قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يجري الجيش المصري تحقيقات موسّعة، للتوصل إلى هوية ضباط قاموا بتسريب لقاءات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إلى وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.صبري عبد الحفيظ من القاهرة: نشرت أذرع إعلامية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مقاطع فيديو، للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، أثناء اجتماعات له مع قادة وضباط كبار في الجيش المصري، نهاية عام 2012، قالت إنها تظهر أن السيسي كان يبيّت النية للإنقلاب العسكري ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وإنه وضع خططاً للسيطرة على الإعلام وتوجيهه. ويجري الجيش تحقيقات موسعة للتوصل إلى هوية مسربي اللقاءات، التي تدخل في إطار من السرية، كما تجري المخابرات العسكرية تحريات مكثفة، حول عدد كبير من الضباط، لاسيما المنوط بهم تصوير إجتماعات السيسي وكبار القادة.
خطوط حمراءوفقاً لمقطع الفيديو الذي بثته شبكة رصد الإخوانية، فإن السيسي كان يعقد اجتماعاً مع كبار الضباط والقادة، وظهر في الفيديو ضابط كبير في القوات الجوية، وقال: "إن القوات المسلحة هي ركيزة الأمن القومي لأي دولة، وفي كل الدول هناك خطوط حمراء، لحماية هذا الكيان من الإعلام"، وكان صوت السيسي يظهر مؤمناً على ما يقوله الضابط بكلمة "صحيح"، وأضاف الضابط: "الحقيقة أننا تمتعنا طوال الخمسين سنة اللي فاتت بهذه الحماية، وكانت الأمور مستقرة، وجات الثورة (ثورة 25 يناير)، وللأسف حصل الإنفلات والخطوط دي تاهت والناس تطاولت، والإعلام تجرأ علينا، بدعوى أننا انخرطنا في العمل السياسي".
استقطاب الإعلاموطالب الضابط من السيسي إعادة صياغة خطوط حمراء جديدة للإعلام، وقال: "دلوقتي سيادتك يا أفندم، أحناعدنا لثكناتنا تاني، ومحتاجين إعادة الخطوط الحمراء مرة أخرى، بشكل متطور غير النظام القديم، ولا أعتقد أننا نستطيع منع أي وسيلة إعلامية من التكلم، نحن بحاجة لأسلوب جديد في التعامل مع الإعلام أو استقطابه"، وتابع الضابط قائلاً: "أنا شايف إن الإعلام في مصر يسيطر عليه 20 أو 25 شخصية، ومن الممكن إجراء تواصل أو حوار معها بشكل غير معلن أو بشكل منفرد، بحيث يكون هناك نوع من الترغيب أو الترهيب لهؤلاء الناس".
حوار غير معلنوهنا يقاطع السيسي الضابط مبتسماً، وقال: "أنا عارف الترغيب، لكن قل لي كيف سيكون الترهيب"، ورد الضابط قائلاً: "الناس دي يهمها أن يكون لها علاقة مع القوات المسلحة أو يروح لها مندوب منها، نحن بحاجة إلى فريق يبدأ بالتحاور مع الناس دي بشكل غير معلن وبشكل منفرد، والناس عندما تجتمع معاً يكون لديها لغة غير اللغة المعلنة"، وأضاف: "لو نجحنا في استقطاب 10% منهم، سيكون لذلك تأثير قوي، محتاجين أن يندمج العاملون في إدارة الشؤون المعنوية بهؤلاء الإعلاميين".وانتقد الضابط أداء المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد محمد علي، وقال: محتاجين أن يرضي أداء ومظهر المتحدث العسكري الناس بما يتناسب مع الصورة الذهنية عن القوات المسلحة".ويتعرض المتحدث الرسمي للقوات المسلحة إلى إنتقادات شديدة، بسبب أسلوبه الناعم ووسامته، وظهوره في مناسبات إجتماعية مع الفنانات والفتيات، لدرجة أن البعض مع نشطاء الفايسبوك يطلقون عليه لقب "نوال".
تفكيك الدولة وإعادة تركيبهاوبعد أن إنتهى الضابط الذي ناداه السيسي بـ"عمر" من حديثه، انتقلت الكاميرا إلى السيسي، وقال: الخطوط الحمراء لنا جميعا،ً والقانون لا يسمح حتى الآن لوسائل الإعلام بتناول أي خبر عن القوات المسلحة، حتى أنه لا يسمح بظهور أي اسم من هذه القوات في نعي، بدون تصديق من المخابرات الحربية"، وأضاف قائلاً: "لكن الثورة فككت كل القيود التي كانت موجودة، ليس للجيش فقط، بل للدولة كلها".وأضاف السيسي: "الدولة تفككت ويعاد تركيبها من جديد يا عمر، والقواعد والقيود اللي كانت موجودة تفككت ويعاد تركيبها من جديد"، وواصل السيسي الحديث بتنهيدة حارة: "دي مرحلة زمنية جديدة نحن نعيشها، وهذه هي إفرازاتها"، وإستطرد: "نحن نحاول إستيعابها بقدر الإمكان، لكن لن نستطيع إستيعابها بشكل كامل، بحيث لا يستطيع أحد يجيب اسمك ولا سيرتك... نحن فرض علينا شكل جديد، سيفرض علينا التعامل معه".
قلق من البرلمانوأضاف السيسي: "لسه فيه برلمان جاي، وممكن يطلب استجوابات، يا ترى هنعمل معاها أيه؟ ويا ترى أنتم هتتأثروا بيها إزاي؟ عشان كدا أنا قلت في بداية الكلام، لازم نكون كتلة واحدة، ولازم نكون متفاهمين، لأنه هناك متغيرات حصلت، ولازم نجابهها، بدون أن تؤثر علينا سلباً بشكل كبير".
جذاب للستاتورفض السيسي إنتقادات الضابط عمر، للمتحدث العسكري أحمد محمد علي، وقال: "أحمد عليه جذب كتير للستات"، وتابع ضاحكاً: "يعني أنا لو غيرته، وجبتك يا عمر تتكلم، هيقولوا إيه اللي بتعملوه ده، ونحن لدينا مجموعة أخرى غير أحمد، حتى نقدم أنفسنا بأكثر من ضابط وأكثر من شكل".
تكوين أذرع إعلاميةوفي ما يخص مطالب الضابط عمر بإحتواء الإعلاميين، قال السيسي: "نحن (الجيش) مهمومين بهذا الموضوع منذ أول يوم أتى فيه المجلس (العسكري) ـ الذي أدار المرحلة الإنتقالية في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك ـ وذقنا النار يا عمر".وأوضح السيسي أن الجيش يعمل على خلق أذرع له داخل الإعلام المصري، وقال: "حتى نعمل ذلك، لازم يكون هناك أذرع، والذراع يحتاج إلى وقت وجهد طويل، حتى تستطيع إمتلاك حصة مناسبة في التأثير إعلامياً".وأضاف السيسي: "إحنا شغالين في ده أكيد، ونحقق نتائج أفضل، لكن اللي إحنا عايزينه لسه ما وصلناهوش"، أي لم نبلغ هدفنا بعد.
دعم نظرية الإنقلابونشرت وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان على نطاق واسع، بعناوين مختلفة تحوي بأن الجيش المصري كان يسيطر على وسائل الإعلام في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، واستطاع إستغلاها في تشويه صورته، ودعم نظرية الإنقلاب، إلا أن محتوى الفيديو، لا يؤكد تلك الإدعاءات.
تحقيقات وتحريات موسعةومن جانبه، يجري الجيش تحقيقات موسعة، للتوصل إلى هوية مسربي الإجتماع العسكري، وقال مصدر عسكري، لـ"إيلاف"، إن التحقيقات تجري بسرية تامة، مشيراً إلى أن هذا اللقاء لم يكن مذاعاً أو مخصصاً للنشر في وسائل الإعلام.وأضاف أن التحقيقات والتحريات التي تجريها المخابرات العسكرية تعمل على محورين، الأول التوصل إلى هوية مسربي الإجتماع، وما إذا كانت إجتماعات أخرى قد تم تسريبها أم لا، أما المحور الآخر، هو التأكد من وجود خلايا إخوانية نائمة أم لا في صفوف القوات المسلحة المصرية.وأشار إلى أن فحوى الإجتماع، لا تضم ما يسيء إلى السيسي أو القوات المسلحة، لافتاً إلى أن الإجتماع كان يدور حول إنتهاك الإعلام لخصوصية القوات المسلحة بإعتبارها أهم ركيزة من ركائز الأمن القومي، وكيفية التواصل مع وسائل الإعلام لتخفيف حدة التطاول والتجرؤ على القوات المسلحة ورموزها، لاسيما أن الجيش تعرض لإنتقادات حادة وصلت إلى حد التشكيك في ولائه للوطن خلال المرحلة الإنتقالية بعد إسقاط نظام حكم حسني مبارك.