونقه. وهي سمة بحسب المراقبين تحصد الكثير من مميزات الصحف الورقية.
وهي النقطة نفسها التي تطرحها ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة ماري كلير السعودية فهي "الأسرع بجدارة"، وتضيف أنها تسهل معرفتنا بردود أفعال القراء حول ما تم نشره من مواد صحافية. وتلك ميزة كبيرة جدًا.

ودوما ما استحضر الحديث عن المميزات غداة عمليات المقارنة التي تصل حد التصارع أحاديث التهديد، فهل يشعر العاملون في الصحافة الورقية تهديدا من رواج الصحافة الالكترونية؟ عن ذلك تجيب ناهد انديجاني مديرة تحرير مجلة ماري كلير السعودية بأنها لا تعتقد أن الصحف الالكترونية تشكل خطورة حالية على الصحف الورقية، ولكن بعد 10 سنوات سيظهر تأثيرها.
أما ناصر الشهري، رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية فيقول إنه إلى الآن لم يشغر بالتهديد الحقيقي، والقارئ ما زال متمسكًا بالصحيفة الورقية.

أما مطلق البقمي مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط في السعودية فيقول صحيح أن الصحافة الالكترونية إلى الآن لا تشكل خطورة على الورقية، ولا أعتقد أنها وصلت لمرحلة تهديد الإعلام المطبوع لأن عمل جزء كبير منها لم يكن مؤسسًا بل كان بمثابة اجتهادات شخصية من مجموعة من الشباب المتحمسين.
وعن ذلك تضيف ناهد الديجاني أنها ترى أن هناك دورًا تكامليًا بين الصحف الورقية والإلكترونية، يعني حالة من التوازن.

أما بسام سامي ضو فيقول إنه ليس مع نظرية "الإلغاء"، بل يرى في الأمر تكاملاً لا نزال نفتقد إلى أطره السليمة التي تضمن ديمومته ونجاح التزاوج بين جيلين مختلفين، بل عصرين متفاوتين من وسائل الإعلام.
ويضيف أفضل دومًا الحديث عن نوعٍ من التكامل، أو خيط من التواصل بين هذه وتلك (الورقية والالكترونية)..
ويتابع: "يبقى للصورة رونقها، ولملمس الورق ورائحة الحبر عشاقهما. قد تتميز الصحف الإلكترونية بسعة مخزونها للمعلومات، وبقدرتها على الأخذ بمتصفحها إلى أيّ خبر أو حدث أو موقع يريد، مع ميزة "الآن" التي تجعل القارىء يتابع بعض الأحداث لحظة وقوعها".

وعلى الرغم من حالة التمني في ذلك التكامل إلا أن بعضهم يؤكد أن الإنترنت ستؤثر (بكل ما تتضمنه من صحف إلكترونيَّة ومنتديات ومواقع اجتماعيَّة ومدونات وما يعرف بـ (صحافة المواطن) على الصحافة المطبوعة) وعن ذلك يؤكد عبد العزيز قاسم: "اليوم بات بوسع كل من يملك جهاز كمبيوتر واتصال بشبكة الإنترنت أن ينشئ صحيفته الخاصة في ما يعرف بعالم المدونات، وهو عالم فريد لا تحده حدود، ولا تطاله الرقابة إلا نادرًا، كما أن المواقع والمنتديات باتت "هايد بارك" مفتوح لكل من يريد أن يعبر عن رأيه في قضية ما، وإن كانت أغلبية هذه المواقع والمنتديات تتسم بالعشوائية وعدم تأصيل المعلومات، فإن على الصحافة المطبوعة أن تستفيد من هذه التجربة بأن تكون أكثر قربًا من مواطنيها وقرائها، وان تفتح لهم صفحاتها للتعبير عن رؤاهم في مناخ يتسم بالحرية والمسؤولية".

ويتابع القاسم أن ذلك يأتي في ظل حالة الجمهود في المحتوى الذي ينشر في مواقع الصحف الورقية، يضيف: "للأسف، الظروف الحالية في أغلب الطبعات الإلكترونية تجعلها صورة طبق الأصل من النسخة الورقية، وهذا اعتقد بسبب قصور في الإمكانات التقنية، وفي فريق عمل إلكتروني مستقل عن فريق النسخة الورقية يكون مسئولا عن التحرير إلكترونيا، وتحديث الموقع لحظة بعد لحظة طبقًا لكل جديد.. فإذا كانت بعض المواقع الإخبارية المتخصصة لا تغير أخبارها إلا في توقيتات محددة على مدار اليوم، فكيف بالموقع الذي يتبع نسخة ورقية.. أكيد ستكون سرعة التحديث والتغيير بسرعة السلحفاة نفسها".

وعلى الرغم من صوابية حديث القاسم إلا أن بعضهم يرى أن الأمر في الصحف والمجلات تغير أو في طور التغيير، حيث هناك العديد من الصحف تحرص على متابعة الأخبار وتحديثها على مدار الساعة حتى أن بعض المجلات الأسبوعية تحرص على ذلك، كما في تجربة مجلة "سيدتي" التي تنشر الموضوع أو التحقيق وتحدث المتابعة في مستجداته عبر الموقع كما تقول رنا زهير مدير تحرير مجلة سيدتي في مدينة الرياض.

بصمة وريادة وصانعة للخبر
ومع دخول "إيلاف" عامها العاشر تقول "ناهد انديجاني" مديرة تحرير مجلة ماري كلير السعودية على الرغم من أنها اعتمدت في البداية على الاقتباس من الصحف العالمية لكنها حاليًا أصبحت سباقة بالفعل وتعتبر الصحيفة الكترونية الأولى.

تتابع: "أنا أحبها وأحب كتابات كثير من الزملاء، وأذكر عندما بدأت العمل في الصحافة كانت مواضيعي تنشر في إيلاف وكنت أقيس ردة فعل القارئ من خلال إيلاف. مؤكد أنها جريدة ناجحة.. يكفي أنها بيد الرائع أ. عثمان العمير".
أما ناصر الشهري، رئيس تحرير جريدة البلاد السعودية فيصف تجربتها بأنها تنطلق من تجربة رجل كبير في الصحافة رجل يعتبر أحد رواد الصحافة السعودية وله بصمات في الصحف العربية، ومن الطبيعي أن ينجح، فهو يتمتع بالمهنية العالية ويحظى بالاستقلالية وهو ما جعله صاحب بصمة وحضور في الصحافة العربية.

أما مطلق البقمي مدير تحرير صحيفة الشرق الأوسط فيقول أنه يكفي إيلاف الريادة لكونها أول صحيفة عربية اخترقت الإعلام الالكتروني، وهي صحيفة دائمة الريادة.
وبحسب مديرة تحرير مجلة سيدتي بجدة منى سراج فإن "إيلاف" من الصحف التي يمكن الاعتماد على الكثير مما ينشر فيها، وفي فترات تكون هي صانعة الخبر ومتقصية الحقائق وتأخذ دور المسؤول.

وتشدد أن التقييم للتجربة مؤكد سيكون متصل بقدرتها على الاستمرار بكل قوة وثبات رغم العديد من الهجمات والتحديات التي واجهتها عند انطلاقها. اعتقد بأنها من الصحف الإلكترونية القليلة التي لا يقلق القاري من قدرتها على الاستمرارية بالمستوى نفسه من المهنية.

فيما يصف رئيس تحرير مجلة رؤى عبد العزيز قاسم بأنها تجربة ثرية، كان لها السبق والريادة في فضاء الصحافة الإليكترونية العربية، وعلى الرغم من تحفظي الشديد على التوسع في مسائل الجنس والإغراء لجذب المتلقي، لكنها حققت بلا شك قفزات متتالية، وما زال ينتظرها المزيد من النجاحات وهي تبدأ عامها العاشر بقيادة عثمان العمير، والكوكبة المتميزة من الصحافيين والتقنيين الذين يتحملون مسؤولية هذه الصحيفة الرائدة.

ويصف نائب رئيس تحرير مجلة "سنوب" ومدير تحريرها بالخليج بسام سامي ضو تجربة ايلاف بأنها رائدة وناجحة، دون مجاملة. وهي مناسبة للثناء على الرؤية المستقبلية التي يتحلى بها القائمون على صحيفة إيلاف، إذ كانوا المبادرين- المغامرين في إطلاقها، ولكن أيضًا الواثقين بنجاح هذه التجربة التي بدأت فريدة، وصار لها اليوم مئات بل آلاف المواقع الشبيهة.. والعقبى لسنواتٍ مديدة من النجاح.

وبحسب منال الشريف رئيسة للقسم النسائي في جريدة عكاظ: " فإن "إيلاف" تعد من الصحف الإلكترونية الرائعة التي وضعت لها بصمه وبصمة مؤثرة جدًا، كنا نتمنى أن نراها ورقية لأننا اعتدنا على العمل الورقي لكنها مع ذلك ما زالت متألقة وفي الصدارة ونتمنى لها كل التوفيق".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إقتراح !!!!
شــوقي أبــو عيــاش -

أقترح على إيلاف الأخذ بعين الإعتبار تخصيص مباراة أو جائزة لأفضل مقال ,أفضل تعليق تقرره لجنة خاصة ويساهم في تقريرها تصويت القراء على صفحات المجلة لأفضل ثلات مقالات وأفضل تعليق على هذه المقالات . ومبروك لحرية الرأي والرأي المضاد .

إقتراح !!!!
شــوقي أبــو عيــاش -

أقترح على إيلاف الأخذ بعين الإعتبار تخصيص مباراة أو جائزة لأفضل مقال ,أفضل تعليق تقرره لجنة خاصة ويساهم في تقريرها تصويت القراء على صفحات المجلة لأفضل ثلات مقالات وأفضل تعليق على هذه المقالات . ومبروك لحرية الرأي والرأي المضاد .

لم تكن ايلاف الاولى
محمد الشنيفي -

كعاده عثمان العمير في انغماسة في النرجسية وحب الذات هاهو يتجراء ويطلق على صحيفتة الممتلئة بمساحاتها التغريبية والتي تعتمد كذلك على اثارة الغرائز والشهوات واستعراض صور الفاتنات من النساء على صفحات ايلاف وبغض النظر عن القيمة التي يمكن ان يشكلنها هؤلاء النسوة

nero
nero -

تخصيص مباراة أو جائزة أفضل تعليق ماذايفعل صاحب التعليق لو لا عنده وقت يتكلم مع احد او لا يحب الازعاج

nero
nero -

تخصيص مباراة أو جائزة أفضل تعليق ماذايفعل صاحب التعليق لو لا عنده وقت يتكلم مع احد او لا يحب الازعاج

استفسار
nahas -

اذا لم تكن الاولى فمن هي الصحيفة الاولى ؟؟ لم تكمل المعلومة وتذكر الاسم.

من تميز الى آخر
يوسف البطاح -

تميزت إيلاف عن غيرها وواجهت الصعاب لاثبات الذات وان العالم يتكلم الكترونيا وان الورقة ليست المصدر الوحيد للخبر والمعلومة .. سنوات من العطاء تستحق عليها جوائز وليست جائزة .. لان اثبات الوجود في زحمة اعلامية الكترونية ليست بالسهل واليسير كما في مطبوعة تنافسها على الصدارة عشر مطبوعات اخرى فقط .. كل التوفيق اتمناه لكم وعلى رأس القائمة الاستاذ القدير العميرهذه تهنئة خاصة مني ومن اخوانكم في شبكة صُحف الإعلامية الإلكترونية تقديري لكم واكثر

متميزون
غـآزي -

اثبتت إيلاف بما لا يدع مجالا للشك بأن الابداع ليس له حدود ..كثيراً تشدني وتروقني تلك المقالات الثرية بالفكر وايضاً الحرفيه العالية في طرح المواضيع بطريقة تغلبت فيها على نظيراتها من الصحف الالكترونية ..هنيئاًللجميع هذا التميز ..هنيئاً للجميع قرأة هؤلاء المبدعون أمثال امل اسماعيل ورفاقها ..أتمنى لكم في عيدكم العاشر أن تصلوا لحيث ترنو أقلامكم ..شكراً .

من تميز الى آخر
يوسف البطاح -

تميزت إيلاف عن غيرها وواجهت الصعاب لاثبات الذات وان العالم يتكلم الكترونيا وان الورقة ليست المصدر الوحيد للخبر والمعلومة .. سنوات من العطاء تستحق عليها جوائز وليست جائزة .. لان اثبات الوجود في زحمة اعلامية الكترونية ليست بالسهل واليسير كما في مطبوعة تنافسها على الصدارة عشر مطبوعات اخرى فقط .. كل التوفيق اتمناه لكم وعلى رأس القائمة الاستاذ القدير العميرهذه تهنئة خاصة مني ومن اخوانكم في شبكة صُحف الإعلامية الإلكترونية تقديري لكم واكثر