المستقبل للإعلام الجديد... والورقية ستصبح كالديناصورات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
السنة العاشرة لـ إيلاف وللصحافة الإلكترونيَّة العربيَّة
رؤساء ومدراء تحرير فلسطينيون: إيلاف مغامرة ناجحة
إيلاف في فضاء الصحافة الالكترونية العربيَّة: بصمة وصناعة للخبر
رئيسا تحرير الخبر والوطن الجزائريتين: ثورة الالكترون قادمة
بين الصحافة الورقية والصحافة الالكترونية، حكاية بدأت ملامحها تتبلور عالميًّا مع اتجاه عدد من الصحف العالمية نحو إلغاء نسختها الورقية واعتماد الإلكترونية فقط. حكاية لا تزال قيد الإنشاء عربيًا على الرغم من طفرة المواقع الاخبارية الإلكترونية وسط أعداد هائلة من الصحف الورقية. فلمن سيكون المستقبل؟ وما هي الخطوات التي يجب على الاعلام المطبوع اتباعها كي ينضم الى السرب الالكتروني المغرّد؟ تساؤلات حملتها ايلاف الى سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء المستقلة ومدير تحرير صحيفة الصحوة اليمنية راجح بادي.
ينطلق سامي غالب بالحديث عن الاعلامين المطبوع والالكتروني من خلال تجربة صحيفته، فيشير الى ان موقع الصحيفة ينشر فقط أغلبية محتويات العدد الاسبوعي وبالتالي لا يصنف كموقع اخباري وانما مجرد نسخة الكترونية من الصحيفة المطبوعة.
ويتحدث غالب عن صعوبات مادية وبيئية تواجه الصحف اليمنية عمومًا والاهلية خصوصًا، الامر الذي يحول دون تطورها بشكل أكبر. ويرى في النسخة الالكترونية الحالية فرصة ثمينة للتواصل مع شرائح مختلفة من القراء الذين لا يستطيعون الحصول على النسخة الورقية داخل اليمن وخارجه.
وحول تجربته الالكترونية من خلال موقع صحيفة الصحوة التي يدير تحريرها والتي تتبع حزب التجمع اليمني للاصلاح _ ابرز احزاب المعارضة _ يقول راجح بادي من جهته أن الموقع لم يؤثر على مبيعات الصحيفة كونه يهتم بالاخبار فقط بينما تتضمن الصحيفة التحليلات والمقالات والتحقيقات والتقارير والمقابلات... وهذه المواد تنشر في الموقع بعد توزيع النسخة الورقية.
وعن العلاقة بين الصحيفة الورقية والموقع يرى أنّ هناك "تكاملاً" وليس تنافسًا، لافتًا إلى أنَّ المعلن لايزال غير مقتنع بجدوى الإعلان في الصحف الالكترونيَّة، وأنَّ الصحف الإلكترونيَّة تموّل من إيرادات نظيرتها الورقيَّة.
وعن اداء الاعلام الالكتروني ولو كان نسخة عن الصحيفة المطبوعة، يقول أن عدد زوار الموقع في تزايد مستمر مقارنة بعدد قراء العدد الاسبوعي المطبوع. وقد ارتفع هذا العدد خلال العامين الاولين للموقع ليشهد طفرة في العام 2008 وذلك بسبب نوعية القضايا التي تم التطرق إليها... الامر الذي جعل عدد زوار الموقع يتفوق على عدد مشتري النسخة الورقية.
على صعيد متصل يرى ان "اعلام المواطن" يؤثر نسبيًا على الصحافة المطبوعة، إذ إنه اسرع واقرب الى تفاصيل حياة الناس ويناسب فئات عمرية لا تحبذ شراء الصحف الورقية، وبالتالي فإن المستقبل هو لهذا الاعلام الجديد الذي سيجعل من الصحافة الورقية كائنًا منقرضًا كما الديناصورات.
وهنا يتفق كل من غالب وبادي على أن هذا الانقراض لا يبدو انه سيصل الى اليمن في وقت قريب، وذلك لارتفاع نسبة الامية القرائية والالكترونية، إضافة إلى انتشار الفقر بكثرة والاحتكار الحكومي لتوزيع الخدمات الالكترونية. كلها عوامل تمد في عمر الصحافة الورقية في اليمن". لكن فترة الصمود هذه امام الموجة الكاسحة للاعلام الجديد محدودة، فمالكو الصحف الورقية محكومون باللحاق بالاعلام الالكتروني وحجز مكان لهم في اعلام المستقبل. الأمر الذي يشهده عالم الصحافة الآن في مختلف بقاع الأرض.
وحول الفرق بين الاعلام الالكتروني والإعلام المطبوع يقول غالب إن الصحافة المطبوعة لاتزال تمتلك ميزة الخبرة المهنية والحد الادنى من معايير النشر قياسًا الى الصحافة الالكترونية. كما انها تتميز بالتحليلات المعمقة والتغطية الاكثر دقة للاحداث مستفيدة من هامش الزمن الذي يمكّن صحافيو الورق من متابعة الحدث بتأنٍّ وشمولية ودقة". نظرية لا يعممها اذ يستثنى بعض المواقع الاخبارية التي "يمكن اعتبارها اكثر مهنية من بعض الصحف المطبوعة".
وبين سرعة تقديم الخبر والمحافظة على المهنية، يرفض غالب تقديم "موعظة" مهنية حول اخلاقيات المهنة ويضيف "فهذه اصلاً غريبة على الصحافة اليمنية بشقيها الورقي والالكتروني". وهنا أيضا يتفق الفريقان على أن الصحافة الالكترونية وبحكم حداثتها وسرعة ايقاعها وعدم خضوعها لتنظيم تشريعي ترتكب تجاوزات اكثر وافدح مما ترتكبه الصحف الورقية. من هنا تبرز في عالم الاعلام الالكتروني بشكل عام ويمنيًا بشكل خاص، مشكلة تتمثل بعدم احترام حقوق النشر وقلة ادراك متطلبات هذه المهنة ومعاييرها. فيرى غالب أنّ القرصنة تسير كالنار في الهشيم في العالم الالكتروني. ومحركات البحث خير وسيلة للاطلاع على ظاهرة القرصنة في الصحافة اليمنية والتي تتم احيانًا عن جهل أو عن وعي وسوء نية احيانًا. ويقول بادي إنّ المهنيّة الحقيقة تغيب عن الإعلام الإلكتروني، "فتجد ان جميع المواقع الاخبارية تتدوال خبرًا واحدًا بالطريقة نفسها وكل منها يدعى بأنّ الخبر خاص به".
لكن بادي، الذي يندر اعتماده على المواقع الالكترونية كمصدر للخبر إلا في حالات نادرة، لم يفقد الامل في وجود صحيفة الكترونية يمنية فعالة، لكنه يربط وجودها بتحسّن الاوضاع بشكل عام في اليمن، إضافة إلى فك سيطرة الحكومة على الانترنت، حينها يمكن لصحيفة الكترونية محترمة ان تؤثر على الصحافة الورقية وتهددها " لكن مع استمرار الوضع على ما هو عليه فلن يكون هناك اي جديد ولن يكون هناك اي خطورة او تهديد ". أما بعد عشر سنوات فيرى راجح بادي أنّ الصحافتين المطبوعة والإلكترونية ستذهبان كلتاهما إلى مقبرة التاريخ إذا استمر الواقع الحالي في اليمن في جميع النواحي.
وعن إيلاف يقول غالب أنها تحتل موقع الريادة في هذا المجال بحيث تراكمت لديها منذ نشأتها تقاليد مهنية وقدرات حرفية مكنتها من الحفاظ على مكانتها الريادية في عالم زاخر بالحركة ومحفوف بالمفاجآت والمنافسين". فيما أكد بادي أن إيلاف من المواقع التي يعتمد عليها شخصيًا في الإطلاع على كل جديد، معتبرًا أن هذا الموقع يقدم خدمة إخبارية مميزة استطاعت أن تفرض نفسها من خلال نشر مقالات كبار الكتاب وتقارير المراسلين من بلدان مختلفة. وهنّأ "الطاقم التحريري لهذا الموقع الذي ومن خلال تواصلي مع كثير من زملاء المهنة في اليمن يظهر أنه متابع ومقروء بشكل كبير".
التعليقات
nero
nero -خارج الموضوع
جيدين
منصور -هذه الشخصيات من أفضل من المحترفين في اليمن..لكن لماذا لايوجد رأي للصحف الحكومية.. لكن يالله هو أحسن لأنه الصحفيين الحكوميين ماذا سيقولون، وما ذا برأسهم لأنهم أساسا صحفيين يتبعون نظام يعتبر كل شيء جيد