أخبار

حكومات ومنظمات أهلية رأت أن الخطوة تكريس للسلام

منح نوبل لمنظمة حظر الكيميائي دعم لمهمتها في سوريا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رأت حكومات ومنظمات غير حكومية أن منح جائزة نوبل للسلام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يكشف العمل الشاق، الذي تقوم به هذه الهيئة في سوريا، ويسهّل تفكيك الترسانة السورية، ما يدفع بعملية السلام قدمًا في أنحاء العالم.

باريس: رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن منح نوبل للسلام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يذكر بخطر هذا النوع من الأسلحة. وقال إن "هذه الجائزة تصل بعد حوالى مئة عام على أول هجوم بسلاح كيميائي - وخمسين يومًا بعد استخدامها المثير للسخط في سوريا". وأضاف إن "هذه الأسلحة التي "ليست من الماضي بعد، تبقى خطرًا حقيقيًا وقائمًا"، مرحّبًا بمنح نوبل للسلام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

تكريس للمبادرة الدولية
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن منح الجائزة للمنظمة "يكرّس" التحرك، الذي قامت به الأسرة الدولية "منذ أسابيع لإدانة استخدام أسلحة كيميائية وإزالتها في مستقبل قريب".

أضاف إن "الجميع فهموا رسالة لجنة التحكيم، التي منحت نوبل إلى المنظمة، التي مهمتها تدمير الأسلحة الكيميائية"، مذكرًا بأن "أسلحة الرعب هذه استخدمت مجددًا في 21 آب/أغسطس 2013 من قبل النظام السوري ضد سكان مدنيين".

من جهته، قال آكي سيلستروم، الذي يقود فريق المنظمة في سوريا، لإذاعة إس في تي السويدية: "إنها مبادرة تشجيع حقيقية ستعزز عمل المنظمة في سوريا". وكتب أحد الخبراء جوليان تانغيري على صفحته على فايسبوك "خبر عظيم لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن يعترف بها بهذه الطريقة لكل ما قامت به منذ دخول معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ في 1997".

ويقوم الخبراء بمهمة في سوريا منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حيث يفككون ترسانة تضم أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها 300 طن من غاز السارين. وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان إن جائزة نوبل "ستسمح بتسليط الضوء على ما يفعله خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حاليًا في ظروف صعبة جدًا جدًا".

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو من جهته إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "تواجه تحديًا لا سابق له في جهودها في سوريا" لتدمير الأسلحة الكيميائية لنظام دمشق في عمل يدعمه الاتحاد الأوروبي بقوة.

دفع للسلام
في حين رأى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أن جائزة نوبل للسلام "ستعطي دفعًا لعملية نزع الأسلحة في العالم". وأضاف إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "تقدم بعملها في سوريا مساهمة كبيرة في مراقبة وتدمير الأسلحة الكيميائية". أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فعبّرت عن احترامها الكبير لعمل المنظمة.

وعبّرت منظمة العفو الدولية عن ارتياحها الكبير لمنح نوبل للسلام إلى المنظمة، معتبرة أنها "فازت بجدارة بها". وأشارت في الوقت نفسه إلى أن "الأسلحة التقليدية ما زالت تستخدم لارتكاب مجازر". وأضافت إن إعلان نوبل يجب أن "يدفع الأسرة الدولية إلى وقف الانتهاكات الواسعة (لحقوق الإنسان) في سوريا وملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب التي ارتكبتها كل أطراف النزاع".

وقبيل إعلان الفائز بالجائزة، جرى الحديث عن مرشحين رئيسين، هما الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي والطبيب الكونغولي دنيس موكويغي. ورأت طالبة باكستانية في مينغورا، بعد إعلان فوز المنظمة، أن "مجرد ذكر ملالا لجائزة نوبل يشكل مكافأة".وكانت ملالا فازت أمس بجائزة سخاروف المرموقة التي يمنحها البرلمان الأوروبي.

من جهته، عبّر مستشفى الطبيب دينيس موكويغي عن خيبة أمله لعدم منح الطبيب، الذي يساعد النساء اللواتي يتعرّض للاغتصاب الجنسي الجائزة.

وقال المسؤول المكلف الاتصال في المستشفى إيفريم بيسيموا "إنها خيبة أمل حقيقية". وأضاف "كنا نعتقد أن الأمور بدأت بشكل جيد هذه السنة، وكنا نفكر في تحضير قاعة مع شاشة كبيرة، لكننا لم نفعل ذلك لحسن الحظ، لأن الكثير من الضحايا ما كنّ سيتحملن النبأ".

الاحتفال بالجائزة بعد انتهاء المهمة
إلى ذلك، اعتبر مسؤول في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا الجمعة انه سيتم الاحتفال بمنح المنظمة جائزة نوبل للسلام حين تنتهي مهمة تدمير الترسانة الكيميائية السورية بنجاح. وقال جيري سميث رئيس العمليات الميدانية في بعثة المنظمة في سوريا، بحسب تصريحات لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني، "سنحتفل بجائزة نوبل للسلام حين تنتهي مهمتنا في سوريا بنجاح".

ويعمل فريق من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة منذ 1 تشرين الاول/اكتوبر في سوريا. وقد خرج خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفون الاشراف على عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية اليوم الجمعة من فندقهم في دمشق الى وجهة مجهولة. وتحاط انشطة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة الموجودة في سوريا بسرية تامة. واعلنت المنظمة من لاهاي حيث يوجد مقرها ان المفتشين زاروا مواقع للاسلحة الكيميائية، وان عملية تدمير هذه الاسلحة قد بدأت، مؤكدة ان السلطات السورية تبدي تعاونا.

بيان لجنة نوبل حول منظمة حظر الاسلحة الكيميائية
في ما يلي ترجمة غير رسمية لبيان لجنة نوبل النروجية التي منحت جائزة نوبل للسلام الجمعة الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية:


"في اثناء الحرب العالمية الاولى، استخدمت الاسلحة الكيميائية على نطاق واسع. وتمنع اتفاقية جنيف المبرمة عام 1925 استخدام الاسلحة الكيميائية فحسب، وليس انتاجها او تخزينها. في اثناء الحرب العالمية الثانية استخدمت الوسائل الكيميائية في اعمال الابادة التي نفذها هتلر. لاحقا استخدمت الاسلحة الكيميائية في مناسبات عدة من طرف الدول وارهابيين على حد سواء.

عام 1992-93 انشئت معاهدة تمنع كذلك انتاج وتخزين هذه الاسلحة. دخلت المعاهدة حيز التنفيذ عام 1997. مذاك سعت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية من خلال عمليات تفتيش واتلاف وغيرها الى تطبيق المعاهدة. اليوم باتت 189 دولة منضمة الى المعاهدة.

وضعت المعاهدات وعمل منظمة حظر الاسلحة الكيميائية استخدام الاسلحة الكيميائية من ضمن المحرمات في القانون الدولي. ان الاحداث الاخيرة في سوريا، حيث استخدمت الاسلحة الكيميائية مجددا، شددت على ضرورة مضاعفة الجهود للتخلص من الاسلحة هذه. ما زال عدد من الدول خارج عضوية منظمة حظر الاسلحة الكيميائية. وهناك دول اخرى لم تحترم المهلة التي تنتهي في نيسان/ابريل 2012 لاتلاف اسلحتها الكيميائية. هذا ينطبق بشكل خاص على الولايات المتحدة وروسيا.

ان نزع السلاح مسألة ذات اهمية خاصة في وصية الفرد نوبل. وشددت لجنة نوبل النروجية من خلال عدد من الجوائز على ضرورة التخلص من الاسلحة النووية. ومن خلال المكافأة الممنوحة اليوم لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية تسعى اللجنة الى المساهمة في الغاء الاسلحة الكيميائية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف